الأربعاء، 23 مارس 2016

٣ أشياء يحتاجُها منك طِفلُك

ما يحتاج لأن يعرفه أطفالنا

نُفكَّر دائِماً بما يحتاجٰه أطفالنا منا و ما قد يُسعِدهم حقاً فنتخيَّل أن احدث الألعاب أو هاتف جديد، ملابس فخمة ، الدراسة في أفضل الجامِعات أو رحلة خارج البلاد قد تَفي بالغرض. مِن المُؤكد ان هذه أشياء يستمتع بها و يتمناها أي طِفل ، لكن ما يحتاجٰه و يتوق اليه حقاً أَطفالك هو أعمق بكثير.. قد لا يُغيِّر أي مِن الأشياء السابقة شيْئاً في حياة طِفلك أو يضعه على طريق النجاح لأن هُناك ٣ أشياء
أساسية يحتاج أن يعرفها كُل طِفل و هي :

١- هل تراني و تُلاحظني؟

٢- هل أستحقُّ احترامَك، وَقتك و جُهدك؟

٣- هل أنا مُهِمٌ لك؟ أهم من الأشياء الأُخرى ؟

فعلى عكس كُل الأشياء الماديّة المذكورة سابقاً، هذه الأشياء يحتاج إلى أن يعرفها طِفلك فأنت تُعطيه القُوة ليرى نفسه بأفضل طريقة ممكنه، ليعرِف أنه يستحق الاحترام و التقدير و أن لا يرضى بأقل من ذلك ..لينجح في حياته.. فعندما نُقدِّر أطفالنا و نلتفت لهم فقط عند تحقيقهم النجاحات و ما نطمح إليه و ليس لشخصهم، نجِدهم يكبرون و يكبر معهم التوتر و القلق خوفاً من خسارة اهتمامنا و تقديرنا إن اخفقوا يوماً ..و ينتهي الامر بكثير من البالغين بالاحباط و الاكتئاب.. كما أن كثيراً مِن تصرُفات الأطفال و المُراهقين الخاطِئة و انجرافهم، ما هي الا طلَب للاهتمام و الإلتفات من أهلهم و ذويهم..

كيف نفعلُ ذلك؟

إن الأمر أبسط مما تتخيل و يظهر في كل تفاعل مع أطفالنا في حياتهم اليومية.. فببساطة أعط طِفلك من وقتك و اهتمامك و قدِّره لِذاته و ليس عندما يُحقق حُلمك بان يُصبح ما تُريد أنت او كما تتمنى.

"هل تراني كما انا بغضّ النظر عن ما تتمنى أن اكون عليه" هذا ما يتمنى أن يسألك طِفلك كُل يوم. فلا تنتظر ان يكون طِفلك متميزا لتُقدره .. فان كان طفلك عادي او اقل من عادي بعض من وقتك و اهتمامك كافٍ لِتُشعره بانه اهم و اغلى من اي شيء آخر.. و هذا ما سيدفعه ليكون أفضل ما يمكن له أن يكونه.

يُمكنك ان تُحقق هذا بان تجعل الطريقة التي تنظر لهم فيها.. الطريقة التي تُكلِّمهم بها.. و طريقتك في الاستماع لهم تعكِس مدى حُبك و اهتمامك.. عندما تتحدث مع طِفلك أو تضعه للنوم و يرن هاتِفك.. اغلقه و قُل بصوت عالٍ " لا أستطيع الرد الآن لأنني أتكلم معك". في المرة القادمة عندما يُخفِق طِفلُك مرةً في المدرسة او في مباراة ما كافِئه و أظهِر له نفس الحُب و التقدير ففشله هذه المرة لا يُغيّر من هو بالنسبة لك.. في المرة القادمة عندما تجلِس مع أصدقاءك و يبدأ طِفلك بالتصرف بِطريقة غير مرغوبة.. استأذِن منهم و كلِّمه على انفراد .. ضُمَّه اليك.. و ان تطلَّب الأمر غادر معه إلى لبيت ليرتاح.. فهو مُهِم و يستحق الاهتمام و الاحترام.

مع الحُب
لانا أبو حميدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق