بدأ العام الدراسي
الجديد و أرسلتِ طفلك الصغير إلى المدرسة، لكنه يعود للمنزل بمزاج سيء، لا
يرغب بالتحدث معك أو أخبارك عن يومه، تصرفاته مزعجه تدفعك للجنون.. و انت تتساءلين
ماذا حصل لطفلي اللطيف، اين اختفت سعادته، ما الذي يحصل؟؟
طفلك يعتاد على أن يكون
طالباً
تشكل المراحل الانتقالية
تحدياً لأطفالنا، و تمتد هذه المرحلة لفترة زمنيه بعد اليوم الأول من المدرسة.
النوم الكافي مثلاً شرط أساسي لسعادة أطفالك و من الممكن أنّه لا يزال يحاول
الاعتياد على الاستيقاظ مبكراً ، و الاستعداد و الخروج من البيت بسرعة في
الصباح بعد صيف طويل في المنزل قضاه في فعل ما يعجبه. و ليس من السهل عليه أيضاً
ان يترك كل التسليه و اللعب و ينتقل للالتزام بالقوانين و الاستماع لمعلمته طوال
الوقت. في البيت يستطيع ان يأكل عندما يجوع و يذهب للحمام عندما يحتاج لذلك
دون مقاطعة الصف بأكمله ،يضحك، يتكلم و يرتاح متى شاء ، في المدرسة قد يستطيع فعل
كل هذا و لكن، ليس دائما في اللحظه التي يريد هو ذلك.
طفلك يحتاج لاستراحة
يحتاج
أطفالنا لفترة وجيزة للانتقال من جو الصف و المدرسة الى جو المنزل ، لذا من الأفضل
ان نمنحه وقتاً هادئاً عند عودته، من الصعب علينا ان لا نبدأ بالأسئلة فور رؤيتهم،
"كيف كان يومك؟ و ماذا فعلت؟ و مع من لعبت؟" لكننا على الأغلب سنحظى
بإجابة أفضل ان انتظرنا حتى يرتاح . قد نعرض عليه وجبة خفيفه ، قراءة قصة، اللعب
في الحديقة لفترة قصيرة، أو أي نشاط يفضله صغيرك يظهر له ان يومه في المدرسة قد
انتهى.
طفلك قد استنفذ قدرته
على التحكم بتصرفاته في المدرسة
إنّ أجواء الصف و
المدرسة مختلفة جداً عن البيت، فبالإضافة لكل القوانين الجديدة التي يفرضها غرباء
على طفلك، فان عليه التصرف ضمن مجموعة و الالتزام بها، فعليه ان يتذكر في الصف
دائما رفع يده قبل ان يتكلم و انتظار دوره و عدم مقاطعة غيره و تحمل عدم كونه
القائد الوحيد في كل مره. و هذا يتطلب الكثير من الجهد و الانضباط و الصبر كذلك، و
لكن مع نهاية يومه في المدرسة و قد استنفذ قدرته على ضبط نفسه ، توقع منه ان ينفجر
في المكان الذي يشعر فيه انه بأمان..في بيته..اذا أساء التصرف كثيراً يمكنك تذكيره
بلطف "أنا فخورة جداً بطريقة تصرفك اليوم في المدرسة، هل يمكنك التفكير
بطريقة تصرفك الآن حتى نكمل يومنا بشكل جيد؟"
كيف تساعد طفلك؟
من الطبيعي أن تستمر هذه
المرحلة من أسبوعين لشهر تقريباً، تأكد خلالها من توفير ساعات نوم كافية، طعام صحي
و مفيد و وقت للراحة، و أكثر ما سيساعد أطفالك هو حبك المستمر و الكثير من الصبر و
المديح لتخطي هذه المرحلة الحرجة.
ملاحظة: اذا استمرت هذه الحالة
لمدة أطول ، قد يكون عليك التحدث مع طفلك و كذلك المدرسة للتأكد من عدم وجود مشكلة
ما خلف هذه التصرفات.
مع الحب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق