مهما كانت صُعوبة الموقف مع أطفالنا، فإنّ إشعارنا لهم بأننا نتفهمهم يُساعدهم على تخطي المشاعر الصعبة و يزيد من ثقتهم بنا و برغبتهم في التعاون معنا.
قبل تفكيرنا بِحلول لغيرة أطفالنا من اخوانهم الجُدد ( الرضّع) و البحث عن طرق لايقاف أذيتهم لهم، من المهم أن نتذكر و ندرك أن خلف تَصرُفات أطفالِنا حاجاتٍ و مشاعِر. فالتصرفات ليست الّا ما يظهر على السطح بسبب عجز الأطفال عن التعبير عنمّا في داخلهم باستخدام كلماتهم.
لِذا فإن أفضل ما نبدأ به هو التعاطف معهم لاسعافهم من ما يحملون من مشاعر، اليكم ٣ خطوات أساسية لمُساعدة أطفالِكم للتأقلُم مع وجود طفل جديد:
١- حافظ على علاقةٍ قويّة بطفلك
عِندما يعرف طفلك مدى حبك له و يُؤمن بأنك لا يُمكِنك أن تحب احداً أكثر مِنه تبدأ المشاعر السيئة اتجاه الاخوة بالاختفاء . احرصي على أن تقضي وقتاً يومياً مع طفلك وحده، ١٠ دقائق عندما ينام رضيعك قد تكون كافية.. كذلك في الصباح عندما يستيقظ و كلما سنحت لك الفرصة أعطِه وقتاً خاصًا من وقتك. ضمّة، حديث سريع معه أو مديح قد يفي بالغرض.
٢- الضحك علاج
إن استخدام الضحك و خصوصاً مع الأطفال يُعد أسلوب ممتاز للتخفيف من هرومات التوتر لديهم و بالتالي مساعدتهم على التعامل مع ما يمرون به من مخاوف. فمثلا طفلك الآن يجد أنه بحاجة للانتظار كلما اراد منك شيئا و ان هناك من يحتاجك غيره هذا سيدفعه للتساؤل ان ستكوني موجودة له عندما يحتاجك حقاً، لِذا جربي " عندما تحتاجني فقط قل "امي انا احتاجك" و سآتي في أسرع وقت ممكن، حتى ان كنت مشغولة بأخيك او بأي عمل آخر سآتيك فور ما أتمكن، هيا فلنتدرب على الأمر" و حالما يناديك اذهبي الية احضنية و قبليه و لاحقيه في انحاء البيت.. كلما ضحك أكثر على الامر كلما تبدد قلقه و لم يعد بحاجة لافراغه على آخيه الصغير.
٣- تعاطف و تفهم
قد لا تعرف أنت ذلك لكن وجود شخص جديد في حياتكم يعني المثير لطفلك و يولد عنده خليط من المشاعر التي لا يستطيع فهمها و التعامل معها . نحن الأهل نجد صعوبة في تقبل غضب طفلنا أو كرهه للطفل الجديد، لكن اذا تمكن من ان يتحدث عنه و يفرغ ما عنده لن يكون بحاجة لاظهاره على شكل تصرفات. انكارنا لشعورهم بالغيرة و وفضنا لغضبهم يدفعهم لكتمها أكثر و هذا يظهر عند الأطفال على شكل عُنف، بكاء و نحيب مستمر، تعلق شديد بالام او الاب أو عناد . لذا ساعد طفلك على تمييز المشاعر السلبية و التخلص منها مثلاً:
"أنت لا تهتمين بي"
آه يا حبيبي أنت لا تعرف كم أحبك، هل تشعر أنني لم أعد أهتم لك؟ لا بد أنني كنت متعبة ومشغولة جداً في الفترة الاخيرة فكان صعبا علي أن أريك حبي و اهتمامي أنا حقاً آسفة، لنجد طريقة لتصليح الأمر يبدو انا نحتاج لوقت لوحدنا أنا و انت فقط، ماذا تود ان نفعل فيه"
"من تحبين أكثر أنا ام أخي"
أنا أحبك كثيراً، و لا احب احدا اكثر منك أنت ( اسمه) الوحيد و ليس هناك مثلك احد في هذا العالم .. انا محظوظة جداً لانني امك أنا احبك كثيراً لانك كذا و كذا.. و لدي حب كثير و كاف لك و لاخوتك.
"أنا أكره الطفل الجديد"
مِن الصعب ان يكون هناك طفل صغير في البيت، أظن أنك تغضب عندما تضطر لمشاركتنا معه و تضطر للانتظار عندما تريد شيء أو البقاء هادئ حتى ينام أخوك.. انا اعرف كم قد يكون هذا صعباً عليك.. انت هنا دوما لمساعدتك .
احضنوا أطفالكم و تقبلوا مشاعرهم في هذه الفترة الحرجة فهم أكثر من يعاني .. تصرفاتهم ما هي الا نداء للمساعدة لانهم شعروا بانهم فقدوكم..
مع الحب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق