الثلاثاء، 30 يونيو 2015

أربعة نواحي تتغلّب فيها الكتب الإلكترونيّة على المطبوعة


بعد سنوات من المقاومة، بدأت الغالبيّة في تقبّل و استيعاب أهميّة الكتب الإلكترونيّة. حيث قدّرت مبيعات الكتب الإلكترونيّة في الربع الأول فقط من 2014 ب 60 مليون مساوية بذلك إجمالي المبيعات في عام 2010 طوال العام.

جزء من السبب في هذا النمو هو أن الجمهور بدأ يعتاد فكرة الكتب على الشاشة، إضافة إلى أن التكنولوجيا قد تطوّرت. و على الرغم من أن الكتب المطبوعة لديها الكثير من المزايا و أن سوقها لن يختفي تماماً،  إلّا أنّ المزايا التي يتيحها الكتاب الإلكتروني تصبح أكثر جاذبية يوماً بعد يوم، وخاصة للآباء والأمهات ممّن لديهم أطفال.

وهنا  سنستعرض بعض النواحي التي تدفع الآباء والأطفال إلى قراءة الكتب الإلكترونيّة:

سهولة التنقّل

لو قلت لشخص منذ عشرين عاما أنه سيكون يوماً ما قادراً على حمل مكتبة بأكملها في كف يده، أو حتّى تحت إبطه، لظنّوا أنّك تحلم أو تهلوس. الآن هذا واقع نعيشه كل يوم.

بينما الكتب المطبوعة تأخذ مساحة كبيرة، و بسرعة ينمو عددها لتصبح أثقل من أن تحمل معك في كل مكان. في المقابل يمكنك حمل مكتبة كاملة من الكتب الإلكترونيّة في جيب حقيبة إلى جانب بعض غيارات الملابس و بعض الوجبات الخفيفة. تخيّل لو أردت أن تحمل قصص عصافير كاملة معك في كل مكان.


الكلفة

معظم سعر الكتاب المطبوع للمستهلك يذهب لتغطية كلفة التوصيل و الشحن و توزيع الكتاب، ممّا يترك الكتّاب بمبلغ زهيد. مّما أفقد الكثير من المبدعين الرغبة في متابعة مهنة الكتابة. مع توفّر التكنولوجيا أصبح الآن بإمكان الكاتب إيصال كتابه إلى القارئ بسعر أقل و بربح أكثر له. و أصبح بإمكانه التركيز على انتاج كتب رائعة بدلاً من ملاحقة الموزّعين.

كما أن هناك مبادرات مختلفة كقصص عصافير توفّر المحتوى مجاناً للأطفال و تغطّي كلفتها من التبرعات و قنوات أخرى للمحتوى.


الجاذبيّة و الفعالية

بعض الأطفال يحبون القراءة منذ ولادتهم، لكن بالنسبة للآخرين فإن دفعهم للقراءة قد يشكّل تحدّي. الكتب الإلكترونيّة تساعد في تخفيف حدّة هذه المشكلة، حيث تجذب الشاشات المضيئة و الألوان الزاهية انتباههم و فضولهم، و قد تحفّز قراءة القصص بصوت ممثّل محترف مخيّلتهم بطرق لا يستطيع الكتاب المطبوع أن يقدّمها.


بديل لأشكال أخرى من التسلية

لنكن صريحين، كآباء و أمّهات نواجه مواقف صعبة مع ابنائنا في بعض الأحيان و خصوصاً في الأماكن العامة. و في بعض الأحيان تريد أن يبقى ابنك متسليّاً و مشغولاً خلال رحلة طويلة في السيّارة أو أثناء التبضّع. الكثير من الآباء و الأمّهات يناول هاتفه المحمول أو الآيباد لإبنه لكي يبقيه مشغولاً بلعبة أو مشاهدة فيديو كرتوني. و على الرغم من أن هذه الأشياء قد تكون مسليّة إلّا أن فائدتها التعليميّة محدودة على المدى الطويل.

هنا يأتي دور الكتاب الإلكتروني كبديل فعّال يحفّز مخيّلة الطفل و يعلّمه أشياء جديدة، كما يساعده على تعلّم القراءة، التي تعتبر مهارة أساسيّة متى أتقنها الطفل تسارعت قدرته على تعلّم الكثير من المهارات الأخرى. بدلاً من ساعات من مشاهدة تلفاز دون أي تفاعل أو تحفيز للمخيّلة.

باختصار النقلة التي يشهدها العالم اليوم مع الكتاب الإلكتروني لا تقل أهميّة عن ثورة المعرفة التي صاحبت اختراع المطابع و انتشار الكتاب المطبوع. فمع انعدام الكلفة للنشر سيتمكن العديد من المبدعين الذين لم يكن لهم القدرة سابقاً من انتاج أعمال فكريّة تثري حضارتنا و معرفتنا. و تصبح المعرفة أقل كلفة و أكثر انتشاراً. حيث كثير من مشاكل العالم اليوم من فقر و جوع و أمراض نابع من عدم قدرة الكثير من الناس من الوصول إلى و تعلّم بعض المعلومات الأساسيّة التي تعتبرها أنت بديهيّات.

شاركونا ما أجمل القصص المطبوعة أو الإلكترونيّة التي تعلّق بها ابنك أو ابنتك أو حتى أنت عندما كنت طفلاً.

لنجعل القراءة عادة
عمرو أبو حميدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق