الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

لدي 3 أبناء و لست قادرة على التحكّم في بيتي


وردنا سؤال من متابعة لصفحتنا تقول فيه

"من فضلكم ساعدونى عندى تلات اوﻻد ولد وبنتين الولد تمان سنوات وبنت 5 والصغيره 3.5 سنوات البيت دايما في حاله ضجيج ياما لعب فوضوى وجرى واصوات عاليه وصياح يا اما البنتين ماسكين في خناق وصوتهم عالى وضرب وانا بدخل بضرب عشان يسكتوا وبحس بعدها انى ام فاشله ومش قادره اتحكم في بيتى وﻻ اربي اوﻻدى اعمل ايه وانا بشتغل ووقتي وخلقي ضيقين ممكن تدلونى اعمل ايه للسيطره عالوضع"

إنّ ما تمرّين به يومياً من ضغط و توتر هو أمرٌ طبيعي مع ثلاثة أطفال في البيت و احتياجاتهم و خروجِك للعمل أيضاً، فهذا بالتأكيد سيستنفذ طاقتك و يتركك مع مشاعر من اليأس و الفشل.. لكن أنت لستِ وحدك فأطفالك أيضاً يعانون من هذا الوضع.. فهم بالنهاية مجرد أطفال و أنت الشخص الوحيد البالغ و المسؤول عن فرض النظام في بيتك و تحويله لمكانٍ يعمّه السلام و الهدوء.. هل هو بالأمر السهل أو البسيط؟ لا لكنّه بالتأكيد يستحقّ كل جهد ستبذليه..إليك بعض القواعد الأساسية لتحقيق ذلك:

١- أولاً إبدأي بنفسك: إن فُقدانك لهدوءك و تحكمك في تصرفاتك أمام أطفالك يُثبت لهم أنك عاجزة عن فرض النظام و الحدود في بيتك، و في نفس الوقت يُخيفُهم فهم يدركون أنّهم أصغر بكثير من أن يتحكّموا في سير الأمور في البيت و هذا ينعكس مباشرة على تصرفاتهم. لذا أنت بحاجة لفرض الحدود في بيتك لكن بهدوء .. إن كنت تضربين أطفالك لا يمكنك لومهم على ضرب أي أحد آخر لذا بدايةً إبدأي بفرض حدّ لنفسك بعدم ضربهم نهائياً و التزمي به.

٢- اعتمدي على النظام: ضعي لنفسك و لأطفالك نظاماً (روتيناً) يومياً لما على كلٍ منكم فِعله و متى، فالأطفال يجدون راحة و يُصبحون أهدأ عندما يستطيعون توقُّع ما سيحصل في كل وقتٍ من يومهم.. النظام في بيتك سيساعدك أنت أيضاً في استغلال وقتك و يومك بشكل أفضل و يقلّل من توتّرك.

عندما تخططين لروتين أطفالك تذكري ما يلي:

- اطلبي من أطفالك المشاركة في تنظيم يومهم و تحديد الأنشطة التي يُفضِلونها و الوقت المناسب لها و كذلك المكان للقيام بها، حدّدي أنت الأمور الأساسية مثل أوقات الاستيقاظ و النوم، الخروج ،الوجبات و الدراسة و إبقيه بسيطاً حتى يَسهُل الالتزام به.

-  تذكّري أن ترك أطفالك للّعب وحدهم طوال اليوم سيزيد من فُرص الفوضى و النزاع بينهم لذا خصّصي وقتاً في روتينهم اليومي يمارس فيه كل منهم نشاطاً أو هواية كأن يقرأ كتاباً، يتمرّن على عزف آله، يرسُم، يلَّون، يعمل على قطعةٍ فنية كلٌ في زاوية مختلفة لتمنحيهم بعض الخصوصية ..هناك الكثير من الأنشطة الممتعة للأطفال على الانترنت يمكنك تنفيذها دون جهد أو تكلفة فمثلاً يمكنك تجهيز نشاط الأشكال لطفلتك الصغرى حيث يمكنك قص أشكال مختلفة (دوائر، مثلثات، مستطيلات..الخ) بأحجام و ألوان مختلفة( الورق الملون متوفر في كل المكتبات) و إعطاءها اصبع صمغ ( مخصّص للأطفال) و ورقة كبيرة بيضاء حتى تُلصق عليها هذه الأشكال لتصنع بيتاً أو وجهاً و هكذا.

 - اتركي وقتاً للعب الحر يومياً في ألعابهم لوحدهم و في غُرفِهم، يُمكنك إغلاق الباب و إعلامهم أن فتح الباب و الخروج قبل انتهاء وقت اللعب  يعني انهم قد انتهوا و سيكون عليهم القيام بواجبٍ ما في المنزل في الوقت المتبقي.

- التزمي بالروتين يومياً و إلا لن يكون نظاماً و لن يتمكّن أطفالك من متابعته لاحقاً،  سيُساعدك كتابته عل ورقة و تعليقها أمامك و بالنسبة لأطفالك إطبعي لهم صوراً تمثّل كل جزء من روتينهم و ألصِقيها بالترتيب في غرفتهم حتى يستطيع كلٌ منهم العودة لها لمعرفة ماذا سيفعل بدلاً من أن تضطري أنت لملاحقتهم طوال اليوم.

٣- تذكّري أنّهم مجرّد أطفال: و الأطفال بطبيعتهم يميلون للركض و اللعب بصوت عالٍ و تصرفاتهم عادةً مزعجة للكبار فأطفالك كباقي الأطفال، لذا إن لم يخرج الأمر عن حدود المعقول لا يُمكنك منعهم.

٤-إملأي خزّانهم العاطفي: بالرغم من انشغالك داخل البيت و خارجه إلّا أنك و أطفالك بحاجة ماسة لقضاء وقت يومياً معك. ١٠ دقائق فقط مع كلٍ منهم ستكون كافية في البداية و استغلّي نهاية الأسبوع و العطلات فهذا سيضمن لك أطفال أهدأ و أسعد. يمكنك الاستفادة من هذه المقالات لقضاء وقت جيد معهم:

أ- أفكار للتواصل و اللعب مع أطفالك من عمر 3-6 سنوات
ب- هل لعبت مع طفلك اليوم؟ أفكار للّعب مع أطفالك كل يوم
ج- اللعب مع طفلك و التواصل معه


٥- وفّري لهم وقتاً للعب في الخارج: إنّ اللعب و الجري في الخارج في الهواء النقي و في أحضان الطبيعة هو علاجٌ رائع و سيساعدهم على صرف مخزون طاقتهم ليعودوا أهدأ للمنزل، لذا حاولي توفير ذلك لهم يومياً أو يوماً بعد يوم إن كان هناك حديقة قريبة مثلاً.

٦- عوّدي أطفالك على القيام بواجباتٍ في المنزل: إن شعورهم بالمسؤولية نحو البيت أمرٌ ضروري بالإضافة للتخفيف من أعباء المنزل عنك، حتى و إن كان لديك خادمة عليك تخصيص واجب واحد لكل منهم يتناسب و عُمره. في بيتي ، طفلتي ذات العامين تقوم بجمع الغسيل و وضعه في الغسالة ، أما طفلي ذو الأربع سنوات مُلزم بترتيب سريره و غرفته يومياً .

٧- خطّطي مسبقاً: إقضي بعض الوقت في التخطيط لأسبوعك، ماذا ستحضّري من وجبات و نشاطات لأطفالك و ما سيكون عليكم من واجبات فكل وقتٍ تقضيه في التخطيط سيوفّر وقتك خلال الأسبوع و سيقلّل من التوتّر الناتج عن عدم معرفة ماذا ستفعلين.

٨- ابتسمي دائماً: ذكّري نفسك بأن أطفالك لن يعودوا أطفالاً مرّة أخرى و هي فقط سنوات قليلة قبل أن يستقلّوا و يفضّلوا قضاء الوقت لوحدهم لذا ابتسمي لهم و إضحكي دائماً فالضحك هو أفضل حل.

مع الحب
 لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 21 ديسمبر 2014

٦ بدائل فعّالة للعقاب



يلجأ الأهل للعقاب كأسلوب لتربية و تعليم أطفالهم دروس و عبر.. و لكن هل سألت نفسك يوماً لماذا تلجأ للعقاب ؟

قد تفكر بأجوبةٍ مثل : " إن لم أعقابه الآن، سينجو بفعلته كلّ مره " ، " أنا أشعر بالغضب و الضيق من تصرّفاته و لا أعرف ماذا أفعل غير ذلك"، " كيف سيتعلّم طفلي أنّ ما فعله كان خاطئاً إن لم أجعله يعاني؟" أو " العقاب هو الطريقة الوحيدة التي يفهمها طفلي"..

الآن لو عدت بالزمن للماضي و حاولت تذّكُر ما كنت تشعر به عندما كان يعاقبك والداك ، هل يمكنك تذكر أي مشاعر جيدة اتجاه نفسك أو اتجاههم؟ على الأغلب أنّك شعرت بأحد هذه المشاعر:

- بلؤمِهم، و بالكره و الحقد اتجاههم و الرغبة في تكرار الأمر فقط لترد لهم الأذية .

- بالذنب بسبب تصرفك و الشعور بأنّك شخص سيّء و تستحق العقاب ..

- الشفقة و الحزن على نفسك و الشعور بالحاجه للاهتمام .

انّه لأمرٌ مخيف أن تُفكّر في ترك العقاب و هو يبدو كطريقة فعّالة للتحكم بتصرفات أولادك، لكن الحقيقة أنّ العقاب لا ينفع! نعم فهو فقط يحوّل تركيز طفلك من الشعور بالأسف على ما فعل و محاولة إصلاحه الى التفكير بطرق لمقاومة ما فرضته أنت عليه و الانتقام منك..

لذا عندما تعاقب طفلك انت تفرض عليه نتيجةً من اختيارك لمواجهة أخطاءه و تحرمه من أمرٍ مهمٍ جداً و هو مواجهتها داخلياً مع نفسه.. 

لكن ماذا تفعل إذن ؟


١- عبّر عن غضبك أو استياءك من تصرّف طفلك دون مهاجمته شخصياً
- "أنا لا يعجبني ما يجري هنا، ان الركض في المتجر يُزعج المتسوقين".
- " أنا غاضبّ جدا لأن أدواتي تُرِكت في الخارج لتصدأ" 
لاحظ ان لا تلوم طفلك مباشرةً مثل "انت تركت أدواتي في الخارج".

٢- وضّح لطفلك توٓقُعاتك منه
- "أنا أتوقع منك ان تمشي بجانبي حتى أُنهي التسوق"
- " أتوقع منك أن تُنظف أدواتي وًتعيدها لمكانها"

٣- أرشد الطفل لطرق يمكنه المساعدة بها و طرق لإصلاح أخطاءه
- "ستساعدني كثيراً ان اخترت لي ٥ حبات من التفاح"
- "يمكننا الآن استعمال القليل من مزيل الصدأ و الزيت لإصلاح الأدوات"

٤- أعطي طفلك خياراً
- "لا يمكنك الركض هنا لكنك تستطيع المشي أو الجلوس في عربة التسوق، القرار لك"
- "يمكنك استخدام أدواتي و اعادتها لمكانها أو ان تفقد حقك في استخدامها"

٥- تصرّف انت و اترك طفلك يواجه العواقب الطبيعية لأفعاله بدلاً من فرض عواقب عليه غير مرتبطة بما فعل.
- "انا ذاهبة للتسوق وحدي اليوم.. لكن لماذا؟ أخبرني أنت"
- "أبي أين صندوق الأدوات؟ لقد أقفلت الخزانة عليه"

٦- اطلب تعاون طفلك في ايجاد حل
حيث تحدد لابنك المشكلة و شعورك نحوها و تطلب منه اقتراح حلول لعدم تكرارها، يمكنك فعل ذلك باحضار ورقة و قلم و تدوين كل الحلول التي تقترحها انت و طفلك حتى لو لم تعجبك أو تكن مقنعة ثم ابدأ بشطب ما لا يناسبك أو يناسب طفلك حتى تتفق انت و هو على حل..من المهم جداً أن تتابع في هذا الأمر فتتأكد أن تلتزم انت و طفلك بما اتفقتم عليه، و ان وجدت أن المشكلة لم تُحَل عليك اخباره بذلك و الاتفاق على حلٍ آخر.

من الأفضل استخدام هذه الأساليب بالترتيب و من المهم جداً أن تُبدي هدوؤاً و ثقةً في النفس عند التكلم مع طفلك، فالغضب و الانفعال يُعطي طفلك قوة التحكّم في مشاعرك بتصرفاته.. تذكّر أنّ هذه الطرق و إن احتاجت لوقت لكي تجعل من طفلك انساناً مسؤولاً يسعى لتصحيح أخطاءه و حل مشاكله.

مع الحب
لانا أبو حميدان

الأحد، 14 ديسمبر 2014

طفلي لا يأكل


يُدرِك معظم الآباء و الأمهات أن تناول وجبات صحية منتظمة أمر ضروري للحفاظ على أطفال أصحاء، و يشكّل هذا الأمر واحداً من أولوياتهم عند رعاية أطفالهم..و لكن و لأسباب عديدة نجد أحياناً أن أطفالنا لا يُقدِّرون نوايانا الحسنة و ما نبذله من جهد لتحقيق ذلك.. فيرفضون الأكل ويصبح من الصعب علينا أن لا نشعر بالفشل أو أن نأخذ الأمر بشكل شخصي...و لكن كلما زاد اصرارنا كلما زاد عناد أطفالنا..

قد تواجه مواقف مختلفة مع طفلك كأن يرفض تناول ما كان يحبّه البارحة، يطلب نوعاً واحداً من الطعام لجميع الوجبات،  يبصق ما تضعه في فمه، يلعب في طعامه و يقذفه على الأرض أو في الهواء أو يمضي لأيام دون طعام.. أياً كان الحال مع طفلك فجميع هذه الأمور تسبب الخوف و القلق من خسارة الطفل لوزنه بشكل كبير، الضعف و المرض أو حتى الموت..

لكن ما هي أسباب الصراع على طاولة الطعام؟

١- هناك أسباب كثيرة أوَّلها أن الأطفال يتأثرون كثيراً بحالتهم الجسديّة و النفسيّة كما نحن البالغون تماماً، فقد يُفقِدهم المرض - حتى لو كان حالة بسيطة من الرشح- ظهور الأسنان، ألم بسيط في البطن و غيرها شهيتهم لعدّة أيام ..

٢- يمرّ الأطفال بفترات مختلفة عندما يتعلّق الأمر بالطعام، فتتغير أذواقهم بشكل مستمر، و قابليتهم للأكل كذلك، فقد يأكلون بكميّات لفترة ثم يأكلون وجبة واحدة طوال اليوم..

٣- بالنسبة للأطفال هناك أمور كثيرة تشغلهم و هي بالتأكيد أهم من الأكل، كاللعب،الجري و مشاهدة التلفاز..فترك كل هذا و الجلوس فقط للأكل هو مضيعة لوقتهم. 

٤-هناك أحيان أخرى عندما لا يشعر طفلك برغبةٍ في أكل نوع معين أو الأكل نهائياً في ذلك اليوم، فتظهر عليك أنت علامات التوتر و الانزعاج، و لأن الأطفال بارعون في في قراءة تعابيرنا سيلمس طفلك التوتر هذا حول وقت الطعام ،،فيبدأ باختبار أمور كصبرك، حريته و استقلاليته و مدى قدرته على التحكم بالموقف أو كمحاولة  للمرح و التسلية  فقط، ككل الأطفال طفلك سيحاول مقاومتك و اثبات نفسه، ويكرّر تصرفاته هذه في أوقات الطعام المختلفة.

بالرغم من هذه الأسباب فإنّه من الضروري أن يكون وقت الأكل وقتاً للعائلة يستمتع فيه الكبير و الصغير و ليس وقتاً مشحوناً بالتوتر و المشاكل.. و الأهم من هذا هو التركيز على زرع عادات أكل سليمة في أطفالنا ليكبروا عليها..

لذا ماذا بامكانك أن تفعل؟!

١- تكلّم مع طبيب طفلك لتتأكّد أولاً من أنّه لا يعاني من مشاكل صحيّة تُفقِده شهيّته للأكل أو أيّة مشاكل في جهازه الهضمي.

٢- ابقِ توقعاتك منطقيّة، فلا تبذل جهداً و تحضِّر لطفلك وليمة من الأصناف و الأطعمة و تصاب بخيبة أمل إن رفضها.. قدّم له وجبات بسيطة فيها احتياجاته الاساسية من الطعام.

٣- اعرض دائماً على طفلك أصناف و انواع صحيّة و جديدة كالخضروات و الفواكة،  حتى لو كان يرفض أكلها، فقد يدفعه فضوله لتجربتها..و احرص ان تكون هذه الخيارات متوفرة امامه في البيت بدلاً من الحلويات و غيرها..

٤- انتبه لردّات فعلك سواءَ كانت ايجابيّة أو سلبيّة، فعلى طفلك أن يدرك أن الأكل علاقة بينه و بين معدته فقط.. فلا تبدي فرحك و حماسك إن أنهى طعامه مثلاً أو حزناً و غضباً إن لم يفعل و تحثّه على الأكل..بل شجّعه على التركيز على ما يشعر و قراءة اشارات جسمه، هل يشعر برغبة في الأكل؟ هل اكتفى و بدأ يشعر بالشبع ؟ حاول جاهداً أن لا تبدي أياً من قلقك أو مخاوفك و لا تبدي أية ردة فعل نهائياً.

٥- امنح طفلك خيارات مختلفة و بكميّات قليلة، اعرض عليه ما يتوفر لديك من أصناف و بكميّة قليلة، قليلة جداً و اجعل المزيد متاح حتى يكون هو من يطلب المزيد و يقرّر متى بدأ يشعر بالشبع.

٦- ضع لطفلك حدوداً عند الأكل، عندما يتوقف طفلك عن الأكل أو يرفضه، يبدأ اللعب في طعامه أو مغادرة مكانه أعلمه بأن وقت الطعام قد انتهى، أخبره بلطف " أرى أنّك بدأت تبصق الطعام لا بد أنّك تحاول اخباري أنّك شبعت، سأعيد صحنك للمطبخ و يمكنك الأكل وقت العشاء" .. يمكنك ان تعرض على طفلك إن شعر بالجوع بعدها وجبة خفيفة كتفاحة مثلاً لكن عليه الانتظار حتى الوجبة القادمة.. هذا ليس عقاباً بل النتيجة الطبيعية لتصرفه..

٧- ابتعد تماماً عن إعطاء طفلك أي نوع من الطعام كمكافأة على تصرّف جيّد أو كمواساة له عندما يحزن أو يغضب.. فالأكل هو حاجة جسدية و ليست نفسية أو معنويّة.

٨- بالرغم من الفوضى التي يسببّها الأطفال فإن وضعهم على كرسي مخصّص للأكل وقت الطعام و منحهم حرية الأكل بمفردهم يشجّعهم و يُنمي كثيراً من مهاراتهم و قدراتهم، نعم ستحتاج لوقت للتنظيف بعدها لكن الأمر يستحق عناء المحاولة.

إذن، يفقد الأطفال شهيّتهم أحياناً للأكل عندما يشعرون بأنّه واجب نفرضه عليهم، لكن لم أسمع عن طفل رفض الأكل حتى مات جوعاً..لذا ثق بطفلك و اتركه يتعلم كيف يثق في جسمه.

مع الحب 
لانا أبو حميدان 

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 7 ديسمبر 2014

اللعب مع طفلك للتواصل معه و تنميته الذكاء العاطفي‎


اللعب مع أطفالنا هو الجسر الذي يوصلنا لأعماق ما يدور في عقولهم، اللعب مع أطفالنا يخفّف التوتر و المشاعر السيئة التي تولّدها ضغوطات تربيتهم .. قد يظن كثيرٌ منّا أنّه لا يحب أن يلعب مع أطفاله، أنه لا يعرف كيف يلعب معهم و أنه لا يستطيع ترك كل مهامه و قائمة أعماله الطويلة ليقضي وقته في اللعب.. لكن ماذا لو قررت اليوم أن تضبط منبهك و فقط لعشر دقائق، تترك فيها كل شيء و تنسى كل ما عليك إنجازه لهذا اليوم.. و تلعب مع طفلك.. لعبة أو اثنتان.. ماذا لو عرفت انك ان جعلت هذه عادة يومية لك- فقط هذه العشر دقائق- ستزيد من تعاون أطفالك و تقلّل من تصرفاتهم المزعجة؟! أنك ستشعر بدفعة من الطاقة الإيجابية و ستصبح أماً/ أباً أسعد؟!

سنقدم لكم في هذه المقالة مجموعة من الألعاب التي تحتاج من ٢-١٠ دقائق فقط من وقتك ، ستساعدكم في التعامل مع أطفالكم عندما يبدون في مزاج سيء أو يعانون من مشاعر سيئة يحتاجون للتعامل معها و تبديدها، أو حتى عندما يتصرفون بطريقة خاطئة لأن اللعب هو أسهل لغة يفهمها أطفالنا فهو أنجح طريقة للتعامل مع مواقف صعبة كالتالية: 

١- عندما يلاحقك طفلك في كل مكان،  يبدو مزعجاً متطلّباً أو متذمراً 
اسأله" هل نفذ مخزونك من العناق مرة أخرى؟ ماذا سنفعل حيال ذلك!!" ثم احضنه بقوة لأطول مدة ، و لا تفلته حتى يبدأ هو بمحاولة الابتعاد، و حتى عندها لا تفلته بسرعة بل حاول أن تحضنه لمدة أطول و قل له شيئاً مثل "أنا أحب أن أحضنك" و "لا أريد أن أفلتك أبداً" و " عدني أنه بامكاني أن أحضنك مجدداً بعد قليل" .. ثم عندما تفلته ابتسم بوجهه و قل له " شكرًا كنت أنا بحاجة لعناقك أيضاً" .

٢- عندما لا يبدي طفلك تعاونه و يستمر بقول ( لا ) لكل شيء
ابدأ بقول " يبدو أنك في المزاج لقول لا الآن، لدي فكرة.. أريد أن أسمعك تقول لا قدر ما تريد ما رأيك؟!" ثم اعرض عليه أن يرد بكلمة (لا) على كل مرة تقول انت فيها (نعم) بنفس نبرة صوتك.. و استخدم نبرات صوت مختلفة في كل مرة تقل فيها نعم مثل صوت عالي أو هامس أو رفيع و هكذا حتى يضحك و يغير مزاجه..

٣- عندما يبدو طفلك متحمساً كثيراً ، لا يستطيع البقاء في مكانه و لا يتحكم في حركاته
قل شيئاً مثل "أرى ان لديك الكثير من الطاقة ماذا سنفعل بها ؟! هل تريد أن نتسابق أم تريد أن تدور بسرعة كبيرة" اصطحبه للخارج أو الى مكان فيه أقل عدد من الناس حتى لا يتحمس أكثر، اعرض عليه ان يقفز يجري و يتدحرج .. عندما يبدو عليه التعب.. اجلس معه ، احضنه و قل له "من الرائع أن يكون لديك كل هذا الكم من الطاقة و الحماس و لكن أحياناً تتحمس لدرجة كبيرة و تحتاج للمساعدة لتهدأ مرة أخرى، هيا فلنأخذ نفسا عميقاً ثلاث مرات .. شهيق من الأنف.. زفير من الفم.. هل تشعر أنك أهدأ الآن؟ أليس رائعاً ان تكون قادراً على تهدئة نفسك ، هيا سنعود للداخل الآن لتلعب بألعابك أو نقرأ كتاباً"

٤- عندما يكون طفلك متعلقاً بك كثيراً و يعاني صعوبة عند الانفصال عنك
العب معه هذه اللعبة حيث تتعلق و تمسك به انت و تقول له بصوت مضحك و طريقة طفولية "أنا أعرف انك تريد ان تتركني و تذهب لتلعب لكني أحتاجك، أريد أن تبقى معي و لا تتركني هلّا تبقى معي الآن " .. و أبقى متعلقاً في يد طفلك أو أي جزء من ملابسه مثلاً...سيحب طفلك كثيراً الشعور بأنه المتحكم بالموقف و أنه هو الذي سيقرر متى يتركك بدلاً من شعوره بأنك انت من يتركه أو يُبعده.. تذكر ان تتصرف بسخف و مرح حتى يضحك طفلك أيضاً على الأمر.. عندما يقرر طفلك أنه يريد أن تتركه و يذهب قل له "لا بأس ، أعرف أنك ستعود أنا أنتظرك ".

٥- عندما يتشاجر أطفالك مع بعضهم كثيراً
استغل الأوقات الهادئة و قل لهم "هلا تتشاجرون الآن ؟ هيا ابدأوا" و عندها ابدأ انت بالتعليق على ما تراه كمعلق رياضي..مثلاً "نحن الآن في قلب الحدث حيث نرى فتاتين يبدو أنهما لا يتفقان مع بعضهما، هل سيتمكنان من حل خلافهما أو لا، دعونا نتابع مباشرة كيف ستنتهي هذه القصة..راقبوا كيف تبدو الأخت الكبرى متحكمة و لكن الصغرى تبدو مستفزة ، لاحظوا كيف تريد كلتاهما كأس العصير، هل سيتمكنون من استخدام ذكائهم لاكتشاف أن هناك المزيد من العصير في الثلاجة؟! تابعونا لتعرفوا المزيد " سيضحك أطفالك كثيراً و يبددوا التوتر الذي تسبّبه خلافاتهم عندما يروا السخافة في شجاراتهم.

٦- عندما يتذمّر طفلك و يلجأ للبكاء  ليطلب ما يريد بدلاً من استخدام صوته الطبيعي
تذكّر أن لجوء طفلك للبكاء عند طلب أمرٍ ما هو إشارة لشعوره بأنه مستضعف و مسلوب الارادة، رفضك أن تستمع له حتى يتوقف و يستخدم صوته الطبيعي يزيد من هذا الشعور.. لكنك لا تريد أن تشجع هذا النوع من التصرف لذا أظهر لطفلك أنك تثق بقدرته على التكلم معك بصوت عادي و اعرض مساعدتك حتى يجد صوته هذا بلعب لعبة معه.." أوه اين ذهب صوتك القوي، لقد سمعته قبل قليل، أنا أحب صوتك القوي.. هيا ساعدني لنجده ، هل هو في جيبك ؟ هل هو تحت قدمك؟  و هكذا حتى يجيبك.. آه ها هو لقد وجدناه، أنا أحب صوتك الكبير هذا هيا و الآن أخبرني ما تحتاج بصوتك القوي هذا" .

٧- اذا سرق طفلك شيئاً 
ربما تتساءل لما عليك أن تلعب مع طفلك لعبة اذا سرق شيئاً، الهدف من ذلك أن تضحك انت و هو على الموضوع قبل التكلّم عنه لتخفّف التوتّر الذي يصاحب الموقف ، و الأهم من ذلك لترفع عن طفلك الشعور بالخزي و الاحراج فتفتح له المجال للتفكير بطريقة لتصحيح خطأه بدلاً من صرف طاقته على تحسين صورة نفسه أمامك..لذا يمكنك استخدام  دمية (لعبة محشوة) في تمثيل دور طفل يأخذ أغراض ليست له من أنحاء الغرفة و يجمعها ، و دمية أخرى لتمثل دور أم تحاول البحث عن هذه الأغراض "أين اختفى هاتفي لا أستطيع أن أجده في أي مكان.. يا ترى أين سيكون" بالطبع ستكون كل الأغراض أمامها و سيضحك طفلك على الأمر.. بعدها عليك أن تتكلم معه عن تمنّيه الحصول على أشياء معيّنة ليست له و ابقاءها لكنه ليس بالتصرف الصحيح و ان عليه اعادتها، كما و أنه بإمكانه سؤالك دائماً ان أراد الحصول على غرض ما..

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

تطوير قدرات طفلك العقليّة و الجسديّة - 16 إلى 24 شهراً


في البارحة وردنا سؤال من إحدى متابعينا أصدقاء عصافير،و السؤال كالتالي:

ما هي الألعاب التعليمية و المحفزة للذكاء ، التي يمكنني أن ألعبها مع ابنتي ذات 16 شهرا ؟

مصطلح الذكاء مطّاطي جدّاً و يعني أشياء مختلفة حسب سياق الحديث، لكن يمكنك إستخدام الألعاب التالية لتطوير قدرات طفلك العقلية في عمر 16-24 شهراً في النواحي المذكورة أدناه:

المهارات الحركيّة الدقيقة:
و تعنى هذه المهارات بقدرة الطفل بالتحكّم بعضلاته الصغيرة كعضلات اليد و الأصابع و تنسيق تلك الحركة مع ما تراه عيناه:

1- ألعاب التركيب: مثل ترتيب مكعبات خشبية فوق بعضها البعض، أو اللعب بالمعجون

2- الرسم و الخربشة على االأوراق: حاولي إعطاء إبنك قطعة من الكرتون أكبر من الحجم المعتاد للورق لتجنب حوادث الرسم على الأرض، الحائط أو الطاولة مع قلم سهل الإستعمال.

3- أعط طفلك الفرصة لغسل يديه بنفسه و أجعلي من هذه العادة اليومية نشاط مسلّي للطفل.

4- تقطيع الخس و الملفوف: إذا كنت تقومين بتحضير السلطة إستغلّي الفرصة لتسلية طفلك بعد غسل الخضار جيّداً بأن يقوم بتمزيق الخس أو الملفوف بيديه. 

5- غناء بعض أغاني الأطفال مع الحركات: مثل العنكبوت النونو، هيك بسبحوا الأسماك أو عجلات الباص.


القدرات اللغوية، الإنتباه و التواصل:

1- إجراء محادثة بشكل مستمر مع طفلك، حتى لو لم يكن طفلك يتحدّث بأكثر من7 كلمات في هذا العمر، إلاّ أنّه يستطيع فهم عدد أكبر بكثير من الكلمات. تحدّثي مع طفلك و أنت تعملين إلفتي إنتباهه للأصوات المختلفة التي يسمعها و أعطيها إسماً. هذا التمرين يساعد في بناء قدرات طفلك اللغويّة.

2- قراءة قصّة يوميّاً: تساعد قراءة القصص في تطوير القدرات العقليّة و التفاعليّة للطفل. أحرصي على قراءة قصّة يومياً لطفلك. إبدئي بقصص بسيطة تعلّم مفاهيم أساسية مثل الألوان: فانيللتي بيضاء الأرقام: هيا نعد مع الديناصورات الأشكال: الأشكال من حولنا

3- لعبة ما إسم هذا العضو: علّمي طفلك أسماء أعضاء جسمه و كلّما وجدت الفرصة أعيدي تكرار التمرين. مثل : وين عينك؟ أو ما هذا؟ هذه يدي

القدرات العضلية و المهارات الحركية:

1- القط و الفأر: أو شرطة حرامي أهربي من طفلك و حفّزيه لملاحقتك ثم أعكسي الأدوار هذه اللعبة تنمي المهارات الحركية و القدرة العضليّة لطفلك.

2- جر و دفع الأشياء: أربطي صندوق من الكرتون بحبل (تأكّدي أن يكون قصيراً بعض الشيء لتجنّب وقوع حوادث) و أعط الفرصة لطفلك بجرّه خلفه لتقوية عضلات رجليه و يديه إضيفي بعض من الألعاب في الصندوق لزيادة المقاومة و إعطاء الطفل تمرين يبقيه مهتمّاً بالمحاولة. يمكن أن تحضري عربة أطفال صغيرة كلعبة لطفلك إن أردت. فالأطفال يحبون تقليد أبائهم و أمهاتهم.

3- الرقص على أنغام الموسيقى: الرقص و القفز تقوّي عضلات طفلك و تبقيه مستمتعاً لفترة طويلة، يمكنك أن تجعليها جزء من نشاطكم اليومي.

فهم أن الأشياء تستمر بالوجود حتى عندما تختبئ (لا نراها أو لا نسمع صوتها)
التحفيز البصري في الألعاب التالية يحفز بناء الوصلات العصبيّة بين خلايا المخ، و إعادة تكرار هذه النشاطات بإستمرار يزيد من فعالية هذه الوصلات.

1- الإختباء و البحث: إختبئي تحت غطاء الفراش ثم إظهري لطفلك، أو ربما خلف الستائر و من ثم إظهري تعلّم هذه اللعبة طفلك مفهوم أساسي هو أن الأشياء تستمر في 
وجودها حتى لو لم تسمعها أو تراها .

2- أرسمي وجه على أحد أصابعك و خبّئيه بين أصابعك و أعط لطفلك فرصة البحث عنه.

ملحوظات عامة مهمّة جدّاً
1- لا تحاول إجبار طفلك على القيام بأي من الألعاب المذكورة. التعلّم في هذه المرحلة العمرية من الضروري أن يكون ممتعاً. انتقل إلى لعبة أخرى إذا لم تجد أن طفلك مهتم و عد لمحاولة النشاط في وقت آخر.

2- التكرار مهم جدّاً للطفل في هذه المرحلة العمريّة لترسيخ فهم أعمق عند الطفل للأشياء التي يتعلّمها لذا قاوم الرغبة في الإنتقال إلى نشاط آخر إلى أن تجد أن طفلك يريد التوقّف.

3- كوني مبدعة و اصنعي ألعاب تناسب طفلك تتضمّن أشياءه المفضّلة و تركّز على أي من النواحي المذكورة أعلاه.

هل هناك ألعاب مبدعة تلعبيها مع أطفالك من إختراعك، شاركينا هذه الألعاب؟


مواضيع إخترناها لك: