مع بداية العام الدراسي في الظرف الوبائي الاستثنائي هذا العام، اختار واضطر عدد كبير من الأهل لإبقاء أطفالهم في المنزل والتعلّم عن بعد.
حمل هذا الخيار معه الكثير من التحديات للأهل وللأطفال كذلك، طفلك غير مهتم وغير ملتزم وأنت تحولت لمعلم وشرطي ومراقب ومع هذا لديك شعور بأن أطفالك لا يتعلمون كما يجب..لماذا وما الحل؟
أولا، السبب الخفي الذي لم يخطر على بالك..
في المدرسة طفلك واحد من مجموعة كبيرة يخطئون ويُقصّرون..نظرة طفلك لنفسه وتعلمه في المدرسة مع معلمه وبين مجموعة تختلف عن وجوده معك وحده..
عندما يخطأ أو يقصر في المدرسة فهو لا يتأثر كثيرًا بانطباع معلمه عنه، أي لا يخاف من أن يراه معلمه بأنه ليس ذكيًا أو جيدًا.. كما أنه مقارنة ببعض الطلبة قد يكون أفضل.
أما معك في البيت، طفلك يطمح دائما لتقبلك ورضاك ومديحك.. ويخاف من أن ترى أنه ليس ذكيًا بما فيه الكفاية كما تريد، غير متفوق وغير مميز.. وبالتالي يخاف من أن يقل ويتغير حبك له.. نعم هذه الطريقة التي يعمل بها عقل طفلك!
هذا الخوف يجعل الطفل يتحاشى المحاولة أساسا، (إن لم تفعل الشيء لا يمكن أن تفشل فيه).
الحل الآن وعلى المدى البعيد
١- تجنب تقييم أداء طفلك، هذه ليست مهمتك هذه مهمة معلمه
ركّز على توصيل رسالة له بأنه يتعلم والتعلم لا يكون خالي من الأخطاء.. لا تظهر له أي قلق اتجاه عدم فهمه لموضوع أو عدم معرفته بالإجابات، تجنّب التعليق أو التأفف من الوضع عندما تراه عالقا في مسألة أو درس معين..تحتاج لتتركه ليصل لمرحلة الشعور بالأمان بأن قيمته لديك وحبك له لا علاقة له بدراسته لتحرره ويمضي في طريقه.
٢- التواصل مع أطفالك في بداية اليوم
قبل أن يبدأ أطفالك دراستهم وتبدأ أنت في أعمالك امنحهم بداية رائعة بالتواصل معهم. خصص ١٠ دقائق للعبة حركية ومضحكة لينفسوا فيها عن توترهم المكبوت حتى يستطيعوا التعامل مع التوتر باقي اليوم..من هذه الألعاب مصارعة خفيفة مثلا، أو عراك بالمخدات المهم أن يحركوا أجسامهم ويضحكوا فهذا أفضل علاج للتوتر لك ولهم كما أن هذا التواصل معهم سيجعلهم أكثر تعاونا معك.
٣- تذكر أن مزاجك سيحدد الجو العام في المنزل.
لا بد أن كل أم وأب كذلك شعروا بالضيق والصدمة من الوضع الذي أجبرنا عليه، لكن العصبية واستخدام السلطة والقوة للتعامل مع الأمر لن يزيده إلا سوء.. الحل هو في التحكم في مزاجك وتصرفك.. بدلا من الاستمرار في تأنيب طفلك وانتقاده لأنه لا يسمع للمعلم ولا ينهي العمل فهذا أسلوب يجعل طفلك لا يهتم أكثر.. جرّب اللعب والمزاح..وتذكر أنه لا يوجد طفل كسول بل طفلك يحتاج إلى تشجيع..
جرّب أن تقل لطفلك: "أنت تحل سؤال رياضيات وأنا أنهي هذا العمل من منا سيسبق؟"
جرّب أن تتفق معه أن ينهي الحصة وواجبها وبعدها يمكنكم أخذ استراحة للعب لعبة أو مشاهدة برنامج لمدة ١٠ دقائق..في الاستراحة القصيرة التالية ستشربون شكلاتة ساخنة وهكذا..يمكن تطبيق الأمر مع كل الإخوان.
٤- تعاطف مع الشعور لكن كن حازمًا مع التصرف
نسبة كبيرة من الأطفال لم تظهر أي حماس للدراسة في البيت وتستمر في الشكوى والمماطلة.. من الأساسيات المهمة للتعامل مع الأطفال إظهار التفهم لشعورهم..
قل "أنا أفهم أنك لا ترغب في الجلوس لساعة هنا لتستمع للدرس وأن اللعب أجمل بكثير" هذا تعاطف وتفهم لشعوره. أكمل..
"ومع هذا،معلمتك تشرح درسا وتنتظر منك إنهاءه، ماذا تريد أن تفعل عندما تنتهي منه؟ هل تحب أن نلعب لعبة أو نشاهد فيديو قصير؟"
٥- شجع طفلك ليحب التعلم وليس ليقوم بواجباته المدرسية فقط.
عندما يشعر طفلك بضيق من عدم فهمه لموضوع أو عدم إتقانه له يمكنك دائما تشجيعه بقول "لا بأس، لا يوجد إنسان يولد يعرف كل شيء، دماغك كعضلة، كل ما حاولت ودربتها كلما أصبحت أقوى".
بدلا من الإشارة لكل الأخطاء، أشر لما قام به بشكل صحيح، وقل "كل ما تحتاجه الان هو القليل من التدرب لتتقن المهارة وتصحح هذه الأخطاء".
عندما يشتكي طفلك من صعوبة درس ما قل"لقد رأيتك سابقا تقوم بأمور صعبة، وأنا هنا بجانبك لتتغلب عليها، كيف يمكنني مساعدتك؟ هل نبحث عن فيديو يساعدك؟ هل نحل عدد من الأسئلة سويا؟ وعندما ننتهي سنألف أغنية تحكي كيف تغلبت على هذ الصعوبة ما رايك؟
بهذا أنت لست فقط تساعدهم في هذه الأوقات والظروف بل تبني لديهم مهارات تعلم وتحمم بالنفس لتنفعهم للمدى البعيد
مع الحب
لانا أبو حميدان
ما احلى قصصكم نتمنى إظافة قصص جديدة
ردحذف