الاثنين، 30 نوفمبر 2015

فجوة الثلاثين مليون كلمة


فجوة الثلاثين مليون كلمة قد تكون السبب الأساسي لتأخر طفلك في المدرسة. لتعرف المزيد عن هذه الفجوة، و كيف يمكن إصلاحها إذا أمكن ذلك، أكمل قراءة هذه المقالة.

في دراسة مزلزلة من جامعة كانساس قام الباحثان بيتي هارت و تود رايسلي بدخول 42 منزلاً لعائلات من طبقات مختلفة من المجتمع، لكي يقيسوا مدى تأثير التفاعل اليومي بين الأهل و الطفل على تطوّر اللغة و المصطلحات لدى الطفل. النتائج التي توصّلوا لها كانت غير مسبوقة، فالتفاوت الكبير في عدد الكلمات التي يتبادلها الأهل و نوعيّة هذه الكلمات بين الطبقات المختلفة في المجتمع كانت هائلة. فبعد مرور 4 سنوات على ولادة الطفل كان الأطفال من العائلات الأقل حظاً مادياً يتعرّضون ل 30 مليون كلمة أقل من أقرانهم من عائلات غنية، ناهيك عن نوعيّة هذه الكلمات، كان هذا في تسعينيات القرن الماضي. الدراسات التي تبعت هذه الدراسة أظهرت الآثار طويلة الأمد التي يتركها كل من التفاعل و اللغة على قدرات الأطفال و معرفتهم.

في الأربع سنوات الأولى من عمر الطفل، يكون الدماغ في أسرع مراحل نموّه و أكثرها مرونة. تفاعل الأهل مع أطفالهم، لا يكسب أطفالهم ميزة معرفيّة فقط، بل هو يساعدهم على تشكيل دماغ أكثر قدرة على التعلّم، حيث أن 80-85% من نمو الدماغ في حياة الانسان يتم في هذه الفترة. بينما يعاني الأطفال الذين لم يتعرّضوا لهذا التفاعل مع أهلهم، بحيث تتركهم قلّة التفاعل و الحديث مع أهلهم بدماغ أقل قدرة على التعلّم.

بالإضافة للفرق الشاسع في عدد الكلمات، فإن نوعيّة الكلمات التي تعرّض لها كل من الأطفال من الخلفيات المختلفة اختلفت في نوعيّتها. فبمرور 4 سنوات كان الأطفال من العائلات الأقل حظاً مادياً قد تعرّضوا إلى 125 ألف كلمة سلبية أكثر من الكلمات الإيجابية الداعمة مقارنة بأقرانهم من العائلات الميسورة التي تعرّض فيها الطفل ل 560 ألف كلمة ثناء و تشجيع أكثر من الكلمات السلبية.

ما يمكننا فعله كآباء و أمهات

ما يمكننا فعله بسيط لكنّه مهم جدّاً، علينا الإكثار من الحديث مع أطفالنا في السنوات الأربع الأولى. و لكي يكون هذا الكلام أكثر فعالية، يمكننا تذكّر التاءات الثلاثة:

التاءات الثلاثة:

1- تنصت أكثر:
لا يقصد بالإنصات هنا الإنصات فقط للكلمات أو الأصوات التي يصدرها طفلك، ففي مرحلة عمريّة مبكرة لا يمكن لطفلك التحدّث عن الضيق أو الفرح الذي يشعر به، فعليك الإنصات لحركاته و شعوره و التفاعل معها.

2- تتحدّث أكثر:
تحدّث أكثر مع طفلك منذ ولادته، بعض الأهل يواجه صعوبة في تقبّل ذلك. فهو يظن بما أن طفلي لا يستطيع الكلام فهو لا يستطيع فهم ما أقول، هذا ليس صحيحاً تماماً، فعلى الأقل يستطيع الطفل فهم نبرة الحديث في المراحل المبكرة. لتعتاد على فعل ذلك أبدأ بالتعليق على ما تقوم به مع طفلك. أثناء اطعامه، أو تحميمه أو حتى غيار حفاظه.

3- تتبادل الأدوار في الحديث:
المحادثة الجيّدة يكون لها طرفان، و هذا الأمر ينطبق على محادثتك لأطفالك. قد تحتاج لبعض التدريب في البداية لكي تمسك رغبتك للحديث و مقاطعة طفلك. فالأطفال في مرحلة عمرية مبكّرة لا يعرفون متى يتوقفون عن الكلام. لكن بعض من الصبر و المثابرة، سيعلّم أطفالك كيف يمكنهم متابعة وتيرة المحادثة و سيدرّبك على التحدّث و الانصات بوتيرة مختلفة قليلاً (أبطأ) عن الحديث مع البالغين.


 إذا كان هناك شيء واحد يمكنك فعله لطفلك لتساعده على التقدّم أكاديمياً لاحقاً في حياته. فليكن التحدّث معه أكثر و الإنصات أكثر.

إذا أردتم فعل أكثر من ذلك، فلتقرأوا لهم يومياً و لتكن هذه القراءة تفاعلية حيث تسأل طفلك عما يرى و يفهم من القصّة. يمكنك القراءة لطفلك من قائمة طويلة من القصص المجانية المناسبة لعمر مبكّر على عصافير منها: فانيللتي بيضاء، هيا نعد مع الديناصورات، كتاب الحيوانات، يطفو يسير يطير، هذه أسرتي، كتاب الأضداد


الأحد، 22 نوفمبر 2015

أهميّة قراءة الأب القصص لأطفاله


حتى في وقتنا الحالي، حيث تعمل العديد من الأمهات خارج المنزل كالرجل. ما زالت الأمهات هم الشخص الذي يمضي معظم الوقت و الجهد في تربية الأولاد و العناية بهم، بما في ذلك القراءة لهم و قصص ما قبل النوم. إلّا أن بعض الدراسات الحديثة أظهرت أن قراءة الأب بالتحديد للقصص لأطفاله، مهمّة جدّاً و لها آثار مهمّة و غير متوقّعة على تطوّر الأطفال المبكّر و مهاراتهم.

الآباء و القراءة

وقت القراءة مهم جدّاً في تشكيل العلاقة مع الطفل، حيث تخلق رابطاً قوّياً و تترك بصمة لا تختفي عليه لبقية حياته. في العديد من العائلات حيث يقوم الأب بعمله خارج البيت معظم الوقت بينما تقوم الأمهات بالعناية بالطفل و تربيته، يكون الرابط بين الطفل و الأب أكثر ضعفاً.

عندما يقضي الآباء بعضاً من الوقت مع أطفالهم في القراءة كل يوم، يساعد هذا الوقت في التعويض عن الوقت الذي يقضيه الأب خارج البيت. و على الرغم أن هذا لن يعوّض تماماً عن قضاء الكثير من الوقت مع أطفالك، إلّا أن القراءة توفّر فرصة رائعة لبناء الرابط. بالنسبة للطفل فإن إمضاء الأب بعضاً من الوقت للقراءة له، يشعره بأنّه جدير بحبّه و وقته و أن أباه يودّ فعل ذلك.

مهارات لغويّة أفضل

الآباء في هذه الأيام يمضون وقتاً أكثر مع أطفالهم مقارنة بالأجيال السابقة. دراسة حديثة أظهرت أن قراءة الأب لأطفاله يترك تحسّناً ملحوظاً على مهاراتهم اللغوية، و مهارات القراءة و الاستيعاب. كما تفاجأ الباحثون بأن قراءة الأم لأطفالها لا يترك نفس هذا الأثر الملحوظ.

أظهرت الدراسة أن التفاعل بين الأب و أطفاله مختلف بطبيعته عند القراءة عن التفاعل الذي يحصل بين الأم و أطفالها. حيث ينزع الآباء إلى ربط القصص بأحداث واقعيّة من حياتهم، بينما تنزع الأمهات للتركيز على محتوى القصّة. فعلى سبيل المثال عند ورود ذكر سلّم في قصّة ما قد يقوم الأب بذكر آخر مرّة استخدم سلّماً فيها أو حادث وقع له أثناء استخدام السلّم.


الدروس المستفادة من هذه الدراسة

هناك العديد من الدروس المستقاة من هذه الدراسة، أوّلها أن طريقة تفاعل الأب مع الأطفال مختلفة بطبيعتها عن الأم، و هذه الطريقة المختلفة لها أثر مهم في تطوير مهارات معيّنة لدى الطفل. و على الرغم من ذلك فإن ذلك لا يعني أن الأمهات لا يجب أن يقرأن لأطفالهم. فإن كلا الوالدين له أثر فاعل مكمّل لدور الآخر و يوفّر تجربة مختلفة لأطفالهم عند القراءة.

أفضل النتائج يمكن الحصول عليها عندما يتناوب الوالدين على القراءة لأطفالهم. و عندما يدرك كلا الوالدين أهميّة الأسلوبين (التركيز على المحتوى و ربطه بأحداث واقعية من حياتهم) يمكنهم استخدام الأسلوبين للقراءة. ما زالت هذه الدراسة في مراحلها الأولى و ما زال هناك الكثير من الأسئلة التي يسعى الباحثون لإجابتها. إلّا أنّها تلقي الضوء بوضوح على اختلاف الرابط الذي يبنيه كل من الأم و الأب عند القراءة لأطفالهم.

إذا كنت تريد أن تعطي لأطفالك دفعة إضافية في تطوير مهاراتهم، فليس هناك وقت أفضل من الآن. إقرأ قصّة "مرحى مرحى للفشل" لأطفالك اليوم و أخبرهم/أخبريهم بذكرياتك كطفل(ة) أو عن تجارب فشلت فيها إلّا أنّها أثرت حياتك.

كما يمكنكم تنزيل تطبيق القصص المجاني من عصافير، و القراءة بانتظام لهم من مجموعة القصص الرائعة المجانيّة بالكامل التي نوفّرها.

أندرويد: https://play.google.com/store/apps/details?id=com.asafeer.qesas
آيباد و آيفون: https://itunes.apple.com/ae/app/qss-safyr/id939646782




الأحد، 15 نوفمبر 2015

اصنع عالماً أفضل لطفلك !


نسمع و نرى يومياً خلافات و نزاعات و حروب بين طوائف و جماعات اختلفت في العِرق ، في الدين، في المُعتقدات ، نحن أنفُسنا نُظلق أحكاماً على المختلفين مِنّا، و يتعرض بعض أطفالِنا للسخرية مِن زُملائِم لاختلاف ألوانهم و أشكالهم أو لأنهم لم يكونوا محظوظين بأجساد أو عقول سليمة كغيرهِم..  أما آن الأوان لنا أن نُعلِّم أطفالنا الانفتاح على هذا العالم، تقبُّل الغير و التسامُح مع من يختلف عنهم؟  لكن كيف نفعل ذلك؟

١- لِنبدأ بأنفُسنا

اطلاقنا للأحكام على الناس أمام أطفالِنا، اطلاق النكات و المزاح على الأعراق و الجنسيات و الأشكال المُختلفة للناس أو حتى مُشاهدتنا للبرامج ذات مُحتوى مُشابه مع أطفالِنا دون لفت انتباهِهم و توعيتهم بِسوء ما يحصُل.. هذا كبداية ما علينا تغييره في أنفُسنا ليتغيَّر أطفالُنا.

٢- ألقي نظرة على ألعاب أطفالِك

رُبما لا يعرِف جميعُنا أن الاعلام و الأهداف التجارية للشركات غيرت الكثير من مفاهيمنا و نحن نعكسها على أطفالِنا، فالأولاد لا يلعبون بألعاب البنات و العكس صحيح، هذِه ألعاب مُناسِبة للبنات و هذه للأولاد، لماذا؟ من قرر هذا التقسيم و ماذا يُعلِّم أطفالنا؟ يُعلِّمهم فقط أن هُناك فُروق في الأدوار و القدرات بين الذكر و الأُنثى تعتمد على جِنسهِم.. فأنا لا أُمانع أن تمتلك طِفلتى دُمى من كُل الألوان، و لا أُمانع أن يعتني طِفلي بدُمية حتى يتعلِّم أن الأب و الأُم مسؤولان عن أطفالِهما بالمِثل.

٣- استفد من قصص و كُتُب الأطفال

اجعل مكتبة أطفالِك غنية بقصص و كُتُب تتناول حضارات العالم الذي نعيش فيه، قصص أطفال تحكي عن أطفال يختلِفون عن غيرهم، مثل قصة "لماذا أنا مُربَّع" .. املأ أرفُفهم بِكُتُبٍ تُثري عُقولهم بما في هذا العالم الواسِع خارِج مُحيطهم.

٤- علِّم طِفلك الوقوف لِغيره

كُن قُدوةً لِطفلك في ايقاف من يُبدي كُرهاً و عُنصرية لِغيره، بِأدبٍ و لكن بِقوة.. السكوت و عدم المُشاركة لا يكفي.. 

٥- امتنع و امنع أطفالك من استخدام الألقاب

ليس هُناك أي استثناء عندما يتعلق الأمر بالألقاب، لا تستخدم أي منها مع أطفالِك ولا تتسامح مع استخدام الأطفال لأي منها، يبدأ الأمر بِالمُزاح و يتسِع ليُصبح عادة وًينتقل للتعليق على أشكال و صفات غيرهم..كُن مِثالاً للطف و حُسن التعامل. 

٦- جِد فُرصاً ليختلط أطفالك بعائِلات مُختلفة

ابني علاقاتٍ و صداقات مع عائِلات من جنسياتٍ و أديانٍ تختلف عنكم، ادعوا طفل الجيران المُصاب بمُتلازمة داون للعب عندكم ، شجِّع طفلك على تجرُبة أطعِمةٍ من مُختلف أنحاء العالم ..

٧- احرص على احترام جميع الأديان

وعلِّم طِفلك ذلك، فالدين الذي اختارته أي عائلة هو جُزءٌ منها، و لا يُنقِص من احترامها شيئاً.

٨- سافر بأطفالِك 

حتى لو اصطحبتهم بالسيارة لأنحاء البلاد ، أو سافرت بهم لِبُلدان مُختلفة، فأنت توفِّر لهم فُرصاً للخروج من مُحيطِهم و التعرُّف على حياة أُناس يختلفون عنهم.

٩- اجعل بيتك مكاناً آمِنا لأي سؤال

أجِب على أي مِن أسئلة أطفالِك بموضوعية و دون اطلاق أحكامٍ أو اشعارهم بخزي أو ذنب للسؤال. فأطفالنا سيسمعون و يرون الكثير خارج البيت و سيحتاجون لسماع اجابات صحيحة منك.. فابق الفرصة مفتوحة أمامهم للرجوع اليك في أي وقت.

مع الحُب
لانا أبو حميدان

الخميس، 5 نوفمبر 2015

دع طِفلك يفشل لينجح


عادةً ما يخشى الأهل فشل أطفالِهِم ، و يُحزِنهم رؤية أطفالِهم يُحاولون ولا ينجحون .. ربما أكثر من الأطفال أنفُسهم .. و لحمايتهِم من الفشل ، نُخطط نجاحاتهِم، نُزيل العقبات من طريقهم و نمنعهم من المُغامرة و التجربة.

ان أول ما علينا فِعله لِمُساعدة أطفالِنا للتعامل مع فشلِهِم هو تغيير نظرتنا و نظرتهم عنه، فالمحاولة والفشل هو أفضل طريقة للتعلُّم، و تجربة شيء جديد و الفشل فيه أفضل من عدم التجربة نهائياً.لكن كيف تُعلِّم طِفلِك هذا ؟

١- انتبه لكلماتك

فبدلاً من مدح طِفلِك طوال الوقت بكلمات مثل "أحسنت، رائع، شاطر...الخ" ، غير لُغتك معه و ابدأ بالانتباه لِجُهدِه و مدحه، " إن علاماتك هذه تعكس مُثابرتك و عملك بِِجِد" ، " لقد رأيتُك تُحاول و تُحاول لِحل السؤال بالرغم من صعوبته" . فهذه التغيرات البسيطة في حِوارنا مع أطفالنا لها تأثير كبير في جعلِهم أكثر مُثابرة و الاستفادة من فشلهم. فانت لا تُريد أن يختار طِفلك الأسهل دائِماً فقط كي لا يفشل.

٢- كافئ الُجهد و ليس النتيجة

نحن غالِباً ما نشتري الهدايا أو نحتفل مع أطفالِنا عند تحصيلهم لعلامة أو مركِز جيِّد و لا نعترف بأي جُهد بذلوه ان لم يُحققوا نتيجة مميزة، نحرص على نتائِج مميزة بغض النظر عن الطُرق التي قد يستخدمها أطفالُنا للوصول لهذه النتائِج و ننسى أن بذل الجُهد و المُحاولة مرة بعد مرة  يُعلِّمهم و يدفعهم خطوة للأمام. في المرِّة القادِمة لا يحصل طِفلُك على علامة كاملة، اصطحبه لأكل البوظة و احتفل بما بذله من جُهد حتى يبذل جُهداً أكبر في المرات القادمة.

٣- خطّط تحديات طِفلِك

شجّع طِفلك دائِماً على تجرُبة شيء جديد و مُستوى أعلى مما يُتقنه و اختار التحديات التي تعلم أن طِفلك سيتمكن منها بعد الفشل مرَّة أو مرَّتان.. احذر من دفع طِفلِك لِمُباراة كُرة قدم ان لم يقف يوماً في ملعب، فهو سيجد هذا فشلاً ذريعاً..

٤- شارك طِفلك بقصص فشل لحِقها النجاح

ان جميع من أنجزوا انجازاتٍ عظيمة فشِلوا مِراراً قبل النجاح، عندما يحزن طِفلُك لِفشله فهو يحزن لأنه يشعُر بأنه وحده من يفشل. لِذا أخبر طِفلك عن قصص من فشِلوا و حاولوا حتى حققوا انجازاتٍ غيرت العالم، علِّمهم أن الفشل ليس فقط مقبول بل ضروري أيضاً قبل النجاح و التميُّز .

٥- كُن دليل طفلِك 

أعِد النظر في طريقة رؤيتك للفشل ، فاذا كُنت لا تتقبل لحظات فشلِك و تراها على أنها فُرصٌ للتعلٌُم فان أي جُهدٍ تبذله لِتغيََر نظرة طِفلِك ستذهب هباءاً. فطِفلُك سيرى خيبة الأمل على وجهك حتى و ان أخبرته" لقد حاوت و بذلت جُهداً و هذا جيَِد" . فطِفلُك يحتاج ليرى نظرة الرِضى على وجهك لأنه يمتد ثقته بنفسه منك.

قد تجد القصّة التالية في الرابط أدناه ملائمة لهذا الموضوع "مرحى مرحى للفشل"، اقرأها لطفلك كخطوة أولى.

مع الحُب
لانا أبو حميدان