الأربعاء، 2 مارس 2016

طفلي إلى الروضة: كيف تجعليها تجربة ناجحة؟


أحيانا يضطر الأهل لوضع أطفالهم في الروضة، و هذا يعتبر حدث هام لما يحدثه من تغيير جذري في حياة الصغير، و هذا التغيير يتمثل أساساً في انفصاله لعدة ساعات عن عائلته خاصة أمه، لهذا لا بد من تحضيره جيدا لهذا التغيير و أخذ كل الاحتياطات حتى تكون التجربة ناجحة

كيف تختارين الروضة المناسبة لطفلك؟

اختيار الروضة أمر مهم جدا، و هذا الخيار لا يجب ان يكون عشوائياً إنّما مبني على مجموعة من النقاط :
أ- من المستحسن ان تكون الروضة التي تختارينها لطفلك قريبة من مكان عملك او عمل والده و هذا حتى تتمكنين من احترام اوقات عمل الروضة و أيضا للتدخل بسرعة ان تم استدعاؤكم لأمر ضروري . و بهذا لن تكون حركة المرور -على سبيل المثال- مشكلة

ب- السمعة الطيبة للروضة؛ و المقصود بذلك ما نسمعه من الأهل الذين سبقوا و وضعوا ابنائهم هناك و هي مبنية على ثلاث نقاط

أولاً: قدرة الروضة على توفير مناخ دافيء عاطفيا يساعد الطفل على الحفاظ على توازنه النفسي

ثانياً: المستوى التعليمي للفريق التعليمي: خاصة المربيات، لابد ان يكن على دراية بعالم الطفولة ليتمكنّ من اداء مهامهن على أكمل وجه.

ثالثاً: توفر الروضة الوسائل الحسيّة اللازمة ؛ لأن هذا من شأنه ان يسهل اندماج الطفل في المجموعة و استفادته من مختلف النشاطات.

كيف تحضرين طفلك للروضة؟

تسجيل الطفل في الروضة خطوة هامة في حياته لذا لابد من جعلها تحربة مفيدة له و ذلك من خلال التحضير الجيد لها هذا التحضير يجب أن يكون قبل أشهر من وضعه في الروضة و ذلك من خلال محادثة الطفل عن هذا المكان الذي سيذهب إليه و أهميته، عن الألعاب الكثيرة التي سيجدها هناك ، الصداقات التي سيكونها و كل الأمور المفيدة الأخرى التي سيتعلمها دون نسيان المربيات اللطيفات اللواتي سيقومن بالاهتمام به هناك.

كما أنّه سيكون من المفيد أن يرافقك طفلك لزيارة الروضة قبل تأكيد تسجيله و يقوم بجولة داخلها و هذا من شأنه أن يريحه نفسياً. أمر اخر مهم ؛ هو وضع الطفل بدوام جزئي في البداية (إن امكن) حتى يندمج تدريجيا مع زملائه.و أخيرا نلفت انتباه القراء الكرام ان الوقت اللازم لتعود الطفل على جو الروضة و الاندماج فيها هو من اسبوعين الى ثلاثة اسابيع

كيف تقيمين طفلك في الروضة؟

عادة ما يكون تقييم الطفل المسجل في الروضة ينحصر في المعلومات التي خزنّها مثلاً : الألوان، حروف الهجاء، الأناشيد ...الخ. هذا مهم لأنه دليل على قدرة الطفل على الاستيعاب كما يسمح له ايضاً تعويد ذاكرته على التخزين و الاسترجاع و جعلها أكثر مرونة كما تمكنه أيضا من اكتساب لغة سليمة و اثراء رصيده اللغوي. لكن لا يجب نهمل الأمور الأخرى التي يجب ان يكتسبها الصغير في الروضة دائماً و تلعب دورا هاما في تكوين شخصيته. في الحقيقة؛ اهم الجوانب التي يجب التركيز عليها عند التقييم الى جانب المعلومات كثيرة اهمها ما يلي:

اولاً: اندماج الطفل في المجموعة و استمتاعه بالعمل و اللعب مع بقية الاطفال حتى خارج الروضة لأن هذا دليل على نموه الاجتماعي السليم.

ثانياً: تحكم الطفل في الحركة و السيطرة على جسمه و نعني بذلك الحركة الدقيقة، الحركة العامة ، التوازن؛ ....و يظهر ذلك من خلال اكتسابه للمشي المتناغم و التحكم في القلم؛ الحفاظ على توازنه عند قيامه بمختلف الحركات....الخ و هذا دليل على سلامة دماغه

ثالثاً: التوازن العاطفي للطفل و نعني بها الراحة النفسية للطفل و هذه النقطة مهمة جدا لأن النمو المعرفي للطفل لا يتم الا بنمو عاطفي سليم و من علاماته ثقة الطفل في نفسه، محافظته على شهيته للأكل، النمو دون اضطراب و رغبته في الذهاب الى الروضة لأن الطفل عادة في السنوات الأولى لا يملك القدرة على التعبير عن مشاعره بالكلمات فتجده يترجم عدم راحته النفسية بالاضطرابات مثل اضطرابات النوم، الأكل، التبوّل اللاإرادي ...الخ

كيف تعوضين طفلك عن الوقت الدي يقضيه في الروضة؟

عندما يرجع طفلك إلى البيت حاولي ان تقضي معه أكبر وقت ممكن معه لأنه بلاشك مشتاق إليكِ، اسأليه عن الوقت الذي قضاه في الروضة، عن النشاطات و الألعاب. هذا يجعله يشعر بحبك له و اهتمامك به و لن يحس بأنّك اتّخذت الروضة كوسيلة لتبعديه عنك إنّما مكان آمن ليستمتع فيه أثناء غيابك.

لتكون الروضة مفيدة و تساعد الطفل للتحضير للمدرسة لابد ان يكون هناك تكامل و تواصل مستمر ما بين الاهل وادارة الروضة و من يقوم بعناية طفلك أثناء غيابك

بقلم: هانية المعافة
اخصائية نفسانية، باحثة ومدربة في مجال الطفولة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق