الأحد، 11 أكتوبر 2020

أفكار عملية للمعلمين والأهل لمساعدة الطلبة أثناء التعلم عن بعد

 

يواجه المعلمين والأهل والطلبة كذلك تحديات خلال اليوم في التعلم عن بعد لعل أهمها: الجلوس والاستماع، الإبقاء على التركيز والحماس للعمل.. إليكم ٤ طرق عملية لمساعدة الأطفال في هذه النواحي.

١- وفّر فرصًا للحركة

لا بد أن المعلمين والأهل كذلك يلاحظون أن العديد من الأطفال يجدون صعوبة في البقاء جالسين لفترات طويلة خلال التعلم وخصوصا أثناء فترة التعلم عن بعد..

الحاجة للحركة حاجة طبيعية جدًا عند الأطفال وتوقعاتنا بأن يجلس الطفل لمدة ساعة أو حتى نصف ساعة دون حراك يؤدي لفشلهم وفشلنا.. فجميعنا رأينا الأطفال يتركون مقاعدهم أو يتشقلبون عليها خلال الدرس.

نعتقد خطأ أن حركة الطفل تعني عدم تركيزه بينما في الحقيقة جسمه لديه هذه الحاجة وإجباره على كبتها يجعل تركيزه أقل لأن دماغه مشغول بإشباع هذه الحاجة.

يمكنك أن تعرض عليه الجلوس على كرسي هزاز أو الوقوف لفترات أثناء الاستماع للدرس أو هذه الفكرة الرائعة من إحدى الأمهات.

يمكن للمعلمين أيضا شمل الحركة في روتين الحصة، مثلا عندما يسأل المعلم سؤالا يطلب من الطلبة الوقوف والجري في أماكنهم حتى يختار طالب للإجابة يتوقف الطالب ويجيب ثم يجلس الجميع.

في الاستراحات خلال اليوم الدراسي تأكد ألا يقضيها طفلك أمام الشاشة أيضًا..
اضبط المنبه بحسب مدة الاستراحة.. وفر أشياء بسيطة لأنشطة حركية مثل نط الحبل، كرة، مكان آمن مخصص للقفز (سرير، ترامبولين)



٢- اشغل أيديهم الصغيرة

من الأساليب المفيدة التي تستخدم مع الأطفال الذين يعانون من فرط الحركة استخدام بعض الأدوات أو الألعاب الصغيرة لتحريك أصابعهم وبالتالي سد حاجتهم للحركة المستمرة، هذا الأسلوب مفيد جدًا أيضا للأطفال في هذه الاوقات لأنهم مضطرون للجلوس أمام الشاشة لفترات طويلة. خصصي صندوق محارم فارغ أو أي وعاء متوفر ضعي فيه العاب صغيرة يمكن للطفل تحريكها بيده مثل طابات اسفنجية، قطع من ال play dough وغيرها كما في الصورة.

يمكن ان تسأل طفلك المشاركة في اختيار ما سيكون في الصندوق، لا تضع أكثر من ٤ أغراض وقم بتبديلها كل أسبوع.




٣- شجع بطريقة صحيحة

يحتاج الأطفال في هذه المرحلة لكثير من الدعم والتشجيع سواء من المعلمين او الأهالي.
 عبارات التشجيع التقليدية مثل ذكي بطل شاطر رائع وغيرها أساليب غير صحيحة لتحفيز الطالب والأطفال بشكل عام لأنها عامة جدا ولا يعرف الطفل ما هو الفعل الذي يجعله كذلك.. سواء كنت المعلم أو ولي الأمر ابدأ باستخدام أسلوب المدح الصحيح وهو:

الاعتماد على الوصف وملاحظة الفعل بالتحديد الذي قام به الطالب ومدح الجهد وليس فقط النتيجة النهائية حتى يعيد ويكرر الطالب هذا الفعل الجيد..

 استخدم هذه الصيغة: "لقد —-( ما قام به الطفل)—— و ——-(أثر ما قام به)———.
مثلا:
- "لقد ضغطت على زر المشاركة وعرفت المعلمة أنك لديك جواب".
- "دخلت على الحصة في الوقت وبهذا لم يضع عليك شيئًا منها! هذا هو الالتزام"
- "سمعت تعليمات العمل من المعلم وتمكنت من إنهاء الدرس وحدك! لقد وفرت بعض الوقت للمزيد من اللعب! استمر"
- "لاحظت أنك عندما بدأت تشعر بالملل وقفت وحركت أقدامك قليلا وبهذا استطعت أن تبقي على تركيزك..رائع"

عندما يخطِئ أو يعاني طفلك من صعوبة موضوع معين ابتعد عن الانتقاد وشجعه أيضًا بملاحظة الجزء الجيد:
- "أنا واثقة أنك تستطيع، حاول مرة أخرى"
- " أنت لا تستطيع الآن، لكنك تتعلم وكل مرة تحاول تصبح أقرب"
- "كلنا نرتكب الأخطاء، قل لي ان احتجت مساعدة"
- "أنت تعمل بجد على مسألة صعبة وفي النهاية ستلقى حتما النتيجة"

٤- يحتاج الطلبة لمساعدة في التخطيط لأعمالهم اليومية!

استخدم المخططات البصرية لترتيب أعمال وواجبات وحتى استراحات الطالب.
المنطقة المسؤولة عن التنظيم والتخطيط في دماغ طفلك لا يكتمل نموها قبل سن 25 سنة، ووجود الطفل في المنزل مع العديد من الحصص والمواضيع والدروس والواجبات قد يكون مصدر توتر وقلق له وليحمي نفسه من هذا الشعور يرفض الاستجابة والعمل خوفًا من الفشل فالفوضى الخارجية تعني فوضى في تفكير ودماغ الطالب يعني تركيز أقل وتعلم أقل.

يمكن أن يزوّد المعلم طلابه بجدول بصري لأعمال اليوم أو يمكن للأهل تلخيصها بحسب عمر الطالب، الطلبة الأصغر يعتمدون على الصور بينما الأكبر عمرًا على كتابة أعمال كل يوم منفصلة وأما المراحل العليا على الجداول. من المهم ليشعر الطالب بالإنجاز أن تشجعه على شطب ما أنهى من قائمة عمله.



مع الحب 
لانا أبو حميدان



الأحد، 27 سبتمبر 2020

التعلّم عن بعد؛ لماذا تعاني أنت وأطفالك؟


 
مع بداية العام الدراسي في الظرف الوبائي الاستثنائي هذا العام، اختار واضطر عدد كبير من الأهل لإبقاء أطفالهم في المنزل والتعلّم عن بعد.

حمل هذا الخيار معه الكثير من التحديات للأهل وللأطفال كذلك، طفلك غير مهتم وغير ملتزم وأنت تحولت لمعلم وشرطي ومراقب ومع هذا لديك شعور بأن أطفالك لا يتعلمون كما يجب..لماذا وما الحل؟


أولا، السبب الخفي الذي لم يخطر على بالك..

في المدرسة طفلك واحد من مجموعة كبيرة يخطئون ويُقصّرون..نظرة طفلك لنفسه وتعلمه في المدرسة مع معلمه وبين مجموعة تختلف عن وجوده معك وحده..

عندما يخطأ أو يقصر في المدرسة فهو لا يتأثر كثيرًا بانطباع معلمه عنه، أي لا يخاف من أن يراه معلمه بأنه ليس ذكيًا أو جيدًا.. كما أنه مقارنة ببعض الطلبة قد يكون أفضل.

أما معك في البيت، طفلك يطمح دائما لتقبلك ورضاك ومديحك.. ويخاف من أن ترى أنه ليس ذكيًا بما فيه الكفاية كما تريد، غير متفوق وغير مميز.. وبالتالي يخاف من أن يقل ويتغير حبك له.. نعم هذه الطريقة التي يعمل بها عقل طفلك!

هذا الخوف يجعل الطفل يتحاشى المحاولة أساسا، (إن لم تفعل الشيء لا يمكن أن تفشل فيه).


الحل الآن وعلى المدى البعيد

١- تجنب تقييم أداء طفلك، هذه ليست مهمتك هذه مهمة معلمه

ركّز على توصيل رسالة له بأنه يتعلم والتعلم لا يكون خالي من الأخطاء.. لا تظهر له أي قلق اتجاه عدم فهمه لموضوع أو عدم معرفته بالإجابات، تجنّب التعليق أو التأفف من الوضع عندما تراه عالقا في مسألة أو درس معين..تحتاج لتتركه ليصل لمرحلة الشعور بالأمان بأن قيمته لديك وحبك له لا علاقة له بدراسته لتحرره ويمضي في طريقه.


٢- التواصل مع أطفالك في بداية اليوم

قبل أن يبدأ أطفالك دراستهم وتبدأ أنت في أعمالك امنحهم بداية رائعة بالتواصل معهم. خصص ١٠ دقائق للعبة حركية ومضحكة لينفسوا فيها عن توترهم المكبوت حتى يستطيعوا التعامل مع التوتر باقي اليوم..من هذه الألعاب مصارعة خفيفة مثلا، أو عراك بالمخدات المهم أن يحركوا أجسامهم ويضحكوا فهذا أفضل علاج للتوتر لك ولهم كما أن هذا التواصل معهم سيجعلهم أكثر تعاونا معك.


٣- تذكر أن مزاجك سيحدد الجو العام في المنزل.

لا بد أن كل أم وأب كذلك شعروا بالضيق والصدمة من الوضع الذي أجبرنا عليه، لكن العصبية واستخدام السلطة والقوة للتعامل مع الأمر لن يزيده إلا سوء.. الحل هو في التحكم في مزاجك وتصرفك.. بدلا من الاستمرار في تأنيب طفلك وانتقاده لأنه لا يسمع للمعلم ولا ينهي العمل فهذا أسلوب يجعل طفلك لا يهتم أكثر.. جرّب اللعب والمزاح..وتذكر أنه لا يوجد طفل كسول بل طفلك يحتاج إلى تشجيع..

جرّب أن تقل لطفلك: "أنت تحل سؤال رياضيات وأنا أنهي هذا العمل من منا سيسبق؟"

 جرّب أن تتفق معه أن ينهي الحصة وواجبها وبعدها يمكنكم أخذ استراحة للعب لعبة أو مشاهدة برنامج لمدة ١٠ دقائق..في الاستراحة القصيرة التالية ستشربون شكلاتة ساخنة وهكذا..يمكن تطبيق الأمر مع كل الإخوان.


٤- تعاطف مع الشعور لكن كن حازمًا مع التصرف

نسبة كبيرة من الأطفال لم تظهر أي حماس للدراسة في البيت وتستمر في الشكوى والمماطلة.. من الأساسيات المهمة للتعامل مع الأطفال إظهار التفهم لشعورهم.. 

قل "أنا أفهم أنك لا ترغب في الجلوس لساعة هنا لتستمع للدرس وأن اللعب أجمل بكثير" هذا تعاطف وتفهم لشعوره. أكمل..

"ومع هذا،معلمتك تشرح درسا وتنتظر منك إنهاءه، ماذا تريد أن تفعل عندما تنتهي منه؟ هل تحب أن نلعب لعبة أو نشاهد فيديو قصير؟"


٥- شجع طفلك ليحب التعلم وليس ليقوم بواجباته المدرسية فقط.

عندما يشعر طفلك بضيق من عدم فهمه لموضوع أو عدم إتقانه له يمكنك دائما تشجيعه بقول "لا بأس، لا يوجد إنسان يولد يعرف كل شيء، دماغك كعضلة، كل ما حاولت ودربتها كلما أصبحت أقوى".

بدلا من الإشارة لكل الأخطاء، أشر لما قام به بشكل صحيح، وقل "كل ما تحتاجه الان هو القليل من التدرب لتتقن المهارة وتصحح هذه الأخطاء".

عندما يشتكي طفلك من صعوبة درس ما قل"لقد رأيتك سابقا تقوم بأمور صعبة، وأنا هنا بجانبك لتتغلب عليها، كيف يمكنني مساعدتك؟ هل نبحث عن فيديو يساعدك؟ هل نحل عدد من الأسئلة سويا؟ وعندما ننتهي سنألف أغنية تحكي كيف تغلبت على هذ الصعوبة ما رايك؟ 


بهذا أنت لست فقط تساعدهم في هذه الأوقات والظروف بل تبني لديهم مهارات تعلم وتحمم بالنفس لتنفعهم للمدى البعيد


مع الحب 

لانا أبو حميدان

الاثنين، 31 أغسطس 2020

العودة إلى المدرسة في ظروف استثنائية


إنه الوقت من كل عام الذي نستعد فيه وأبناؤنا للعودة للمدرسة، للدراسة والنظام والنوم مبكرا..

لكن هذا العام ليس ككل عام..بعضنا سيبقي أطفاله في البيت لحمايتهم والبعض الاخر سيرسل أطفاله للمدرسة ولا بد أن الكثير من الأفكار تتوارد في أذهاننا والكثير من الحيرة حول كيفية تحضير أطفالنا لهذه الفترة الغريبة.. فالمدرسة لن تكون كما عهدوها دائما..


أنت مصدر القلق أو الطمأنينة، أيهما تختار؟

لا يحتاج أطفالنا أن يسمعوا آخر الأخبار بشأن الفيروس او أعداد الحالات او الوفيات..

كذلك ما نقوله نحن وما نُظهره لهم من مشاعر سينعكس على شعورهم.. بينما قلقك الزائد قد يظهر على شكل حرص وتعقيم زائد وعدم اختلاط بالناس، الا أن طفلك سيعاني من القلق ولا يدري كيف يتعامل معه فينعكس على تصرفاته، مشاغبات، عناد، عدوانية، انطوائية وانسحاب، اضطراب في النوم وغيرها.

ان كنت قد قررت إرسال أطفالك للمدرسة، لا داعي لمشاركة مخاوفك او أرائك أمامهى بشأن صحة القرارات بفتح المدارس او عدمها والتدابير المتخذة..

تصرف بعقلانية لا عاطفية واسأل نفسك

"كيف سيبدو طفلي وهو يردد رأيي هذا؟"


لا تستبق الأحداث وتهوّل الأمر

لابد أن المدرسة تستعد لعودة الطلبة مع الكثير من التدابير الاحترازية، لا داعي لتخويف طفلك وإشعاره بأنه يومه في المدرسة سيكون صعبا وغريبا بسبب كل التغييرات.

أنا شخصيا سألت أطفالي "كيف تتوقعون أن تكون المدرسة هذا الفصل؟" مع أني أعرف عن طريق المدرسة نفسها من قبل..

أخبرتهم بعدها أنهم سيرون كل التدابير الجديدة والتي عمل عليها طاقم المدرسة  الذين يعملون بجهد ليكون الجميع بأمان وطلبت منهم أن يخبروني هم بها بعد عودتهم من يومهم الأول لنرى إن كانت مثل توقعاتهم..


طفلك مسؤول

اشرح لطفلك بطريقة صحيحة وعلمية ولكن بسيطة في نفس الوقت عن أهمية استخدام قناع الأنف والفم لحماية نفسه اولا ولحماية غيره في المدرسة. اشرح له ان الجراثيم التي تسبب الامراض ومنها الكورونا صغيرة لا نستطيع رؤيتها والقناع هو الشبكة التي تصطادها عندما تخرج من انفنا وفمنا..

شاهدوا معا فيدوهات على اليوتيوب عن الأمر ليسهل على طفلك تقبل كلامك.

اطلب منه أن يلبس قناعه طوال الوقت ويطلب من المعلمة ان ينزعه قليلا بعيدا عن الجميع اذا شعر بحاجة لذلك.

اسأله ان كان يعرف كيف يطبق التباعد الاجتماعي في المدرسة واتفق معه أيضا أن يكون مسؤولا وينبه من ينزع قناعه من الزملاء في المدرسة أو يقترب كثيرا من غيره..


كن جزءا فعالا 

معلمو أطفالك أنفسهم لا يستطيعون توقع ما سيحصل في هذا العام الدراسي، لذا هذا ليس أفضل الأوقات للشكوى والاعتراض.

راسل معلم طفلك واسأله كيف يمكنك المساهمة أو المساعدة. قد يحتاج الصف لعلبة إضافية من معقم اليدين أو أقنعة الوجه أو قد يحتاج المعلم لمساعدة في التواصل مع أولياء الأمور مثلا!


المرونة والتأقلم

لو افترضنا أن طفلك لم يتعلم أي شيء في عامه الدراسي هذا، ما تأثير ذلك عليه في العشرين عام القادم؟ أنت لست وحدك وهذه ليست مشكلة طفلك وحده..

حالته النفسية واستقراره الذي تضمنه أنت أهم بكثير من منهاج المدرسة لهذا العام وفي هذا الظرف ولا تنسى أن تذكر نفسك وطفلك أن التعلم ليس محصورا في الصف..لو اعتمدتم فقط على القراءة لعدد من الساعات من اليوم ستجدون نتائج مفاجئة..


دمتم بأمان 

لانا الجيوسي