الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

ضغوطات الأجداد، نظرات الغرباء و تصرفات أطفالك


كم مرة وجدت نفسك عالقاً في موقف تضطر فيه لاستخدام أسلوب تربية آخر لا تستخدمه عادة مع طفلك فقط لأن هناك من يراقب.. الأجداد و طريقتهم التقليدية المختلفة؟! الغرباء في المطاعم و المحلات و نظراتهم و أحكامهم؟! 

أحياناً عندما نخرج مع أطفالنا، نجدهم لا يتصرفون كما نرغب ، في الاجتماعات العائلية مثلاً يقابلون عدداً كبيراً من الناس، تزيد حماستهم بشكل لا تحتمله أجسادهم، و يتغير محيطهم و نظامهم، فتتغير تصرفاتهم و تبدأ بإربكانا. التحدي في الأمر هو أنك تحتاج للقليل من الإبداع لإيجاد طريقة ليتأقلم طفلك من دون أن يتخطى حدود الآخرين و عليك فعل هذا بوجود جمهور يراقب و ينتظر ،مثلاً أجداد يعتقدون أنك متساهل جداً مع أطفالك و عليك عقابهم أو ضربهم ..أو مارّة في الشارع يعتقدون أنك أم/ أب كسول لا تبالي لصغارك و هكذا.. لوكنا نحن أفضل و أحسنّا تربيتهم لما تصرفوا بهذا الشكل أمام الناس، صحيح؟؟

بالطبع لا، حتى أكثر الأطفال أدباً و وعياً و تربية يمروّون بلحظات كهذه..هل سيتصرف طفلك بشكل أفضل ان لجأت للعقاب و الضرب مثلاً؟ ممكن.. لكنك تعرف أن هذه ليست أفضل طريقة لتشجيع التطور السليم لعقل طفلك و أنك تستطيع استخدامها فقط قبل أن يكبر طفلك كفاية ليوقفك أو يرد عليك بذات الأسلوب.. اذا كانت طريقتك مع طفلك إيجابية و عقلانية فانت لا زال عليك أن تضع الحدود له حول الناس..لكن دون التهديد أو العقاب، و أن تبقي على طريقتك هذه حتى مع وجود الناس حولك .. فلماذا لا تساعد طفلك ليصبح شخصاً يفهم حدود التصرف الملائم حول الناس و يرغب هو بالتصرف هكذا..إليك كيف: 

١- انتبه لحاجات طفلك الأساسية قبل مغادرة البيت
 لا تخرج بأطفالك لأي مكان و هم يشعرون بالجوع، التعب أو النعس.. حتى لو خططت للذهاب لتناول الغداء في الخارج مثلاً، افترض أن أطفالك سيشعرون بالجوع قبل أن تصلوا فاحمل معك بعض المأكولات الخفيفة لهم دائما. و قبل الذهاب لزيارة أحد، لبيت الجدة مثلاً، امنحهم عدة دقائق للركد و القفز و أعطهم الكثير من حبك و الضحك.. فيمكنك أن تركض خلفهم لتحاول الإمساك بهم حتى تقبلهم و تضمهم ثم تدعهم يفلتون و تعيد الكرّة..فتواصلك هذا معهم سيساعدهم على أن يكونوا أهدأ و يتعاونوا لاحقاً.

٢-حضّر طفلك للقادم
حتى لو كان طفلك رضيعاً، تكلم معه قبل الخروج و هيِئهُ لما ستفعلون في الخارج و ما تتوقعه منه.. فمثلاً " نحن ذاهبون الآن لبيت تاتا، هناك يمكنك اللعب بألعابك أو الجلوس معي لكن علينا أن نحترم أغراض غيرنا فلا نلمس شيئاً بدون استئذان" .

٣- كن حاضراً لطفلك
عادة ًيبدأ الاطفال بالتصرفات المزعجة في الأماكن العامة أو في الزيارات لشعورهم بأن غيرهم يجذب انتباهنا، فطفلك يحتاج لأن يشعر بالأمان و يتأكد من أنك منتبه عليه و موجود عندما يحتاجك فيتصرف بطريقة تجذب انتباهك.. لذا اقطع عليه الطريق و اسبقه انت..اذهب و تكلم معه كل فترة و شاركه ما يفعل لعدة دقائق ..

٤- أدعو طفلك للمشاركة
حاول إيجاد طريقة لطفلك ليشارك فيما تفعل، فعند التسوق مثلاً ، لن يكون منطقياً - من ناحية تطور الطفل و حاجاته- أن تتوقع منه أن يبقى جالساً و ينتظر انتهائك.. فالأطفال بطبيعتهم يحتاجون للاستكشاف و تجربة ما حولهم ليتعلموا.. لذا اطلب منه مهام بسيطة مثل أن يذهب و يجلب الحليب، أن ينتقي ١٠ حبات برتقال.. أن يقوم هو بدفع النقود، اسأله أسئلة عما ترون و أي نوع من الخبز تشترون.. قد يحتاج التسوق بهذه الطريقة لوقت أطول و صبر لكنك ستنهي الأمر مع طفل سعيد استغل الفرصة ليساعد و يتعلم..

٥- لا تطلب من طفلك الصبر
عندما تلاحظ علامات التعب و الملل على طفلك لا تتجاهل الأمر، فنحن عادة ما نقول "لقد انتهينا تقريباً اصبر لعشر دقائق أخرى فقط"، لكن ببساطة الأطفال الصغار لا يستطيعون التحمل لعدة دقائق أخرى، فهم سيحتاجون مساعدتك لتمالك أنفسهم و التحمل قبل أن ينهاروا..لذا توقف للحظات خذ نفساً، تواصل معه، احضنه، احمله، غني له أغنيه أو أخبره حكايه أو نكته.. فقد يكون هذا كافياً لتغيير مزاجه و مساعدته ليتحمل قليلاً.

٦- إبدأ بالتعاطف مع طفلك قبل حل المشاكل
يتعاون الأطفال بشكل أكبر و يصبحون أهدأ عندما نُشعرهم بأننا نسمعهم و نفهم ما يمرون به..أظهر لطفلك أنك تقدر صبره و تحمله مثلاً عندما ينتظر معك في الدور لوقت طويل" أنا أقدر انتظارك و صبرك معي بالرغم من صعوبة الأمر عليك.. شكرًا لك"، أو "أرى كم ترغب بالقفز على مقاعد جدتك، معك حق فهي طرية و واسعة، دعني أساعدك في إيجاد أمر آخر لتفعله"

٧-التزم بفرض حدودك حتى ان قاوم طفلك
ان كنت خارجاً و أراد طفلك أكل الحلوى قبل الغداء مثلاً و هو يعرف أنه لا يستطيع، سيتوجب عليك التعاطف مع رغبته أولاً لكن عليك أن تثبت على ما تفرضه عليه و لا تشعر أنك مضطر للانصياع لطلبه حتى لا يحرجك أمام الأهل أو في الشارع ..قد يحتاج للبكاء لمدة قد يبدي غضبا و لكن ثباتك و حزمك مع تعاطفك هو ما سيساعده على تقبل القوانين في الظروف المختلفة..فانت لا تريده أن يستغل وجود الناس من حولكم ليطلب ما يريد..

٨- قدّر دوافع طفلك و جد له بدائل
انظر للدافع خلف تصرف طفلك.. ان كان يرغب بالركض في مكان لا يستطيع الركض فيه، اتفق معه على بديل " لقد جلست في السيارة لفترة طويلة و ترغب الآن بالركض، لكنا لا نستطيع الركض هنا، هيا فلنخرج لنركض ٥ دقائق و نعود.. ما رأيك؟" 

٩- اجعل لكم خصوصية كعائلة
بالطبع لن تستطيع أن تجد مكاناً خالياً في كل المواقف لكن عندما يحتاج طفلك للمساعدة في موقف ما أو احتاج للبكاء و أمكنك ايجاد مكان آخر ابتعد انت و طفلك عن من حولكم .. حتى لا تضطر لتعامل مع التدخلات من الناس و كذلك قد يحرج طفلك أيضاً أن تتعامل مع الموقف أمام الأصدقاء و الأهل و غيرهم...

١٠-  تجاهل نظرات الناس أو فكر برد مناسب
عادة يمكنك تجاهل نظرات أو أحكام من حولك إلا اذا بالطبع كنت تسبب لهم الإزعاج، عندها عليك المغادرة أو محاولة تحويل انتباه طفلك لأمر آخر ..يمكنك التفكير برد لتطمّن من حولك اذا حاول أحد التدخل .. فهذه ليست حالة طوارئ و انت لا تحتاج لمن يصلح وضع طفلك قد تقول شيئاً مثل " انه بخير، نحن فقط نحتاج بعض الوقت سوياً " .
 
حاول تهدئة نفسك دائماً و تذكر أن أطفالك يتصرفون هكذا فقط لأنهم أطفال، عادة ما يتفهم الناس هذا و هدفهم من التدخل هو المساعدة، لكن في مرحلة ما قد يتوجب عليك التكلم مع الأجداد و العائلة المقربة عن طريقتك في التربية و خصوصيتك مع أطفالك ، أما الغرباء في أي مكان فانت لن تراهم مجدداً لذا اكتفي بالابتسام و قول " كلنا نمر بأيام سيئة" فلا أحد يمكنه الاختلاف على ذلك..

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق