لا صراخ بعد اليوم
في رحلة التربية مع أطفالنا نَمُّر كُلَّ يومٍ بِمواقف نشعر بأن الصراخ عليهم حاجة مُلحة لا يُمكن التعامل مع أخطائِهم من دونها. فنحن نعيد تكرار طلبنا بلا فائدة، و هم يكررون أخطائهم في أسوأ الأوقات أحياناً.. نحن على عجلة أحياناً و أحيانًا نُريد تعليمهم وتعديل تصرفاتهم في نفس اللحظة.نصرخ و نصرخ لِنلبي حاجتنا الاضطرارية لاصلاح حياتهم وندخل في دورة مستمرة من الصراخ لا تتوقف بعد يوم أو يومين وأحيانا تصبح أسلوبًا في التربية. ومع هذا كله نحن لم نحل المشكلة.
تلك اللحظة التي نشعر فيها بضرورة الصراخ هي اللحظة التي نحتاج لأن نبقى فيها عقلانيين وهادئين. هي تلك اللحظة التي نُثبت فيها لأطفالنا بأننا قادرون على السيطرة على الأمور ولا نشعر بالعجز وقلة الحيلة. لذا عندما نتوقف للحظة وننتظر، عندما نُعطي لأنفسنا دقائق للتفكير نحن نُمثل لأطفالنا كيف يُفكرون قبل أن يتكلموا او يتصرفوا.. أليس هذا ما نُعيد على مسامعهم كُل يوم؟
ساُشارِكُكم اليوم خمسة أسئلة لنسألها لأنفُسِنا في تلك اللحظة التي نشعر بالحاجة للصراخ على أطفالنا، عندما نُعطي أنفُسنا وقتا مُستقطعاً للتفكير قبل أن نتصرف . خمسة أسئلة لنجيب عليها في عقلنا ثم نَرُد على أطفالنا.
١- ما هو الشيء الأكثر أهمية الآن (في هذه اللحظة).
ما الأهم ، طفلي أم الصحن الذي كُسر؟ ما الأهم أن يخاف مني طفلي ويُسرع لأداء واجِبه أم أن يتعلم مسؤولية فروضه وأدائها بنفسه؟ ما الأهم أن يتأسف طفلي مجبرًا في تلك اللحظة من أخيه لأنه ضربه أم أن يتعلم احترام غيره؟
٢- هل حقا هناك مشكلة؟
هل ما يزعجني الآن هو حقا مشكلة؟ ما هي نتائج تصرف طفلي؟ هل سيسبب ضررًا حقيقًا بعد عام من الآن؟ هل سيكبر طفلي على هذا الحال؟ إذا كانت الاجابة لا على أي من هذه الأسئلة فان انزعاجك هو فقط شعور لديك وليس بسبب مشكلة حقيقية وما فعله طفلك لن يكون مشكلة بعد أسبوع او شهر.
٣- هل باستطاعة أطفالي حل مُشكلتهم؟
هل منهم من يهدد سلامة الآخر او يسيء معاملته؟ هل يحتاج أطفالي حَكَما ليحل كل جدال على لُعبة اًًو برنامج أطفال؟ في غالب الأحيان وعندما نوضح لأطفالنا أننا على ثقة بقدرتهم على التوصل لحل عادل لكل منهم بلطف واحترام ودون فرض أو إجبار نجد أنهم بدأوا فعلا ببذل مجهود لحل نزاعاتهم دون الحاجة لنا ودون وصولنا لمرحلة الصراخ بسبب نزاعاتهم المستمرة.
٤- لماذا أريد من طِفلي القيام بهذا الأمر بهذه الطريقة الآن؟
غالِبا ما نُصمم أن يتصرف أطفالنا بِطُرُق معينة وأن يلتزموا بقوانين كثيرة ودون أن يُدركوا الأسباب والمبررات. النتيجة؟ الإرباك للطفل والحيرة. هل يكفي أن يعرف طفلي ما أحتاج منه وأترك له حرية اختيار الطريقة للقيام به؟ هل يعرف طفلي حقا لماذ أطلب منه هذا الأمر؟ أحيانا كل ما علينا هو طلب ما نريد تغيره والانتظار حتى يقوموا به بطريقتهم.
٥- كيف سأُصحح الموقف و أجعله يمضي بسلام؟
كيف سأُحافظ على علاقتي بأطفالي؟ كيف سأكون المُرشد والقائد الذي يتبعوه بإرادتهم ولا يتحيّنون الفرصة للابتعاد عنه؟ ما هو ألطف توجيهٍ او شيء يُمكنني قوله الآن لدعوتهم للبدء في ايجاد الحلول لما حدث؟
إبدأي اليوم واكسري دائرة الصراخ في بيتك. اصمتي لدقيقة ورددي الأسئلة الخمسة لنفسك قبل أن تُقرري كيف ستتصرفي حيال الموقف.
مع الحب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق