كثيرٌ مِنّا رُزِق بأطفاله و لم يَكُن مُهيئاً للتعامل مع كُل ما يُرافِقهم من تحديات.. أو على الأقل لم يُدرِك أن العشوائية في التعامل معهم لا تكفي.. فجميعنا يحتاج ليفهم طبيعة الطفولة ليفهَم تصرفات أطفالِه و حاجاتهِم..و الأهم أن يتعلم ما ينفع و ما لا ينفع من الأساليب في وضع الحدود لهم و تربيتهم..
اعتاد الأهل منذ قديم الزمان على استخدام العقاب بأشكاله المُختلفة لتعديل تصرفات أطفالِهم.. لكن مع تطوّر العِلم و تقدُّم البُحوث أصبح العِقاب من المُمارسات السيئة التي يستخدمها الأهل و أصبح واضِحاً أن العِقاب لا ينجح ، على الأقل ليس على المدى الطويل..و تربيّة أطفالِك ليست مشروعاً مؤقتاً أو قصير المدى، فأنت تغرس فيهم الصفات الجيدة التي تضمن لهم حياة سعيدة من بعدك.
إن عائلِتك تحتاج للاحترام المُتبادل بين جميع أفرادِها، الحُب و التصحيح و التعليم بِلُطف.. و هُنا ليس للعِقاب مكان هل تعرِف لِماذا؟
١- العِقاب مؤلِم
جسدياً و نفسياً.. فالهدف خلف العِقاب هو التضييق على الطِفل (أو إيلامِه في حالة الضرب) للضغط عليه لفِعل ما نُريد مِنه بغض النظر عمّا اذا كان ما نريده هو الصواب أو لا.
ان أقل قدر من الأذى النفسي أو الجسدي من جِهتِك لِطِفلِك يخلِق صورة العدو عنك في عقلِه.. و يزيد الفجوة بينك و بينه و هذا يعني أنه لن يستطيع أن يثِق بك أو أن يعتمِد عليك كحليفٍ له.
لكن هذا لا يعني أن لا تفرِض الحدود عليه، على العكس فالأطفال يحتاجون لحدودنا و قوانينا للشعور بالأمان أنّ هُناك مسؤولٌ عنهم..
أعلِمهم بحدّك بِلُطف " لن أسمح لك أن تضرب، الضرب مؤلِم" ، تصرّف " امسك يده أو أبعِده و غيّر مكانه" ، تكلّم معه و ساعِده على فهم تصرُّفه و الأُمور من حوله "عندما نشعر بالغضب، نشعُر برغبةٍ في الضرب لكنه ليس تصرُفاً صحيحاً أنا مُتأكدة من أنك تعرِّف الشُعور عندما يضرِبك أحدُهُم" . استمِّر في حزمِك و كُن مِثالاً له و اصبر فهو سيحتاج للوقت لينعكس فهمُه على تصرُفِه.
٢- العِقاب نوعٌ من التسلُّط
كثيرٌ من الأوقات نُعاقِب أطفالنا لِتصرُّفِهِم بطريقةٍ غير مقبولة اجتماعياً كالصراخ أو العُنف و لكن للأسف فان هذه التصرفات طبيعيَّة في فترة الطفولة لعدم اكتمال الجُزء المسؤول في دِماغِهِم عن التحكُّم في مشاعِرِهِم و تصرُفاتهِم..فنحن نُعاقِبهُم لِحاجتهم للمُساعدة. نحرمِهم من تطوير هذا الجُزء من دِماغِهم بأفضل طريقة و لا نُعلِمهُم التصرُّف اللائق و الصحيح
٣- عقاب طِفلِك يفترض سوءه
عندما نُعاقِب أطفالنا على تصرُفاتٍ خاطئة أخلاقية قاموا بها كالكذِب و السرقة فنحن نوحي لهم بأنهم أشخاص سيؤون و يستحقوّن العِقاب..
غالِباً ما يقوم أطفالُنا بتصرُفاتٍ مُماثلة لاختبار ردّاتِ فعلنا و اكتشاف ما ان كانت هذه التصرُّفات مقبولة..فطِفلُك لم يعرف أفضل من ذلِك، و أحياناً أُخرى يُقلِّد غيرهُ في هذه التصرُّفات فقط لأنه لم يعرِف أفضل من ذلِك..
عِقابك لطِفلِك يوحي له بصورة سيئة عن نفسه ستجعل عقله اللاواعي يعمل لاثبات صِحة هذه الصورة.. فالأغلب أنه سيستمِّر في هذه التصرُّفات لكِّنه سيُصبِح أفضل في اخفاءِها عنك لينجو من عِقابِك..
٤- العِقاب يحرِم طِفلك من فهم آثار تصرفاته على غيره و الشعور بالذنب
عندما تفرض على طِفلك نتيجة من اختيارِك فأنت تُحوُّل تركيز طِفلِك من فهِم السوء في تصرُّفه و تأثيره على غيره الى التركيز على نفسه و التفكير في كيفية الهرب من العِقاب أو الانتقام مِنك.. كما أنك تحرِمه من الشعور بالذنب لأنه قد دفع الثمن عندما عاقبته أنت.
فهو لن يكون قادِراً على ادراك سوء تصرُّفه أو التفكير في اصلاح مشاعر من آذى أو ما أفسد عندما يُعاني هو نفسه.
تذكَّر دائِماً "أنك لن تُعلِّم طِفلك التصرُّف بطريقة أفضل بأن تجعل شعوره أسوأ".
في المرّة القادمة تجِد نفسك مُقدِماً على فرض عِقاب على طِفلِك.. توقَّف و أعطي نفسك دقائق لِتهدأ، أعِد ما حصل لِطِفلِك ، شُعورك اتجاه تصرُّفه.. و ما يُمكِن فـِعله في المرّة القادمة بشكلٍ مُختلف..فهُنا يبدأ التعليم و التغيير..
إذا اقتنعت و تريد بدائل للعقاب يمكنك إيجادها في المقالات التالية:
- ٦ بدائل فعّالة للعقاب
- عندما لا يستجيبُ طفلك
إذا اقتنعت و تريد بدائل للعقاب يمكنك إيجادها في المقالات التالية:
- ٦ بدائل فعّالة للعقاب
- عندما لا يستجيبُ طفلك
مع الحُب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق