إن مصّ الإبهام عادة دارجة بين الأطفال الرضّع، و هي طريقة الطفل لتهدئة نفسه. إذا لاحظت عن قرب ستجد أن طفلك -حالما يشعر بالتوتّر و عدم الارتياح- يقوم بوضع أحد أصابعه (عادة الإبهام)، ليبدو على وجهه علامات الارتياح في ثوانٍ قليلة.
لكن السؤال هو هل يجب أن نسمح بهذا كآباء و أمهات؟ أطباء النفس،أطباء الأطفال و أطباء أسنان الأطفال يقولون بأن هناك بضعة أشياء يمكن للأهل القيام بها لمساعدة أطفالهم على تخطّي هذه المرحلة.
في الشهور الأولى من حياة الطفل، أو حتى من فترة وجوده داخل رحم أمّه يمصّ الطفل أصبعه، لينام، يهدأ أو يحسّن شعوره بشكل عام. و في هذه المرحلة لا يعد مص الأصبع دارجاً و عاديّاً فقط، بل هو غير مؤذي لنمو الطفل أو نطقه. لكن معظم الأهل يتساءلون إلى أي مرحلة عمريّة يمكنني ترك طفلي يقوم بذلك دون قلق؟ هل من الآمن أن أترك طفلي يمص أصبعه حتى في عمر ما قبل المدرسة (الحضانة)؟
الأطفال الذين لا يتوقّفون عن مص أصابعهم
عادة في المرحلة العمريّة ما بين سنتين إلى 4 سنوات يطوّر الطفل طرق جديدة للتعامل مع مشاعره تفوق مص الابهام، كالتحدّث أو البكاء. هذه المهارات الجديدة تلغي حاجة الطفل لمص أصبعه، لكن بعض الأطفال يواجه صعوبة في ترك تلك العادة مما يشكّل مشاكل لنمو أفواههم.
كان الأطباء يظنّون أنه طالما توقف الطفل عن مص أصابعه قبل ظهور الأسنان الدائمة، سيكون الأثر السلبي على نمو فمه ضئيلاً. لكن الدراسات الحديثة أثبتت أن مص الأصابع، يترك آثار طويلة الأمد، حتى على الأطفال في المرحلة العمرية ما بين سنتين إلى 4 سنوات.
يقول الأطباء أن مص الأصابع، يضغط على المناطق الجانبية في الفك العلوي، و المنطقة الطريّة في سقف الحلق. مما يؤدي إلى تغيير شكل الفك العلوي و جعله أضيق، مسبّباً بذلك عدم التقاء الأسنان في الفكيّن العلوي و السفلي مع بعضهما، و مع أن هذه المشكلة يمكن حلّها باستخدام جهاز تقويم الأسنان، إلّا أنها قد تؤدي إلى لدغة في الكلام قد تحتاج إلى علاج نطق. إن آثار عدم إلتقاء الأسنان طويلة الأمد لا تتوقّف هنا. فإن عدم التقاء الأسنان الأماميّة يضع ضغط مضغ الطعام و تقطيعه على الأسنان الخلفية، مما يشكل اختلال في بنية الفم تكبر آثاره مع نمو الطفل.
كيف يمكننا كبح هذا التصرّف؟
عندما يكبر إبنك إلى عمر الحضانة، قد تجد نفسك تسحب أصبعه من فمه كلّما وضعه هو. لحل المشكلة عليك أن تقاوم الرغبة في فعل ذلك و أن تستخدم طرق بديلة، لتمنع نفسك من فعل ذلك، تذكّر أن هذه هي طريقة طفلك لتهدئة نفسه، و أن النمو شيء مثير للقلق بالنسبة للطفل، و هو شيء لا يدركه الكثير منا كبالغين، فإذا ما اقترب طفلكم من دخول الحضانة و ما زال يمص أصابعه هذه هي أفضل الطرق للتعامل مع الموضوع:
1- بدايةً حاول الحد من هذا التصرّف، بحيث تخبر طفلك أنّه لا يمكن أن يقوم بمص أصبعه في الأماكن العامة أو أمام الآخرين، و أنّه فقط أمر يمكنه فعله عند النوم.
2- لا تحوّل الأمر إلى مواجهة حاسمة، حيث تقول لطفلك:"لا يمكنك أن تمص أصبعك بعد الآن"، بدلاً من ذلك امدحه أنّه أمضى وقت طويل دون مص اصبعه. و لاتنتقده عند فعله لذلك.
3- تأكّد أن تتحدّث مع طفلك عن مص اصبعه، و قل له أنّه حينما يقرّر التوقف عن المص، ستكون أنت جاهزاً لتساعده.
4- لا تمنع طفلك من مص اصبعه بعد تعرّضه للأذى أو لموقف صعب، فأنت تزيد من سوء وقع ذلك الموقف على طفلك.
5- تأكّد من جعله واعياً بنفسه، فعندما تجد طفلك يمص أصبعه، إساله:"هل أنت منتبه أنّك تقوم بمص اصبعك حالياً؟" كما لن يضير أن تجد له طريقة بديلة لتهدئة نفسه، كعناق دمية محشوّة أو مخدّته أو لحافه المفضّل.
6- لا تستخدم أي من المواد المرّة او الفلفل الحار التي يتم تسويقها على أنّها طريقة مناسبة لوقف هذه العادة. فهذا تصرّف قاسي، يضع طفلك في موقف صعب هو في غنى عنه.
7- أوجد طريقتك الخاصة لتشرح لطفلك أنّه يكبر و سيتوقّف في يومٍ ما عن مص اصبعه، إسأله مثلاً:" هل تظن أن "بوب البنّاء" (شخصيّته المفضلة) يمص أصبعه؟"، عندها سيبدأ بالتفكير بالموضوع و التعامل مع فكرة تركه لمص أصابعه.
8- لا تحاول وضع القفّازات على يدي طفلك لمنعه من مص أصابعه، لأنّه على الأغلب في عمر سيتمكّن فيه من نزع القفّازات، و فعلك لذلك سيزيد في رغبته لمص أصابعه.
9- تذكّر دائماً أن طفلك سيكبر ليتخلّى عن هذه العادة عندما يكون مستعداً لذلك، و على الرغم من أن الموضوع قد يضايقك، إلّا أنه من الأفضل عدم فعل أي شيء حياله، ففي النهاية سيقلع طفلك بنفسه عن هذه العادة.
شاركونا آراءكم و تجاربكم الخاصة بهذا الموضوع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق