كيف يُمكِنُك باعتقادك أن تُربِّي طِفلاً ذكياً يُحِب المعرفة و يسعى للتعلُّم؟
ما أن يلتحِق أطفالُنا بالمدرسة حتى نبدأ بالقلق حيال العلامات و الامتحانات و التحصيل الدراسي، حيث يؤمِن الكثيرٌ بأن مُستوى الذكاء ثابِتٌ لكُل شخصٍ مِنا، فأنت إمّا أن تُولَد ذكياً أو لا. إلّا أنّ ما أثبته العلِم أن الذكاء تماماً كأي عضلةٍ اخرى في الجِسم، يُمكِن تطويرُه و زيادة حجمه مع الاستخدام و أن تصديقك لذلك وحده يزيد مِن قُدراتك العقلية.قامت الباحثة المعروفة في جامعة ستانفورد كارول دويك بتجربةٍ على طُلّاب المرحلة الأساسية و المُتوسطة، أثبت فيها أن اقناعهم فقط بأنهم قادرين على تطوير قُدراتهم و زيادة ذكائِهم بالمُمارسة كافٍ لِرفع درجاتهِم في مادة الرياضيات دون دروسٍ اضافية في المادة.
أين قد نُخطِأ؟
عندما نظُن أن دفع الطِفل للتعلُّم الأكاديمي الرسمي في سِنٍ مُبكِّرة أو تركيز جُهده و ووقته في تعلُّم القراءة و الكتابة قبل سِن المدرسة (٦ سنوات) ، حيث مِن المُفترض أن نُساعِد أطفالنا في بناء مهارات عقلية و اجتماعيّة أهم تتحقق باللعب و الرسم و البناء و التلوين.عندنا نظُن أنّ صغيرنا لا زال لا يفهم و كُل ما يحتاجُه هو الأكل و النوم أو برامِج التلفاز. فالذكاء المنطقي و الشفهي عند الأطفال يبدأ مع بداية التكلُّم و التساؤل عمّا حولهم، تمتد هذه الأحاديث عادةً مع الأُم و الأب و الأجداد و لا يحظى الِطفل بهذه الفُرصة عندما يقضي نهاره في دار الحضانة أو في رعاية خادِمة.
عِندما يُبدي أطفالُنا تطوراً و اهتماماً في مجالاتٍ مُختلفة و نعتقد بأنهم لم يُفلِحوا. يصِف الدكتور هاورد جاردنر الذكاء بسبعة أنواع مُختلفة جميعُها مهمة و يحتاج الطِفل لِفُرصٍ لتطويرها في مراحل حياته المُختلفة:
١- الذكاء الشفهي ( التكلُّم و النقاش)
٢- الذكاء الحركي
٣- الذكاء المنطقي و الحسابي
٤- الذكاء الموسيقي/ السمعي
٥- الذكاء الاجتماعي في التعامُل و العلاقات.
٦- الذكاء العقلي في طريقة رؤية الأمور و حل المشاكِل.
٧- الذكاء البصري.
اذن نحن الآن كأهل مِن واجِبِنا التركيز على تربية أطفالٍ يؤمِنون بقُدرتهم على تطوير ذكائِهم و قُدراتهم و ليس فقط مُلاحقتهم لانهاء واجب أو حفظ قصيدة. و لا ننسى تشجيع ميول و مواهب الأطفال من القراءة للرسم و الرقص و احترام عقولِهم و خياراتهِم . عندها سنجِدُ أطفالنا يسْعَون لتعلُّم شيءٍ جديد دائِماً، سيتعلمون كُل ما هُم بحاجة له في أي موقِف و لديهم دائِماً الفُضول لِمعرِفة المزيد..
مع الحُب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق