الثلاثاء، 5 يناير 2016

عندما يسرِقُ طِفلُك


رُبما لا يُمكِنُنا تسميتها سرقة في السنين الأولى مِن عُمر أطفالِنا، لأَنَّهُم لم يُدرِكوا بعد الفرق بِين ما لَّهُم و ما لِغيرِهِم، و لأنهم لا يعلمون أيضاً بأن السرقة تصرُفٌ غير مقبول. تختلِفُ الأسباب و الدوافِعُ عادةً مع اختلاف عُمر الطِفل و إليكم أهمها:

قبل سِن ال ٦ سنوات

لا يُدرِك الطِفل في هذه المرحلة العُمرية حقيقة أن أخذ شيءٍ من المتجر يتطلَّب دائِماً دفع ثمنِه أو أن أخذ ما يُعجِبُنا مِن ألعاب أصدِقائِنا دون اتِفاقٍ معهُم يُعتبر سرِقة . فالدافِع في هذا العُمر هو الرغبة في امتلاك الأشياء و عدم ادراك نتائِج كُل التصرفات بعد. لِذا اذا رأيت أن طِفلك قد أخذ شيئاً لا يملِكه :

١- حافظ على هُدوؤك: فكما قُلْنَا طِفلُك لا يعلم و يحتاج الوقت ليتعلَّم،

٢- استغِّل الفُرصة لتعليمه: ابتعد عن أي شكلٍ من التذنيب أو اللوم و علِمه حقائِق فقط، "حبيبي عندما نأخُذ أي شيءٍ من المتجر نحتاج لأن ندفع ثمنه أولاً" . ابدأ بِبناء ثِقته بِقُدرَتِك على الاستماع له ومُساعدته

٣- شجِّعه على تصليح خطَئِه: اسألُه ماذا يُمكِننا أن نفعل الآن لتتصرف بِشكلٍ صحيح، اذا لم يأتِ بأي حلُولٍ فعالّة اقترح عليه العودة الى المتجر للاعتذار و لدفع ثمن ما أخذ فهذِه نتيجة تُعلِّمه تحمُّل مسؤوليَّة تصرُفاتِه.

٤- راقِبه في المرّات القادِمة: انتبه لِطِفلِك بعدها لتكون قادِراً على تذكيره بما علَّمته في الوقت المُناسِبو قبل أن يَأْخُذ ما ليس له، توقَّع أن يحتاج بعض الوقت و التذكير المُستمِّر ليتعلَّم.

في المرحلة الابتدائية

في هذه المرحلة يُدرِك الأطفال التصرُّف الصحيح مِن الخاطِىء ، و ما قد يدفعُهُم للسرقة هو على الأغلب  اندِفاعيتهِم و قلة التحكُّم في النفس. فقد يرغب الطِفل في شيئٍ كثيرا. الا أن أهله يرفضون اعطاءه له. في الحالات الأسوأ قد تعكِس السرقة شعُور الطِفل بنقص محبة أهلِه أو اهتمامِهِم فيبحث عن لفت الانتباه أو قد تعكس حالة نفسية سيئة بسبب مشلكِل في البيت مثلاً أو سوء المُعاملة.  كيف تتصرَّف في هذه الحالة:

١- حافِظ عَل هُدوؤك: و لا تُطي طِفلك الاهتمام السلبي الذي يبحث عنه.

٢- ساعده في ادراك السبب: اسأله و دعه يُفكِّر في الدافع خلف السرقة، فإذا كان يرغب في امتلاك هذا الغرض بِشدة، شجعه على التفكير في طُرُقٍ بديلة لاقتناءِه ، كأن تُساعِده في جَمَع مصروفِه أو تعرض عليه أعمال ليقوم بِها و تدفع له بالمُقابل.

٣- شجِّعه على تصليح خطأه: بِلُطفٍ و محبة اسأله عن أفضل الطُرُق باعتقاده لتصليح الموقف و أكِّد له بأنك موجود الى جانِبِه لِدعمه.

٤- احذر العِقاب: ان عِقَاب طِفلِك و تذنيبه أو إطلاق ألقابٍ عليه ك " سارِق" ، سيُفاقِم المُشكلة لديه و سيدفعُه لتكريس وقته في مُحاولة اخفاء سرقته مِنك بشكلٍ أفضل في المرّات القادمة .  كما أنك تُثبِت له أنك لا تراه أهلاً للثقة و أنك لست مُستعِداً لِمُساعدته و الوقوف معه.

في مرحلة ما قبل المُراهقة

يسعى مُعظم الأولاد في هذه المرحلة لكسب دائرة مِن الأصدقاء و إبهارهِم، فقد يبدأ ابنك بسرقةِ شيءٍ من المتجر كتحدٍ بينه و بين أصدقائِه ، لكِّن ابنك قد يُعاني من نقص في ثِقتِه في نفسِه و اعتدادِه بها أو شُعورِه بأهميته و قيمته في المنزل و هذا ما يجعلُه  ينصاع لغيره. ان ما يجعل تأثير الأصدقاء في هذه المرحلة أقوى مِن تأثير الأهل هو ضعف العلاقة بينك و بينه .  ماذا تفعل في هذه الحالة.

١- حافِظ على هُدوؤِك: و لا تدفع بابنك بعيداً بخلق صراع قوةٍ بينك و بينه و لا تجعل سوء تصرُّفِه مُشكلتك بقدر ما هو مُشكِلته.  

٢- احرص على الحوار: اجعل النقاش الهادِئ و المُحِب طريقك لِكسب ابنك الى جانِبِك، تقبَّل مِنْه أنّه قد انصاع مرَّة خلف أصدقائِه و اسأله كيف يُخطط حتى لا يقع في نفس الفخ مرةً أُخرى.

٣- عزز صورته عن نفسه: ذكِّره بأنه طِفلُك و أنك ترى كم هو رائِع و قادِر و ذكِّره بتوقعاتِك منه.

 اذا كانت السرقة مُتكررة و مُستمرة في هذا العُمر قد تكون بِحاجة للمساعدة مِن  قِبَل مُختص قبل تفاقُم الأمر و تحوله لِجُزءٍ من تصرُفاتٍ تؤذي المُجتمع يقوم بها ابنُك.

تذّكَر دائِماً أنَّك دليل طِفلِك الأول و وظيفتك هي مُساعدته أن يتعلَّم التفكير في خياراته قبل التصرُّف ليكبر قادِراً على التحكُّم باندِفاعاته. و تذكَّر أيضا، أنّك مِرآةٌ له، فإذا كان يراك لا تُعيد باقي النقود الزائِدة التي أعطاك إياها المُوَظَف بالخطأ أو تأخُذ أي شي تجِده دون السُؤال عن صاحِبِه سيكون مِن السهل عليه ايجاد أعذارٍ لِنفسه عندما تمتد يدُه على ما ليس له.

مع الحُب
لانا أبو حميدان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق