الأربعاء، 8 مارس 2017

طفلي يكذب ، ماذا أفعل؟


كم من مرة تفاجأت بطفلك وقد روى أحداث غير حقيقية عن نفسه، عائلته وحياته؟ وكم مرة أخبرك قصصا صدقتها حتى اكتشفت أنها ما هي إلا من نسج مُخيلته؟

يعتبر البعض هذا الأمر كذبا ويُوبخ طفله عليه.. والبعض الآخر قد يتجاهله لكن من منا يستطيع مدح طفله أو رؤية الجانب المشرق لهذا الأمر؟

لا زال بالتأكيد على كُل أم وأب غرس أهمية الصدق دائما في أطفالهم وتعليمهم أن الكذب غير مقبول في أي مكان وزمان ولكن في ذات الوقت عليهم إدراك أن عدم قول الحقيقة أحيانا هي جزء  من الطفولة وحتى من المراهقة.. عندما يكذب طفلك هذا لا يعني أنه سيكبر ليكون كذابا ، غشاشا أو مخادعا، طفلك فقط يستكشف العالم من حوله، حدوده ونتائج أعماله.  أو يُنمي مخيلته أو يبحث عن اهتمام من حوله.

كيف تتعامل أنت مع الأمر؟

١- ساعد طفلك للتفريق بين الحقيقة والخيال أو التظاهر
علّم طفلك أن يُفرق بين الخقيقة وما يتمناه أو يتخيله بأن يُضيف لكلامه " أنا أتخيل " أو أتمنى". ذكِّره دائما عند اللعب أو الحديث معه.

٢- ادفعه باتجاه قول الحقيقة
عندما تعتقد أن طفلك لا يقول الحقيقة ساعده ليعترف ولا تنصب له فخا.مثلا اذا كسر طفلك شيئا بدلا من أن تسأله " هل أنت من كسرها؟" لأن الجواب الأول سيكون لا، حول السؤال ل "كيف تمكنت من الوصول لها؟".

أو وصف ما تراه وتسمعه منه فبدل أن تقول " لا، فهذا الصحن لم يقع بنفسه على الأرض" رُد عل طفلك ب "ممم ، إن ما تقوله مختلف عما رأيته هل تريد فرصة أخرى للتفكير ".

٣- علم طفلك مهارات التواصل
هذه المهارة ضرورية وخصوصا في مرحلة المراهقة وللأطفال الأكبر عمرا. فطفلك قد لا يخبرك بالحقيقة أو يحورها لعدم معرفته بأفضل طريقة للتواصل معك وحل مشاكله. علمه أنكما يمكنكما دائما الوصول لحل مشترك مناسب لكليكما، ادعوه لقول كل ما حصل معه والاسباب باعتقاده ولا تصدر حكما واحدا حتى ينتهي. ثم أنت بدورك حدد له المقبول وغير المقبول بالنسبة لك.

٤- جد الدافع للكذب
لكل تصرف دافع قد يكون مصدره الوعي أو اللاوعي. يساعدنا كثيرا ان نتفحص السبب وراء عدم قول الحقيقة، هل هو الخوف من العقاب؟ أو أنهم يستكشفون مخيلتهم الواسعة أو لان هذا التصرف الذي يرونه من حولهم، أو لأنهم يعرفون أننا لا نستطيع تحمل سناع الحقيقة و سنشتاط غضبا؟ عندها ستكون أنت أقدر على التحكم في المصدر وبالتالي الكذب عند طفلك.

٥- لا للشعور بالخزي
لا أحد يُريد أن يُدعى بكذّاب أو مُخادع فبينما يعتقد البعض أن اشعار الطفل بالخزي قد يؤنبه ويوقف التصرف إلا أن هذا الأمر يعمل فقط على بناء صورة سيئة لطفلك في نفسه والنتيجة هي أنه لا يستحق حبك واهتمامك وأن هناك شيء خاطئ فيه. درّب نفسك على التزام الهدوء وإيصال رسالة لطفلك وهي " عدم قول الحقيقة مشكلة، ونحن فريق واحد، كيف سنحلها" فهذا ما يُعلم حقا.

مع الحب
لانا أبوحميدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق