الأحد، 22 فبراير 2015

كيف أساعد طفلي على اتخاذ قرارات غذائيّة صحيّة


هل حدث أن سمعتي صوت ارتطام شيء بالأرض لتلتفي وتجدي أن صغيرك يستمتع باللعب بطعامه ورميه حوله محدثا فوضى كبيرة، ربما سيكون من الطبيعي أن تشعري بالغضب فأنت قد أمضيت وقتا في تحضير الطعام بحب لطفلك الذي على ما يبدو ليس مهتما حتى بتذوقه. ربما ستشعرين بالسخط على طفلك وبرغبة في تعنيفه ومعاقبته على ما فعل أو إجباره على تناول ما تبقى من طعامه. ولكن هل سيجدي ذلك نفعا؟ وهل سيساعدك على تعليم طفلك أية عادات جيده مثل احترام الطعام وتقديره وعدم هدره أو هل سيجعله يحب هذا النوع من الطعام الصحي ويتعلم أهمية تناوله ومدى تأثيره على صحته؟

إليكي بعض النصائح التي ستساعدك على تشجيع طفلك ليكون صحيا أكثر دون أن يدفعك ذلك إلى الجنون:

- حفّزي طفلك على اتخاذ الخيارات الصحية:
كلّما سنحت لك الفرصه دعي طفلك يتخذ قراراً بشأن الطعام الذي يوشك على أن يتناوله، فمثلاً قومي بسؤاله "هل ترغب في تناول الجزر أم البروكولي هذه الليله على العشاء؟" "أي تفاحة تفضل الخضراء أم الحمراء؟" عندما تصبح لديكي عادة إعطاء طفلك الخيار في مثل هذه المواقف الصغيره فإن ذلك سيبني عنده ثقة بالنفس وشعوراً بأن لديه القدره على الاختيار والذي بدوره سيساعد في جعله أقل تمرّداً وأكثر تعاوناً عندما يتعلق الأمر بالطعام، لاحظي بأنّه عليك أن تقدمي خيارات تكونين راضيةً عنها وستشعرين مع مرور الوقت بأن ترك الخيار لطفلك في بعض الأحيان سيساعد في جعله أكثر تجاوباً في المواقف الأكثر جدّيه والتي لا تحتمل أن تتركي له فيها الإختيار.

- كوني مبدعة في تحضير الطعام:
استخدمي الخلاط الكهربائي أو العصّارة لتحضير مشروبات طازجه باستخدام الخضار والفاكهه واجعليها ذات ألوان ممتعه وجذابه لطفلك في كل مرة وذات مذاق حلو ليستسيغها الطفل. واجعلي وقت تناول الوجبه وكأنه مشروع فني صغير، فيمكنك صنع أشكال حيوانات مختلفه من الساندويتش أو الخضراوات أو أي نوع من الطعام الذي تقدمينه لطفلك فطريقة تزيين وتقديم الطعام هي عامل جذب كبير بالنسبة للأطفال وسيسعدهم رؤية إبداعاتك على أطباقهم.

- دعي طفلك يشاركك الطهي:
ابحثي عن أطباق مناسبه لعمر طفلك يستطيع مساعدتك في تحضيرها وحددي وقتا مع طفلك ليختار الوصفه التي يرغب بها، قومي بأخذه لشراء المكونات واغتمني هذه الفرصه لتعليمه في كل مرة عن الفوائد والقيمه الغذائيه للأطعمه المختلفه، وتعليمهم قراءة الملصق الموجود على العبوات وتجربة نوع جديد من الطعام في كل مرة تذهبون لشراء الحاجيات. ويمكنك أيضا أن تقومي بشرح كيفية الحصول على هذه الأطعمه وبأنها تمر بسلسلة من المراحل حتى تصل إلى أطباقنا ونستمتع بتناولها، مثل أن تعلمي طفلك خطوات زراعه نوع معين من الفاكهه أو الخضار الذي قمتي بشرائه ليتعلم طفلك تقديرالطعام. والأهم هو أن تستمتعي بمشاركه طفلك في المطبخ، إن قضاء وقت في تحضير الوجبة مع طفلك لن يعلمه فقط فنون الطهي واستخدام الأدوات فحسب ولكنه وقت رائع لتوطيد علاقتك بطفلك وتعزيز ثقته بنفسه من خلال تعلمه لمهارات جديدة.

- احترمي رغبات طفلك:
تجنبي إجباره على تناول الطعام بالقوه، فاحترام رغبات طفلك من سن صغير تجنبك مخاطر أن تتشكل لديه علاقه غير صحيه مع الطعام أو أوقات الوجبات، المفتاح هو بناء العادات الغذائيه بالتدريج في كل وجبه بجعل الأصناف الصحيه متوافرة والإستمرار بتقديمها بأشكال وأنواع مختلفه دون اللجوء للضغط على الطفل لتناولها حتى وإن لم يلمسها طفلك في البدايه فإن فرصتك لتعليم طفلك أن يحب هذه الأصناف في النهايه عاليه جدا والأهم من ذلك أن هذه العادات ستستمر معه حتى يكبر.

- التعزيز الإيجابي لرغبة طفلك في الإستكشاف:
لا تفزعي لأن طفلك تناول الحلويات أو أية أطعمه أخرى غير صحيه، فإلقاء محاضرات وإشعاره بالذنب والخجل من نفسه أو محاوله أخذ الحلوى منه بالقوه سيعطي نتيجه عكسيه بأن يجعله يعاند طلبك ويرفض الإستماع إليك أو الأسوأ من ذلك أن تجعله يصر على تناول هذا النوع من الأطعمه في المستقبل كنوع من رد الفعل النفسي لحرمانك منها. تعاملي مع الوضع بهدوء وركزي على بناء الوعي لدى طفلك بمدى أهميه العنايه بالجسم والعقل من خلال التغذيه السليمة وتوفير العناصر الضرورية واجعلي بناء العادات الصحيه يوميا هو هدفك أكثر من التحذير من تلك السيئة.

- خصصي وقتا للقراءة مع طفلك:
إن تطوير مهارات القراءة لدى طفلك هو مكون أساسي لضمان نجاح طفلك في المدرسة بشكل خاص وفي حياته بشكل عام، وهي طريقة رائعه لتوصيل المعلومات لطفلك بصورة محببه، قومي بشراء مجموعه من الكتب المتعلقة بالصحة والتغذيه المناسبه لعمر طفلك والتي تعتقدين بأنها ستجذب انتباهه وسيستمتع بقراءتها معك، ودعي له الحرية باختيار كتاب في كل مرة ولا تنسي أن تعززي ثقافة طفلك بان تركزي على المحتوى وبأن تقومي بإعادة تأكيد تلك المعلومات في حياته اليوميه وفي أوقات الوجبات كما بإمكانك أيضا أن تستخدمي الأدوات والألعاب في وقت التسليه مثل التلوين، بطاقات الأسئلة، مجسمات للأطعمه الصحية، الأحجيات وغيرها لتاكيد المعرفة لدى طفلك.

بقلم : ندى عمّار
يمكنك متابعة المزيد من النصائح الصحيّة على http://sehawafyah.blogspot.ae

الاثنين، 16 فبراير 2015

14 سبب يدفعك للقراءة لأطفالك في مرحلة عمريّة مبكّرة


إن معظم المعرفة التي يمكن الحصول عليها في هذا العالم يمكن الوصول لها فقط عن طريق القراءة، و إذا أردت أن يفهم أطفالك العالم كما هو و يحصلون على تلك المعرفة، سيتوجّب عليهم اكتساب حب القراءة. حب القراءة في مرحلة مبكّرة له فوائد جمّة. و يمكن تطوير هذا الحب عند ابنائك في مرحلة عمريّة مبكّرة عن طريق القراءة لهم.

أثبتت العديد من الدراسات أن القراءة للأطفال لها العديد من الآثار الإيجابيّة.

على سبيل المثال، دراسة أجريت في مستشفى رودز آيلند تقارن بين مجموعتين من الأطفال في عمر ثمانية أشهر، المجموعة الأولى تمت القراءة لها منذ الطفولة المبكّرة بينما لم يتم القراءة للمجموعة الثانية. أظهرت الدراسة أن المجموعة التي تمّت القراءة لها في مرحلة عمريّة مبكرة نمى لديهم "معجم الكلمات الاستيعابي" و هو (عدد الكلمات التي لديهم قدرة على فهم معناها) بنسبة 40% بينما نمى ذلك المعجم بنسبة 16% فقط لدى الأطفال الذين لم يتم القراءة لهم.

فعندما تقرأ مع أبناءك، فإنّهم سيحصلون على الفوائد التالية:

1- إن القراءة لأطفالك تساعد على توطيد علاقتك بهم، و هذا يمنح أطفالك إحساس  بالألفة و السعادة. هذا الإحساس لن يساعد فقط في تقريب أطفالك منك، إن حصول أطفالك على ذلك الشعور بالحب و الاهتمام يرفع من قدرتهم على تطوير ذاتهم و الانخراط في المجتمع و التواصل مع الآخرين بشكل أسلس كما أثبتت العديد من الدراسات التي سنتناولها في مقالات لاحقة.

2- إن إحساس الألفة لدى القراءة مع الوالدين يوفّر للطفل تجربة ممتعة تبني موقف إيجابي عند الطفل اتجاه القراءة يلازمه حتى عندما يكبر.

3- للقراءة أثر مهدّئ عل الأطفال، حيث يجد الكثير من الآباء أن قراءة قصّة قبل النوم هو أفضل و أسهل طريقة لمساعدة أبناءك على النوم و جزء أساسي من روتين النوم اليومي.

4- تشجّع القراءة سويّاً التواصل بين الآباء و الأبناء، فيتعلّم طفلك كيف يستمع لك و كيف يعبّر عن رأيه و مشاعره دون تخوّف.

5- أثبتت الدراسات أن الأطفال في عمر ما قبل المدرسة الذين يتعلّمون اللغة عن طريق القراءة لهم في مرحلة عمريّة مبكّرة يمتازون بأداء دراسي أفضل لاحقاً و حب أعمق للتعلّم و المعرفة.

6- للأطفال الأصغر عمراً يبدأ تعلّم القراءة بفهم أن الكلمات مرتبطة بالأصوات التي يخرجها الأباء و المعاني و اتجاه القراءة من اليمين إلى اليسار أو اليسار إلى اليمين (حسب اللغة)، و أن أحداث القصّة تتابع بقلب الصفحة.

7- تساعد القراءة على تطوير قدرة الأطفال على التركيز، و هي مهارة مهمّة جداً في جميع مناحي الحياة.

8- تساعدة القراءة المبكّرة على تطوير القدرة على الاستماع و التخيّل.

9- إن الأطفال الأصغر عمراً قد يتعلّمون مفاهيم أساسيّة من خلال القراءة المبكّرة، كالألوان و الأشكال و الأرقام و الحروف. بينما يقوم الأطفال الأكبر عمراً باكتشاف سلسلة لا متناهية التوسّع من المعرفة. فاهتمام ابنك بالسيارات يمتد لاهتمامه بالشاحنات  و وسائل النقل الأخرى كالطائرات و الصواريخ ليتسع اهتمامه ليشمل الفضاء و التكنولوجيا و العلوم و هلم جرّاً.

10- دراسة نشرت في عام 2013 توصّلت إلى أن القراءة التفاعليّة لأبنائك ترفع من معدل ذكاء الطفل بمقدار 6 نقاط في اختبارات الآي كيو.

11- الكتب تعلّم ابنك مهارات التفكير مبكّراً، فعندما تقرأ لأبنك، يتعلّم مفاهيم كالسببيّة (لكل فعل نتيجة) و المنطق، كما يتعلّم التفكير بالمفاهيم المجرّدة (الغير الملموسة) كالخطأ و الصواب، الخير و الشر و نتائج الأعمال.

12- تعلّم القصص طفلك عن العلاقات و المواقف الاجتماعيّة، و الشخصيّات المختلفة و ما هو جيّد أو سيّء في العالم الذي يعيش فيه. كما توفر القصص الخياليّة فسحة لمخيّلته المتنامية و تساعده على التمييز بين الحقيقة و الخيال.

13- عندما يواجه ابنك مرحلة جديدة من تطوّره و نموّه أو عند مواجهته موقف جديد غير مألوف له، فإن قراءة قصّة ذات صلة بالموضوع تساعده على التغلب على قلقه و التأقلم مع الموقف. على سبيل المثال إذا كان ابنك خائفاً من أوّل يوم له في المدرسة أو الانتقال إلى مدرسة جديدة  يمكنك قراءة قصّة تبيّن له أن هذه المواقف يمكن التأقلم معها و التغلّب عليها و أنّها ليست مؤلمة أو مخيفة.

14- يتعلّم ابنك أن القراءة متعة و ليست واجباً فقط. مما يخفف من الضغوط عليك لاحقاً لدفعه للقراءة، حيث اصبحت القراءة تعني له منذ مرحلة عمريّة مبكّرة عادة ممتعة.

القراءة في مرحلة عمريّة مبكّرة هي أفضل استثمار يمكن أن تقوم به لبناء مستقبل باهر لأطفالك، فلا تبخل عليهم ب 10 دقائق يوميّاً.

الاثنين، 9 فبراير 2015

لا تشترِ المزيد من الألعاب


قد يستغرِبُ بعض الأمهات و الأباء أنه و بالرغم من كميّة الألعاب و الأغراض التي يمتلكها أطفالهم إلّا أنهم كثيراً ما لا يلتفتون لها و لا يَجِدون شيئاً للّعب فيه و يشتكون من الملل ثُم يرغبون في المزيد! 

و أحياناً نُغرِق نحن أطفالَنا بالألعاب و الهدايا و بما نعتقد بأنّه سَيلقى إعجابهم أو ما يُبهرهم في الإعلانات و محلّات الألعاب و نعتقِد بأنّنا سنضمن سعادتهم، تسليتهُم و حتى تعليمهم إلّا أنه و بعد إستعمالٍ أو إثنين تُهمَل هذه الأغراض أو يُساء استخدامها و تعود بلا فائدة..لماذا ؟

في محلّات الألعاب و أمام الإعلانات
إن ذهابك مع طفلك لمحلّات الألعاب و كمية الألعاب التي تُبهِر طِفلك، حُبك له و رغبتك في إسعاده بالاضافة للإعلانات التي يراها يومياً في التلفاز و غيره تجعلُك أمام تحدٍ كبير، هل تشتري له كل ما بمقدورك دفع ثمنه، كيف ستتعامل مع طلبه و إصراره ، و إذا لم تشترِ له ألعاباً إذن بماذا سيلعب ؟! اذا كنت تشتري ألعاباً لطفلك بمُناسبة و غير مناسبة ربما حان الوقت لِتُعيد النظر في الموضوع.

لأطفالنا الأقل هو الأكثر
إن اعتاد طفلك منذ الصغر على حصوله على كل ما يتمنى في وقت ما يتمنى، سيجِد:

- أولاً صعوبة في تقدير ما يملك و الاستمتاع فيه.

- ثانياً، سيكبُر ليتوقع ذلك في حياته و سيجد صعوبة في التعامل مع ظروفه الصعبة عندما يكبُر و التأقلُم معها.

- و ثالثاً، ستحرِمه من تكوين المهارات اللازمة للتوفيق بين الحاجات و الرغبات و تنظيم أموره الماديّة و التوفير للأزمات،  لذا احرص على أن:

١- تسأل نفسك و طفلك، هل ما ترغب في امتلاكه حاجة حقيقيّة أم رغبة لامتلاكه فقط.

٢- لا تدع الإعلانات و الشكل المُبهِر للأغراض يُقرر إن كنت ستشتريها
انتبه أنت و الفت نظر طفلك للمعنى الحقيقي و الفائدة خلف كل لُعبة و غرض في حياة طفلك، اسأل نفسك ماذا سيتعلم من اللعب فيها ؟ هل ستُشكلُ تحدياً مناسباً لقدراته و عمره؟ ماهي الرسالة التي توصلها هذه اللعبة لطفلي ( كالمسدّسات مثلاً)، هل هي لُعبة ذات معنى سيعود دائماً للعب فيها أم ليس فيها أي جديد؟
ليس على كل لعبة تشتريها أن تكون تعليميّة لكن يجب أن يكون لها هدفاً ايجابياً.

٣- إن مُعظم الألعاب التعليميّة ليست حقاً تعليمية
أثبتت الدراسات أن مُعظم الألعاب التجاريّة التي تُباع في المحلّات على أنّها تعليميّة لا تُفيد الطفل حقاً في تطوره العقلي أو تعليمه، فهي لها طريقة واحدة للّعب و نتيجة محددة و هذا لا يُشجّع على تنمية الفكر الابداعي للطفل، هناك بدائل كثيرة جداً لنشاطات و ألعاب و هدايا أيضاً تُحفِّز الإبداع و التخيُّل و تُعلِّم الطفل عن كُل ما يدور من حوله سنتناولها في مقالٍ قادم على عصافير.

٤- احذر أن تقول لِطفلك " أنا لا أملِك المال لشراء هذه الأغراض"
فإن رآك طفلك تشتري أغراضاً لا يرى لها أهمية حتى لو كان كوباً من القهوه سيشعٰر بتناقُضك و عدم مصداقيتك.

يُمكنك دائماً الاتفاق مُسبقاً على ما سيتم شراءه في شهرٍ مُعين - إن كنت ستشتري أي شيء- و الرجوع لهذه القائمة عندما يطلب طفلك الالعاب ، أو حتى تحديد ما أنتم بحاجه لشرائه قبل الخروج من البيت.

كما يُمكِنك التوضيح لطفلك أن شراء هذا الغرض ليس ضمن خُطة أولويات العائلة الآن، و يُمكنك الاتفاق على الأمر و التخطيط لشراءه لاحقاً إن كان مناسباً طبعاً.
" أنا أرى كم يُعجِبك هذا الكتاب ، و كم أنت مُتحمس لامتلاكه، و نحن الآن بحاجة لشراء أغراض المدرسة فقط، فهي على قائمة الأولويات لهذا الشهر"
بهذا أنت تكون مثالاً لطفلك بالتنظيم و التخطيط و مُتحكّماً في أمورك المادية بدلاً من العكس.

٥- علِّمه الإدخار
يُمكنك دائماً إخبار طفلك بأنه يُمكنه ادّخارمصروفه و أي نقود يحصل عليها ليشتري بنفسه ما يحتاجه عندما يحتاجه.

٦- تذكّر أن تتعاطف دائماً مع رغبات أطفالك و تُظهر تفهُمك لها
فمهما أراد أن يشتري أطفالك تفهّم رغباتهم " اه أرى أنك تُعجبك هذه اللعبة و تتمنى امتلاكها، لماذا لا اضعها على قائمة أُمنياتك " و اصنع له هذه القائمة ليسجل عليها ما يتمنى الحصول عليه، لكنه على الأغلب سينسى أمر هذه اللعبه في اليوم التالي.

٧- اجعل هدفك التجارُب الرائعة في حياة طفلك
فحتى في يوم ميلاده حاول أن تُفكّر بما يضمن لطفلك تجربة لن ينساها بدلا من شراء الألعاب أو دعوة الناس للاحتفال، خُذه في رحلة غوص بحرية للأطفال، سجلّه في دورة ليتدرب على هوايته المُفضلة، اذهب أنت و هو لدرس للرقص، خُذه للتزلّج إن أمكن، لحضور عرض أو مسرحية ،فقط  فكر بميوله و اهتماماته و جِد مُغامرة تُعجبه.

٨- اجعل عطاءك لطفلك طريقةً لِحُبه
إحذر أن تستخدم عطاءك لطفلك كوسيلة لدَفْعِه للتصرف كما تُريد أو ك "رشوة" حتى يُنظِّف غُرفته أو يقوم بواجباته، أو حتى كمكافأة على ذلك، لأنه بالنسبة لطفلك هذا نوعٌ من الحب المشروط و ليس تعبيراً عن حُبك و اهتمامك به. حاول أن تُهديه هدايا بسيطة من فترة لأخرى ، ليست ألعاباً تشتريها بل غرضٌ يحتاجه، أو  حجراً مميّزاً وجدته فتُهديه له ليضُمه لمجموعته، أو قد تُهديه ملابس المدرسة ملفوفة كهدية في بداية العام الدراسي. غلّف ما تشتريه له و قدمه له و أعلمه بأنّه هدية منك ليُقدّر طفلك العطاء و يُعطي بالمُقابل.

إن روعة عطائك لطفلك ليست مرتبطة أبداً بحجم أو سعر ما تُقدِّمه ، بل المُهم أن يُدرك طِفلُك أن وراء كُل ما تُعطيه سواء كان حاجةً أو رفاهيّة هو حبٌك و اهتمامك و كذلك أنّ هناك حاجة وراء امتلاك كل غرض و ليس فقط قيمته المادية.

مع الحب
لانا أبو حميدان

الاثنين، 2 فبراير 2015

عندما لا يستجيبُ طفلك


إن عدم إستجابة أطفالنا لنا و لِما نطلُبه منهم من أوَّل مرّه هو من أحد أهم أسباب التوتر بين الأهل و الأطفال في كثيرٍ من الأُسَر، كما أنه سبب أساسي يدفعُنا لفقد هدوؤنا و تحكمنا بعأصابنا حول أطفالنا..

نفس الأساليب التي نستخدمها عادةً لدفعهم لفِعل ما نطلبُ منهم ( تكرار الطلب مِئة مرّة، إنتقادهم المستمر و القاء المحاضرات عليهم) هي بحد ذاتها سببٌ لعدم استجابتهم..عقابُهم و حِرمانهم أو التهديد بذلك سيدفعهم للتنفيذ بدافع الخوف لكنه سيشحن أجواء البيت بالتوتر، و سيَوَلُّد كُرهاً لديهم اتجاهنا يقتُل دافِعَهم للتعاون على المدى الطويل..

إن قوّة علاقتك بطفلك لها الدور الأهم في زيادة فُرَص تعاونه معك، فعادةً ما نرغب بمُساعدة غيرنا عندما يكون شعورنا جيداً اتجاههُم و اتجاه أنفُسنا، لذا إن كانت علاقتك بطِفلك تمُر بمرحلةٍ من صراعات القوة ، و لم تُعبِّر له عن حُبِّك، إهتمامك و حنانك منذ فترة، فكِّر أولاً كيف تُصلح هذه العلاقة، أمّا إن كانت علاقتك بطفلك قوية ففّكر بما تطلُبه منه و بالأسباب المُحتملة لعدم استجابته، فعادةً جداولنا و مواعيدُنا لا تعني شيئاً لأطفالنا و كذلك غرفة نظيفة أو أسنان جيدة و غيرها ، فهُم يَرون الحياة مليئة بأمور جديدة لاستكشافها و من غير المنطقي لهم إضاعة الوقت في أمورٍ أخرى. لذا إن لم تستطيع التفكير في سبب جيد لتُخبَر طفلك لما عليه القيامُ بأمرٍ ما، ربما يكون أمراً تُفضِّله أنت شخصياً و ليس عليك إجبار طِفلك القيام به على حساب علاقتك به. 

من المُهِم أيضاً أن نُفرِّق بين التعاون و الطاعة، فليتَعلم طفلك التعاون بإرادته ، تحتاج لأن تُعطيه حرية الرفض أيضاً في بعض الأمور، فالأمور المتعلّقة بسلامته و أمانه مثلاً ليست قابلة للنقاش. أمّا إجبارُه على إطاعة أي أمرٍ تطلبه منه لأنك أنت تُريد ذلك فهذا سُيشعره بأنك تسلِبه إرادته فتضعف بذلك علاقتك به.. لذا أفضل ما يُمكنك فِعله هو أن تُعيد نظرك لما تطلُبه من طفلك، هل تُصِّر أن يُنفِذ طفلُك ما تُريد أنت و بطريقتك أنت عندما لا يكون هناك حاجة لذلك؟ رُبما يُمكنك الاتفاق معه على هدف و ترك طريقة التنفيذ له، أو إعطائه خيارين مناسبين لك ليختار بينهما.

هناك أحيانٌ أيضاً عندما نحتاج من أطفالنا القيام بأمرٍ ما، لكننا نصيغ طلبنا بشكلٍ خاطئ.. فعندما نستعِدُ للخروج نطلبُ من طفلنا بصيغة السؤال "هل يُمكنك الذهاب و ارتداء ملابسك الآن؟" بالرغم من أنه لا يُمكنه الاجابه ب لا، إذن إذا كان طلَبُك لا يحتمل رفض طِفلك، لا تطلُبه بصيغة سؤال.

عندما تطلُب من طفلك القيام بأمرٍ ما تأكد من التالي:

١- أن تستخدم نبرة صوتٍ حازمة و جادة و في نفس الوقت لطيفة و مُحترمة.

٢- تكلم مع طفلك من مسافة قريبة بعد أن تتأكد من شد إنتباهه، فالصراخ بالأوامر من الغُرَف الأُخرى لا يُجدي أبداً.

٣- إحذر الاستهزاء به و السخريه منه مهما كان طلبك. ركِّز على ما تُريد فقط.. مثلاً إن أردت منه ترك التلفاز و أداء واجباته ، قُل له " هيا إنتهى الآن وقت التلفاز و حان وقت الدراسة"، مهما كنت منزعجاً من قضاءه الوقت أمام التلفاز امنع نفسك من قول أمور مثل "أُنظر لمستواك في المدرسة " أو غيرها من الأمور المُحبطة.

٤- إستمع لطفلك جيداًعند رفضه، و أعِد عليه ما فهمته ، فإن كنت مُخطئاً سيُصلِِّح لك ذلك. و إن كنت صائباً فأنت قد فهمت وجهة نظره و هذا سيساعدك على أن تُظهِر تعاطُفك مع رفضه و استخدام ما فهمته لتصل لحلٍ مقبولٍ لكليكما.

٥- لا تخشى تغيير رأيك، فهذا ليس ضعفاً بل على العكس فهو مرونة سيتعلَّمها منك أطفالك، و الأهم من ذلك أنك تُعطي أطفالك فُرصة للثِقة في قُدراتهم على التفاوض .

اليكُم بعض الأمثلة العمليّة:

الموقف
استخدم طفلك ذو العامين عُلبة الوانه لِرسم  رسمةً على الجدار، أرشدته لطريقة تنظيفه و طلبت منه البدء لكنه تجاهلك و استمّر في اللعب.

خلف التصرُّف:
- بالنسبة لطفلك اللعب ممتع أكثر من التنظيف.
- طفلك لم يسمعك أساساً لأن دماغه مشغولٌ بأمور أهم.
- طفلك سمعك لكنه لم يفهم أو يُدرك جديّة طلبك.

ماذا تفعل:
تذكر أن تتجه لطفلك و تنزل لمستواه على الأرض، و عندما تجذب انتباهه، أعِد صياغة طلبك بطريقة جدية لكن لطيفة، ليس على هيئة سؤال و دون إظهار أي غضب. قد تقول شيئاً مثل " آه أرى الالوان على الحائط، لكنها فقط للرسم على الورق، اليك هذه الفوطة و أمسحها من فضلك" و  أشِر لطفلك على الحائط.

إن لم يستجِب طفلك و يبدأ ، خذ الفوطة أنت و ابدأ بمسح الحائط و قُل له " هكذا، هيا امسح أنت الآن" بالطبع طفلك في هذا العُمر سيحتاج للمساعدة منك كأن تتبادل معه الأدوار و البقاء بجانبه لكي يُنهي عمله.

الموقِف
تُحاولين وضع طِفلك الرضيع لينام لكنه لا يستطيعُ ذلك، فأُخته ذات ال ٥ سنوات و التي تُصمّم على الجلوس عندكم، لا تتوقف عن الكلام و اصدار الأصوات المُزعجة..طلبت منها البقاء هادئة عدة مرات حتى انتهيت بالصراخ، لكن و بعد دقائق تعود للإزعاج من جديد..

خلف التصرّف:
الشعور بحاجة ماسة لك، و للفت انتباهك، فعندما يفقد الطفل الشعور بالأمان و الطمأنينة لحاجته لأهله يبدأ بجذب انتباههم بطرقٍ سلبية لأنه ببساطة لا زال يتعلّم الطريقة الصحيحة للتعبير عن حاجاته.

ماذا تفعل:
من الواضح هنا أن تكرار الطلب لن يُجدي ، فهي لا تستجيب لأن هناك حاجة خلف تصرفها، لذا إبدأي و فكّري كيف يُمكنك الانتباه لحاجتها هذه.

يُمكنك إظهار تفهمك لحاجتها لمساعدتها على الانتظار " حبيبتي ، أرى أنك تحتاجينني الآن، و أخوك تعِب جداً و يحتاج لينام، أحتاج لِبضع دقائق ليغفو و بعدها سأكون لك، هل تريدين التلوين بجانبي أو اللعب في غرفتك بينما تنتظرين؟"

أو أعطيها دقيقتين من وقتك فطفلك الصغير يُمكنه الانتظار أيضاً، قولي لطفلك الصغير أمامها " حبيبي أعرف كم أنت تعِب و بحاجة للنوم، سأضعُك لتنام في دقائق، إنتظرني.." ثم إسألي طفلتك " أرى أنّك بحاجة لاهتمامي الآن هل تحتاجين لأن أضُمّك؟ حالما يغفو أخاك يُمكِننا أن نلعب أو نقرأ قصة، ماذا تُفضلين؟ ".

تأكّد دائماً من:
1- قوّة علاقتك بطفلك.
2- منطقيّة ما تطلبه منه نسبةً لعمره و قُدراته.
3- أن تتابع مع طفلك لإنجاز ما طلبته منه.

و تذكَّر أن الأمر أصعب من أن تصرخ و تُعاقِب و يحتاج لوقتٍ و مجهود لكنه بالتأكيد الطريق الأفضل لتربية أبناء مميّزين، قادرين على مواجهة تحديات الحياة المقبلة.

مع الحب
لانا أبو حميدان

الاثنين، 26 يناير 2015

كيف تُساعد طفلك على التأقلم مع وجود طفلٍ جديد


من الطبيعي جداً لكل طفلٍ أن يشعُر بالغيرة عند قدوم مولود جديد، في الحقيقة لا أظن أنّ هناك طفلٌ  لا يتأثر بحدثٍ عظيم كهذا. و لأن قدرة الأطفال على التعبير عن مشاعرهم و التحكم بها محدودة، تظهر هذه المشاعر على شكل تصرفات غير المعتادة، فإما يصبح الطفل كثير البكاء و صعب الارضاء، أو يميل في تصرفاته للعدوانية و الضرب، أو قد ينطوي و يبتعد و يكبت مشاعره.. 

أحياناً يَصعُب علينا نحن البالغون فهم ما يمّر به طفلنا، لكنّنا كُلّما أدركنا الحزن و الخسارة التي يَشعُر بها و توقّعناها أيضاً كُلّما تغيرت نظرتنا للأمر و أصبحنا أكثر قُدرة على جعل الجميع أسعد..

طفلك سيحزن و سيتألم لفقده علاقته الخاصة بك، لفقده لقبه و مميّزاته كالطفل الأول والوحيد أو الأصغر في العائلة، لاضطراره مشاركتك مع شخص آخر ..فهو الآن لن يحصل على كل اهتمامك و وقتك..فهذا ما سرقه منه أخاه الرضيع...إذن هو في فترة حداد و لا يملك الكلمات ليصف لك شعوره..هو حقاً لا يدرك ما هو هذا الشعور، لكنه سيء بالتأكيد..سيءٌ جداً و سيظهر على شكل تصرفات سيئة...

أنت وحدك من يستطيع مساعدته ليتعافى و يتخطى هذه الفترة..و ما يحتاجه ليس بالضرورة أن يكون كل وقتك و اهتمامك، و لكته بالتأكيد بحاجةٍ لتفَهُمك و تعاطُفِك و تقبُلك له و لمشاعره..كيف؟ 

١- تأكدي من استقرار طفلك في هذه المرحلة
فلا تحاولي تغيير غرفته أو مكان نومه، أو تدريبه على استخدام الحمام أو ترك ( اللهاية) و غيرها، فقدوم المولود الجديد وحده تغيير كبير يحتاج لأن يتعامل معه، كما أنك لا تريدين أن يربط حصول هذه التغيّرات مع هذه الفترة الحرجة.

٢- لا تُنكري مشاعر طفلك
و تعاطفي معه في كٰل ما يشعر، علمّيه كلمات لتصف مشاعره حتى يعبِّر عنها و لا يضطر لاظهارها في تصرفاته..

مثلاً قد يٰردد أشياءً مثل أنا أكره الطفل الجديد،أو لا أريدك أن تهتمي به و أتمنى لو لم يكن موجوداً،  تقبلي شُعوره و لا تُنكريه، قولي شيئاً مثل " أنا أعرف كم من الصعب عليك أن لا أكون لك وحدك" أو " أحياناً يكون الأطفال الصغار مزعجين"، "أعرف أن الطفل الجديد يحتاج لاهتمام و وقت كبير لأنّه لا يُمكنه فعل شيء بنفسه و من الصعبٌ عليك أن تنتظر"..

إشرحي له شعوره " إن ما تشعر به يُسمى بالغيرة، و هذا يحصل عندما تُريد شيئاً قد حصل عليه غيرك، لا بأس أن تغار و لكني سأُساعدك لتتعلم كيف تتحكم في شعورك".
اذا أنهار و بدأ في البكاء لا تمنعيه، فالبكاء يُساعد الأطفال كثيراً في التخلص من المشاعر السيئة، " يُمكِنك البكاء قدر ما تشاء ، أنا أرى أنك تشعُر بالحزن و سأبقى معك لأُساعدك أنت بآمان معي و أنا أُحِبك كثيراً"

كلّما حاولنا رفض مشاعر أطفالنا و لم نُظهِر لهم تفهمنا لما يشعرون، كلما إزدادت حدّة تصرفاتهم لاثباتها لنا..

٣- إجعلي من طفلك الأكبر بطلاً
في نظر نفسه و في نظر أخيه الجديد، فاسأليه إن كان يود أن يضعه في حُضنه ( بمساعدتك طبعاً)، و علميّه كيف يُسنِد رأسه و يلمِسه بلطف، ثم أخبري طفلك الجديد بأنك تودّين تعريفه على أخيه الأكبر، فهو ولدٌ رائع و كم تتمنين أن يُصبح مثله عندما يكبُر، أُذكري كل ما تحبين في طفلك من صفات و خُصل.. و كل ما تُريدين أن يتعلمه منه. اذا كان هناك أكثر من أخ، إحرصي على أن تفعلي ذات الأمر مع جميع الإخوان كلٌ على انفراد.

٤- لا تدفعي بطفلك بعيداً
على العكس شجّعيه على الاقتراب من أخيه الرضيع ، لمسه و ضمه و علّميه الطريقة الصحيحة لفعل ذلك ، أدعيه الى الجلوس معكم وقت الرضاعة مثلاً أو للغناء لأخيه قبل النوم و قولي له "أظن أنه يُحب صوتك"، إسأليه إن كان يود مساعدتك في تغيير حفاظه فيجلب لك الأغراض، أو في تنظيفه و تحميمه..إشتري له هديّه و أخبريه أنها من أخيه الرضيع لِشُكره..اذا تبسم الطفل لأخيه الأكبر قولي له "أنظر كيف يبتسم لك لا بد أنه يستمتع بوجودك" ..فهذه الأمور البسيطة تخلق رابطاً عاطفياً بينهما و تُشعِر طفلك بأهميته و قُدرته .

٥- أعطي طفلك جرعات مضاعفة من الحب و الحنان
ذكرنا أن هذه الفترة ليست الفترة المناسبة لدفع طفلك ليكون ولداً كبيراً، و ربما قد تَجِدي أنه عاد يتصرف تصرفات طفولية جداً بحثاً عن حُبكِ و اهتمامك، فيستيقظ كثيراً مثلاً ليلاً ، يرغب  في الشرب من القنينه بدلاً من الكوب و هكذا، حاولي أن تتقبلي هذا الأمر و تبتعدي عن انتقاده و اشعاره بالخزي فهي مرحلة يحتاج فيها أن يتأكد من قيمته في البيت و أهميته لك و ستمُّر..فإن استيقظ في الليل مثلاً، ضُميه و أعيديه لسريره و إبقي معه قليلاً، إن لم تستطيعي بسبب حاجة طفلك الرضيع لك، أطلبي من والده ذلك.

إن تظاهر بأنه هو رضيعٌ أيضاً، لا تقاومي بل العبي معه هذه اللعبة أنت أيضاً، سينسى الأمر سريعاً إن لم تُقاوميه.

٦- تجنبي تعليق الأمور على المولود الجديد
أسمع كثيراً من الأُمهات يُخبرون أولادهم بحاجتهم لمُغادرة الألعاب مثلاً أو بأنهم لا يستطيعون فعل كذا و كذا لأن طفلهم الرضيع بحاجة للأكل أو النوم أو غير ذلك..أنتِ تُخبرين طفلك بحقيقة الأمر ظناً منك أنه سيهتم كفايةً ليستجيب، في الواقع طفلك فقط يربِط عدم تمكُنه من فِعل ما يُحِب بقدوم هذا الطفل، لذا يُمكنك اخباره بأنكم عليكم مغادرة الألعاب لأنه حان وقت الأكل، و أنك لا تستطيعين الخروج الآن لأنك تحتاجين لأخذ حمام أو إنهاء الغسيل، لكن ليس لأي سبب متعلقٍ بالطفل الجديد.. 

أيضاً إن طلب طِفلك مساعدته في أمرٍ ما، و كنت مشغولة مع أخيه الصغير أخبريه أنك ستساعديه فور تَمكُنك من ذلك و ليس عندما تنتهي من أخيه الصغير.

٧- تأكدي من منح أطفالك وقتاً خاصاً يومياً
كعشرة دقائق كل يوم مع كلٍ منهم على انفراد، أو ساعة يومياً مثلاً مع الطفل الأكبر إن لم  يكُن هناك غيره، استغلي فترة نوم الطفل الرضيع أو وجود من يُمْكِنه حَمله و العنايه به.. ركزي كل اهتمامك على طفلك في هذا الوقت، العبي معه لُعبه ، إقرئي له قصة، تكلّمي و إمزحي معه.. إعرضي عليه صوَرَه عندما كان طفلاً صغيراً هو أيضاً، كلّميه عن طفولته الرائعة و كيف أصبح الآن كبيراً لديه قُدرات و يستطيع أن يهتم بنفسه و بغيره.   

٨- إلزِمي طفلك بحدوده المعتادة، بعيداً عن القسوة
سيُجرِّبك طفلك في هذه الفترة كثيراً و سيختبر كل حدوده فقط ليتأكد من أن حبَك له لم يتغيّر، قد يُعاند، قد يرفض كل ما يُطلب منه، قد يُحاول ضرب و إيذاء الطفل الجديد، لذا إنفعالك ، الصراخ عليه، ضربه و عقابه سيزيد الوضع سوءاً، و مع هذا تركه ليفعل ما يحلو له سيُخيفه و يُربكه، لذا إفرضي حدودك المُعتادة معه لكن بِلُطف و حُب . فمثلا اذا ضرب أخاه الرضيع ، أوقفيه بِلُطف، إمسكي يده و قولي له " لن أسمح لك بأن تضرب، أنا أرى أنك منزعج و لن أتركك تضرب"..

أحياناً قد لا يقصد طفلك أذية أخيه و إنما يرغب فقط باللعب معه و استكشافه و لا يعرف كيف يفعل ذلك بلُطف، لذا بدلاً من تأنيبه و إبعادِه قولي له "آه أنت تُريد أن تُقبله/ تضمه/ تُضحِكه دعني أريك كيف تفعل ذلك" و أريه كيف يلمسه و يُقبِله بلُطف.

٩- لا تتركي رضيعك دون مراقبة
كوني دائماً موجودة و راقبي عن قُرب عند تواجد طفلك حول أخيه الجديد، و لا تتوقعي أن يكون قادراً على التحكم في نفسه طوال الوقت.

١٠- إقرأي لطفلك
هناك الكثير من القصص للأطفال باللغتين العربية و الانجليزية عن وصول طفل جديد للبيت و مشاعر الغيرة و كيفية التعامل معها، إبدأي حتى في مرحلة الحمل لِتُحضّري طفلك للأمر فمثل هذه القصص مفيدة ليٰدرك الطفل أن ما يَحصل معه طبيعي و يحصل مع غيره من الأطفال.

بالطبع لن تكون هذه المرحلة سهلة على أي منكم، إلا أن غيرة طفلك ليست مشكلة بحد ذاتها بل تعامُلنا معها و رفضنا لشعور أطفالنا بها هو ما يُفاقِم الأمور..لذا إن توخينا الحذر ستمر هذه الفترة و تختفي بسرعة و لا يبقى بين أطفالك الا الحب.

مع الحب 
لانا أبو حميدان

الأحد، 18 يناير 2015

خلافات الأخوة المستمرة، هل هي ضرورة و لا يُمكن تجنبها؟


بعد مقالتنا الأخيرة عن نزاعات الأخوة و كيف يُمكننا الحد منها، لمسنا حاجة الأهل الماسّة لطرقٌ أكثر و حلول عمليّة لجعل علاقة الاخوان ببعضهم أكثر سلاماً، و خاصة إن تطوّرت الخلافات لدرجة الأذى النفسي أو الجسدي أو استمرت مع الإخوان الأكبر عُمراً..هناك أبعاد مختلفة للمشكلة سنحاول تغطيتها لكم في هذا المقال.

لماذا تحصل الخلافات؟
في كل بيت هناك أسبابٌ لا تحصى لبدء الشجار بين الأخوة ، فيختلفون على ملكية الأغراض و الألعاب، أو خصوصيتهم في البيت ..

هناك أحيان يفتعل فيها الاخوة الشجار لحاجتهم للفت انتباه و تعاطف أحد الوالدين لإشباع حاجتهم للحب، أو لأن أحدهم غاضبٌ من نفسه و يشعر بالسوء و بحاجة للتنفيس عن مشاعره..

لأن المعلمة عنفته في المدرسة أو لأنه تشاجر مع أحد أصدقائه و لكنه لا يستطع ضربه فيضرب أخاه الأصغر..

لرغبتهم برؤية ردّات فعلنا مراراً اذا كنّا نبالغ فيها عند شجارهم.

 أو ببساطة لأنّهم ليس لديهم شيء أفضل لفعله سوياً فيبدأون بإزعاج بعضهم..مهما اختلفت الأسباب فهناك دوافع خلفها من المهم إيجادها و الانتباه لها.

لماذا ما نفعله نحن عادة يزيد الأمر سوءاً؟
عادةً عندما يتشاجر أطفالنا نتوجّه إليهم مُسرعين في محاولة لفض الخلاف و تحقيق العدالة، فنقول أول ما يخطُر في بالنا كأن نطلُب منهم التوقف، نأخذ ما تشاجروا عليه أو نحاول اقناعهم بالتعامل بلطف و غيرها..

هذه الطرق تزيد من انزعاج الاخوان من بعضهم و تزيد من حدة و تكرار الخلافات، اليكم المثال التالي:

أخذ طفلك الأكبر صندوق من السكك و القطارات و بدء بتركيبه.. و بعد لحظات التفت اليه أخوه الأصغر و أراد أن يُشارك في اللعب أيضاً..فيبدأ الشجار..

- إن تدخلت أنت و طلبت منهم التوقف عن الشجار، لن يتوقف أيٌ منهما لأن ذلك يعني استسلامه و حصول الآخر على اللعبة.
- إن بدأت بالتحقيق في من بدء بالشجار و أزعج الآخر ستنتهي بالطرفين يشتكيان من بعضهما كلٌ يُدافع عن حقه.

- إن بدأت بإظهار غضبك و يأسِك من شجارِهم، ستدفعهم للشعور بالذنب اتجاهك و إتجاه أنفسهم.

- إن حاولت اقناع الأخ الأكبر بالتنازل لأنّه الأكبر سيشعر بالظلم، أمّا الأخ الأصغر فقد نجح في استغلالك و الحصول على ما يريد.

- إن أجبرت الأخ الأكبر على التشارك مع أخيه الأصغر ضد ارادته لن تكون عادلاً بحقه فهو يرغب في اللعب لوحده الآن، و هذا سبب كافٍ لبغض أخيه.

- إن أخذت اللعبة من كلاهما و فضضت الأمر سيشعر الأخ الأكبر بالسوء اتجاه أخيه الأصغر فهو السبب في إفساد متعته دائماً أما الأصغر فأنت تمنحه القدرة على ذلك.

إذن ماذا تفعل غير ذلك؟!!؟

كيف تتدخّل لتصبح أقل تدُخلاً؟

إذاحاولنا في كل مرّة التدخل و ايجاد الحلول لشجار أطفالنا فنحن نحرمهم من فرصة تعلُّم حل مشاكلهم و الانسجام معاً.. و هذا يعني أنّك ستكون الحكم طوال اليوم.. من مِنّا يُريد ذلك؟ بالطبع ستحتاج للتدخل أحياناً إن احتدّت المشكلة أو وصلت للضرب أو الأذى ، اليكم أفضل الاستراتيجيات التي تساعد أطفالكم تدريجيا على التأقلم مع بعضهم و حل نزاعاتهم..
أ- الخلافات الكلامية البسيطة
من الأفضل لك أن تتجاهلها و أن تُخبِر نفسك بأن أطفالك يتعلَمون حل المشاكل.

ب- إن إحتدّ الشجار
ستحتاج للتدخل لتوجيههم لحل الخلاف و ليس حلّه لهم ، كالتالي:

١- عند حدوث الشجار، أظهر تفَهُمك لمشاعر و غضب كلٍّ من أطفالك فهذا لوحده قد يكون كفيلاً بتهدئتهم. فمثلاً في المثال السابق إبدء ب "آه أرى أن كلاكما غاضبٌ من الآخر".

٢- اسمع جيّداً من كِلا الطرفين ما حصل ثم أعِدْه عليهم، للأخ الأكبر: " إذن كانت فكرتك أنت أن تبني السكك و أردت أن تلعب لوحدك"، و للأخ الأصغر : " و أنت عندما رأيت أخاك يلعب بها أردت اللعب أيضاً".

٣- صِف المُشكلة و أظهِر احترامك لصعوبتها بالنسبة لأطفالك "اه،الموقف صعب هنا، لدينا طفلان يُريد كلاهما نفس اللعبة.."

٤- أظهِر لأطفالك ثِقتك في قُدرتهم على التوصل لحلٍ للمشكلة "أنا أثق بِأنكما إن فكرتُما معاً ستصلان لِحلٍ عادل لكليكما".

٥- غادر الغُرفة لتُعطي لكلٍ منهما مجالاً للتصرف على طبيعته دون محاولة استعطافك أو كسب جانبك ،" سأقرأ الجريدة ريثما تحلّان المشكلة".

من الممكن في البداية أن لا يتوصل أطفالك لحلول و يعود الشجار من جديد، عندها يمكنك أن تقترح حلاً أو إثنين..

إن لم ينجح أيٌ من هذا، قم أنت بحسم الأمر، مثلاً " سأقرر أنا ما سنفعل و قد لا يُعجب أحدكم الحل، يُمكنك أنت اللعب بالسكك الآن ( للأخ الأكبر)، و أنت سترافقني خارج الغرفة (للأخ الأصغر) لكن في المساء نحتاج لأن نجلس و نضع قوانين لما يجب أن نفعل عندما يريد أحدٌ استخدام ما يستعمله شخصٌ آخر في البيت".
  
ج- في حالة تطوّر المشكلة لدرجة إيذاء أحدِهم للأخر كالضرب مثلاً، تدخل لايقافهما.

١- صف ما تراه يحدث أمامك، " أرى طفلين غاضبين لدرجة أنهما على و شك أذية بعضهما"، فأنت بهذا تُساعد أطفالك على الانتباه و الوعي لما يحدُث و تُهدّّأ من اندفاعهما.

٢- ضع حداً لهم أو ذكرهم بحدودهم فالتعدّي بالكلام أو الأفعال ليس مسموحاً لأي أحد في البيت، " هذا الوضع أصبح خطيراً و لن أسمح لأحد بأذية الآخر، نحتاج لوقتٍ لنهدأ".

٣- إفصل بينهما و أطلب من كليهما الذهاب لغرفة أخرى ليهدأ. 

قد تبدو لك هذه الحلول مع القراءة الأولى نظرية و غير قابلة للتطبيق.. لكنها في الحقيقة تغيّر علاقات أبناءك مع بعضهم بطريقة جذرية، و ما يتوقّعوه منك عند شجارهم، لذا فأنت تحتاج للصبر و تدريب نفسك على هذه اللغة الجديدة.

مع الحب
لانا أبو حميدان

الأحد، 11 يناير 2015

كيف تَحُد من نزاعات الإخوة في البيت


ليس هناك بيتٌ يخلو من الخلافات و النزاعات بين الإخوة، كباراً كانوا أو أطفال، و من منّا لا يحلُم بإخوة متحابين أصدقاء، يَقضون الوقت في اللعب مع بعضهم و يَمْضون يداً بيد؟ لكنّ الواقع يصدِمُنا أحيانا حيث نجد أنفسنا مضطرين للعب دور الحَكَم بينهم طوال اليوم.. بالطبع نحن لا نستطيع منع الخلافات بين أطفالنا نهائياً و لكننا بالتأكيد نستطيع التقليل منها و تجنُبها في كثير من الأوقات، اليكم كيف:

١- إحذر مقارنة أطفالك
قد يبدو هذا الأمر بديهياً و واضحاً، لكننا أحياناً نقع في فخ المقارنة بسهولة حتى عندما لا نقصد ذلك، إن مُقارنتك لأطفالك تشحن الأجواء في المنزل و ذلك لأنها :

- أولاً توّلد مشاعر كُره و غِيْره اتجاه الأخ "الأفضل".

- ثانياً تُأثر سلباً بشكلٍ كبير على الطريقة التي يرى بها الأخ الآخر نفسه ، و على ثقته و قُدراته.

المقارنة في أبسط أشكالها تولد جواً من التنافس السلبي لذا حاول دائماً أن تَصِف ما ترى و ما يُعجبك و ما لا يُعجبك و ما تريده من طفلك دون التطرق لإخوانه ، مثلاً بدلاً من "لماذا لا يُمكنك أن تؤدي فروضك المدرسية بهدوء مثل أخيك" صِف ما تريده من طفلك "هناك فروض مدرسية يجب أن تُنجَز قبل مشاهدة التلفاز ".

٢- لا تعاملهم كأنهم سواسية
بل عامِل كلٌ مِنهم على أنّه مميّز و مُختلف عن إخوته. بالرغم مما قد يبدو لك أنهم جميعاً يُريدون أشياء مماثلة و من العدل أن تفعل لجميعهم ما تفعله لواحد منهم لكن في الحقيقة هم لا يُريدون ذلك، العدل أن يعرف أطفالُك أنك تُحب كل منهم لنفسه و لشخصه المختلف عن أخيه أو أخته و أنّ ما يحتاجه و يريده إخوانه ليس بالضرورة ما يجب أن يحصل عليه هو أيضاً.

٣- إحذر من الألقاب
تجنّب أن تمنح طفلاً من أطفالك لقباً لنجاحه أو إنجازه في أمرٍ ما، "إنه عبقري العائلة" ، "إنها الرسّامة لدينا" و هكذا..فأنت تُريد أن تُبقي المجالات جميعها مفتوحة لأطفالك لاستكشافها و أن لا تكون مقصورة على من يملك الاستعداد الطبيعي لها، فمُتعة تعلّم كل ما هو جديد و المثابرة على النجاح حقٌ لأطفالك جميعاً.

٤- ضع لأطفالك حدوداً للتعامل
لا تتوقّع أن يُظهِر أطفالك حبّهم لبعضهم أو أن يتّفقوا مع بعضهم طوال الوقت ، لكن عليك فرض قوانين في المنزل لاحترام كلٍ منهم للآخر حتى في أوقات الخلاف، فالضرب و العنف بأنواعه ممنوع، و استخدام الالقاب المسيئة و عدم احترامهم لبعضهم أيضاً. قانون واحد يُمكنك أن تُذكِّرهم به دائماً و هو أنك تحرص على أن يكون  البيت هو المكان الآمن الذي يجد فيه جميعهم الراحة.

٥- تعاطف مع مشاعر كلٍ منهم
لا بد أن يشعُر أطفالك بالانزعاج و الغضب من بعضهم البعض ، كأن يتذمّر طفلك الأكبر من أخيه الرضيع مثلاً، إن أفضل ما يُمكنك فِعله لمنع تصعيد الموقف و تفاقم الأمر لمشكلة ، هو اظهار تفهمك لطفلك " أنا أرى كم تبدو منزعجاً بسبب صوت بكاء أخيك" أو " لا بد من أنك تشعُر بالغضب لأنه دمّر لك ما بَنيْت" ، أمّا إن أصريّت على طفلك أن يكون هو الأخ الأكبر و الأعقل و أن يتحمّل بلا شكوى، فأنت تتجاهل مشاعره و ستدفعه للمزيد من الإصرار و التذمّر لإثباتها.

٦- إحترم خصوصيّة كلٍ منهم
من حق كل طِفلٍ من أطفالك أن يكون له مكان مخصّص لأغراضه و ألعابه كي لا يعبث بها إخوانه ، كما من حق كلٍ منهم أن يلعب بهدوء و سلام في البيت و لو لفترة قصيرة، لذا يمكنك أن تخصّص مكاناً و وقتاً يلعب فيه كلٌ منهم لوحده إن رغِب بذلك، أو مثلاً يمكنك أن تمنح طفلك الأكبر طاولةً مُرتفعة ليلعب و يعمل عليها بحيث لا يصلها إخوته الصغار.

٧- لا تجعل أحدهم مسؤولية الآخر
نتوقع أحياناً من أطفالنا ما يفوق قُدرَتهم و إمكانياتهم، و أن توّكل أحد أطفالك بالآخر قد يفوق قدرته و يُربِكه أو يجعله في وضعيّة دفاعيّة عن نفسه طوال الوقت لعدم مقدرته على تحمّل هذه المسوؤلية، بالطبع يُمكنك أن تطلب منه مساعدتك في رعاية أخيه و كذلك مراقبته أو تسليته في الظروف الخاصة و من وقت لآخر، لكن لا يُمكنك جعلُ ذلك وظيفته، فكلاهما مسؤوليتك في النهاية. 

٨- عندما يبدأ أطفالك في الشجار
عندما يتشاجر أطفالك لأي سبب، تحتاج أنت للبقاء هادئاً و مساعدة كلٌ منهم ليهدأ ، إن تجاوز أيٌ منهم حدوده، تتعاطف معه و تُذكِّره بأنك لن تسمح له بأن يضرب، يشتِم، يسحب ما في يد غيره...الخ. ثم قد تحتاج لأن تفصل بينهم لِمُدةٍ حتى يهدؤوا و تُعلِمهم بذلك، ثم علّمهم طرقاً لحل نزاعاتهم.

٩- علّم أطفالك حل مشاكلهم
إدعُ أطفالك  لحل المشكلة ، بدلاً من  فرض حلولٍ من عندِك لا يرضى بها أطفالك غالباً، صِف لهم الموقِف كما تراه دون أن تعرِض حلولاً ، مثلاً " يريد محمد أن يلعب بالكرة و لكن زيد لا يزال يلعبُ بها، ماذا سنفعل الآن؟" ، "أستطيع أن أرى كم إستاء اخوك لأنك استخدمت أغراضه دون استئذان، ماذا يُمكنك أن تفعل في المرة القادمة؟" إن لم ينجح أحدٌ باقتراح حلول يُمكنك بعدها أن تقترح حلولاً  لتوجّههم في اتجاه التفاهم و حل مشاكلهم.

الأهم من كل هذا، أن تتذكّر أن أطفالك هم مرآتك،  فلُطفك و هدوؤك و احترامك لكلٍ منهم سيكون هو دليلهم للتعامل مع بعضهم و مع غيرهم.. فاحرص أن تكون أنت ما تريدهم أن يكونوا.

مع الحب 
لانا أبو حميدان