يلجأ الأهل للعقاب كأسلوب لتربية و تعليم أطفالهم دروس و عبر.. و لكن هل سألت نفسك يوماً لماذا تلجأ للعقاب ؟
قد تفكر بأجوبةٍ مثل : " إن لم أعقابه الآن، سينجو بفعلته كلّ مره " ، " أنا أشعر بالغضب و الضيق من تصرّفاته و لا أعرف ماذا أفعل غير ذلك"، " كيف سيتعلّم طفلي أنّ ما فعله كان خاطئاً إن لم أجعله يعاني؟" أو " العقاب هو الطريقة الوحيدة التي يفهمها طفلي"..
الآن لو عدت بالزمن للماضي و حاولت تذّكُر ما كنت تشعر به عندما كان يعاقبك والداك ، هل يمكنك تذكر أي مشاعر جيدة اتجاه نفسك أو اتجاههم؟ على الأغلب أنّك شعرت بأحد هذه المشاعر:
- بلؤمِهم، و بالكره و الحقد اتجاههم و الرغبة في تكرار الأمر فقط لترد لهم الأذية .
- بالذنب بسبب تصرفك و الشعور بأنّك شخص سيّء و تستحق العقاب ..
- الشفقة و الحزن على نفسك و الشعور بالحاجه للاهتمام .
انّه لأمرٌ مخيف أن تُفكّر في ترك العقاب و هو يبدو كطريقة فعّالة للتحكم بتصرفات أولادك، لكن الحقيقة أنّ العقاب لا ينفع! نعم فهو فقط يحوّل تركيز طفلك من الشعور بالأسف على ما فعل و محاولة إصلاحه الى التفكير بطرق لمقاومة ما فرضته أنت عليه و الانتقام منك..
لذا عندما تعاقب طفلك انت تفرض عليه نتيجةً من اختيارك لمواجهة أخطاءه و تحرمه من أمرٍ مهمٍ جداً و هو مواجهتها داخلياً مع نفسه..
لكن ماذا تفعل إذن ؟
١- عبّر عن غضبك أو استياءك من تصرّف طفلك دون مهاجمته شخصياً
- "أنا لا يعجبني ما يجري هنا، ان الركض في المتجر يُزعج المتسوقين".
- " أنا غاضبّ جدا لأن أدواتي تُرِكت في الخارج لتصدأ"
لاحظ ان لا تلوم طفلك مباشرةً مثل "انت تركت أدواتي في الخارج".
٢- وضّح لطفلك توٓقُعاتك منه
- "أنا أتوقع منك ان تمشي بجانبي حتى أُنهي التسوق"
- " أتوقع منك أن تُنظف أدواتي وًتعيدها لمكانها"
٣- أرشد الطفل لطرق يمكنه المساعدة بها و طرق لإصلاح أخطاءه
- "ستساعدني كثيراً ان اخترت لي ٥ حبات من التفاح"
- "يمكننا الآن استعمال القليل من مزيل الصدأ و الزيت لإصلاح الأدوات"
٤- أعطي طفلك خياراً
- "لا يمكنك الركض هنا لكنك تستطيع المشي أو الجلوس في عربة التسوق، القرار لك"
- "يمكنك استخدام أدواتي و اعادتها لمكانها أو ان تفقد حقك في استخدامها"
٥- تصرّف انت و اترك طفلك يواجه العواقب الطبيعية لأفعاله بدلاً من فرض عواقب عليه غير مرتبطة بما فعل.
- "انا ذاهبة للتسوق وحدي اليوم.. لكن لماذا؟ أخبرني أنت"
- "أبي أين صندوق الأدوات؟ لقد أقفلت الخزانة عليه"
٦- اطلب تعاون طفلك في ايجاد حل
حيث تحدد لابنك المشكلة و شعورك نحوها و تطلب منه اقتراح حلول لعدم تكرارها، يمكنك فعل ذلك باحضار ورقة و قلم و تدوين كل الحلول التي تقترحها انت و طفلك حتى لو لم تعجبك أو تكن مقنعة ثم ابدأ بشطب ما لا يناسبك أو يناسب طفلك حتى تتفق انت و هو على حل..من المهم جداً أن تتابع في هذا الأمر فتتأكد أن تلتزم انت و طفلك بما اتفقتم عليه، و ان وجدت أن المشكلة لم تُحَل عليك اخباره بذلك و الاتفاق على حلٍ آخر.
من الأفضل استخدام هذه الأساليب بالترتيب و من المهم جداً أن تُبدي هدوؤاً و ثقةً في النفس عند التكلم مع طفلك، فالغضب و الانفعال يُعطي طفلك قوة التحكّم في مشاعرك بتصرفاته.. تذكّر أنّ هذه الطرق و إن احتاجت لوقت لكي تجعل من طفلك انساناً مسؤولاً يسعى لتصحيح أخطاءه و حل مشاكله.
مع الحب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق