الأحد، 25 نوفمبر 2018

حياة كل منا هي محصلة أنماط... لكن أي أنماط؟


كل يوم نستيقظ من نومنا على نفس الجهة من السرير.. نتفقد هاتفنا.. نغسل وجهنا وأسناننا.. نحضر قهوتنا.. نيقظ أطفالنا نتناول فطورنا ونخرج للمدرسة والعمل.. ونعيد النمط نفسه يومًا تلو الآخر دون أن نلحظ ذلك. ما هي الأنماط الأخرى التي تمضي دون أن نلحظها في حياتنا؟

زرع أهلنا الكثير من الأنماط فينا خلال تربيتنا، اُدرس واجتهد، احصل على وظيفة جيدة، اعمل بجد، لا تسائل ولا تعترض. جدي زوجًا جيدًا. أنجبي أولادًا وبناتًا وستجدين السعادة.. هذه بعض الرسائل التي وجهها لنا مربونا بشكل واعٍ لكن ماذا عن كل الرسائل والأنماط غير الواعية؟

من الطبيعي أن أصرخ على أطفالي ليُنفذوا ما أريد. أن أُفرغ غضبي عليهم عندما أشعر بالإرهاق والتوتر. أن أُدخن السجائر حولهم. أن أتابع أي برنامج على التلفاز بحضورهم. هذه كلها أنماط اعتدنا عليها دون وعي منا أو من مربينا. أنماط عشناها ولا يحتاج دماغنا للتفكير بها لأنها أصبحت عادة تلقائية في الجزء اللاواعي من دماغنا.

هل ترى كم من السهل أن تعلق في أنماط هدّامة؟ لكن كيف تصبح أكثر وعيًا في تعاملك مع أطفالك وفي جميع نواحي حياتك؟

الحل يتكون من شقين: 

الأول إدراك النمط السيء وأصل اعتيادك عليه. لماذا تعتقد أنه من الطبيعي أن تضرب طفلك؟ لماذا تمنع طفلك من أمر وتحثه على الآخر؟ ما هو الدافع وهل هناك سبب منطقي وعقلاني لتوقعاتك منهم؟ حتى في أبسط الأمور كعدم سماحك له بالقفز على السرير أو إجباره على إنهاء كل ما تضع له من الطعام في صحنه اسأل نفسك لماذا؟ لماذا لا تجلس لتلعب معهم وتمازحهم؟ ستجد الجواب في ماضيك وما اعتدت عليه في سنوات حياتك.

بعد أن أدركت كيف وصلت إلى هنا تحتاج لمعرفة أين ستتجه. 

الشق الثاني هو كسر النمط واستبداله .إن كسر أنماط عاشت معك ٢٠ و ٣٠ عاما ليس بالأمر السهل لكننا كائنات تتميز بالعقل القادر على التطور. قف عند كل قرار  أخبرت أطفالك به وكل قاعدة وضعتها لهم وأيقظ عقلك لتقرر بشكل واعٍ.

سأضرب لكم أبسط الأمثلة هنا. أنا والكثير غيري من الأمهات والأباء يُصمم على أن يُسلم أطفالنا على الجميع حتى الغرباء الذين التقوا بهم لتوهم. اعتدت من صغري على أنه من باب الاحترام أن أصافح أو أضم أو أُقبل الضيوف والأصدقاء والمعارف. وجدت نفسي أحث أطفالي على فعل نفس الشيء كلما التقينا بالناس. كان أحد أطفالي يرفض ويسبب لي الاحراج والضيق. سألت نفسي لماذا أطلب منه هذا الأمر؟ ما الذي سيتعلمه من قراري؟ كيف سيؤثر هذا القرار عليه بعد ٢٠ عاما من الآن؟ لم أجد جوابا مقنعا في نفسي . لكن مالقرار الصحيح؟

إن كل ما أريده هو أن يُظهر طفلي الاحترام والكياسة عند الالتقاء بالناس. لكن جسمه هو له وحده وليس من حقي أن أجبره على معانقة أو تقبيل أي أحد وهذا سبب رفضه منذ البداية. أخبرته بأنه من قلة الاحترام أن نتجاهل الناس الذين نلتقي بهم وأن له حرية الاختيار بأن يلقي التحية بالإشارة بيده أو المصافحة فقط أو العناق أو التقبيل اذا كان مرتاحا لفعل ذلك. وبدأت أطبق الأمر على معظم الأمور في بيتنا.

 بالنسبة لي قد يكون من أصعب ما أواجه كل يوم أن أقف وأوقظ عقلي من نمط اعتاد عليه لأبحث عن الأمر الصحيح لفعله. لكني متأكدة من أمر واحد أنني لا أكرر نفس الأنماط في اللاوعي عند أطفالي وأنني أعمل لأكون مثالا لهم في اختيار الصحيح من الخاطىء في حياتهم.

مع الحب
لانا أبوحميدان

السبت، 9 يونيو 2018

كيف توقف جدال أطفالك في أسبوع فقط؟


  • أمي هل يمكنني مشاهدة التلفاز؟
  • لا انه وقت الغداء.. 
  • هل أستطيع أن أشاهده لخمس دقائق فقط؟
  • هذا ليس وقت مشاهدة التلفاز.
  • لكن لماذاااا؟
  • لقد أخبرتك بالسبب
  • سأُطفأه حالما يكون الغداء جاهزًا.
  • ااااااااه الا تفهم قلت لك مئة لاااا.

هناك المئات من الأساليب والطرق للتعامل مع أولادنا منها الصراخ والعقاب وحتى الضرب.. قد يقتنع البعض بهذه الطرق لكن إن أردت أن تربي طفلك ليكون شخصًا مسؤولًا لاحقًا فهذه الطرق ستدفعه في الاتجاه المعاكس تمامًا.

يعتاد الأطفال أحيانًا على أسلوب الجدال العقيم.. حيث نجيبهم على طلبهم لكنهم لا يتوقفون عن المفاوضات حتى ننفجر غضبًا.

كيف نُخلص أطفالنا من الأمر دون التقليل من احترامهم؟ 

القاعدة بسيطة تتفق عليها مع أطفالك:

"أنا المسؤول في هذا البيت، وهناك وقت ومكان للنقاش. عندما يكون هناك حاجة للنقاش سنجلس ونتناقش لكن عندما يتم النقاش بطريقة إعادة الطلب مئة مرة والجدال بعد أن سمعتم الجواب فالأمر قد انتهى ولا مجال للنقاش بعدها. "

كيف تُطبق القاعدة؟

تبدأ مشكلة الجدل العقيم عادة بسبب نوعية الردود التي نُعطيها لأطفالنا فتفتح لهم بابًا للجدل. من اليوم فصاعدا اِحرص على: 

  • إعطاء التعليمات المرادة بأقل عدد من الكلمات. "إنه وقت ترتيب غُرفتك".
  • بالطبع سيُجادل طفلك في سبب حاجته للقيام بذلك.. احذر أن تقع في الفخ وتبدأ بالجدال. الإجابة السحرية هي " هذا ما سنفعله الآن وأريد منك المساعدة هذا الموضوع ليس للنقاش".
  • تجنّب الرد بعدها على أي تذمر أو أسئلة مثل لماذا وغيرها.
  • يتحمل الطفل بعدها النتيجة الطبيعة لقراره دون أن تقُل أنت شيئا على الإطلاق.. يحين وقت مشاهدة التلفاز لكنك تُخبر طفلك بهدوء ومودة أنه لا يستطيع مشاهدة التلفاز الآن فغرفته لا زالت غير مرتبة. 
  • لذا ببساطة الطريقة بسيطة، ذكّر نفسك أنك لن تكون طرفًا في الجدال، اُترُك الخيار لهم ثم 
  • دعهم يَرونَ نتيجة خياراتهم.. هل هناك درس أفضل لتعلم المسؤولية؟

مع الحب
لانا أبوحميدان

الثلاثاء، 29 مايو 2018

الكتابة التعبيرية بإبداع في البيت والصف

الكتابة هي واحدة من مهارات اللغة الأربعة التي يتعلمها الأطفال. تختلف الأساليب المتّبعة من كتابة فقرات للتعبير عن موضوعات مختارة أسبوعيًا أو كتابة اليوميّات أو إلزام الطالب بقراءة كتاب وتلخيصه. في حين تكون هذه الطرق مجدية أحيانًا ولبعض الطلبة فهي لا تثير إهتمام الأغلبية منهم ولا تدفعهم للتميز في كتاباتهم.

الحصّة الناجحة هي تلك التي فيها شيء لكل طالب، الجميع فيها متفاعل ومندمج باختلاف طبيعته ومستواه. الجميع يعمل ويخرج بنتيجة تتناسب والمقاييس المحددة للمخرجات. مما لا شك فيه أن طلاب الجيل الحالي مختلفون تمامًا عن أجيالنا، إذ أصبح الوضع يحتم على كل معلم مواكبة عالم طلبته الصغار وإلا فهو من عالم آخر.. هل يكفي الدفتر والقلم؟ ما رأيك بفكرة جديدة ستجعل من وقت الكتابة في حصتك وقتًا يتوق له طلبتك؟

إذا أردنا لطلبتنا أن يبدعوا في كتابتهم لتصل للمستوى المرجو فلا بد من ممارسة الكتابة باستمرار ولا بد لهم من الاندماج في كتابتهم للاستمتاع بها. إليكم هذه الفكرة التي لا تعطي طلابك فقط سببًا للكتابة بحماس بل تفتح لهم مجالًا لاستخدام جميع مهارات التفكير العليا والتحليل والربط والنقد استخدام الرموز والتشبيهات.

الوسائط المتعددة أصبحت جزء أساسيًا في الغرف الصفية ومن أي درس..

كيف تستفيد منها لتطوير وقت الكتابة؟

١- الصور
اختر مجموعة من الصور عن موضوع يثير اهتمام الطلبة وقم بعرضها.

٢-الفيديوهات والمقاطع المصورة
بالاعتماد على عمر الطلبة يُمكنك انتقاء مقطع فيديو عن حدث أو مبارة أو اختراع أو برنامج تلفزيوني مفضل.

٣- القصص 
بدلا من إسناد مهمة للطالب منفردا بقراءة قصة وتلخيصها، إعرض للطلبة قصة في الصف لتكون موضوع الكتابة.

كيف ستستخدمها؟ 

١- الملاحظة
في الخطوة الأولى يقوم الطلبة بجمع ١٠ ملاحظات مختلفة عما رأووه في الصور أو مقطع الفيديو أو ما سمعوه.
مثلًا: أرى غرفة كبيرة فيها درج في المنتصف. هناك شعاع من الضوء. 

٢- طرح الأسئلة
بعد ملاحظة ما تم عرضه يبدأ الطلبة بطرح أسئلة.
مثلًا: لماذا يبكي الطفل في الصورة؟ أنا أتساءل إلى أين يؤدي الدرج. عن ماذا يتحدث المقطع الذي سمعناه؟ ما كانت المشكلة وكيف انتهت؟

٣- الربط
بعد ذلك شجع الطلبة على الإجابة عن الأسئلة التي طرحها كل منهم، أعتقد أن الدرج يأخذك إلى غرفة سرية في الأعلى و يبدو الطفل حزينا لأنه فقد أمه. يجد الطلبة في هذا الجزء أيضا أدلة تدعم إجاباتهم ويقومون باستنتاجات أعمق عن صفات الشخصيات ومشاعرها... الخ.

يستطيع المعلم هنا تشجيع الطلبة على إستخدام  أي أساليب أدبية أو لغوية درسوها مسبقًا. كاستخدام التشبيه أو أسلوب الاستفهام والتعجب...الخ.

٤- التدوين والكتابة
يكتب الآن الطلبة موضوعاتهم وقد تختار أيضا التدوين الإلكتروني حيث هناك تطبيقات مخصصة لمشاركة الكتابات في الصف كتطبيق padlet.

إن الابتعاد عن الطرق التقليدية والكتب المدرسية قد يترك بعضنا في شك أن الطلبة لن يحقّقوا المستوى المطلوب والنتائج المرجوة.. وقد يخشى البعض عدم توفر الوقت لمثل هذه النشاطات.. في الحقيقة أن هذه النشاطات تُغطي العديد العديد من المهارات المتوقع أن يتعلمها الطالب لكن بطريقة مبدعة ومشجعة ومناسبة لاحتياجات طلبتك.

ملاحظات:

١- إبدأ أنت بالتمثيل للطلبة المراحل الثلاثة، لاحظ، تساءل ثم استنتج.

٢- أعطي الوقت الكافي للطلبة لممارسة الخطوة الأولى بالملاحظة ثم الوقت الكافي للتساؤل ليكون لديهم القاعدة الصحيحة والمعلومات الكافية للربط والاستنتاج والتحليل في الخطوة الثالثة.

٣- يمكن  أن تجد العديد من المصادر على الانترنت طبعا . فكر في اهتمامات الطلبة بحسب العمر، حلقة من برنامج مفضل؟ تقرير عن السيارات أو كرة القدم أو حدث عالمي أعمال لفنان معروف وحتى مقطع موسيقي مميز.

مع الحب
لانا أبوحميدان

السبت، 12 مايو 2018

الوعي الصوتي

مهارة أوليّة  لتعلّم اللغة، كيف تبنيها بطريقة مرحة وتفاعلية؟
سنتناول اليوم موضوع الوعي الصوتي ونعرض طرقا للمعلمين والمربين يمكنهم من خلالها تعزيز الوعي الصوتي عند الأطفال في الصفوف الأولى لما لذلك من أهمية في بناء المهارات الأخرى لاحقًا.

في قاعدة هرم الوعي الصوتي ، يقع إدراك وتمييز الأجزاء الأكبر من اللغة ، كالجملة ثم الكلمة ثم المقطع. ثم بالانتقال لأعلى الهرم نرى الوعي بالأجزاء الأصغر كالحروف المُكونة للكلمة وأشكالها وأصواتها.

إذن ، التأسيس الجيد يبدأ بالتمكن من بناء الوعي الصوتي في السنوات الأولى لكن يركز البعض على البدء من رأس الهرم والتركيز على تدريس الحروف وكتابتها وهنا قد يرى المعلم نتيجة لأن الطلبة يُردّدون ما يتعلمون لكن في الحقيقة هم يبنون على أساس ضعيف.

كيف تعمل على تعزيز الوعي الصوتي؟
تُشير الدراسات إلى أن تخصيص مدة قصيرة ك ١٥-٢٠ دقيقة في اليوم وتكرارها ٣ مرات أسبوعيًا يكفي لرفع مستوى الوعي الصوتي لدى الطلبة:

١- اِقرأ لطلبتك
سواء اخترت تخصيص وقت للتدريب على بناء الوعي الصوتي أو اخترت أن تقرأ للطلبة يوميًا فإن استماع الأطفال للنصوص المقروءة رائع لتنمية وعيهم الصوتي واللفظ الصحيح للحروف، الكتب للمرحلة الأولى من المدرسة تكون قصيرة ومصورة لذا سيسهل عليك عرضها وقراءتها لهم . (للمئات من الكتب المصورة للقراءة الجماعية يمكنك الإطلاع على منصة عصافير.)

٢- التحدث والنقاش
قراءة القصص لطلبتك هي الخطوة الأولى حيث تفتح لك الباب لتعليم مهارات أخرى، ناقش معهم كلمات الكتاب ، أطلب منهم ترديد الكلمات ثم تمثيلها أو رسم ما تعنيه.. ثم التفكير بكلمات لها ذات الوزن.

٣- كلمات موزونة
من ملامح إتقان الوعي الصوتي، القدرة على وزن الكلمات ، خصص ٥ دقائق للعب بعض الألعاب مع الطلبة كأن يبدأ أحدهم ويأتي بكلمة ثم يرُد الطلبة بكلمات لها ذات الوزن، ثم لرفع صعوبة اللعبة، على الطالب أن يأتي بكلمتين على ذات الوزن ولهما معنى أو في جملة مثل "الجواب في الكتاب" و "سليم ولد كريم".

٤- إذا لاحظت ضعفًا
 تمهل قليلًا وعلّم الطفل الاستماع والتفريق بين الأصوات المختلفة ونهايات الكلمات المختلفة.. أعطه أمثلة من الواقع: " هل يُشبه صوت كلمة العصفور صوتَ كلمة الكلب؟" أي الكلمات تُشبه صوت( كبير)؟

مع الحب
لانا أبوحميدان

الأربعاء، 2 مايو 2018

٧ مهارات صفية لكل معلم في إدارة الحصّة

 يحتاج المعلم لأن يُغطي مادة محددة في وقت محدد من الزمن و باعتقاده، لحدوث هذا فلا بد للطلبة من الجلوس والاستماع والعمل بهدوء. أي عليهم إبداء التعاون معك ومع بعضهم البعض. لكن في واقع الأمر وداخل الصف هذا ليس ما يحدث... فما أن تبدأ بنشاط ما حتى يستأذن بعضهم للذهاب للحمام ويبدأ اثنان بالهمس ثم ترى طائرة مصنوعة من الورق تمر فوق رؤوسهم...

في البداية ما عليك أن تدركه كمعلم أن الصف يحوي عددًا من الطلبة من خلفيات مختلفة. فبينما يأتي بعضهم سعيدًا ومستعدًّا للتعلّم، يعاني البعض الآخر من مشاكل مختلفة في البيت أو المدرسة لها تأثير كبير عليه.

المعلم  يحمل رسالة سامية وعظيمة تتخطى تحضير الدروس والنشاطات لذا أعددنا لكم ٧ مهارات فعالة في التعامل مع الطلبة تُشجع على التعاون بدلًا من إلقاء الأوامر المباشرة والمحاضرات والتهديدات وتذنيب الطلبة:

١- صِف المشكلة

مهارة ممتازة حيث تركز على المشكلة وإيجاد حل لها بعيد عن مهاجمة شخصية الطالب وإشعاره بالخزي.
أمثلة:
"أرى طلابًا يتكلمون بينما أنا أشرح الدرس".
"أرى دفترك فارغًا يا محمد "

٢- أعط معلومة

بهذه الطريقة أنت توجه الطالب مباشرة لعمل ما عليه دون إصدار أوامر وتكرارها دون فائدة.
أمثلة:
"استخدام علامات الترقيم الصحيحة يجعل كتابتك مفهومة ومميزة، إليك هذه الورقة فيها علامات الترقيم المختلفة لتختار منها المناسب".

٣- اعط خيارًا

جد دائمًا خيارين مقبولين واعرضهما على الطالب/ الطلبة حتى لا تضطر لإلقاء الأوامر دائمًا لأن بعض الطلبة يميلون لرفضها بطريقة غير مباشرة أو تجاهلها.
أمثلة:
"يمكنك حل التمارين في هذه الصفحة أو هذه الصفحة".
"هل تريد الكتابة عن شاعر تعرفه أم تُفضل البحث عن واحد في الانترنت".

٤- قل ما تُريد بكلمة أو حركة

كثرة الكلام والوعظ  تُبرمج الطلبة لعدم الاستماع.. بينما كلمة أو إشارة تفي بالمطلوب.
أمثلة:
"اسمك"
"التصويب"
"الوقت"
اذا كان طالب يتكلم أو منشغل أثناء تكلمك أو تكلم طالب آخر تَوجّه إليه وأشر إلى أُذُنِك.

٥- صِف شعورك 

صف شعورك اتجاه ما لا يعجبك بدلًا من انتقاد وتصويب تصرفات الطلبة.
أمثلة:
"لا يُعجبني تَأخُرُك على الحصّة".
"تُزعجني مقاطعة الحصة بطلبات الخروج للحمام" .

٦- شارك توقعاتك

من الطرق الفعّالة والإيجابية أيضًا إعلام الطلبة بتوقعاتك منهم .
أمثلة:
"أتوقع إنهاء العمل خلال ٢٠ دقيقة".
"أتوقع منكم مراعاة القاعدة التي تعلمناها هذا الأسبوع أثناء عملكم".

٧- استخدم الملاحظات المكتوبة

إن كتابة ما تحتاج أو استخدام صورة قد يُغنيك عن مِئات الكلمات.
أمثلة:
علّق ورقة على باب صفك تقول " الدخول بعد دق الجرس يُعرِضُك لِأداء تمرين إضافي وقت الاستراحة". 
أو علّق ورقة فوق كُرسي منفصل بعيدًا عن باقي كراسي الصف " لمن يجد صعوبة في التوقف عن الكلام".

مع الحب
لانا أبوحميدان

الأحد، 22 أبريل 2018

استراتيجيات المعلم المتميز

إدارة الحصة بفاعلية
يحمل معلم اللغة إلى صفه خططه وكتبه ومصادره لكنه يواجه أحيانًا عوائقًا تقف أمام التقدّم المرجو من الطلبة. لماذا؟ وكيف يمكنه إدارة حصته لأقصى استفادة؟ 

١- توقعات واضحة لقوانين حصتك
لا شك في أن الضبط الصحيح لحصّتك هو أول العوامل لتحقيق الأهداف المرجوّة من الدرس. وتذكر أن الطلبة المندمجين في الدرس والحصة لن يجدوا وقتًا للشغب. ابدأ بتحديد القواعد الواجبة في حصتك منذ البداية وتأكد من العودة لها بشكل دوري لتعزيز تطبيق الطلبة لها. يمكن أن:

  • تشترك مع الطلبة في اختيار القواعد حيث ستكون فرص تطبيقهم وتذكرهم لها أعلى اذا ما اشتركوا في وضعها. اطلب منهم تصميم قائمة إما بكتابتها أو طباعتها باستخدام الحاسوب وعلّقها في مكان مرئي للجميع.
  • احرص على أن تكون القواعد قليلة وتغطي الأساسيات كالاحترام  بعدم إزعاج الآخرين وعدم المقاطعة. المسؤولية كتحمّل مسؤولية كل طالب لعمله بإنهائه ومساعدة غيره. رفع اليد قبل التكلم والمشاركة.
  • اشرح القواعد كما لو كانت درسًا وناقش الطلبة بأسباب فرضها وعواقب عدم الالتزام بها. ولا تنسى التحفيز الإيجابي بمكافأتهم عند الالتزام بقصة في نهاية الدرس أو نقاط اضافية مثلًا.

٢- التحفيز المناسب لكل طالب
مهما كان مستوى طلابك فإن التحفيز داخل الحصة عنصر أساسي لنجاحهم في تعلم اللغة بفاعلية والوصول إلى أهدافهم المرجوة.
بالاعتماد على معرفتك بمستوى طلابك ونقاط ضعف كل منهم اطلب منهم تحديد ٣ أهداف قريبة المدى وكتابتها على ورقة (يمكنك إعداد جدول صغير من خانتين؛ الهدف وتاريخ تحقيقه) وتوزيعها على كل طالب ليحدد أهدافه للشهر القادم وإلصاقها أمامه على طاولته أو في دفتره والعودة لها أسبوعيًّا للتحقق مما تم انجازه. هذا سيساعدك أنت أيضًا في تخصيص نشاطات مناسبة لاحتياجات كل طالب لدفعه في طريق التقدم الصحيح. يمكنك تكريم الطلبة الذين يعملون على أهدافهم بتوزيع شهادات تقدير خلال الطابور الصباحي.

٣- أساليب تعلم تناسب الجميع
يعرف جميع التربويين أن الأطفال يتعلمون بأساليب مختلفة فمنهم بصري ومنهم سمعي ومنهم حركي. إدراكك لهذا الأمر وأخذه في عين الاعتبار عند التحضير لحصتك سيجعلها حصة مميزة بكل المقاييس. مثلًا وازن بين إعطاء معلومة مباشرة للطلبة ثم استخدام وسائل بصرية كعرضها لهم بفيديو أو صور وبطاقات. يلاحظ المعلمون أيضًا أن بعض الطلبة الذكور يكثرون الحركة في الصف ويجدون صعوبة في الجلوس في مقاعدهم دون حراك. هم على الأغلب لا يقصدون التشويش ولكن أسلوب تعلمهم حركي لذا فإن جلوسهم لوقت طويل في نفس المكان لا يساعدهم، في هذه الحالة دمج أنشطة حركية كجزء من الدرس سيخدمك ويخدمهم. 
كذلك الألعاب للأطفال الأصغر عمرًا  في الصف محفز أساسي، أما للأكبر عمرًا فمن الضروري أن يُحضر المعلم الدرس بخطة تتناسب واهتماماتهم وإلا ستجدهم يفقدون الدافع لمواصلة التعلّم بحماس.(تابعونا لقائمة من النشاطات الحركية والألعاب التعليمية في الصف) 

٤- احرص على خلق جو يدعم التعلم
يحتاج الطالب للشعور بالأمان والاطمئنان في الصف حتى يتعلم بأفضل طريقة. يتطلّب تعلّم اللغة من الأطفال التحدث بها واستخدامها في الصف وهذا قد يجعلهم عرضة لكشف ضعفهم أمام زملائهم مما يجعلهم يترددون في المشاركة الفاعلة في الصف وهذا يؤثر سلبًا على تقدّمهم. مهمتك كمعلم تشجيعهم على الاستمرار ودعمهم بالرغم من الأخطاء المتوقعة، فأنت بالتأكيد بحاجة لتصحيحهم أحيانًا لكن عليك أن تبتعد عن إصدار الأحكام والتدقيق الشديد على مخرجاتهم. ركز على الايجابيات أولا ثم أعط تعليمات واضحة بشأن الخطأ المرتكب. مثلا "شكرا يا محمد على مشاركتك أجدت قراءة المدود الطويلة والقصيرة الآن تحتاج لأن تتدرب على قراءة همزات الوصل."

٥- القليل من الابتكار والإبداع
طرق التعليم التقليديّة قد تضر أكثر ما تنفع في عصر غزت فيه الأجهزة الذكية الغرف الصفية. لا تخش استخدام أساليب مختلفة في الصف. التكنولوجيا والإنترنت أصبحت متاحة بشكل كبير، مثلًا عندما يواجه الطلبة مفردات صعبة دعهم يبحثون عن معناها في قاموس على الإنترنت. ابحث عن مقاطع فيديو مرتبطة بموضوع درسهم أو مواضيع من حياتهم تابعوها وعلّقوا عليها سويًّا أو اطلب منهم تلخيصها باتباع أسلوب كتابة معين عليهم تعلمه.

مع الحب
لانا أبوحميدان

الثلاثاء، 10 أبريل 2018

هل قرأت لطلابك اليوم؟

قد تحد المناهج والمتطلبات الأكاديمية دور معلم اللغة العربية في الصف ليصبح ملقنًا أحيانًا.سنقدم لكم سلسلة من الممارسات الرائعة لتبنّيها في صفوفكم لمساعدتكم في تطوير أساليب التعليم وإضفاء جوٍ من الحماس والمرح وبالتأكيد دفع عجلة تقدم طلابكم في الطريق الصحيح وأولها اليوم "القراءة لطلابك".

القراءة لطلابك

أصبح الجميع يعرف أهمية قراءة الأهل لأطفالهم  في سنواتهم الأولى  لتعلم اللغة واكتسابهم لمهاراتها. لكن هل لقراءة المعلم لطلابه في الصف ذات الأهمية ؟

ماذا؟

.اقرأ لطلابك قصةً أو كتابًا قراءة جهرية معبرة

متى؟ 

من الرائع تخصيص ١٠-١٥ دقيقة من وقت الحصة كل يوم. إن لم يكن الوقت متاحًا، يمكن اختصارها إلى عدد من المرات في الأسبوع على أن تكون في ذات الحصة والوقت في كل مرة حتى تصبح عادة يتطلع لها طلابك. قد تكون القراءة في بداية الحصة أو  نهايتها بحسب أهدافك.

لماذا؟

١- تُحسّن هذه الاستراتيجية من الجو العام في الصف وتساعدك على إدارته بشكل أفضل. فإن اخترت القراءة في بداية حصتك ستساعد طلابك على الاستقرار والجلوس بهدوء تحضيرًا لتقديم درسك كما أنك ستساعدهم على تنقية عقولهم من النشاطات السابقة  خلال اليوم والتركيز فيما هو قادم. أما إن اخترت تأجيلها حتى نهاية الدرس فهذه مكافأة لطلابك تستخدمها لتحفيزهم لإنهاء عملهم ومساعدتك في إتمام الدرس.

٢- أثبتت الدراسات فاعلية هذه الممارسة في غرس حب القراءة والمطالعة عند الطلبة بطريقة غير مباشرة ومختلفة عن التعليمات اليومية في الحصة إذن فأنت عندما تخلق وقتًا في حصتك للقراءة لهم فأنت فعليًا تغير حياتهم.

٣- أثبتت الدراسات أيضًا أن استماعهم لقراءتك السليمة هي الطريقة لتعليمهم قراءة جهرية سليمة ومعبرة فأنت مثال لهم.

٤- تطبيق عملي للمهارات التي تم تعلمها في سياق ممتع ومحفز لمهارات التفكير والنقد لديهم.

٥- الاستماع لنصوص تفوق مستوى الطالب القرائي يثري مفرداته وحصيلته اللغوية ويزيد من قدرته على التقدم في القراءة والاستيعاب والكتابة والمحادثة.

كيف ؟

١- اختر كتابًا يتناسب وموضوع الوحدة التي يدرسها الطلبة أو مناسبًا لمناسبة ما، تستطيع أيضا تخيير الطلبة بين عدد من الكتب ذات المستوى المناسب لسنهم. توفر مكتبة عصافير الرقمية بحرًا واسعًا من الكتب الشاملة والمتدرجة في المستوى والتي يمكن عرضها على جميع الطلبة على اللوح الذكي أو الحائط. لا بأس في تقسيم الكتاب على عدة أيام حتى الانتهاء منه.

٢- اجعل الطابع عفوي ومريح للطلبة دون الكثير من القيود والقوانين، دعهم يجلسون على الأرض أو يقتربون منك أو في أي وضعية مريحة لهم.

٣- استخدم استراتيجيات "ما قبل وأثناء وبعد القراءة" مثلا اقرأ لهم عنوان الكتاب واطلب منهم توقع محتواه. أثناء القراءة اطلب منهم النظر للصور وربطها بأفكارهم. اسألهم عن مشاعر الشخصيات وتطورها وعن روابط بين الأحداث وحلول للمشاكل. بعد القراءة اسألهم عن جزئهم المفضل وعن شيء جديد قد تعلموه واطلب منهم اقتراح نهايات مختلفة مثلًا.

٤- عزز مهارات الاستيعاب بسؤالهم عنها (الفكرة الرئيسة والتفاصيل، الربط بالواقع والمعرفة السابقة...الخ) ( مهارات الاستيعاب متوفرة على موقع عصافير مع كل قصة).

٥- نوِّع في اختيار الكتب بين القصص الخيالية والواقعية والعلمية وكتب الحقائق واطلب من مختلف كل يوم مراقبة وقت القراءة.

وأخيرا شاركنا تجاربك في القراءة الجهرية في الصف.

المصدر
Anderson, R.C., Hiebert, E.H., Scott, J.A., & Wilkinson, I.A.G. (1985). Becoming a nation of readers: The report of the Commission on Reading. Washington, DC: National Institute of Education.

مع الحب
لانا أبوحميدان

الاثنين، 2 أبريل 2018

أطفالك وعصر الشاشات والتكنولوجيا ودورك


الأجهزة اللوحية والهواتف النقالة أصبحت في كل مكان، الانترنت أصبح متوفرا في الشوارع وفي كل بيت تحت متناول الجميع وحتى الصغار من أطفالنا.التكنولوجيا اليوم جزء من يومهم..

وهنا يأتي دورنا، فبعضنا يترك أطفاله دون رقابة أو ممانعة حيث نعتقد أنها وسيلة لتسليتهم وإشغالهم لفترات طويلة وبعضنا الآخر يمنعها ويشعر بالضيق لإصرار طفله على استخدامها.. لذا إليكم ما يمكنكم فعله لمساعدة أطفالكم للتعلم والاستفادة من عصر التكنولوجيا حولهم. فالهدف هو أن تنشىء طفلًا يقدّر ما لديه من انفتاح وتكنولوجيا ليستخدمها ويستفيد منها دون إساءة وبشكل يتخطى الألعاب والألوان الساطعة.

١- أعِد النظر في دورك
أنت لست مراقِباً فقط ، فمواكبة آخر التطبيقات والبرامج وانتقاء ما يفيد منها أطفالك أمر ضروري لمساعدتهم. ليس بالضرورة أن تكون جميع التطبيقات وما يُشاهدوه تعليمي ولكن بالتأكيد عليك تجنيبهم أن يكون كل ما يتعرضوا له هو ما تعرضه قنوات الأطفال والألعاب الإلكترونية. اقرأ عن التطبيق قبل تحميله وجرّبه بنفسك أيضا، ما الهدف منه؟ ابحث عن محتوى البرنامج التلفزيوني وشاهد جزءًا منه معهم لمعرفة ما إذا كان مناسب للأطفال فالمشكلة تبدأ عندما ينتقي الأطفال لأنفسهم بأنفسهم ويشاهدوا البرامج والفيديوهات العشوائية التي تظهر لهم دون انتقاء.

٢- التواصل معهم
فأنت لك دور أساسي في التواصل مع أطفالك عند استخدام التكنولوجيا ليستخدموها بطريقة مبدعة ومثيرة، ابحثوا في التطبيقات. ناقشه في فائدة ما يستخدم أو عدمها والبدائل المتاحة، فأنت لست فقط تنمي قدراته على المحادثة والتعبير عن رأيه بل أيضًا تعلمه الطريقة الصحيحة للتعامل مع كل التكنولوجيا حوله بانتقاء ما يناسبه وترك غير المفيد منها.

٣- استخدمها في صالح طفلك
لتقوية مهاراته اللغوية ، تشير الدراسات أن بعض البرامج المنتقاة تفيد الأطفال في تعلم حصيلة لغوية جديدة وزيادة معرفتهم بالحروف ولفظها الصحيح. كما أن استخدام تطبيقات القراءة والقصص الرقمية للأطفال أو مشاهدة كاتب للأطفال يقرأ قصة ويتحدث عن كتاب بالإضافة للتطبيقات الأخرى التي تعرض مبادئ علمية أو فنية وغيرها بطريقة جميلة للأطفال  جميعا تساهم في تعريضه لأفكار ومصطلحات جديدة.

٤- أَثري اهتمامات طفلك
ما هي موضوعات طفلك المفضلة؟ عالم الحيوان؟ السيارات؟ الرياضة؟ مهما كان ما يجذب اهتمامه فهو لديه مصادر غير محدودة من الصور والمعلومات والفيديوهات التي تعرض بطريقة مثيرة للأطفال عن أي موضوع يخطر في باله. أنت كمعلمه الأول اجلس معه بعضًا من الوقت في البداية لإرشاده لطريقة البحث وانتقاء المواقع والمصادر المناسبة.

٥- أنت دليله الأول
تحدث مع طفلك بشكل دوري وباستمرار لتتأكد من أنه يفهم  أضرار الاستخدام الخاطئ للتكنولوجيا وفي ذات الوقت  أهميتها والفوائد الكبيرة لها إذا ما تم استخدامها بشكل صحيح، لا تنس أن تكون خير قدوة لهم بمراقبة وقت وطريقة استخدامك للأجهزة في البيت فكما تحتاج لأن تحدد لأطفالك وقتًا لمشاهدة التلفاز مثلًا يحتاج أطفالك أن يروا أنك تحدد الوقت لنفسك أيضًا وأنك لن تترك التلفاز يعمل طوال النهار في البيت.

مع الحب
لانا أبوحميدان

الأربعاء، 31 يناير 2018

٦ ممارسات لتعزيز الشكر والامتنان في عائلتك


لا بد أن كلًا منا تعرض لموقف أو مواقف مع أحد أطفاله حيث نقدم لهم الكثير ولا نسمع كلمة شكر أو امتنان.. بل والأسوأ قد نتفاجئ برد جارح أيضًا.. أعد طعام العشاء المفضل لدى أطفالي فأتفاجئ بابني ذو السبع سنوات يتأفف ويشتكي من أنني لم أُعِد الطعام بالطريقة التي يُحب.. أو أشتري احتياجات طفلتي وأراها تشتكي بأن ليس لديها ما يكفي.. مواقف مألوفة في كل بيت ليس لأن لديك أطفال سيئين أو لأنك أم/ أب سيء.. بل لأن الشكر والامتنان صفة علينا غرسها في أطفالنا بالتعزيز والممارسة. إليكم ٦ أفكار للبدء:


 ١- أنت مثال لأطفالك عندما يراك أطفالك شاكرًا لكل ما لديك حتى الأشياء البسيطة التي لم تفكر يوما في عدم وجودها كالسماء الزرقاء والمياه النظيفة سيفكرون هم أيضا بنفس الطريقة.. اختر وقتا يوميا لتشارك أطفالا أمورا أنتم شاكرون لوجودها في حياتكم.. مثلا يوميا قبل وجبة الطعام أو قبل الذهاب إلى النوم..

٢- هل تقدّرون بعضكم كعائلة؟ احرص على شكر وتقدير الأفعال الصغيرة والكبيرة التي يقوم بها شريك حياتك وأطفالك مثلا " شكرا لأنك أزلت الأحذية من الطريق هذا جعلني أشعر بالارتياح لأن لدي مساحة أكبر للحركة الآن" تذكر ذلك بعد يوم صعب أو نقاش حاد.

 ٣- عائلتنا عائلة يتساعد فيها الجميع من المهم أن نساعد أطفالنا على إدراك أنه وحتى إن توفرت في المنزل خادمة فهم يعيشون ضمن عائلة ولكل منهم دور مهم جدا.. فهم لا يقدرون كل ما يفوم به الأم والأب وحتى الخادمة لتامين حياة جيدة للجميع لذا يجب الاتفاق فيما بين أفراد العائلة على المهام مثلا يبدأ الأب ب " حسنا من منا سيعمل لتوفير المال للعائلة؟ أنا.. من منا سيطهو الوجبات ويوصلكم للمدرسة؟ ماما.. من منكم سيجمع أكياس القمامة؟ يختار هذه المهمة أحد الأولاد وهكذا..

 ٤- هل يشارك أطفالك في مصاريفهم؟ ليس باكرًا أبدًا أن يعمل أطفالك على جني المال والمساهمة في دفع مصاريف نشاطاتهم وفعالياتهم التي يحبون.. يمكنهم القيام بأعمال لمساعدتك في المنزل للحصول على بعض المال كما يمكنهم الاحتفاظ بالنقود التي يجمعونها في الأعياد وغيرها..يمكنهم أيضا العمل على بيع أشياء يجيدون صنعها والمساهمة في ما يريدون الاستراك به أو الحصول عليه.

٥- حدد الميزانية لحفلات أعياد ميلادهم أعلم طفلك بالمبلغ الذي ستخصصه للاحتفال بعيد ميلاده ثم دع له حرية الخيار لاختيار للحصول على حفلة ودعوة الأصدقاء أو انفاقها لشراء هدية لهم مع احتفال عائلي صغير معهم و في كلا الحالتين سيشاركون في التخطيط للأمر.

 ٦- العمل التطوعي مهم جدًا خصوصًا في الجانب الآخر من المدينة.. لا تخشى على أطفالك من رؤية الناس الأقل حظا والذين يعيشون في ظروف قاسية.. اشرح لهم ما يرون وأجب عن أسئلتهم بإجابات صريحة وبسيطة.. ماذا سيتعلمون؟ الامتنان والشكر لكل ما لديهم..

مع الحب
لانا أبوحميدان

الخميس، 4 يناير 2018

هل أطلب من طفلي ضرب من يضربه؟



في حين يشتكي بعض الأهل من عدوانية أطفالهم وضربهم لغيرهم من الأطفال.. يشتكي البعض الآخر من تعرض أطفالهم للأذية إما بالكلام أو الضرب.. تصطحب أطفالك للعب وما هي إلا دقائق حتى يعودون لك يشتكون من هذا وذاك.. جميعنا نتمنى أن نمنع ونحمي أطفالنا من هذه المواقف لكننا لا نستطيع ذلك.. ما باستطاعتنا هو مساعدتهم للوقوف لأنفسهم دون مهاجمة غيرهم.. كما أن نكون مثالا لهم في التعامل مع الناس الذين لم يحققوا التصالح الذاتي مع نفسهم وغيرهم بأن نضيف للاحترام في هذا العالم بدلا من أن نضاعف الكره والأذى .. كيف؟

١- الخطوة الأولى، كُن مثالا لطفلك في الرد على الطفل المعتدي
عندما تتدخل لمساعدة طفلك وقبل أن تتعجل بإظهار غضبك أو الرد بذات العنف على الطفل الآخر تذكر أنه يُعاني ويحتاج للمساعدة فهو لم يُبادر بالأذية إلا لأنه لم يتعلم التعامل مع مشاعره والتعبير عنها. ابدأ بجملة مثل "آه تبدو غاضبا ، هل تريد هذه الألعاب لك وحدك؟ " قد يرى البعض منا هذا الرد غير منطقي أو مقبول لكن في العادة وحتى عند البالغين معظم من يتصرفون مع الغرباء بوقاحة يُعانون من نقص داخلي لإثبات ذاتهم.. ردك هذا يُشعرهم بأنك تفهم شعورهم، هذا بدوره يُقلل شعورهم بالتهديد وبالتالي حاجتهم لتهديد غيرهم. يُمكنك المتابعة وإضافة" أعرف أنه من الصعب أحيانا مشاركة الألعاب.. لكن لا تقلق هناك الكثير من الألعاب للجميع.."

 -كلما أظهرت تعاطفا ولطفا أكثر كلما زاد تعاون الطفل وقلت عدوانيته.

٢- الخطوة الثانية، طمأن طفلك أنه بأمان
 بعد ذلك وجه لطفلك الكلام.. من الجيد أن يسمعك أيضا الطفل المعتدي وأنت تقول وتطمأن طفلك بقولك " إنه غاضب لأننا نلعب في ذات الألعاب.. لكن لا بأس فهناك كفاية للجميع وأنا سأتأكد أن يكون الجميع بأمان ولن أسمح لأحد بإيذاء الأخر.."

٣- الاّن، إن تمادى الطفل ولم يتوقف
مثلا إن رد بشيء مثل "لا.. لا تستطيع اللعب هنا" أو حاول إيذاء طفلك جسديا. عليك الوقوف بينهم ومنعه من ذلك ثم إعادة ما قلته بحزم وقوة" أعرف أنه من الصعب عليك أن تتشارك لكن هذه الألعاب للجميع.. نستطيع الانتظار قليلا هنا حتى تنتهي منها".

٤- الاّن، سَلِّح طفلك بكلماتٍ ليُدافع عن نفسه
بينما عليك التدخل في البداية لتعليم طفلك طريقة التصرف الصحيح إلا أنه عليك أن تُلقن طفلك ما يقوله ليحمي نفسه من اعتداء الآخرين.. عندما يدفعه طفل آخر أو يشد منه شيئا بوجودك وجه لطفلك كلامك مباشرة لكن بهدوء ودون انفعال وقل له مثلا " هل ضايقك هذا التصرف؟ يمكنك أن تقول له لا.. لا تدفع جسمي هكذا.. أو أنا ألعب بهذه الألعاب الآن سأعطيك إياها عندما أنتهي" تدرب معه في البيت على قول هذه الأشياء بصوت قوي وحزم .

 - أُدرّب أطفالي أيضا على صد غيرهم دون ضرب بأن يُثبتوا ويوقفوا يد من يحاول ضربهم.

  ٥- إذا دعت الحاجة، قد تطلب من مرافقي الطفل الآخر التدخل
لكن تذكّر نحن نعلّم أطفالنا هنا فن التعامل وحل المشاكل وأنت لا تريد تحويل الأمر لمشكلة بين الأهل فقد تصل لهم رسالة ببساطة أنهم قد فشلوا في تربية طفلهم.. أنت تُمثّل لطفلك أسلوب التواصل الحضاري بين الناس.. ابتسم لهم وقل شيئا مثل " يبدو أن طفلك يستمتع كثيرا بهذه الألعاب.. نحن نلعب بها الآن سننتهي منها قريبا وسيستمتع بها وحده. " جمله كهذه تحرج الأهل وتدعوهم للتدخل بسحب طفلهم ودعوته للانتظار. وصدقني قد علمتهم درسا جيدا جدا في التربية دون الحاجة لكلمة أخرى.

  ٦- في النهاية.. ساعد طفلك على استيعاب شعوره
 من المخيف لطفل الشعور بأنه محور عدوانية طفل آخر.. حالما ينتهي الموقف وتبتعد عنه تكلم مع طفلك " كان موقفا صعبا ها.. لا بد أن هذا الطفل كان يمُر بيوم سيء أو لا زال يحتاج ليتعلم كيف يتشارك ما رأيك؟ ، ماذا يمكنك أن تفعل في المرة القادمة؟ " دعه يتدرب على قول أشياء مثل " لو سمحت ، أنا أستخدم هذه اللعبة الآن.. سأُعطيك إياها عندما أنتهي" ويستخدم أقوى صوت لديه ( دون صراخ).

من أفضل الأشياء التي تُساعد أطفالنا في التعامل مع المشاعر القوية، الضحك على تلك المواقف التي سببت ذلك الشعور أعد تمثيل ما حصل بطريقة سخيفة مع بعض المزح ليطمأن طفلك.

 - قد يرى بعضنا أن عدم المواجهة أو الرد بالمثل هو دليل ضعف.. لكن ما أقوله لأطفالي دائما أنني فخورة بتميزهم وعدم قبولهم لتصرف غيرهم السيء بالرد بمثله.. فبهذا نحن نغير ما لا نرضى وهذا ما سيجعل العالم مكانا أفضل.

مع الحب
لانا أبوحميدان