الأحد، 11 أكتوبر 2020

أفكار عملية للمعلمين والأهل لمساعدة الطلبة أثناء التعلم عن بعد

 

يواجه المعلمين والأهل والطلبة كذلك تحديات خلال اليوم في التعلم عن بعد لعل أهمها: الجلوس والاستماع، الإبقاء على التركيز والحماس للعمل.. إليكم ٤ طرق عملية لمساعدة الأطفال في هذه النواحي.

١- وفّر فرصًا للحركة

لا بد أن المعلمين والأهل كذلك يلاحظون أن العديد من الأطفال يجدون صعوبة في البقاء جالسين لفترات طويلة خلال التعلم وخصوصا أثناء فترة التعلم عن بعد..

الحاجة للحركة حاجة طبيعية جدًا عند الأطفال وتوقعاتنا بأن يجلس الطفل لمدة ساعة أو حتى نصف ساعة دون حراك يؤدي لفشلهم وفشلنا.. فجميعنا رأينا الأطفال يتركون مقاعدهم أو يتشقلبون عليها خلال الدرس.

نعتقد خطأ أن حركة الطفل تعني عدم تركيزه بينما في الحقيقة جسمه لديه هذه الحاجة وإجباره على كبتها يجعل تركيزه أقل لأن دماغه مشغول بإشباع هذه الحاجة.

يمكنك أن تعرض عليه الجلوس على كرسي هزاز أو الوقوف لفترات أثناء الاستماع للدرس أو هذه الفكرة الرائعة من إحدى الأمهات.

يمكن للمعلمين أيضا شمل الحركة في روتين الحصة، مثلا عندما يسأل المعلم سؤالا يطلب من الطلبة الوقوف والجري في أماكنهم حتى يختار طالب للإجابة يتوقف الطالب ويجيب ثم يجلس الجميع.

في الاستراحات خلال اليوم الدراسي تأكد ألا يقضيها طفلك أمام الشاشة أيضًا..
اضبط المنبه بحسب مدة الاستراحة.. وفر أشياء بسيطة لأنشطة حركية مثل نط الحبل، كرة، مكان آمن مخصص للقفز (سرير، ترامبولين)



٢- اشغل أيديهم الصغيرة

من الأساليب المفيدة التي تستخدم مع الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة استخدام بعض الأدوات أو الألعاب الصغيرة لتحريك أصابعهم وبالتالي سد حاجتهم للحركة المستمرة، هذا الأسلوب مفيد جدًا أيضا للأطفال في هذه الاوقات لأنهم مضطرون للجلوس أمام الشاشة لفترات طويلة. خصصي صندوق محارم فارغ أو أي وعاء متوفر ضعي فيه العاب صغيرة يمكن للطفل تحريكها بيده مثل طابات اسفنجية، قطع من ال play dough وغيرها كما في الصورة.

يمكن ان تسأل طفلك المشاركة في اختيار ما سيكون في الصندوق، لا تضع أكثر من ٤ أغراض وقم بتبديلها كل أسبوع.




٣- شجع بطريقة صحيحة

يحتاج الأطفال في هذه المرحلة لكثير من الدعم والتشجيع سواء من المعلمين او الأهالي.
 عبارات التشجيع التقليدية مثل ذكي بطل شاطر رائع وغيرها أساليب غير صحيحة لتحفيز الطالب والأطفال بشكل عام لأنها عامة جدا ولا يعرف الطفل ما هو الفعل الذي يجعله كذلك.. سواء كنت المعلم أو ولي الأمر ابدأ باستخدام أسلوب المدح الصحيح وهو:

الاعتماد على الوصف وملاحظة الفعل بالتحديد الذي قام به الطالب ومدح الجهد وليس فقط النتيجة النهائية حتى يعيد ويكرر الطالب هذا الفعل الجيد..

 استخدم هذه الصيغة: "لقد —-( ما قام به الطفل)—— و ——-(أثر ما قام به)———.
مثلا:
- "لقد ضغطت على زر المشاركة وعرفت المعلمة أنك لديك جواب".
- "دخلت على الحصة في الوقت وبهذا لم يضع عليك شيئًا منها! هذا هو الالتزام"
- "سمعت تعليمات العمل من المعلم وتمكنت من إنهاء الدرس وحدك! لقد وفرت بعض الوقت للمزيد من اللعب! استمر"
- "لاحظت أنك عندما بدأت تشعر بالملل وقفت وحركت أقدامك قليلا وبهذا استطعت أن تبقي على تركيزك..رائع"

عندما يخطِئ أو يعاني طفلك من صعوبة موضوع معين ابتعد عن الانتقاد وشجعه أيضًا بملاحظة الجزء الجيد:
- "أنا واثقة أنك تستطيع، حاول مرة أخرى"
- " أنت لا تستطيع الآن، لكنك تتعلم وكل مرة تحاول تصبح أقرب"
- "كلنا نرتكب الأخطاء، قل لي ان احتجت مساعدة"
- "أنت تعمل بجد على مسألة صعبة وفي النهاية ستلقى حتما النتيجة"

٤- يحتاج الطلبة لمساعدة في التخطيط لأعمالهم اليومية!

استخدم المخططات البصرية لترتيب أعمال وواجبات وحتى استراحات الطالب.
المنطقة المسؤولة عن التنظيم والتخطيط في دماغ طفلك لا يكتمل نموها قبل سن 25 سنة، ووجود الطفل في المنزل مع العديد من الحصص والمواضيع والدروس والواجبات قد يكون مصدر توتر وقلق له وليحمي نفسه من هذا الشعور يرفض الاستجابة والعمل خوفًا من الفشل فالفوضى الخارجية تعني فوضى في تفكير ودماغ الطالب يعني تركيز أقل وتعلم أقل.

يمكن أن يزوّد المعلم طلابه بجدول بصري لأعمال اليوم أو يمكن للأهل تلخيصها بحسب عمر الطالب، الطلبة الأصغر يعتمدون على الصور بينما الأكبر عمرًا على كتابة أعمال كل يوم منفصلة وأما المراحل العليا على الجداول. من المهم ليشعر الطالب بالإنجاز أن تشجعه على شطب ما أنهى من قائمة عمله.



مع الحب 
لانا أبو حميدان



الأحد، 27 سبتمبر 2020

التعلّم عن بعد؛ لماذا تعاني أنت وأطفالك؟


 
مع بداية العام الدراسي في الظرف الوبائي الاستثنائي هذا العام، اختار واضطر عدد كبير من الأهل لإبقاء أطفالهم في المنزل والتعلّم عن بعد.

حمل هذا الخيار معه الكثير من التحديات للأهل وللأطفال كذلك، طفلك غير مهتم وغير ملتزم وأنت تحولت لمعلم وشرطي ومراقب ومع هذا لديك شعور بأن أطفالك لا يتعلمون كما يجب..لماذا وما الحل؟


أولا، السبب الخفي الذي لم يخطر على بالك..

في المدرسة طفلك واحد من مجموعة كبيرة يخطئون ويُقصّرون..نظرة طفلك لنفسه وتعلمه في المدرسة مع معلمه وبين مجموعة تختلف عن وجوده معك وحده..

عندما يخطأ أو يقصر في المدرسة فهو لا يتأثر كثيرًا بانطباع معلمه عنه، أي لا يخاف من أن يراه معلمه بأنه ليس ذكيًا أو جيدًا.. كما أنه مقارنة ببعض الطلبة قد يكون أفضل.

أما معك في البيت، طفلك يطمح دائما لتقبلك ورضاك ومديحك.. ويخاف من أن ترى أنه ليس ذكيًا بما فيه الكفاية كما تريد، غير متفوق وغير مميز.. وبالتالي يخاف من أن يقل ويتغير حبك له.. نعم هذه الطريقة التي يعمل بها عقل طفلك!

هذا الخوف يجعل الطفل يتحاشى المحاولة أساسا، (إن لم تفعل الشيء لا يمكن أن تفشل فيه).


الحل الآن وعلى المدى البعيد

١- تجنب تقييم أداء طفلك، هذه ليست مهمتك هذه مهمة معلمه

ركّز على توصيل رسالة له بأنه يتعلم والتعلم لا يكون خالي من الأخطاء.. لا تظهر له أي قلق اتجاه عدم فهمه لموضوع أو عدم معرفته بالإجابات، تجنّب التعليق أو التأفف من الوضع عندما تراه عالقا في مسألة أو درس معين..تحتاج لتتركه ليصل لمرحلة الشعور بالأمان بأن قيمته لديك وحبك له لا علاقة له بدراسته لتحرره ويمضي في طريقه.


٢- التواصل مع أطفالك في بداية اليوم

قبل أن يبدأ أطفالك دراستهم وتبدأ أنت في أعمالك امنحهم بداية رائعة بالتواصل معهم. خصص ١٠ دقائق للعبة حركية ومضحكة لينفسوا فيها عن توترهم المكبوت حتى يستطيعوا التعامل مع التوتر باقي اليوم..من هذه الألعاب مصارعة خفيفة مثلا، أو عراك بالمخدات المهم أن يحركوا أجسامهم ويضحكوا فهذا أفضل علاج للتوتر لك ولهم كما أن هذا التواصل معهم سيجعلهم أكثر تعاونا معك.


٣- تذكر أن مزاجك سيحدد الجو العام في المنزل.

لا بد أن كل أم وأب كذلك شعروا بالضيق والصدمة من الوضع الذي أجبرنا عليه، لكن العصبية واستخدام السلطة والقوة للتعامل مع الأمر لن يزيده إلا سوء.. الحل هو في التحكم في مزاجك وتصرفك.. بدلا من الاستمرار في تأنيب طفلك وانتقاده لأنه لا يسمع للمعلم ولا ينهي العمل فهذا أسلوب يجعل طفلك لا يهتم أكثر.. جرّب اللعب والمزاح..وتذكر أنه لا يوجد طفل كسول بل طفلك يحتاج إلى تشجيع..

جرّب أن تقل لطفلك: "أنت تحل سؤال رياضيات وأنا أنهي هذا العمل من منا سيسبق؟"

 جرّب أن تتفق معه أن ينهي الحصة وواجبها وبعدها يمكنكم أخذ استراحة للعب لعبة أو مشاهدة برنامج لمدة ١٠ دقائق..في الاستراحة القصيرة التالية ستشربون شكلاتة ساخنة وهكذا..يمكن تطبيق الأمر مع كل الإخوان.


٤- تعاطف مع الشعور لكن كن حازمًا مع التصرف

نسبة كبيرة من الأطفال لم تظهر أي حماس للدراسة في البيت وتستمر في الشكوى والمماطلة.. من الأساسيات المهمة للتعامل مع الأطفال إظهار التفهم لشعورهم.. 

قل "أنا أفهم أنك لا ترغب في الجلوس لساعة هنا لتستمع للدرس وأن اللعب أجمل بكثير" هذا تعاطف وتفهم لشعوره. أكمل..

"ومع هذا،معلمتك تشرح درسا وتنتظر منك إنهاءه، ماذا تريد أن تفعل عندما تنتهي منه؟ هل تحب أن نلعب لعبة أو نشاهد فيديو قصير؟"


٥- شجع طفلك ليحب التعلم وليس ليقوم بواجباته المدرسية فقط.

عندما يشعر طفلك بضيق من عدم فهمه لموضوع أو عدم إتقانه له يمكنك دائما تشجيعه بقول "لا بأس، لا يوجد إنسان يولد يعرف كل شيء، دماغك كعضلة، كل ما حاولت ودربتها كلما أصبحت أقوى".

بدلا من الإشارة لكل الأخطاء، أشر لما قام به بشكل صحيح، وقل "كل ما تحتاجه الان هو القليل من التدرب لتتقن المهارة وتصحح هذه الأخطاء".

عندما يشتكي طفلك من صعوبة درس ما قل"لقد رأيتك سابقا تقوم بأمور صعبة، وأنا هنا بجانبك لتتغلب عليها، كيف يمكنني مساعدتك؟ هل نبحث عن فيديو يساعدك؟ هل نحل عدد من الأسئلة سويا؟ وعندما ننتهي سنألف أغنية تحكي كيف تغلبت على هذ الصعوبة ما رايك؟ 


بهذا أنت لست فقط تساعدهم في هذه الأوقات والظروف بل تبني لديهم مهارات تعلم وتحمم بالنفس لتنفعهم للمدى البعيد


مع الحب 

لانا أبو حميدان

الاثنين، 31 أغسطس 2020

العودة إلى المدرسة في ظروف استثنائية


إنه الوقت من كل عام الذي نستعد فيه وأبناؤنا للعودة للمدرسة، للدراسة والنظام والنوم مبكرا..

لكن هذا العام ليس ككل عام..بعضنا سيبقي أطفاله في البيت لحمايتهم والبعض الاخر سيرسل أطفاله للمدرسة ولا بد أن الكثير من الأفكار تتوارد في أذهاننا والكثير من الحيرة حول كيفية تحضير أطفالنا لهذه الفترة الغريبة.. فالمدرسة لن تكون كما عهدوها دائما..


أنت مصدر القلق أو الطمأنينة، أيهما تختار؟

لا يحتاج أطفالنا أن يسمعوا آخر الأخبار بشأن الفيروس او أعداد الحالات او الوفيات..

كذلك ما نقوله نحن وما نُظهره لهم من مشاعر سينعكس على شعورهم.. بينما قلقك الزائد قد يظهر على شكل حرص وتعقيم زائد وعدم اختلاط بالناس، الا أن طفلك سيعاني من القلق ولا يدري كيف يتعامل معه فينعكس على تصرفاته، مشاغبات، عناد، عدوانية، انطوائية وانسحاب، اضطراب في النوم وغيرها.

ان كنت قد قررت إرسال أطفالك للمدرسة، لا داعي لمشاركة مخاوفك او أرائك أمامهى بشأن صحة القرارات بفتح المدارس او عدمها والتدابير المتخذة..

تصرف بعقلانية لا عاطفية واسأل نفسك

"كيف سيبدو طفلي وهو يردد رأيي هذا؟"


لا تستبق الأحداث وتهوّل الأمر

لابد أن المدرسة تستعد لعودة الطلبة مع الكثير من التدابير الاحترازية، لا داعي لتخويف طفلك وإشعاره بأنه يومه في المدرسة سيكون صعبا وغريبا بسبب كل التغييرات.

أنا شخصيا سألت أطفالي "كيف تتوقعون أن تكون المدرسة هذا الفصل؟" مع أني أعرف عن طريق المدرسة نفسها من قبل..

أخبرتهم بعدها أنهم سيرون كل التدابير الجديدة والتي عمل عليها طاقم المدرسة  الذين يعملون بجهد ليكون الجميع بأمان وطلبت منهم أن يخبروني هم بها بعد عودتهم من يومهم الأول لنرى إن كانت مثل توقعاتهم..


طفلك مسؤول

اشرح لطفلك بطريقة صحيحة وعلمية ولكن بسيطة في نفس الوقت عن أهمية استخدام قناع الأنف والفم لحماية نفسه اولا ولحماية غيره في المدرسة. اشرح له ان الجراثيم التي تسبب الامراض ومنها الكورونا صغيرة لا نستطيع رؤيتها والقناع هو الشبكة التي تصطادها عندما تخرج من انفنا وفمنا..

شاهدوا معا فيدوهات على اليوتيوب عن الأمر ليسهل على طفلك تقبل كلامك.

اطلب منه أن يلبس قناعه طوال الوقت ويطلب من المعلمة ان ينزعه قليلا بعيدا عن الجميع اذا شعر بحاجة لذلك.

اسأله ان كان يعرف كيف يطبق التباعد الاجتماعي في المدرسة واتفق معه أيضا أن يكون مسؤولا وينبه من ينزع قناعه من الزملاء في المدرسة أو يقترب كثيرا من غيره..


كن جزءا فعالا 

معلمو أطفالك أنفسهم لا يستطيعون توقع ما سيحصل في هذا العام الدراسي، لذا هذا ليس أفضل الأوقات للشكوى والاعتراض.

راسل معلم طفلك واسأله كيف يمكنك المساهمة أو المساعدة. قد يحتاج الصف لعلبة إضافية من معقم اليدين أو أقنعة الوجه أو قد يحتاج المعلم لمساعدة في التواصل مع أولياء الأمور مثلا!


المرونة والتأقلم

لو افترضنا أن طفلك لم يتعلم أي شيء في عامه الدراسي هذا، ما تأثير ذلك عليه في العشرين عام القادم؟ أنت لست وحدك وهذه ليست مشكلة طفلك وحده..

حالته النفسية واستقراره الذي تضمنه أنت أهم بكثير من منهاج المدرسة لهذا العام وفي هذا الظرف ولا تنسى أن تذكر نفسك وطفلك أن التعلم ليس محصورا في الصف..لو اعتمدتم فقط على القراءة لعدد من الساعات من اليوم ستجدون نتائج مفاجئة..


دمتم بأمان 

لانا الجيوسي

الأربعاء، 13 مارس 2019

معركة الواجبات المدرسية، كيف نتعامل مع أخطاء أطفالنا؟

كم منا يستلم ورقة الاختبار من طفله أو الواجب بعد أن قام بأدائه ليبدأ بالإشارة لجميع الإجابات الخاطئة فيها؟ هل توقعت يومًا نتائج هذا الأمر؟ وهل كنت تعرف أنه سبب رئيسي للمعارك اليومية مع أطفالك أثناء وقت الدراسة؟ 

ضع نفسك مكان طفلك للحظة
كيف ستشعر عندما يلتفت شخص لأخطائك فقط؟ ويُعلمها لك باللون الأحمر؟ كل ما يشعر به طفلك مرة بعد مرة هو فقد الحماس والرغبة في تخطي الأخطاء لما بعدها وليس هذا فقط بل قد يكون ذلك أساس صراعك اليومي مع طفلك عند الدراسة وأداء الواجبات.
لذا ما رأيك لو تخليّت عن سياسة القلم الأحمر وبدأت تعد لطفلك إجابته الصحيحة. 

جرب :


١ - أن تبدأ بالتركيز على الجهد الذي أبداه طفلك وليس الإشارة للأخطاء في إجاباته. 
لاحظ التقدم واثنِ على المحاولة مهما كانت صغيرة بهذه الطريقة أنت تدفع طفلك للمحاولة بشكل أفضل وبطريقة إيجابية وهذا بدوره سينعكس على أدائه وعدد إجاباته الصحيحة.

٢- عندما يُسلّمك طفلك ورقة اختبار أو دفتر الإملاء مثلًا، علّق على إجاباته الصحيحة أولًا.
عندما تصل لخطأ قام به استمر بنفس الإيجابية واسأله "ماذا تعلمت من هذه الإجابة الصحيحة يمكنك استخدامه لمساعدتك في تصحيح الإجابة الخاطئة؟" بهذه الطريقة أنت لا توفر عليه الشعور بالخزي أو الفشل فقط بل توضّح له أن التعليم مبني على التعلّم من الأخطاء وأننا لنبدع نحتاج لأن نستغل أخطاءنا.

٣- رحّب بالأخطاء.
لم يتوصّل أحد لشيء عظيم قبل سلسلة من الفرضيّات والتجارب الخاطئة.. ثق جيّدًا بهذا الأمر وابنِ عقلية أطفالك بذات الطريقة فمن المحزن حقًّا أن نرى أطفالا يخشون الخطأ في الحل أو عدم معرفة الإجابة. أخطاء طفلك فرصة للاحتفال بها فهي بداية الطريق لإيجاد الحلول والطرق الجديدة المُبدعة لفعل الأشياء. عندما ترى مثلًا أن طفلك يُخطِئُ في كتابة كلمة في اختبار الإملاء ويجد صعوبة في تعلّمها. فكرًا سويًّا بطريقة جديدة لترسيخ إملائها لديه، يكتبها بالألوان على ورقة كبيرة؟ يتتبع حروفها على الملح في وعاء كبير؟ فرص غير محدودة للتعلم.  

٤- احذر أن تجعل هدفك وهدف طفلك الدرجات.
عندما يسلمني أحد أطفالي أوراق الاختبار لا أستطيع منع نفسي من ملاحظة الدرجة التي حصل عليها. لكني لا أثني ولا أذم النتيجة نفسها حتى أنني أرفض التعليق عليها إلا بـ "الدرجة التي حصلت عليها هي انعكاس لجهدك وعملك.. إذا كانت ناقصة فأنت تحتاج للعمل أكثر وإذا كانت كاملة فأنت بحاجة لتحدي جديد." 

هل ستبدأ اليومَ وتحتفل بأخطاء أطفالك؟ فطفلك وقدراته أعظم وأكبر وأجمل من خطأ في ورقة اختبار..

مع الحب
لانا أبوحميدان

الثلاثاء، 22 يناير 2019

مؤشرات مبكرة لنجاح أطفالنا، ما هي؟



جميعنا كأمهات وأباء نحلم بوضع أطفالنا على الطريق الصحيح للنجاح، بل في الحقيقة نشعر بالفخر والسعادة عندما نراهم قد تعلموا او حققوا شيئا حتى لو كان ذلك نطقهم لكلمة جديدة.

لكن ماذا يحتاج أطفالنا حقا؟ بجانب الغذاء والرعاية الجيدة؟ ما هو أهم ما يمكننا فعله في البيت لمساعدة نمو عقولهم وتطورها؟

هل هو شراء الألعاب بكل أنواعها؟ اصطحابهم إلى أماكن التسلية والترفيه؟ ممكن، لكن ما الذي نغفل عنه في سنواته الأولى؟

يغفل كثير من الأهل أهمية ودور الكتاب والقراءة في تطور أطفالهم أو يعتقدون بأنه أمر مرتبط فقط بتعلم القراءة عند بدء الذهاب للمدرسة إلا أنه هناك الكثير مما يمكن للأهل فعله والعديد من المؤشرات لكل سنة من سنوات عمر الطفل والتي تساعد الأهل للقيام بدور فعال في تعليم أطفالهم.. كما أن إتقان مهارات القراءة مبكرا في عمر الطفل يلعب دورا مهما في النجاح الأكاديمي لاحقًا في حياته.

إليكم اليوم المؤشرات الأساسية لتعلم القراءة لكل مرحلة عمرية مع الأخذ بعين الاعتبار أن كل طفل مميز ومختلف عن غيره لذا قد تتفاوت قدرات الأطفال باختلاف ظروفهم.

السنة الأولى من العمر

يبدأ الطفل بـ :

  • إدراك أن الأصوات والإشارات تحمل معاني للتواصل.
  • التجاوب للكلام بالالتفات لمصدر الصوت أو المتكلم.
  • فهم ٥٠ كلمة أو أكثر.
  • يُظهر اهتمامه بالكتب ويحاول قلب الصفحات.
  • يتجاوب مع القصص في الكتب بإصدار الأصوات والإشارة إلى الصفحات.

ما قبل المدرسة (١-٣ سنوات)

يبدأ الطفل بـ :

  • التعرف على بعض الأشياء في الكتب والإجابة على الأسئلة المتعلقة بها.
  • يؤشر بأصبعه على الأشياء التي تذكر له اسمها.
  • يكمل الجمل في الكتب المألوفة التي قرأت له.
  • يتظاهر بقراءة الكتب.
  • يتعرف على أسماء الكتب ويميز الكتاب من الآخر.
  • يتعلق بكتاب ويطلب منك قراءته.
  • يستخدم الأقلام للخربشة على الأوراق.

٣ سنوات

يستطيع أن:

  • يستكشف الكتب بنفسه.
  • يستمع بصبر للكتب الأطول التي تُقرأ له.
  • يعيد سرد أحداث قصة.
  • يكتب رموزا تشبه الحروف.
  • يميز الحرف الأول من اسمه.
  • يدرك أن الكتابة تختلف عن الرسم والخربشة.

٤ سنوات

يبدأ الطفل بـ :

  • تمييز الملصقات واللافتات المميزة والمألوفة.
  • تمييز الكلمات الموزونة والمسجوعة.
  • يسمي بعض الحروف الأبجدية( من ١٥-١٨ حرف).
  • يكتب اسمه.
  • يميز أصوات الحروف المختلفة.
  • يفهم اتجاه قراءة النص المطبوع.


٥ سنوات

يبدأ الطفل بـ :

  • التعرف على بعض الكلمات المكتوبة.
  • يأتي بكلمات لها الوزن نفسه.
  • يكتب بعض الحروف والأرقام والكلمات.
  • يتنبأ ما سيحصل في أحداث قصة.
  • يشرح معاني بعض الكلمات المألوفة.
  • يرتب أحداث قصة ويحدد شخصياتها وعناصرها.


الصف الأول والثاني(٦-٧) سنوات

يستطيع أن:

  • يقرأ النصوص المألوفة والمناسبة في المستوى ويهجىء الكلمات.
  • يصحح ذاتيا الأخطاء أثناء القراءة.
  • يستخدم المعنى والصور ليفهم معاني الكلمات الجديدة.
  • يستوعب ما يقرأ ويستطيع تلخيصه أو التعبير عنه بالرسم.


الصف الثاني والثالث (٧-٨ سنوات)

يبدأ الطفل بـ :

  • قراءة الكتب الأطول والتي تتعدي بضع صفحات.
  • يقرأ قراءة جهرية معبرة .
  • يستطيع فهم الكلمات الجديدة من سياق الكلام.
  • يدرك معنى (فقرة) ويستخدم علامات الترقييم.
  • يستطيع كتابة كلمات بإملاء صحيح.
  • يميز النص الهزلي أو الساخر من غيره.


الصف الرابع حتى الثامن (٩-١٣)

يستطيع أن:

  • يستخلص معلومات وإجابات من نصوص مختلفة.
  • يفهم المجاز والتشبيهات في النصوص الأدبية.
  • يحلل النص لفهم المعنى والمقصود. ويحدد بدقه الشخصيات والأحداث والصراع ... الخ.
  • يكتب أنواع نصوص مختلفة كالإقناعية والقصصية المسلية.

مع الحب،
لانا أبوحميدان

الأحد، 25 نوفمبر 2018

حياة كل منا هي محصلة أنماط... لكن أي أنماط؟


كل يوم نستيقظ من نومنا على نفس الجهة من السرير.. نتفقد هاتفنا.. نغسل وجهنا وأسناننا.. نحضر قهوتنا.. نيقظ أطفالنا نتناول فطورنا ونخرج للمدرسة والعمل.. ونعيد النمط نفسه يومًا تلو الآخر دون أن نلحظ ذلك. ما هي الأنماط الأخرى التي تمضي دون أن نلحظها في حياتنا؟

زرع أهلنا الكثير من الأنماط فينا خلال تربيتنا، اُدرس واجتهد، احصل على وظيفة جيدة، اعمل بجد، لا تسائل ولا تعترض. جدي زوجًا جيدًا. أنجبي أولادًا وبناتًا وستجدين السعادة.. هذه بعض الرسائل التي وجهها لنا مربونا بشكل واعٍ لكن ماذا عن كل الرسائل والأنماط غير الواعية؟

من الطبيعي أن أصرخ على أطفالي ليُنفذوا ما أريد. أن أُفرغ غضبي عليهم عندما أشعر بالإرهاق والتوتر. أن أُدخن السجائر حولهم. أن أتابع أي برنامج على التلفاز بحضورهم. هذه كلها أنماط اعتدنا عليها دون وعي منا أو من مربينا. أنماط عشناها ولا يحتاج دماغنا للتفكير بها لأنها أصبحت عادة تلقائية في الجزء اللاواعي من دماغنا.

هل ترى كم من السهل أن تعلق في أنماط هدّامة؟ لكن كيف تصبح أكثر وعيًا في تعاملك مع أطفالك وفي جميع نواحي حياتك؟

الحل يتكون من شقين: 

الأول إدراك النمط السيء وأصل اعتيادك عليه. لماذا تعتقد أنه من الطبيعي أن تضرب طفلك؟ لماذا تمنع طفلك من أمر وتحثه على الآخر؟ ما هو الدافع وهل هناك سبب منطقي وعقلاني لتوقعاتك منهم؟ حتى في أبسط الأمور كعدم سماحك له بالقفز على السرير أو إجباره على إنهاء كل ما تضع له من الطعام في صحنه اسأل نفسك لماذا؟ لماذا لا تجلس لتلعب معهم وتمازحهم؟ ستجد الجواب في ماضيك وما اعتدت عليه في سنوات حياتك.

بعد أن أدركت كيف وصلت إلى هنا تحتاج لمعرفة أين ستتجه. 

الشق الثاني هو كسر النمط واستبداله .إن كسر أنماط عاشت معك ٢٠ و ٣٠ عاما ليس بالأمر السهل لكننا كائنات تتميز بالعقل القادر على التطور. قف عند كل قرار  أخبرت أطفالك به وكل قاعدة وضعتها لهم وأيقظ عقلك لتقرر بشكل واعٍ.

سأضرب لكم أبسط الأمثلة هنا. أنا والكثير غيري من الأمهات والأباء يُصمم على أن يُسلم أطفالنا على الجميع حتى الغرباء الذين التقوا بهم لتوهم. اعتدت من صغري على أنه من باب الاحترام أن أصافح أو أضم أو أُقبل الضيوف والأصدقاء والمعارف. وجدت نفسي أحث أطفالي على فعل نفس الشيء كلما التقينا بالناس. كان أحد أطفالي يرفض ويسبب لي الاحراج والضيق. سألت نفسي لماذا أطلب منه هذا الأمر؟ ما الذي سيتعلمه من قراري؟ كيف سيؤثر هذا القرار عليه بعد ٢٠ عاما من الآن؟ لم أجد جوابا مقنعا في نفسي . لكن مالقرار الصحيح؟

إن كل ما أريده هو أن يُظهر طفلي الاحترام والكياسة عند الالتقاء بالناس. لكن جسمه هو له وحده وليس من حقي أن أجبره على معانقة أو تقبيل أي أحد وهذا سبب رفضه منذ البداية. أخبرته بأنه من قلة الاحترام أن نتجاهل الناس الذين نلتقي بهم وأن له حرية الاختيار بأن يلقي التحية بالإشارة بيده أو المصافحة فقط أو العناق أو التقبيل اذا كان مرتاحا لفعل ذلك. وبدأت أطبق الأمر على معظم الأمور في بيتنا.

 بالنسبة لي قد يكون من أصعب ما أواجه كل يوم أن أقف وأوقظ عقلي من نمط اعتاد عليه لأبحث عن الأمر الصحيح لفعله. لكني متأكدة من أمر واحد أنني لا أكرر نفس الأنماط في اللاوعي عند أطفالي وأنني أعمل لأكون مثالا لهم في اختيار الصحيح من الخاطىء في حياتهم.

مع الحب
لانا أبوحميدان

السبت، 9 يونيو 2018

كيف توقف جدال أطفالك في أسبوع فقط؟


  • أمي هل يمكنني مشاهدة التلفاز؟
  • لا انه وقت الغداء.. 
  • هل أستطيع أن أشاهده لخمس دقائق فقط؟
  • هذا ليس وقت مشاهدة التلفاز.
  • لكن لماذاااا؟
  • لقد أخبرتك بالسبب
  • سأُطفأه حالما يكون الغداء جاهزًا.
  • ااااااااه الا تفهم قلت لك مئة لاااا.

هناك المئات من الأساليب والطرق للتعامل مع أولادنا منها الصراخ والعقاب وحتى الضرب.. قد يقتنع البعض بهذه الطرق لكن إن أردت أن تربي طفلك ليكون شخصًا مسؤولًا لاحقًا فهذه الطرق ستدفعه في الاتجاه المعاكس تمامًا.

يعتاد الأطفال أحيانًا على أسلوب الجدال العقيم.. حيث نجيبهم على طلبهم لكنهم لا يتوقفون عن المفاوضات حتى ننفجر غضبًا.

كيف نُخلص أطفالنا من الأمر دون التقليل من احترامهم؟ 

القاعدة بسيطة تتفق عليها مع أطفالك:

"أنا المسؤول في هذا البيت، وهناك وقت ومكان للنقاش. عندما يكون هناك حاجة للنقاش سنجلس ونتناقش لكن عندما يتم النقاش بطريقة إعادة الطلب مئة مرة والجدال بعد أن سمعتم الجواب فالأمر قد انتهى ولا مجال للنقاش بعدها. "

كيف تُطبق القاعدة؟

تبدأ مشكلة الجدل العقيم عادة بسبب نوعية الردود التي نُعطيها لأطفالنا فتفتح لهم بابًا للجدل. من اليوم فصاعدا اِحرص على: 

  • إعطاء التعليمات المرادة بأقل عدد من الكلمات. "إنه وقت ترتيب غُرفتك".
  • بالطبع سيُجادل طفلك في سبب حاجته للقيام بذلك.. احذر أن تقع في الفخ وتبدأ بالجدال. الإجابة السحرية هي " هذا ما سنفعله الآن وأريد منك المساعدة هذا الموضوع ليس للنقاش".
  • تجنّب الرد بعدها على أي تذمر أو أسئلة مثل لماذا وغيرها.
  • يتحمل الطفل بعدها النتيجة الطبيعة لقراره دون أن تقُل أنت شيئا على الإطلاق.. يحين وقت مشاهدة التلفاز لكنك تُخبر طفلك بهدوء ومودة أنه لا يستطيع مشاهدة التلفاز الآن فغرفته لا زالت غير مرتبة. 
  • لذا ببساطة الطريقة بسيطة، ذكّر نفسك أنك لن تكون طرفًا في الجدال، اُترُك الخيار لهم ثم 
  • دعهم يَرونَ نتيجة خياراتهم.. هل هناك درس أفضل لتعلم المسؤولية؟

مع الحب
لانا أبوحميدان