الأربعاء، 13 مارس 2019

معركة الواجبات المدرسية، كيف نتعامل مع أخطاء أطفالنا؟

كم منا يستلم ورقة الاختبار من طفله أو الواجب بعد أن قام بأدائه ليبدأ بالإشارة لجميع الإجابات الخاطئة فيها؟ هل توقعت يومًا نتائج هذا الأمر؟ وهل كنت تعرف أنه سبب رئيسي للمعارك اليومية مع أطفالك أثناء وقت الدراسة؟ 

ضع نفسك مكان طفلك للحظة
كيف ستشعر عندما يلتفت شخص لأخطائك فقط؟ ويُعلمها لك باللون الأحمر؟ كل ما يشعر به طفلك مرة بعد مرة هو فقد الحماس والرغبة في تخطي الأخطاء لما بعدها وليس هذا فقط بل قد يكون ذلك أساس صراعك اليومي مع طفلك عند الدراسة وأداء الواجبات.
لذا ما رأيك لو تخليّت عن سياسة القلم الأحمر وبدأت تعد لطفلك إجابته الصحيحة. 

جرب :


١ - أن تبدأ بالتركيز على الجهد الذي أبداه طفلك وليس الإشارة للأخطاء في إجاباته. 
لاحظ التقدم واثنِ على المحاولة مهما كانت صغيرة بهذه الطريقة أنت تدفع طفلك للمحاولة بشكل أفضل وبطريقة إيجابية وهذا بدوره سينعكس على أدائه وعدد إجاباته الصحيحة.

٢- عندما يُسلّمك طفلك ورقة اختبار أو دفتر الإملاء مثلًا، علّق على إجاباته الصحيحة أولًا.
عندما تصل لخطأ قام به استمر بنفس الإيجابية واسأله "ماذا تعلمت من هذه الإجابة الصحيحة يمكنك استخدامه لمساعدتك في تصحيح الإجابة الخاطئة؟" بهذه الطريقة أنت لا توفر عليه الشعور بالخزي أو الفشل فقط بل توضّح له أن التعليم مبني على التعلّم من الأخطاء وأننا لنبدع نحتاج لأن نستغل أخطاءنا.

٣- رحّب بالأخطاء.
لم يتوصّل أحد لشيء عظيم قبل سلسلة من الفرضيّات والتجارب الخاطئة.. ثق جيّدًا بهذا الأمر وابنِ عقلية أطفالك بذات الطريقة فمن المحزن حقًّا أن نرى أطفالا يخشون الخطأ في الحل أو عدم معرفة الإجابة. أخطاء طفلك فرصة للاحتفال بها فهي بداية الطريق لإيجاد الحلول والطرق الجديدة المُبدعة لفعل الأشياء. عندما ترى مثلًا أن طفلك يُخطِئُ في كتابة كلمة في اختبار الإملاء ويجد صعوبة في تعلّمها. فكرًا سويًّا بطريقة جديدة لترسيخ إملائها لديه، يكتبها بالألوان على ورقة كبيرة؟ يتتبع حروفها على الملح في وعاء كبير؟ فرص غير محدودة للتعلم.  

٤- احذر أن تجعل هدفك وهدف طفلك الدرجات.
عندما يسلمني أحد أطفالي أوراق الاختبار لا أستطيع منع نفسي من ملاحظة الدرجة التي حصل عليها. لكني لا أثني ولا أذم النتيجة نفسها حتى أنني أرفض التعليق عليها إلا بـ "الدرجة التي حصلت عليها هي انعكاس لجهدك وعملك.. إذا كانت ناقصة فأنت تحتاج للعمل أكثر وإذا كانت كاملة فأنت بحاجة لتحدي جديد." 

هل ستبدأ اليومَ وتحتفل بأخطاء أطفالك؟ فطفلك وقدراته أعظم وأكبر وأجمل من خطأ في ورقة اختبار..

مع الحب
لانا أبوحميدان