الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

أفكار للتواصل و اللعب مع أطفالك ( للعمر ٣-٦)


ذكرنا في مقالتنا السابقة أهمية لعبك مع أطفالك و أفكار بسيطة و سريعة لقضاء وقت ممتع معهم، و لأن هذا اللعب لا يقتصر على عمرٍ معين، فحتى بعد عمر ٥-٦ سنوات و ذهاب طفلك إلى المدرسة فهو يحتاج لجزء من وقتك لتمرح و تتواصل معه، كما يجب أن نذّكر أنها أفضل طريقة أيضاً لتزيد من فرص تعاونه معك ، لذا سنقترح المزيد من الألعاب البسيطة، التي وجدناها ممتعة و مسلية جداً لأطفالنا في الفترة ما بين ٣-٦ سنوات .

١- لعب الأدوار: يحب الأطفال في هذه المرحلة العمريّة التظاهر بأنهم شخصيّات مختلفة و عيش أدوارها، فمثل هذه الألعاب مهمة جدّاً لإثراء مخيّلتهم و مفرداتهم و معلوماتهم .. يمكنكم مثلاً لعب دور الطبيب و المريض، أو التظاهر بالطبخ، إعداد الشاي و تقديمه أو اعداد الكعك و خبزه ثم الجلوس و أكله.

عندما يكبر طفلك قليلاً و يظهر اهتمامه بأمور معينة كالفضاء مثلاً، تظاهر معه بأنكم رواد فضاء في مهمة على سطح القمر ، ارتدوا خوذة من الكرتون مثلاً و اسأل طفلك عن ما يمكنكم فعله هناك.. أو ان أظهرت طفلتك رغبتها بأن تصبح معلّمة ، كن انت الطالب و تعلّم منها شيئاً جديداً.

تظاهر بأنك تعمل مع ابنك في موقع بناء و تظاهروا باستخدام الآليات المختلفة المستخدمة هناك.. و ان طلب صغيرك أن تتظاهر بأنك أحد أصدقائه فلا تتردد أبداً بأن تعيش طفولتك مرّة أخرى..

٢- لعبة الرجل الآلي: العب هذه اللعبة مع أطفالك لتعطيهم الشعور بالقوة و القدرة، تظاهر بأنك رجل آلي و تتلقى منهم الأوامر و تنفذها عند طلبهم أو بضغطهم  على أزرار معينة مثلاً..مثل هذه اللعبة تحد من شعورهم بأنهم دوماً من يتلقى الأوامر و عليه تنفيذها كما أن تصرفك كرجل آلي سيكون سبباً كافياً للضحك المتواصل للجميع..

٣- لعبة الإيقاع: تنمّي هذه اللعبة لدى طفلك مهارات مهمة جداً كالتركيز و الإدراك ، الذاكرة و اتباع التعليمات. أعطي طفلك ملعقة خشبية أو عصا صغيرة و احمل انت واحدة أخرى ، أطلب منه تقليد الإيقاع تماماً في كل مرة، فاضرب أولاً على الأرض مرة و عليه أن يقلد، ثم مرتين ثم أكثر و بتتابع مختلف توقف و استمع لإيقاعه ..اطلب منه أيضاً أن يبدأ هو بالإيقاع و تقلده انت.

٤- القفز على الهدف: القفز متعة رائعة لجميع الأطفال ، كما أنه بأشكاله المختلفة إنجاز كبير ، يحتاج لتوافق في حركات الجسم، قوة و أحياناً القليل من الشجاعة.. جهّز لطفلك لعبة لتدريبه و زيادة ثقته بقفزاته..استخدم صندوقا بلاستيكياً، كرسياً أو أي شيء مرتفع قليلاً يصلح كمنصة ليقفز عنها، ثم على بعد سنتيمترات حدد له بقطعة ورق ملون مرسوم عليها شكل ك (x) هدفا ليقفز عليه. الصق الورقة بقطعة لاصق حتى لا تتحرك مع كل قفزة و شجعه في كل مرة يهبط على الهدف ..تأكد من سلامته بأن تنفذ هذه اللعبة على أرضية طرية كفرشة تحته مثلاً.

٥- العدسة المكبرة: شجّع طبيعة طفلك الفضولية و اهتمامه بالتعرف على عالمه، كل ما تحتاجه هو عدسة مكبرة و رحلة في الحديقة لقضاء ساعات من التسلية و الاكتشافات و التعلم، اجمعوا قليلاً من الرمل و دعه يستخدم عدسته لرؤية تكوين الرمل و حباته، ورقة شجر ليرى كيف تتشابك فيها العروق و الفرق بين أشكال أوراق الشجر المختلفة، الأحجار، العشب، الأزهار و حتى الحشرات،  فكلها ستبدو مدهشة تحت العدسة..هذه اللعبة فرصة رائعة للتكلّم مع طفلك، لتعليمه مفاهيم جديدة كالأحجام و الأشكال و مصطلحات و أسماء جديدة أيضاً .

٦- أريد المزيد من العناق: هذا اللعبة رائعة لك و لطفلك في الأوقات الصعبة.. عندما تبدو تصرفٍاته مزعجة.. يبدو في حالةٍ سيئة ، يعاني من مشاعر ضيق أو غيرة أو حاجته لاهتمامك ، توجّه اليه و قل شيئاً مثل " ااااه يبدو ان مخزونك من القبلات و العناق قد أصبح قليلاً.. ماذا سنفعل حيال ذلك.. أنا أعرف!!" و ضمّه إليك بشدة، انهال عليه بالقبلات و لا تفلته حتى يبدأ هو بمحاولة الإفلات، الحقه في كل مكان لتضمّه و تقبّله أكثر.. بهذا انت تعيد له شعوره بالأمان و حبّك غير المشروط له..و يمكنك عكس اللعبة حيث يلاحقك انت في أرجاء البيت لأنّه يشعر بالضعف و يحتاج لضمّك و تقبيلك.. 

لعباً سعيداً..
لانا أبو حميدان


مواضيع إخترناها لك:

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

هل لعبت مع طفلك اليوم؟ أفكار للّعب مع أطفالك كل يوم


اللعب للأطفال هو ببساطة سعادتهم، فهو أمر طبيعي و بديهي لكل طفل ، لا تحتاج لأن تعلمه له أو تدربه عليه..اللعب لطفلك هو طريقته ليتعلم عن كل ما حوله، هو طريقته ليقوي عضلاته فيصبح قادراً على المشي ، الركض و التسلق، يقوي أصابعه فيدهن و يرسم ثم يكتب ،اللعب طريقته للتواصل مع غيره و حل المشاكل و تعلم حدود التعامل والاحترام. عندما تلعب مع طفلك فانت تتعلم عنه الكثير، تقوي علاقتك به و تقربه منك، تثبت له بأنه مهم لك، تعزز ثقته و نظرته لنفسه ..

تذكر أن التربية ٩٠٪ علاقة جيدة و ١٠٪ تصحيح و تأديب لذا سنساعدكم اليوم على ايجاد عدد من الأفكار للعب مع أطفالكم في أعمارهم المختلفة، كثيرٌ منها لا يحتاج لأكثر من ١٠ دقائق من وقتكم، أو أي أدوات أو تجهيزات.

المرحلة العمرية من ١-٢ سنة

١- رمي الكرة، القليل من الأطفال يستطيع التقاط الكرة عند رميها له في هذه المرحلة العمرية،لكن جميعهم يحبون رميها، يمكنك البدء مع طفلك بالجلوس في مكان واسع في البيت أو على العشب في الحديقة، اجلس أمامه على بعد نصف متر مثلاً و دحرج له الكرة على الأرض ليحاول إمساكها ثم شجعه على رميها لك، كلما تحسنت مهارته في اللعبة زد المسافة بينكما قليلاً، اختر كرة بحجم رأس طفلك تقريباً حتى لا تكون صغيرة أو كبيرة جداً عليه..

٢- لعبة القطار: تساعد هذه اللعبة في تعزيز قدرة طفلك على التوازن والحركة باستقلالية كما أنها ممتعة جداً للأطفال، تحتاج فيها لشرشف أو بطانية كبيرة يجلس عليها طفلك من طرف و تمسكها انت من الطرف الآخر ثم تسحبه ببطئ و حذر حتى لا يصطدم طفلك بقطع الأثاث أو غيرها بالطريق .
يمكنك لعب لعبة مشابهة و هي هيا نسافر فتعلن عن انطلاق الطائرة لبلد معين و تحمل طفلك على ظهرك و تنطلق به في البيت حتى تصل لوجهتك .

٣-حركة سكون: تساعد هذه اللعبة طفلك على تطوير توازنه و مهارات اللغة و الاستماع كذلك، شغل موسيقى مفضلة لديكم و ابقي جهاز تحكم معك أو اطلب من شخص المساعدة بحيث يوقف الموسيقى كل فترة، عندما تبدأ الموسيقى احمل طفلك بين يديك و أرقص به و لا تخف من المبالغة في حركاتك ، رفعه للأعلى و الأسفل و الدوران.. و عندما تتوقف الموسيقى توقف و هكذا..

المرحلة العمرية ٢-٣ سنوات

١- رحلة في الطبيعة: يحب الأطفال الطبيعة و استكشافها، و يمكنك انت مشاركة طفلك في رحلة للحديقة أو المتنزه و دعوته للنظر لكل شيء عن قرب و جمع ما يجده كورود و أوراق، أحجار ملونه ،أغصان و ريش العصافير، تكلم معه عن كل ما ترون اتبع اهتمامه و ما يثير فضوله.. عند العودة للبيت أحضر قطعة من التجليد اللاصق ، أزل الورق عنها و اطلب من طفلك لصق ما جمعه عليها ثم الصق قطعة تجليد لاصق فوقها و علقها له في غرفته أو على الثلاجة.. ان تركك لطفلك ليختار ما يعجبه من الطبيعة و ترتيبه على اللاصق بالطريقة التي تعجبه يساعده على تحقيق بعض الاستقلالية و تقوية عضلات يديه و أصابعه.. حديثك معه عن ما ترون و ما تجمعون يعزز تطور اللغة لديه و يشجعه على ملاحظة التفاصيل و وصف العالم من حوله. 

٢- حوض السمك: أثري  مخيلة طفلك و أمنحه وقتاً ليستكشف عالم البحار...ما تحتاجه لهذه اللعبة هو صندوق تخزين بلاستيكي أو طبق بلاستيكي عميق، بعض الأصداف، الأسماك، الكائنات البحرية و النباتات ، جميعها بلاستيكية و متوافرة في عدة أماكن.. جهز حوض الأسماك بوضع قطعة ورق زرقاء في القاع أو ماء ان أمكنك ذلك ، شجع طفلك على استكشاف الحوض و تحريك الأسماك ، علمه حقائق عنها و عن عالم البحار.. استخدم في كلامك معه الألوان و الأشكال، دعه يتحسس كل شيء، ألفوا قصة عن سمكة مثلاً..

٣- البولينغ: يحاول الاطفال رمي الأشياء من حولهم و تحريكها بطرق عديدة ليروا ما سيحدث فهذه الطريقة التي يتعلمون بها نتيجة الحركات المختلفة، الجاذبية، الفعل و رد الفعل.. يمكنك تبادل الأدوار مع طفلك في هذه اللعبة حيث تَصُف علب بلاستيكية متوسطة الحجم و الأفضل أن تكون طويلة في صف أو اثنان، و تعطي طفلك كرة خفيفة أو لعبة محشوة و تريه كيف يصوّب رميته لإيقاع العلب (سيكون الأمر أسهل ان كان جالساً) ثم يمكنك زيادة المسافة أو تشجيعه على التسديد واقفاً.


مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

ضغوطات الأجداد، نظرات الغرباء و تصرفات أطفالك


كم مرة وجدت نفسك عالقاً في موقف تضطر فيه لاستخدام أسلوب تربية آخر لا تستخدمه عادة مع طفلك فقط لأن هناك من يراقب.. الأجداد و طريقتهم التقليدية المختلفة؟! الغرباء في المطاعم و المحلات و نظراتهم و أحكامهم؟! 

أحياناً عندما نخرج مع أطفالنا، نجدهم لا يتصرفون كما نرغب ، في الاجتماعات العائلية مثلاً يقابلون عدداً كبيراً من الناس، تزيد حماستهم بشكل لا تحتمله أجسادهم، و يتغير محيطهم و نظامهم، فتتغير تصرفاتهم و تبدأ بإربكانا. التحدي في الأمر هو أنك تحتاج للقليل من الإبداع لإيجاد طريقة ليتأقلم طفلك من دون أن يتخطى حدود الآخرين و عليك فعل هذا بوجود جمهور يراقب و ينتظر ،مثلاً أجداد يعتقدون أنك متساهل جداً مع أطفالك و عليك عقابهم أو ضربهم ..أو مارّة في الشارع يعتقدون أنك أم/ أب كسول لا تبالي لصغارك و هكذا.. لوكنا نحن أفضل و أحسنّا تربيتهم لما تصرفوا بهذا الشكل أمام الناس، صحيح؟؟

بالطبع لا، حتى أكثر الأطفال أدباً و وعياً و تربية يمروّون بلحظات كهذه..هل سيتصرف طفلك بشكل أفضل ان لجأت للعقاب و الضرب مثلاً؟ ممكن.. لكنك تعرف أن هذه ليست أفضل طريقة لتشجيع التطور السليم لعقل طفلك و أنك تستطيع استخدامها فقط قبل أن يكبر طفلك كفاية ليوقفك أو يرد عليك بذات الأسلوب.. اذا كانت طريقتك مع طفلك إيجابية و عقلانية فانت لا زال عليك أن تضع الحدود له حول الناس..لكن دون التهديد أو العقاب، و أن تبقي على طريقتك هذه حتى مع وجود الناس حولك .. فلماذا لا تساعد طفلك ليصبح شخصاً يفهم حدود التصرف الملائم حول الناس و يرغب هو بالتصرف هكذا..إليك كيف: 

١- انتبه لحاجات طفلك الأساسية قبل مغادرة البيت
 لا تخرج بأطفالك لأي مكان و هم يشعرون بالجوع، التعب أو النعس.. حتى لو خططت للذهاب لتناول الغداء في الخارج مثلاً، افترض أن أطفالك سيشعرون بالجوع قبل أن تصلوا فاحمل معك بعض المأكولات الخفيفة لهم دائما. و قبل الذهاب لزيارة أحد، لبيت الجدة مثلاً، امنحهم عدة دقائق للركد و القفز و أعطهم الكثير من حبك و الضحك.. فيمكنك أن تركض خلفهم لتحاول الإمساك بهم حتى تقبلهم و تضمهم ثم تدعهم يفلتون و تعيد الكرّة..فتواصلك هذا معهم سيساعدهم على أن يكونوا أهدأ و يتعاونوا لاحقاً.

٢-حضّر طفلك للقادم
حتى لو كان طفلك رضيعاً، تكلم معه قبل الخروج و هيِئهُ لما ستفعلون في الخارج و ما تتوقعه منه.. فمثلاً " نحن ذاهبون الآن لبيت تاتا، هناك يمكنك اللعب بألعابك أو الجلوس معي لكن علينا أن نحترم أغراض غيرنا فلا نلمس شيئاً بدون استئذان" .

٣- كن حاضراً لطفلك
عادة ًيبدأ الاطفال بالتصرفات المزعجة في الأماكن العامة أو في الزيارات لشعورهم بأن غيرهم يجذب انتباهنا، فطفلك يحتاج لأن يشعر بالأمان و يتأكد من أنك منتبه عليه و موجود عندما يحتاجك فيتصرف بطريقة تجذب انتباهك.. لذا اقطع عليه الطريق و اسبقه انت..اذهب و تكلم معه كل فترة و شاركه ما يفعل لعدة دقائق ..

٤- أدعو طفلك للمشاركة
حاول إيجاد طريقة لطفلك ليشارك فيما تفعل، فعند التسوق مثلاً ، لن يكون منطقياً - من ناحية تطور الطفل و حاجاته- أن تتوقع منه أن يبقى جالساً و ينتظر انتهائك.. فالأطفال بطبيعتهم يحتاجون للاستكشاف و تجربة ما حولهم ليتعلموا.. لذا اطلب منه مهام بسيطة مثل أن يذهب و يجلب الحليب، أن ينتقي ١٠ حبات برتقال.. أن يقوم هو بدفع النقود، اسأله أسئلة عما ترون و أي نوع من الخبز تشترون.. قد يحتاج التسوق بهذه الطريقة لوقت أطول و صبر لكنك ستنهي الأمر مع طفل سعيد استغل الفرصة ليساعد و يتعلم..

٥- لا تطلب من طفلك الصبر
عندما تلاحظ علامات التعب و الملل على طفلك لا تتجاهل الأمر، فنحن عادة ما نقول "لقد انتهينا تقريباً اصبر لعشر دقائق أخرى فقط"، لكن ببساطة الأطفال الصغار لا يستطيعون التحمل لعدة دقائق أخرى، فهم سيحتاجون مساعدتك لتمالك أنفسهم و التحمل قبل أن ينهاروا..لذا توقف للحظات خذ نفساً، تواصل معه، احضنه، احمله، غني له أغنيه أو أخبره حكايه أو نكته.. فقد يكون هذا كافياً لتغيير مزاجه و مساعدته ليتحمل قليلاً.

٦- إبدأ بالتعاطف مع طفلك قبل حل المشاكل
يتعاون الأطفال بشكل أكبر و يصبحون أهدأ عندما نُشعرهم بأننا نسمعهم و نفهم ما يمرون به..أظهر لطفلك أنك تقدر صبره و تحمله مثلاً عندما ينتظر معك في الدور لوقت طويل" أنا أقدر انتظارك و صبرك معي بالرغم من صعوبة الأمر عليك.. شكرًا لك"، أو "أرى كم ترغب بالقفز على مقاعد جدتك، معك حق فهي طرية و واسعة، دعني أساعدك في إيجاد أمر آخر لتفعله"

٧-التزم بفرض حدودك حتى ان قاوم طفلك
ان كنت خارجاً و أراد طفلك أكل الحلوى قبل الغداء مثلاً و هو يعرف أنه لا يستطيع، سيتوجب عليك التعاطف مع رغبته أولاً لكن عليك أن تثبت على ما تفرضه عليه و لا تشعر أنك مضطر للانصياع لطلبه حتى لا يحرجك أمام الأهل أو في الشارع ..قد يحتاج للبكاء لمدة قد يبدي غضبا و لكن ثباتك و حزمك مع تعاطفك هو ما سيساعده على تقبل القوانين في الظروف المختلفة..فانت لا تريده أن يستغل وجود الناس من حولكم ليطلب ما يريد..

٨- قدّر دوافع طفلك و جد له بدائل
انظر للدافع خلف تصرف طفلك.. ان كان يرغب بالركض في مكان لا يستطيع الركض فيه، اتفق معه على بديل " لقد جلست في السيارة لفترة طويلة و ترغب الآن بالركض، لكنا لا نستطيع الركض هنا، هيا فلنخرج لنركض ٥ دقائق و نعود.. ما رأيك؟" 

٩- اجعل لكم خصوصية كعائلة
بالطبع لن تستطيع أن تجد مكاناً خالياً في كل المواقف لكن عندما يحتاج طفلك للمساعدة في موقف ما أو احتاج للبكاء و أمكنك ايجاد مكان آخر ابتعد انت و طفلك عن من حولكم .. حتى لا تضطر لتعامل مع التدخلات من الناس و كذلك قد يحرج طفلك أيضاً أن تتعامل مع الموقف أمام الأصدقاء و الأهل و غيرهم...

١٠-  تجاهل نظرات الناس أو فكر برد مناسب
عادة يمكنك تجاهل نظرات أو أحكام من حولك إلا اذا بالطبع كنت تسبب لهم الإزعاج، عندها عليك المغادرة أو محاولة تحويل انتباه طفلك لأمر آخر ..يمكنك التفكير برد لتطمّن من حولك اذا حاول أحد التدخل .. فهذه ليست حالة طوارئ و انت لا تحتاج لمن يصلح وضع طفلك قد تقول شيئاً مثل " انه بخير، نحن فقط نحتاج بعض الوقت سوياً " .
 
حاول تهدئة نفسك دائماً و تذكر أن أطفالك يتصرفون هكذا فقط لأنهم أطفال، عادة ما يتفهم الناس هذا و هدفهم من التدخل هو المساعدة، لكن في مرحلة ما قد يتوجب عليك التكلم مع الأجداد و العائلة المقربة عن طريقتك في التربية و خصوصيتك مع أطفالك ، أما الغرباء في أي مكان فانت لن تراهم مجدداً لذا اكتفي بالابتسام و قول " كلنا نمر بأيام سيئة" فلا أحد يمكنه الاختلاف على ذلك..

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 2 نوفمبر 2014

كيف تحمي طفلك من التنمُّر


يعرَّف التنمر بأنّه تصرّف عدواني غير مرغوب من طفل أو مراهق يستخدم فيه قوته الجسدية، مكانته و شهرته أو معلومات شخصية يعرفها عن طفل آخر ليؤذيه أو يجبره على فعل أمر ما.

هل يمكن لأيٍّ منّا أن يمنع تعرّض أطفاله للتنمّر؟! للأسف لا، فلطالما كان هناك أطفال يسيؤون استخدام القوة لاستضعاف غيرهم، إمّا لأنهم يعانون أنفسهم و يعكسون معاناتهم بمثل هذه التصرفات أو لأنّ قدرتهم على التعاطف مع من حولهم لا زالت في مرحلة التطور، فهي مرحلة طبيعية من مراحل النمو تبدأ من السنة الأولى في المدرسة و تزداد حدّتها مع كل سنة تالية. واجبك اتجاه طفلك ليس ان تعزله عمّن حوله لحمايته،  بل مساعدته لتطوير الوعي و القدرة اللازمة ليحمي نفسه و يطلب المساعدة من شخص مسؤول عند الحاجة . كيف؟ إليك بعض النصائح:

١- كن مثالاً لطفلك منذ الصغر
ان أفضل و أهم طريقة لتربية أطفال بعيدين عن التنمٍّر هو تربيتهم على أساس الحب و الاحترام، و ليس باستخدام القوّة للتحكم بهم، فان كان الضرب طريقتك لتأديب ابنك، سيتعلّم أن استخدام القوة الجسدية هي الحل للمشاكل ، فأما يبدأ باستخدامها مع غيره إن كان هو الطرف الأقوى أو يسمح لغيره بضربه و التطاول عليه إن كان هو الطرف الأضعف. 

٢- كن مثالاً لأطفالك بتعاملك مع غيرك
اذا كنت تتخلّى عن حقك و لا تصرّ عليه و غالباً ما تتنازل حتّى تتحاشى الإحراج و المشاكل، فقد حان الوقت لتغيّر ذلك، فطفلك يراقبك و يتعلّم منك.. عليك أن تعوّد نفسك أن تستخدم أسلوباً لا يُنقِص من احترام أحد لتفصح عما تريد، و أن تعبّر بوضوح و أدب عمّا لا تقبله. 

٣-حافظ على علاقة قوية مع طفلك
الطفل الذي يشعر بالوحدة غالبًاً ما يتعرّض للتنمّر، حاول ان تكون قريباً دائماً من طفلك و تذكر أن التربية هي ٩٠٪ علاقة قوية و تواصل مع طفلك و ١٠٪ توجيه و تعليم. افتح له المجال ليثق بك و يحدّثك عن كل ما يجري معه. 

٤- علّم طفلك طرق ليضمن حقه بأدب
على طفلك أن يراك تفعل ذلك، لكن عليك أيضاً أن تعلّمه طرق ليعبر عن ما يريد و في نفس الوقت يُبقي على الاحترام لمن حوله علّمه جملاً مثل:
"حان دوري الآن" أو "أريد دوراً الآن"
"لو سمحت أوقف ذلك الآن"
"أبعد يديك عني"
"لا يعجبني مناداتك لي بهذا الاسم، ناديني باسمي "
"لن أتركك تؤذيني"

٥- علّم طفلك مهارات اجتماعية
عادةً ما يستغل الأطفال المتنمّرين انطوائية و عدم انخراط طفل آخر في مجموعة، العب مع طفلك ألعاب تعلّمهم كيف يعرفون بأنفسهم أو يبدأون باللعب مع غيرهم، ساعدهم على الاختلاط و التغلب على خجلهم ، لأنّه في سنوات المدرسة يحتاج كثيرٌ من الأطفال لأن يتقبّلهم غيرهم في (شِلَلهم) فيتنازلون كثيراً و يسمحون لمن هو أقوى منهم في هذه المجموعة بسوء معاملتهم فقط ليكونوا ضمن المجموعة.

٦- علّم طفلك تجنب المتنمرين
عادةً ما يستغل الأولاد غياب البالغين ليتنمّروا على غيرهم، لذا إن كان طفلك يتعرّض للاستضعاف في المدرسة، ذكّره أن يتجنب الأماكن الخالية و المنعزلة و أن يبقى حول غيره من الطلاب و المعلمين .

٧- علّم طفلك أنه لا عيب في أن يشعر بالخوف و يطلب المساعدة
علّمه أنه من الطبيعي أن يشعر بالخوف إن حاول أحدهم إيذائه أو إجباره على أمر ما، لذا لا عيب أبداً في ان يترك الموقف و يمشي، أو أن يذهب لشخص بالغ و يطلب المساعدة.

٨- علّم طفلك التدخّل و مساعدة من يتعرّض للتنمّر
و ليس فقط الوقوف و مع المتفرجين، من أفضل الطرق ليتدخل:

يبعد الطفل المستضعف عن الخطر ان يذهب و يقف مع الطفل المستضعف، يأخذه و يمشي معه بعيداً، باتجاه أحد البالغين أو المعلمين، و أن يقول شيئاً مثل "أرسلتني المعلمة لأجدك"، "تبدو منزعجا"، "كنت أبحث عنك".

اطلب المساعدة ممن حولك يحتاج المتنمّر لجمهور ليظهر قوته، لذا علّم طفلك عندما يتدخّل أن يستغل وقوف الأطفال المحايدين و يضمّهم لطرفه، يطلب مساعدتهم، و يواجه المتنمّر مثل "انك تتصرف بلؤم" ثم يؤشر لباقي الأطفال "هيا فلنذهب " . 

٩- العب أدواراً مختلفة مع طفلك 
العب مع طفلك لعبة الأدوار لتعلّمه كيف يتعامل مع من يستفزّه و يتنمّر عليه، تفيد الأبحاث ان التنمٍّر يبدأ عادةً بالمضايقة و الاستفزاز بالكلام، ردّة فعل الطفل على هذه المرحلة الأولى هي عادة ما يحدّد استمرار استضعافه أو لا. من المهم أن تحتاط و تتكلّم مع طفلك قبل تعرّضه لأي كلام مستفز ، يمكنك أن تمثّل دور متنمر أو دور طفلك، و أشر لطفلك بأن المتنمّر ينتظر ردة فعل تشعره بقوّته ليستمر في تنمّره. لذا عليه دائماً أن يتجنّب إظهار غضبه و يبدي عدم تأثّره مهما حاول الطفل المتنمّر استفزازه مثل أن يرد ب 
"أتعرف ماذا، سأختار أن أتجاهل ما قلت"
"أظن أن لدي أمر آخر لأقوم به الآن"
"لا شكرًا" ثم يدير ظهره و يذهب.. 
عندما تلعب الأدوار مع ابنك ساعده أن ينظر في عينيك و يردّد أي من هذه الجمل حتى يكتسب صوته و لهجته الثقة اللازمة.

١٠- لا تتردّد في التدخل
لا تنسى ان دورك كأم/ أب يفرض عليك حماية طفلك دائماً، فعليك أن تعلّمه كيف يدافع عن نفسه و أن تتدخل أيضاً عند الحاجة حتى لا تصل لطفلك رسالة بأنّه لوحده في هذا الأمر، فيمكنك مثلاً التكلم مع معلّميه و إدارة المدرسة، و لا تنتظر تعرّضه للأذى الجسدي فقط لأن الكلمات و اللؤم في التعامل له أيضاً نفس التأثير السيء على أطفالنا. 

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك: