يعود صغيرك من المدرسة و يحين وقت اداء واجباته، يأتي اليك طالِباً المُساعدة كُلما واجهه صُعوبة و أنت تعتقد أنك تفعل ما هو الأفضل له عندما تُساعده .. هل فكرت في الأمر مرتَيْن ؟
إن تدُخََل الأهل في مهام أطفالِهم و خاصَةً المدرسيَّة و تحَمَُل مسؤولية اتمامها على أكمل وجه يؤَثِر بِشكلٍ مُباشِر على تطور مهاراتهم العقليَّة و العاطفيَّة. لكن كيف ذلك؟
- عندما يُدرِك الطِفل انّه بحاجةٍ لك لاتمام ما عليه ، يفقد ايمانه بِقُدراته و ثِقته بأنّه قادِرٌ على حل ما يُواجهه من مشاكِل وحده و يُطَّور فكرةً عن نفسِه بأنه " غير قادر".
- نتيجةً لذلك أنت تحرِم طِفلك من بناء الثِقة في النفس و الفخر بها و الاستقلالية .
- الواجِبات المدرسيَّة مُصممة لتُناسِب قُدرات الطِفل و من المَفروض ان يعمل الطِفل عليها وحده لتعزيز ما تم تعلُّمه خلال اليوم في المدرسة.. مِن الطبيعي ان يكون فيها قليل من التحدي للطِفل و واجِبنا ارشاده للعمل و اكتشاف الحلول بنفسه.
- ان اعتماد طِفلَك على وجودك في البيت لاعادة الدروس معه و مُساعدته في الواجِبات يجعله اقل انتباهاً و تركيزا في الصف و المدرسة.. فهو يعرف أنه لن يَفُته شيء حتى و ان لم يسمع و ينتبه.
إذن ما هي الطريقة الأفضل للمُساعده؟
عِندما يُواجه طِفلك صعوبةً في مَسألةٍ ما كُن مُتواجِداً و مُستعِداً لارشاده لكن تذكّر أن عليك ارشاده لايجاد الحل بنفسه و ليس اعطاءه الحلول . يُمكنك اتباع الخطوات التالية..- عندما تُلاحِظ ان طِفلك قد توقّف عن العَمَل أو لم يَعرِف ماذا يفعَل.. انتظر.. فقط انتظر و لا تحرِمه من الوقت الذي يحتاجه ليكتشف خياراته..
- اذا طَلَب مِنك الُمساعدة في ايجاد الحَل ، أخبِره بأن يُحاوِل بِنفسه و بأنك موجودٌ بجواره ان تطَلَّب الامر، " آه أنت تجِدُ صعوبةً في حل هذه المسأله، لماذا لا تبدأ بالمُحاولة و سأكون هُنا ان احتجت شيئاً" هذه الرسالة تُخبِر طِفلك بأنك تعتقد انه يُمكنه الوصول للاجابة وحده ان حاول.
- بَعدها أعطِ طِفلك أقَّل عددٍ من التوجيهات و حاول توجيه الأسئِلة بدلاً مِن اعطائِه معلومات مُباشرة " ماذا ترى هُنا ؟" " ماذا تعني هذه الاشارة ؟ " ، ما هو القانون الذي عليك اتباعه في هذه الحالة ؟" و هكذا..
- ان لم تنجح الخطوة السابقة ، أعطِ طِفلك معلومة واحدة بسيطة لِتدفعه بالاتجاه الصحيح للعمل و اتركه يُحاول ليَصِل للحل وحده.
مِن المُهم أيضاً معرِفة أن الأطفال على عكس البالغين يهتمون بالعمليّة و العَمَل الذي يقومون بِه و ليس بالنتيجة النهائية .. فهم يتعلمون الكثير عند المحاولة في أثناء العمل ، أكثر مِن لو أرشدناهم لِطريقة واحدة للعمل للوصول لنتيجة صحيحة. لذا ادفع طِفلك بالاتجاه الصحيح لكن دعه يُخطِأ و يُعيد و يتحدى نفسه في أثناء عمله و حتى الحصول على النتيجة المطلوبة.
مع الحُب
لانا ألو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق