يعرَّف التنمر بأنّه تصرّف عدواني غير مرغوب من طفل أو مراهق يستخدم فيه قوته الجسدية، مكانته و شهرته أو معلومات شخصية يعرفها عن طفل آخر ليؤذيه أو يجبره على فعل أمر ما.
هل يمكن لأيٍّ منّا أن يمنع تعرّض أطفاله للتنمّر؟! للأسف لا، فلطالما كان هناك أطفال يسيؤون استخدام القوة لاستضعاف غيرهم، إمّا لأنهم يعانون أنفسهم و يعكسون معاناتهم بمثل هذه التصرفات أو لأنّ قدرتهم على التعاطف مع من حولهم لا زالت في مرحلة التطور، فهي مرحلة طبيعية من مراحل النمو تبدأ من السنة الأولى في المدرسة و تزداد حدّتها مع كل سنة تالية. واجبك اتجاه طفلك ليس ان تعزله عمّن حوله لحمايته، بل مساعدته لتطوير الوعي و القدرة اللازمة ليحمي نفسه و يطلب المساعدة من شخص مسؤول عند الحاجة . كيف؟ إليك بعض النصائح:
١- كن مثالاً لطفلك منذ الصغر
ان أفضل و أهم طريقة لتربية أطفال بعيدين عن التنمٍّر هو تربيتهم على أساس الحب و الاحترام، و ليس باستخدام القوّة للتحكم بهم، فان كان الضرب طريقتك لتأديب ابنك، سيتعلّم أن استخدام القوة الجسدية هي الحل للمشاكل ، فأما يبدأ باستخدامها مع غيره إن كان هو الطرف الأقوى أو يسمح لغيره بضربه و التطاول عليه إن كان هو الطرف الأضعف.
٢- كن مثالاً لأطفالك بتعاملك مع غيرك
اذا كنت تتخلّى عن حقك و لا تصرّ عليه و غالباً ما تتنازل حتّى تتحاشى الإحراج و المشاكل، فقد حان الوقت لتغيّر ذلك، فطفلك يراقبك و يتعلّم منك.. عليك أن تعوّد نفسك أن تستخدم أسلوباً لا يُنقِص من احترام أحد لتفصح عما تريد، و أن تعبّر بوضوح و أدب عمّا لا تقبله.
٣-حافظ على علاقة قوية مع طفلك
الطفل الذي يشعر بالوحدة غالبًاً ما يتعرّض للتنمّر، حاول ان تكون قريباً دائماً من طفلك و تذكر أن التربية هي ٩٠٪ علاقة قوية و تواصل مع طفلك و ١٠٪ توجيه و تعليم. افتح له المجال ليثق بك و يحدّثك عن كل ما يجري معه.
٤- علّم طفلك طرق ليضمن حقه بأدب
على طفلك أن يراك تفعل ذلك، لكن عليك أيضاً أن تعلّمه طرق ليعبر عن ما يريد و في نفس الوقت يُبقي على الاحترام لمن حوله علّمه جملاً مثل:
"حان دوري الآن" أو "أريد دوراً الآن"
"لو سمحت أوقف ذلك الآن"
"أبعد يديك عني"
"لا يعجبني مناداتك لي بهذا الاسم، ناديني باسمي "
"لن أتركك تؤذيني"
٥- علّم طفلك مهارات اجتماعية
عادةً ما يستغل الأطفال المتنمّرين انطوائية و عدم انخراط طفل آخر في مجموعة، العب مع طفلك ألعاب تعلّمهم كيف يعرفون بأنفسهم أو يبدأون باللعب مع غيرهم، ساعدهم على الاختلاط و التغلب على خجلهم ، لأنّه في سنوات المدرسة يحتاج كثيرٌ من الأطفال لأن يتقبّلهم غيرهم في (شِلَلهم) فيتنازلون كثيراً و يسمحون لمن هو أقوى منهم في هذه المجموعة بسوء معاملتهم فقط ليكونوا ضمن المجموعة.
٦- علّم طفلك تجنب المتنمرين
عادةً ما يستغل الأولاد غياب البالغين ليتنمّروا على غيرهم، لذا إن كان طفلك يتعرّض للاستضعاف في المدرسة، ذكّره أن يتجنب الأماكن الخالية و المنعزلة و أن يبقى حول غيره من الطلاب و المعلمين .
٧- علّم طفلك أنه لا عيب في أن يشعر بالخوف و يطلب المساعدة
علّمه أنه من الطبيعي أن يشعر بالخوف إن حاول أحدهم إيذائه أو إجباره على أمر ما، لذا لا عيب أبداً في ان يترك الموقف و يمشي، أو أن يذهب لشخص بالغ و يطلب المساعدة.
٨- علّم طفلك التدخّل و مساعدة من يتعرّض للتنمّر
و ليس فقط الوقوف و مع المتفرجين، من أفضل الطرق ليتدخل:
يبعد الطفل المستضعف عن الخطر ان يذهب و يقف مع الطفل المستضعف، يأخذه و يمشي معه بعيداً، باتجاه أحد البالغين أو المعلمين، و أن يقول شيئاً مثل "أرسلتني المعلمة لأجدك"، "تبدو منزعجا"، "كنت أبحث عنك".
اطلب المساعدة ممن حولك يحتاج المتنمّر لجمهور ليظهر قوته، لذا علّم طفلك عندما يتدخّل أن يستغل وقوف الأطفال المحايدين و يضمّهم لطرفه، يطلب مساعدتهم، و يواجه المتنمّر مثل "انك تتصرف بلؤم" ثم يؤشر لباقي الأطفال "هيا فلنذهب " .
٩- العب أدواراً مختلفة مع طفلك
العب مع طفلك لعبة الأدوار لتعلّمه كيف يتعامل مع من يستفزّه و يتنمّر عليه، تفيد الأبحاث ان التنمٍّر يبدأ عادةً بالمضايقة و الاستفزاز بالكلام، ردّة فعل الطفل على هذه المرحلة الأولى هي عادة ما يحدّد استمرار استضعافه أو لا. من المهم أن تحتاط و تتكلّم مع طفلك قبل تعرّضه لأي كلام مستفز ، يمكنك أن تمثّل دور متنمر أو دور طفلك، و أشر لطفلك بأن المتنمّر ينتظر ردة فعل تشعره بقوّته ليستمر في تنمّره. لذا عليه دائماً أن يتجنّب إظهار غضبه و يبدي عدم تأثّره مهما حاول الطفل المتنمّر استفزازه مثل أن يرد ب
"أتعرف ماذا، سأختار أن أتجاهل ما قلت"
"أظن أن لدي أمر آخر لأقوم به الآن"
"لا شكرًا" ثم يدير ظهره و يذهب..
عندما تلعب الأدوار مع ابنك ساعده أن ينظر في عينيك و يردّد أي من هذه الجمل حتى يكتسب صوته و لهجته الثقة اللازمة.
١٠- لا تتردّد في التدخل
لا تنسى ان دورك كأم/ أب يفرض عليك حماية طفلك دائماً، فعليك أن تعلّمه كيف يدافع عن نفسه و أن تتدخل أيضاً عند الحاجة حتى لا تصل لطفلك رسالة بأنّه لوحده في هذا الأمر، فيمكنك مثلاً التكلم مع معلّميه و إدارة المدرسة، و لا تنتظر تعرّضه للأذى الجسدي فقط لأن الكلمات و اللؤم في التعامل له أيضاً نفس التأثير السيء على أطفالنا.
مع الحب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق