الأحد، 27 سبتمبر 2015

كيف تُربي طِفلاً واثِقاً مِن نفسِه


ان ثقة طِفلِك بنفسِه هي طريقه للنجاح و السعادة في حياتِه العمليّة و الاجتماعيّة، فنظرةُ طِفلك لنفسِه تنعِكُس مُباشرةً على شُعوره و تصرُفاته.. كما أنك أنت المصدر الأول و الرئيسي للصورة التي يبنيها طِفلُك عن نفسِه ليحملها معه عندما يتعامل مع من حوله ، يؤدّي في المدرسة،  يُنجِز في العمل و يبني أُسرةً لِنَفسه..

أن يتمتع طِفلُك بثقةٍ عالية في نفسه يعني أن يعرِف نقاط قوّتِه و يستغلّها و يعرِف نقاط ضعفه و يسعى للتغلُّب عليها..

١- ابدأ منذ أيامِه الأولى
احرص على رعاية طِفلك و توفير الارتباط الكافي له و هو رضيع. حمله و تهدأته، النوم بجانبه، الاستجابة السريعة لِبُكاءه و ارضاعه عند حاجته سيجعله يشعُر بأنه محبوب و ذو قيمة.

٢- اختر أسلوب تربيتك لِطفلِك
ان تعاُمُلك مع طفلك عندما يُسيء التصرُّف و الأساليب التي تختارها لتصحيح تصرفاته و تعديلها له تأثيرٌ كبير على الصورة التي يرى بها نفسه و بالتالي ثقته بنفسه.. ابداء انزعاجك منه، الصراخ، العقاب الضرب و غيرها لا تُجدي نفعاً.. يُمكنك قراءة المزيد عن التربية الايجابية هُنا.

٣- كُن مرآةً طِفلِك 
و اعكس له صورةً ايجابيّة عن نفسِه ، اختر كلماتك و أوصافك له، هل توحي لِطِفلك بأنك تُحب رِفقته؟ هل تُعطي اهتِماماً لآراءِه و أفكارِه؟ هل تُبدي تُلاحِظ و تُبدي اعجابك بتصرُفاته الايجابية؟ 
لتتعلم المزيد اقرأ هل يعرف طِفلُك قيمة نفسه

٤- أعطِه حقَّه من وقتِك
ان تخصيص وقت مِن يومِك للتواصل مع طِفلِك و اللعب معه يُعطيه شُعوراً بأهميته لك " أُمي تترُك كُل شيء و تلعب معي أنا، اذن أنا أستحق وقتها، أنا مُهِم" و ليس ذلك فقط، بل ان هذا الشعور الجيد عن نفسِه مُفيدٌ جِداً لايقاف التصرفات غير المرغوبة و زيادة فُرص تعاونه معك..
عندما تلعب مع طِفلِك تذكّر أن :

- تتبع اهتمام طِفلك و تلعب معه ما يقترِحه هو لأن ذلك  يرفع من ثِقتِه بنفسه أيضاً " أبي يُحب أن يفعل ما أفعله أنا" و لأن الأطفال يتعلّمون أكثر عندما يختارون ما يفعلون و يرِكزّون  لِفترة أطول . 

- تُركِّز كُل اهتمامك على طِفلِك، دون أعمال منزلية أو مكالمات هاتفية، تخيل شُعور طِفلك لو أنك كنت تقرأ له كتاباً و رن هاتِفُك، فتجاهلته و قُلت " لا أستطيع الرد الآن فأنا أقرأ مع حبيبي الصغير " 

٥- ابدأ باسم طفلك عندما تُكلمه
"عندما تبدأ مُحادثة طِفلك باسمه و خاصة عندما تنظر اليه و تضع يدك عليه فأنت تُوصل له رسالة "أنت مُهم" ، نحن عادةً ما ننادي اسم الطفل عندما نغضب منه أو نُريده أن يُوقِف تصرُفاً ما و هذا يدفعه لربط اسمه بشخصيةٍ سيئة أو مُزعِجة.

٦- ركِّز على ما يُجيده طِفلُك
مهما صغُر عُمر طِفلك ستجِده يُتقِن أمراً ما..قد لا يكون ذو أهميَّة كبيرة، و لكن تشجيعك لمهارته هذه سيُعطيه ثقةً في نفسه تنعكِس على نواحي أُخرى في حياته.. 

٧- ضع طِفلك على طريق النجاح 
ان من أهم وظائفنا كمُربيِّن هو وضع أطفالِنا على طريق النجاح و ذلك ب:

- تشجيعِهِم على اكتشاف مهاراتهِم و مواهِبهم و حثِّهم على ممارستها لتكبر ثِقتهُم في قُدراتهِم و أنفسِهم، و مِن جِهةْ أُخرى علينا أيضاً حمايتهم من توقعاتِهم غير المنطقية.. فاذا كُنت تعرِف مثلاً أن طِفلك ذو الثلاثة أعوام لا يُمكنه بعدالتوازن على الدراجة و ركوبها، لا تشتريها حتى لا يفشل و يفشل ثُم يشعُر باليأس و يتوقف عن المُحاولة .

- تقديرهم لِذاتِهم و شخصهِم و ليس لانجازاتِهم أو نجاحاتهِم، تأكَّد من أن يحصل أطفالك على حبك غير المشروط و أنا هذا الحُب لا يعتِمد على رضاك عن أدائه و قراراته.

-عرض انجازاتهم، فمهما كانت نتيجة محاولاتهم ، لوحة فنية، شهادة تقدير أو ميدالية ذهبية، اعرضها في مكان ما في البيت.. فكُل طِفل يُجيد أمراً ما، اكتشفه ، شجعه، افتخر به و اعرضه..

٨-  حرر طِفلك مِن الألقاب و الصفات
"طِفلي خجول" ، " طفلي بطيء"  و غيرها من الصفات نُطلقها يومياً على أطفالِنا دون تفكير بمدى تأثيرها.. فطباع و صفات أطفالنا تتغير باستمرار و لكنهم يبحثون عن هويةٍ لأنفُسهم لذا فهم قد يحملون هذه الألقاب معهم دائماً فتبني أو تهدم ثقتهم بأنفسهم.

٩- أعط طفلك مسؤوليات
طِفلُك يحتاج لمسؤولية يحملها، فواحدة مِن أهم الطُرُق التي يبني فيها طِفلُك ثقته بنفسه و يُدرِك أهميته و قيمته في العائلة هو تولِّيه مُهمة في البيت.. 

- إبدأ باكِراً، ففي عُمر السنتان سيكون طِفلك قادراً على القيام ببعض المهام البسيطة في المنزل.

- اختر ما يُبدي طِفلُك اهتماماً فيه، فهذا سيُبقي على حماسته و اهتمامه .

- أعطي طِفلك مُهمّة خاصة، مهما كانت المهمّة فإن طِفلك سيُبدي حماسة لِمُهمة تُسميها أنت مهمَّة مميزة، كما أن طِفلك سيقول لِنفسه " أنا لدي مسؤولية مميز، اذن أنا مميّز "

- اصنع جدولاً بالمهام في البيت و مررها على أطفالك ليختار كُلٌ منهم، اجعل بعض المهام مدفوعة الأجر كالمهام الاضافية و الصعبة ..

١٠- علِّم طفلك التعبير عن مشاعِره

تقبَّل جميع مشاعر طفلِك جميعها بل و ساعده على التعرُّف عليها و تسميتها.. هذا بالتأكيد لا يعني تقبُّل جميع التصرُّفات لكن الخطوة الأولى للحد منها هو تفهُّم الشعور خلفها.. مثلاً عندما يُخبِرُك طِفلُك بأنه قد شبع و لا يرغب بأكل المزيد ، بدلاً من اخباره بأن يُنهي كل ما في طبقه قُل له "اه أنت تشعر بالشبع! حسناً أنت الوحيد الذي يستطيع أن يُقرر ما تشعُره"، فأنت تُعلِّمه أن يثِق بما يُخبره جسده و بالتالي يثق بنفسه .

مع الحب
لانا أبو حميدان

الاثنين، 14 سبتمبر 2015

كيف تُساعدين طِفلك على التأقلُّم عند ابتعادك؟


يمُّر بعض الأطفال  بمرحلة تُعرف ب (separation anxiety) أو "قلق الانفصال" و هي تبدأ عند الأطفال حوالي عمر السنة ( قبل أو بعد بقليل) حيث يتعلق الطفل بأمه كثيراً و يبدأ بالبكاء عندما يُفارقها،حتى لو وضعته لثوانٍ أحياناً..إن هذه المرحلة هي مرحلة تطوَّر طبيعية و لكنَّها توتَّر الأهل و تُقلِقهُم عادةً.. هذه المرحلة كغيرِها ستمُّر و تنقضي و لكن ماذا يُمكِننا أن نفعل لِنُساعِد أطفالنا على تهدِئة أنفُسِهِم و تخطيها؟

١- لا تخشى البُكاء
ان بُكاء طفلك هو طريقته للتعبير عما يشعر، فهو قد بدأ يُدرك العالم من حوله و أنه شخص مُختلف عنك..و أنك مصدر الحماية الوحيد بالنسبة له .. فابتعادك و انشغالك عنه و لو للحظات مخيف جداً له.. هل لديه القدرة للتعبير بأي طريقة اخرى؟ طبعاً لا..

٢- الحُب الكافي و الارتباط
أعطي طِفلك قدر ما يحتاج من الحُب و الارتباط بك عِندما تكوني مَعه، أظهِري اهتمامك به و العبي معه ليطمئن و يبدأ هو بالابتعاد و الاستقلالية..و تذكري أن الصبر و الانتظار لفترة (شهر و أكثر) ضروري لأن ليس هناك حل سحري أو طريقة لمنع طفلك من البكاء..لكنه مع الوقت سيتعلَّم أنه سيكون بآمان  بعيداً عنك .

٣-هيِّئي طِفلك للأمر
 تأكدي أن تتكلمي مع طِفلك و تُحضّريه للأمر دائماً.. فقبل أن تضعيه لتحضير العشاء مثلاً.. قولي له" سأضعك الآن لتلعب بينما أُحضِّر الطعام " و جهزي له لعبتان أو ثلاثة لينشغل بها..استمري في التكلُّم معه و مُلاعبته و أنت بعيدة عنه أيضاً..

٤- ارجعي دائماً لطفلك
و لا تترُكيه لفترات طويله حتى يثق بك.. يُمكنك العوده و ضمُّه كل عشر دقائق مثلاً اذا كنت ستنشغلين لفترة طويلة.

٥- لا تترددي أو تُشعِري طفلتك بانزعاجك
كوني واثقة و مَرِحة مع طِفلِك عند مُغادرتك و لا تجعلي بُكاءها يدفعك للتصرف.. فهو سيتعلَّم منك أنه لا مُشكلة في تركك له و أنك ستعودين دائماً. اجعلي وداعَك سريعاً، قبليه و قولي له "أنا ذاهبة الآن و سأعود لأراك بعد ساعة" و غادري بعدها مُباشرة.

٦- لا تختفي فجأة
يلجأ كثيرٌ منّا الى التسلل بينما يكون الطِفلُ مُنشغِلاً، لكن للأسف ان هذه أسوأ طريقة يُمكِنُك المُغادرة بها.. لأن طِفلُك سيفتقِدُك دون أن يراك ذهبتِ و دون ان تُطمأنيه انك ستعودين و هذا سيزيد من قلقه و خوفه و لن يُساعِد في بناء الآمان و ثِقته بك.

٧- لا تبخلي على طِفلِك بالقرب منك
حتى لو كان ملتصقاً بك طوال اليوم.. فالأطفال يحتاجون للارتباط العاطِفي في هذا العُمر ، لِذا نجِدهم يُحبِّون أن نحمِلهم و نضعهُم للنوم معنا في سريرنا.. اذا حصل الطِفل على القدر الكافي مِنه سيتغيِّر و يبدأ يشعُر بالآمان الكافي لِيستقِّل عنك.

مع الحُب
لانا أبو حميدان

الأحد، 6 سبتمبر 2015

كيف تُساعدين طِفلك على التأقلُّم في المدرسة؟


يستقبِلُ أطفالُنا عامهم الدراسي الجديد بِمشاعِر مُختلِفة ، فمِنهُم من يُبدي حماسةً و شجاعة كافية لقضاء يومه بعيداً عن بيته و أهلِه و مِنهُم من يبكي بلا توقُّف، يرفض الاستعداد للخروج أو حتى يتظاهر بالتعب و المرض..قد يَظُن البعض أن هذه طبيعةُ أطفالِهِم و أنه ما باليد حيلة ، لكِن قد يُفيدك معرفة أن هذا المرحلة طبيعية لكُل طِفل و أن طِفلك لا يفعل هذا ليجعلَك تُعاني، بل لأنه هو يعاني.. و هُنا لنا دور مُهِمٌ و كبير في مُساعدتِهم على تخطّي هذه المرحلة الانتقالية و التأقلِّم مع المدرسة، إليكم كيف:

١- ساعدي طًفلك على بناء علاقةٍ جيِّدة مع المُعلِّمة
يحتاج طِفلُك بداية للارتباط عاطِفياً بِمُعلمتِه ليبدأ بالارتياح داخل الصف و يتعلُّم ، لِذا اذا لاحظتِ أن طِفلَك لا يتقبل المدرسة ، تواصلي مُباشرةً مع مُعلِمته، و اشرحي لها بأنه يواجه صعوبة في التأقلُّم في في الصف و أنّه رُبما كان بحاجة للقليل من جُهدِها و الاهتمام الخاص لِمُساعدته، إن أي مُعلِّمة مؤهلّة ستتفهم الأمر و تجِد طُرُقٍ لِذلِك كأن تُعطيه دوراً معينا أو مُهِّمة خاصة في الصف، فيشعُر بأهميَّته و الانتماء لِصفِه.

٢- ساعِدي طِفلَك على بناء علاقاتٍ مع غيره مِن الأطفال
يحتاج طِفلُك للارتباط بِطِفلٍ آخر على الأقل  في الصف  ليَشعُر بالانتماء، اسألي مُعلمته عن أي الزملاء يقضي طِفلُك أكثر وقته معه ، اسألي طِفلك عن من يريد دعوته من الأطفال من صفّه للّعب معه ، أو ادعِ الأم مع أطفالِها لتناول الآيس كريم أو للعب بعد المدرسة .

٣- ساعدي طِفلك ليَشعُر بالأمان بعيداً عنك
ان أوَّل ما يُوتِّر الأطفال إزاء المدرسة في الأسابيع الأولى هو الانفصال عن أُمهاتِهم.. لِذا احرصي على أن تُعطيه ما يُشعره بالأمان بعيداً عنك.. مثلاً عندما تودِّعيه كُل صباح أعطيه عناقاً طويلاً و رددي "أنا أُحبك و أنت تُحبُني استمتع بيومك ، سأرآك في تمام الثالثة" ، أرسلي معه أيضاً صورة لك و له أو لِكُل العائلة أو مُلاحظة بسيطة مكتوبة بخط يدِك.

٤- تحدثي مع طِفلِك عن مخاوِفه
يخاف الأطفال الصغار من أمورٍ نجِدها نحن تافهة، فقد يخاف طِفلُك من اختفاءِك أو عدم عودتك أو حتى موتك بعيداً عنه و هذا بسبب عدم إدراكهِم لكثير من أمور حياتنا بعد..لِذا اشرحي له في البداية أن الابتعاد عمّن نُحِب مُزعِج بطبيعته لكنّه سيتسلى في المدرسة و ستكونان كليكُما بخير..المدرسة ستتواصل معك مُاشرة إن حصل معه شيء و أن حُبّك سيبقى معه حتى و أنت بعيدة.. أنهي حديثك معه دائما ب " أنت تعرِف أنني سأعود دائماً و لن أترُكك" حتى يُذكّر نفسه بها عندما يقلق.

٥- لا تنسي اللعب
اللعب من أهم الطُرُق التي يُمكِننا استخدامها لِحل مشاكِل أطفالِنا حيث يُعبِّر الأطفال عن مشاعِرهِم و مخاوِفهم أثناء اللعب و هذا يُساعِدهم على فهم المواقف عندما يتعرضون لها في الحقيقة، كما أن اللعِب يُضحِكهُم و يُسعِدهم و يجعلهُم أقوى لِمواجهة المواقِف الصعبة. حاولي أن تلعبي معه ألعاباً مُضحكة صباحاً قبل الانطلاق للمدرسة.. بعض الألعاب التي تُساعِده في خوفه من الافتراق عنك:

- أرجوك لا تترُكني
ستُساعِد هذه اللعبة طِفلك في التعامل مع شُعوره بحاجتك حيث يكون هو من يترُكك و أنت من يحتاحه.. تبدأين بها عندما يكون طِفلُك معك و ينهض ليذهب لِمكان ما، فتشُديه برفق اليك و تُخبريه بأنك لا تُريدين أن يتركك أبداً و كم تُحبين بقاءه معه.. ابقي صوتك مرِحاً و مُضحِكاً و استمري بجذبه كُلما حاول الذهاب.

-  وداعاً إلى اللقاء
حيث تبدأ اللعِب بقول " هيا نلعب لُعبة الى اللقاء" و ابدأي بمُغادرة المكان لكن ابق في ذات الغُرفة و افتحي مثلاً باب الخزانة ثُم تظاهري بأنك خائفة و لا يُمكِنك الُمغادرة و ترك طِفلِك. عودي مُسرِعة و تمسكي به و قولي " آه ، أنا أشتاق اليك، حسناً دعني أحاوِل مُجدداً" و أعيدي الكرَّة.. الهدف أن تُخففي من توتره و تدفعيه للضحك على الأمر.

٦- لا تجعلي قضاء الوقت في البيت معك يبدو مُميزاً 
اذا كان هُناك إخوة أصغر عُمراً في البيت معك، تأكدي من أن يعلم طِفلُك كم هو مُمِلٌ بالنسبة لهم البقاء في البيت و انتظاره و كم يتمنون الذهاب مِثله للمدرسة.

٧- حافظي على علاقة قوية جِداً مع طِفلك
فطِفلُك يحتاج للتواصل معك كثيراً في هذه الفترة، لِذا وفِّري ٥ دقائق مثلاً عندما توقظيه صباحاً لِتحضُنيه في سريره أو في حُضنِك و تُعطيه ما يكفيه من حُبك و حنانك.. كذلِك عند عودته من المدرسة مُباشرة، أُتركي هاتفك، أعمال المنزل و غيرها و اقضي معه وقتاً مميزاً حتى لو ل ١٥ دقيقة.. تجنبي عقابه أو انتقاده أو غيره..

٨- احرصي على أن تذهبي لأصطحابه من المدرسة باكِراً
 في الأسابيع الأولى تجنبي أن تتأخري و تتركيه بانتظارك في المدرسة حتى لا يزيد قلقه و توتره.

٩- ودِّعي طِفلك ببساطة و سُرعة
لا تتهربي أو تختفي فجأةً حتى لا يفقِد طِفلُك ثقته بك، و لا تُبدي قلقك أو ترددك فيخاف .. قومي بتوديعه بضمه و اخباره بأنك تُحبينه و ستعودين له بعد انتهاء اليوم و غادِري.. اذا استمر في البكاء ، اسألي مُعلِمته ان كان بإمكانها إعطاءه مُهِّمة خاصة في الصباح لِتُشغِله.

١٠- تأكدي مِن حاجات طِفلِك الأساسية
اذا كُنت تضطرين أنت لإيقاظ طفلك كل صباح فهو لا ينام عدد ساعات كاف، إن النوم باكِراً و الاستيقاظ قبل موعد الخُروج بِمُدة كافية يضمن لِطِفلك السكينة و الهدوء اللازمين لِمواجهة المواقف و استقبال يومه بشكل أفضل.

١١- راقِبي طِفلك و اعرفي الأسباب
اذا استمّر قلق طِفلُك لأكثر مِن أسبوعين، رُبما كان هُناك سبب خلف ذلك عليك معرِفته.. قد يكون أحد الأولاد يُسيء اليه.. أو يجِد صعوبة في التفاهم مع مُعلِمته و يخجل أو يخاف من التحدُّث اليها..اسأليه عن يومه كُل يوم ، كيف كانت مُعلِمته، اقرأي له قصصا عن المدرسة و أخبِريه بقصصٍ من طفولتك في المدرسة لِتُشجعيه على التكلُم..اذا شعرت بوجود مُشكِلة تواصلي مع المدرسة مُباشرة..

مع الحُب
لانا أبو حميدان

الاثنين، 24 أغسطس 2015

غيِّر تصرُفات أطفالِك بكلماتٍ بسيطة


تُؤثر الطريقة التي يشعُر بها أطفالُنا بشكل كبيرٍ على تصرُفاتهِم .. فعندما يشعرون بالحاجة للتأكُّد من أننا قادرين على التحكُّم بسير الأمور يبدأون  بتجرُبة حدودهم، و عندما يشعرون بالتعب ، المرض أو بتحفيز زائد تبدو تصرفاتهم خارجة عن المقبول و مُزعجة لنا.. نفقِد صبرنا و لا نستطيع رؤية شيءٍ عدا تصرفاتهم السلبيّة.. فنتهِّم و ننتقد و نهاجم.

"لماذا لا تستطيع أن تكون لطيفاً مع أخيك؟"

"أنت تُفقدني أعصابي "

" لماذا تتصرف بهذا السوء طوال الوقت"

"لا أدري لماذا أصطحِبُك معي خارج البيت"


هل تجعل أيٌٌ من هذه العبارات طٍفلك يقف ويُفكِّر ؟

الجواب هو بالتأكيد لا، فما تفعله هو العكس تماماً. فنقدُنا السلبي يُعزز طاقتِهم السلبيّة هذه و يزيد تصرُفاتهِم  سوءاً..أطفالُنا سيعملون دائماً على تحقيق الصورة التي نصفهم بها، و الأهم أن مهاجمتنا لهم تجعلنا و إياهم فريقين مُختلِفين مما سيزيد من الصراع و يٌقلل فُرص تعاونِهم معنا.


لكن عندما لا يُمكِننا تقبُّل تصرفاتهم ماذا نفعل لِنُعيدهم لحالة من الهدوء و التفهُّم؟

ان الطريقة التي نرُّد فيها على أي من تصرُفاتِهِم السلبيَّة و الكلمات التي نستخدمها لها قوة كبيرة في استمرار أو إيقاف مثل هذه التصرفات.فعادة يبدأ التصرُّف لاكتشاف حدود المقبول منه و ليس للإساءة أو التمرُّد لذا فأوَّل ما يُمكنك فِعلُه لإيقاف طِفلِك من تكراره هو افتراض حُسن نيتهِ و عدم قصده الإيذاء و التخريب. 

فمثلاً قام طِفلُك بحركات عشوائية و أوقع كأس حليبه، فصرخت أنت "لماذا فعلت هذا؟ لماذا تُثير الفوضى في المنزل هكذا؟ " سيُترجم دماغ طِفلك ما قُلت ب" أُمي تعتقد أنني فعلت ذلك بهدف التوسيخ ، أُمي تعتقد أنني سيء و أنا لا أُعجِبُها" شُعوره السيء عن نفسه و الغضب من مُهاجمتك سيطغى على الشعور بالندم و الرغبة بالاعتذار و تصحيح خطأه.

على عكس لو قُلت مثلاً " اه ، هل أوقعته بالخطأ؟ لقد وُسِّخ المكان للأسف ، بِسُرعة لِنُحضِر فوطة و نُنظف المكان" هُنا طِفلُك لن يسمع أي لوم أو تذنيب و سيشعُر أنّك إلى صفه. لن يكون لديه أي سبب للمُقاومة . هُنا سيعرِف طِفلُك أنك تُحِبه و تتوقع الأفضل منه ..و سيشعُر بأمان كافٍ ليُفكِّر بالموقف أمامه و يبدأ باصلاحه. و الأهم سيحذر أكثر في المرّات القادمة.

إليكم جدولاً لأمثلة على ردود سلبيّة و أُخرى إيجابية ، تخيّل نفسك طِفلاً و حاول أن تُقارن شعورك اتجاه كل رد منها.


رد سلبيرد إيجابي
لماذا لا تستطيع أن تكون لطيفاً مع غيرك؟أنا أُحب مرافقتك كثيراً عندما تتصرف بُلُطف و رِفق
لماذا لا تستطيع فِعلٍ أي شئ بنفسك؟هل يُمكِنُك المُحاولة ؟ أنا هُنا لِمُساعدتك ان احتجت، ليس هُناك داعي للعجلة
إنك تُثير الفوضى في البيت طوال الوقتآه أُنظر ما حصل هُنا، كيف يُمكِننا إصلاح ذلك؟
يا الهي لا يُمْكِنُني الاعتماد عليك بِشيءأنا أثق بِك و أعرف أنك يُمكنك إنجاز ذلك
لماذا تضرب دائماً، انك عُدوانيأنا أُحب كثيراً استخدامك يدين لطيفتين معي، هذا يجعلني سعيده، هل يُمكننا التدرُّب على التعامل بِلُطفٍ بدلاً من الضرب الآن
لماذا لا تسمعُني أبداًحبيبي ، اُنظر الي لدقيقة لدي أمرٌ مُهِمٌ جِداً أحتاج لاخبارك به
كيف يُمكنك إيذاء أخاك الرضيعالأطفال الرُضّع حساسون و ضعيفون جِداً علينا مُعاملتهم بحذر ، أليس كذلك؟
كفى توقف عن رمي الألعاب الآنهذه اللُعبة قاسية، سيكون من المُحزِن لو كسرت شيئاً أو ضربت أحداً، أليس كذلك؟ هل يُمكنك ايجاد شيئ طري لنرميه؟

في النهاية و مهما اختلف الموقف، تذكر دائماً أن تستخدِم لُغة تجعل طِفلك يشعر بأنكم حُلفاء و في فريق واحد مثل " نحتاج أن " بدلا من " عليك أنت أن " . فأطفالُنا هم أُناس مِثلُنا و عندما نُركز على ايجابياتهِم و نعامِلُهُم بِلُطفٍ و حُب سيتعلمون طريقتنا و يردُّون بنفس اللُّطف و الحُب.. و عِندما نُغيُّر لُغتنا سنتغيّر نحن و هُم.

مع الحُب
لانا أبو حميدان

الأحد، 16 أغسطس 2015

كيف توقف طِفلك من الركض بعيداً عنك


ما أن يُتقن أطفالنا المشي و الركض حتى نجد أنفسنا نُلاحِقهم في كُل مكان.. فهم عادة لديهم كم كبير من الطاقة و يُحبون الانطلاق في شتى الاتجاهات، المُشكلة في الأمر أنهم لا يستطيعون في هذا العمر الصغير ادراك الخطر في الابتعاد عنّا و الركض في الشارع أو في الأماكن المُكتظة، فالأمر بالنسبة لهم مُتعة لكنه مُتعِب و مُقلِق بالنسبة لنا ،حتى أننا قد نمتنع عن اصطحابهم لكثير من الأماكن. 

الأمر طبيعي لكُل طِفل في بداية مشيه و لكن علينا هنا ادراك أمرَيْن مهمين :

١- علينا توفير المساحة و الحُريّة الكافيّة لأطفالنا للحركة و استغلال فرص التعلّم دائماً حتى خارج البيت، فإجبارهم على الجلوس أو تقيدهم في عرباتهم طوال الوقت ليس الخيار الأفضل و إن كان الأسهل.

٢- في نفس الوقت من الضروري تعليمُهُم أن هُناك الوقت و المكان المُناسب لتجولِّهِم و أن هُناك أوقاتٌ أُخرى لا يكون فيه الوضع آمناً أو الوقت كافي و عليهم ملازمتنا أو الجلوس في العربة أو المكان الذي نُحدده لهم.

لكن كيف نفعل ذلك بعقلانية و حُب؟


١- تأكد مِن أن تشرح لِطِفلك مهما صغُر عُمره و تُهيأه لِما هو قادِم
تكلَّم مع طِفلِك في كُل الفُرص و اشرح له الخطر في ابتعاده عنك، و أنك تحتاج دائماً لبقاءه على مسافة تُمكّنكما من رؤية بعضكما البعض. 

٢- وفِّر له يوميا فُرصاً للركض و الحركة
من المُهِم جِداً أن تُخصص لِطِفلك وقتاً و مكاناً آمناً يستطيع فيه التجوُّل و الركض بحريّة و سيُفيدُك كثيراً فِعلٍ ذلك قبل خروجك معه لمكان حيث تُريد منه البقاء جالساً مثل قبل الذهاب للتسوق في السوبر ماركت مثلاً. تأكد من أن تُخبره أيضاً بأن هذا المكان آمن و مُناسب اذا أراد الركض وحده.

٣- ضع حداً و كُن حازِماً
قبل نُزولِكم من السيّارة أو عند وصولِكِم للسوق اشرح لِطِفلِك الموقف " نحن الآن في مكان كبير مُكتظ ، و أنا أخشى أن تضيع، أُريد أن أتأكد أنك بأمان " ثُمَّ أعطه خياراً ان كان يُفضٌِل المشي " هل تُحب أن تمشي و تُمسك بدي ( أو تبقى بجانبي) أم تجلس في عربتك؟ " اذا اختار صغيرك المشي معك هذا جيد لكن في اللحظة التي يبدأ فيها بالهرب أو الركض عليك حسم الأمر  " سأضعك الآن في عربتك /سأحملك فأنت لست بأمان عندما تركض بعيداً عني، يُمكننا المُحاولة أكثر في المرّة القادمة".

بالطبع طِفلُك سيعترض و يصرخ لكن لا تدع هذا الأمر يُربِكك،فقط حافظ على هدوءك و لا تُبدي أي انفعالات حتى لا يجد طِفلُك الأمر لُعبة . فبعد عدة مرّات ستجد أن طفلك قد تحسّن في تذكُّر القانون و تقبُّله . 

٤- عوِّد طِفلك على الإمساك بشيء ما غيرك أو غير يدك حتى يبقى بآمان دائماً
اعتاد أطفالي مثلاً على الإمساك بباب السيارة و عدم تركه أبداً عند نزولِهم ريثما أُنزِّل حاجياتهم و أستعد للمشي و قد ساعد هذا الأمر كثيراً في بقائهم بجواري و أنا مُنشغلة دون الحاجة الى القلق عليهم في مواقف السيارات. و أحياناً كان يرفض طفلي إمساك يدي أثناء قطع الشارع فعرضت عليه إمساك طرف عربة أُخته التي أدفعها بجانبه و أصبح يفعل ذلك باستمرار. 

٥- احرص على المُواظبة
ان الاستمرار و المُواظبة على أي أمر هو السر في تعاون الأطفال و التزامهم، فلا تُغيِّر القوانين بتغيُّر المواقف و لا تجعل اعتراضهم أو بكائهم تهديداً لك، فبعد عدة مرات سيتعلم طِفلك الحد و ستكون الأمور أسهل. فمثلاً على أطفالي مسك يدي عند العبور في مواقف السيارات و قطع الشارع دائماً . و أُذكرهم بذلك في كلمة واحدة عند الحاجة" الأيدي" . 

٦- استغل أوقات اللعب
هناك الكثير من الألعاب التي تُدِّرب طِفلك على الاستماع و التوقف كذلك عندما تطلب منه و تُبرمِجه لفعِل ذلك دون أن يشعُر مثلاً:

- لُعبة الإشارة الضؤيًّة: ابدأ بالمشي مع طِفلِك أو تظاهروا بأنكم سيارات و عليكم التوقف عندما تُنادي إشارة حمراء و مواصلة المشي عندما تُنادي إشارة خضراء.

- لُعبة حركة سكون: الحركة و الرقص عند سماع موسيقى و التوقف عند توقفها.

- تدرّب مع طِفلِك على المشي و إمساك الأيدي عندما تكونون في مكان آمن كالحديقة أو حتى في البيت و ذكِّره القيام بما تدربتم عليه عندما تكونون في الخارج.

و أخيراً تذكَّر أن بقاء طِفلِك مقيداً أو عدم الخروج به نهائياً في هذا العُمر الصغير يحرمه من تعلُّم التصرُّف بشكل صحيح و البقاء آمناً في الخارج و سينعكس الأمر عليه كُلما كبر أكثر.. فهذه مرحلة طبيعية من مراحِل تطورِّه و اذا قررنا تعليم أطفالِنا التصرُّف بشكل صحيح و تعاملنا معها بهدوء و دون انفعالات ستمُّر بِسُرعة و سُهولة. 

مع الحُب 
لانا أبو حميدان

الخميس، 30 يوليو 2015

كيف تجعل طفلك مهتمّاً بالقراءة؟


كلّنا يحب أن ينشئ أطفاله لكي يكونوا أشخاص منتجين سعيدين في المستقبل، و جزء مهم من نموهم العقلي الذي نحمل مسؤوليته هو تعليمهم القراءة. إلّا أن واقع الأمر أنّنا قد لا نمتلك الموهبة الكافية لغرس هذه الخصلة، و حتى لو كانت لدينا فنحن بالطبع قادرون على الاستفادة من بعض المعلومات الإضافيّة التي ستساعدنا على تحبيب أطفالنا في القراءة.

لذا قمنا بتجميع قواعد مهمة لكم كآباء و أمهات يجب أن تتبعوها للتأكّد من أن جهودكم ستثمر في بناء أطفال يحبّون القراءة و جني المعرفة في المستقبل. و بعض الأخطاء الشائعة التي عليكم تجنّبها:

ما عليك فعله

1- إبدأ القراءة لأطفالك باكراً كلّما بكّرت في ذلك، كلّما سهل تقبّل أطفالك للقراءة.
2- في البداية اختر قصص لأطفالك حيث تكون موزونة، مغنّاة وفيها الكثير من التكرار لكي تحفّز لديهم القدرات اللغويّة و قدرات الاستماع.

3- إقرأ مع طفلك كلّما سنحت الفرصة و بقدر ما تستطيع أن تحتفظ بانتباههم و رغبتهم في المتابعة.
4- ابدأ بقصص مصوّرة و ذات عدد كلمات قليلة، ثم تدريجيّاً ابدأ بالتوجه شيئاً فشيئاً لكتب ذات كلمات أكثر و صور أقل.
5- في أوّل مرّة تقرأ فيها قصّة معيّنة، أشر للصور التي على الغلاف و اذكر عنوان القصّة و اسألهم ماذا يتوقّعون أن يكون موضوع القصّة.

6- من الحين إلى الآخر قم باختيار قصّة تظن أنّها تفوق قدرات طفلك الحاليّة و اقرأها له، من الجيّد أن تتحدّى قدرات طفلك من الحين إلى الآخر.
7- في بداية القصّة أعط الفرصة لأطفالك لعدّة دقائق لكي يستقرّوا و يستعدّوا جسديّاً و عقليّاً للاستماع إلى القصّة.

8- المزاج المناسب هو عامل مهم جدّاً لتقبّل أطفالك للقراءة. أوامر مثل "اجلس جيداً، توقّف عن فعل ذلك و أولي الموضوع اهتمامك" لا تساعد في خلق الجو المثالي. 
9- عند قراءتك لكتاب مصوّر تأكد أن يكون أطفالك قادرين على رؤية الصور بوضوح.
10 - تذكّر أن موهبة قراءة القصص لأطفالك لا تأتي غريزيّاً لكل الآباء و الأمهات لذا عليك أن تكثر من ممارستها لتتقنها جيداً.
11- من أكثر الأخطاء شيوعاً عند القراءة للأطفال هي القراءة بسرعة، لذا خذ وقتك و أبطء من سرعتك لتتأكّد من أن أطفالك قادرون على تخيّل ما تقرأ.
12- ابطء بحيث يمكن لأطفالك رؤية الصور بوضوح، القراءة المستعجلة تفقد الطفل قدرته للتعبير عما يراه.
13- قم بتقييم الكتاب و مراجعته قبل قراءته لطفلك، هذا سيمنحك الفرصة لمعرفة الأجزاء التي قد تريدين الإطاله عندها و شرحها، إضافة لبعض الأجزاء التي تريدين تجنّب ذكرها في القصّة لأي سبب كان.

14- أضيفي بعد ثالث للقصّة كلّما أمكن ذلك، مثل تصنيف بعض الملابس الملوّنة عند قراءة قصّة ك "فانيللتي بيضاء" أو بعض ألعاب الديناصورات عند قراءة "العدّ مع الديناصورات" أو مجموعة من الأشكال هندسيّة عند قراءة "الأشكال من حولنا".
15- ضعي لوح في الغرفة و أضيفي عليه تقدّمك في القراءة، عن طريق إضافة شكل شمس أو ضفدع أو نجمة أو أي شكل يفضّله طفلك عند قراءة قصّة جديدة سويّاً.
16- بعض الأطفال قد يتردّد و لا يستطيع الجلوس ساكناً أثناء القراءة، يمكنك حينها إعطاءه ورقة و قلم لكي ينشغل بها بينما تقرأين له. حتى يعتاد الجلوس لفترة من الوقت و الاستماع للقصص.

17- رتّبي وقتاً في الصف أو البيت حيث يقرأ الأطفال بمفردهم، حتى لو كان ذلك يعني أنّهم فقط ينظرون للصور و يقلّبون الصفحات.
18- عندما يرغب طفلك بالقراءة لك، من الأفضل اختيار قصّة سهلة جدّاً للقراءة من قصّة أصعب.
19- شجّع أطفالك الأكبر عمراً بأن يقرأوا لإخوتهم الأصغر عمراً.


ما عليك تجنّبه

1- لا تقرأ القصص التي لا تسمتع(ي) بها بنفسك، لأن ضجرك و كرهك للقصّة سيكون بادياً عليك و هذا لا يخدم هدفك.
2- لا تكمل قراءة قصّة واضح أنّها غير مناسبة أو غير جيّدة توقف حالاً و اعترف بأنها لم تكن خياراً جيّداً. ضع في عين الاعتبار أن بعض القصص تبدأ بدايات بطيئة و غير مثيرة للاهتمام. كما يجب أن تتذكّر أن مراجعتك للقصّة قبل قراءتها لأطفالك ستوفّر عليك القيام بذلك.
3- لا تشعر بأن لديك التزام لربط كل قصّة بما يتعلّم طفلك بالمدرسة، القراءة يجب أن تكون ممتعة قبل كل شيء.
4- لا تربك طفلك من خلال قراءة قصص لا تلائمه، تأكّد أن تكون القصص مناسبة لقدراته العقليّة و العاطفيّة في تلك المرحلة.
5- لا تبالغ في السترخاء أثناء قراءة القصّة، فذلك قد يشعرك بالنعاس.
6- لا تفرض القيم و فهمك للقصّة على طفلك، فالقصّة يكفي أن تكون ممتعة، و توفّر لك الكثير لتتحدّث عنه مع طفلك بعد الإنتهاء من القصّة.
7- لا تظن أن قراءة كل شيء هو أمر جيّد، انتقاءك للقصص مهم جدّاً.
8- لا تستخدم قراءة القصص كوسيلة لدفع أطفالك لفعل ما تريد، لأن ذلك سيفقدهم الرغبة في القراءة مع الوقت.
9- لا تطلب من طفلك إعادة قراءة السطور خلفك ما لم يطلبوا ذلك، فهذا سيفقدهم الرغبة في القراءة.

نتمنّى أن تكون هذه النقاط ذات فائدة كبيرة لكم، هل هناك نقاط أخرى تظن أنّها ذات أهميّة لم نذكرها هنا؟ شاركونا بها.

الخميس، 16 يوليو 2015

كيف تجعل طفلك مطيعاً لكل أوامرك


من أهم المشاكل التي تواجهنا كآباء وأمهات هي دفع أطفالنا لطاعة جميع طلباتنا، والسؤال الذي نطرحه دائماً على أنفسنا هو كيف أدفعهم لطاعتي؟ لكن السؤال الذي سأطرحه اليوم هو هل علي أن أدفعهم لطاعتي دائماً؟

السبب في طرحنا لهذا السؤال هو أنّك نموذج السلطة الأوّل الذي يواجهه طفلك وأنت تريد أن يطيعك لأنّك تريد مصلحته قبل كل شيء. لكن هل كل نماذج السلطة التي سيواجهها بعد ذلك في حياته سيكون لديها نفس الدافع؟ وهل الطاعة العمياء التي علمّتها أنت له ستدفعه لإطاعة الأوامر بغض النظر عن نتيجتها؟ هذه المعضلة يجب أن تضعها في عين الاعتبار في كل مرّة تفكّر أن طفلك يجب أن يطيعك دائماً.

أطفالنا يولدون بلا حول ولا قوّة، يعتمدون علينا كآباء وأمهات لنعتني بهم. هكذا نصبح نموذج السلطة الأول في حياتهم. فهم ينظرون لنا كمصدر السلطة الوحيد الذي يعرف ويسيطر على مصيرهم ومصير أفعالهم.

لذا من أهم واجباتنا كآباء وأمهات هو إجابة هذا السؤال لأنفسنا واتخاذ موقف واضح وصريح من مسألة السلطة والطاعة دون تمييع.


هل تعليم أطفالنا الطاعة أمر جيّد ام سيّء؟


الكثير من الآباء والأمهات يظن أن الأولاد المطيعين هم مكأفاة على تربيتهم الجيّدة، فهم لا يجادلون أو يعاندون  ويفعلون ما يطلب منهم ومع الوقت يتعلّمون كيف يعتنون بأنفسهم وما هي أفضل طريقة للتصرّف. وإذا ما سألت عدد كبير من الآباء والأمهات سيقولون لك أن هدفهم تربية أطفال مطيعين مؤدبين. والمشكلة أن الكثير منهم يخلطون ما بين الطاعة والأدب. وللأسف ذلك النوع من الأدب بسبب الطاعة يفقدهم الكثير من قدراتهم الغريزية في الحكم على الأشياء.

وإذا ما نظرت إلى هؤلاء الأطفال المطيعين في الغالب، ستجدهم يواجهون مخاوف عديدة، لا يثقون بأنفسهم وهم أقل قدرة على مواجهة الحياة. بينما يظن الوالدين أنهم مريحين جدّاً للتعامل معهم. لكن للأسف، الحقيقة أنهم يكونون غير مستقرّين عاطفيّاً ويسهل التلاعب بهم من نماذج السلطة الأخرى التي سيواجهونها لاحقاً في حياتهم. وعادةً ما يكون الوالدين لهؤلاء الأطفال قد مرّوا بنفس التجربة مع والديهم في طفولتهم.

هل يجب على أطفالك أن يكونوا مطيعين لكي يكونوا مؤدبين. ام يمكن أن يكونوا مؤدبين دون أن يطيعوك دائماً دون نقاش؟ من مخاطر أن يكون طفلك مطيعاً جداً هو أنه سينصاع لأوامر ورغبات نماذج السلطة التي ستتبعك دون مساءلة. نماذج سلطة كضغط رفاقه ليندمج معهم في كل ما يفعلوه في المدرسة، أو مديره في العمل أو زوج(ة) متسلط(ة) . بغض النظر عن قناعاته ورغباته.

ما نراه حولنا في العالم العربي اليوم من تطرّف وحروب وطاعة الكثير لفتاوي الشيخ الفلاني وأوامر الزعيم الفلاني دون مساءلة لصحّة نتائج هذه الأوامر والفتاوي سببها الأول أننا (جيلنا وجيل آباءنا وأجدادنا) بشكل عام قد تربيّنا على الطاعة للسلطة: للأب، العشيرة، المختار، الزعيم إلخ...ولأن القدرة على مساءلة السلطة ومواجهتها قدرة تتعلّمها فقط في مرحلة مبكرة من العمر فإننا عالقون في دوّامة صعبة الكسر، فكما تربيّنا نربّي أطفالنا على الطاعة. لذا علينا كآباء وأمهات هذا الجيل أن نكسر هذه الدوّامة ببناء ثقتنا بأنفسنا والسماح لأطفالنا بمساءلة قراراتنا وأسلوبنا في التربية.


كيف تربي طفلاً يسائل السلطة ويفكّر بنفسه؟


الكثير يظن أنّه حالما نترك بيوت والدينا ونستقل بأنفسنا. أنّنا نقوم بإتخاذ قراراتنا بأنفسنا. إلّا أننا في حقيقة الأمر نستبدل نموذج سلطة والدينا بنماذج سلطة أخرى تواجهنا في حياتنا. لأننا في الوقت الذي نواجه فيه نماذج السلطة هذه نكون قد تعوّدنا مسبقاً على الطاعة وأصبحت الطاعة عادة لدينا، فمن الأسهل أن تطيع في هذه النقطة ومن الصعب جدّاً أن نطوّر قدرتنا على المساءلة والتفكير الناقد في هذه المرحلة العمريّة.

لذا الحل لنطوّر هذه القدرة لدى أطفالنا، أن نسمح لهم بتحدّينا كآباء وأمهات ومساءلتنا. وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو معاكساً لما يبدو طبيعياً لنا في بداية الأمر، إلّا أن النتيجة النهائية هي الحصول على طفل قادر على التفكير بنفسه والتساؤل تستحق منّا بذل الجهد. إذا ما جادلك طفلك فيما طلبته، فهو يبني قدرته على التحليل المنطقي والتفكير الناقد. وإذا ما كان عنيداً فإنه يبني قدرته على المثابرة. وإذا لم يفعل ما طلبته منه تماماً فهو يبني في قدرته على التفكير والتصرّف باستقلالية.


لم أقتنع بعد بأن الطاعة شيء سيّء، ما هو دليلك؟


دراسة شهيرة في مجال الطاعة والسلطة أجراها العالم ستانلي ملغرام في جامعة ييل في ستينيات القرن العشرين وبالتحديد عام 1962. أعطتنا الفرصة لفهم كيف يتصرّف البشر تجاه السلطة فوجد أن ثلثي من أجريت عليهم الدراسة امتثل لأوامر الباحث حتى لو عنى ذلك إيذاء شخص آخر في غرفة مجاورة، لمزيد من التفاصيل عن هذه التجربة يمكنكم مشاهدة ملخّص وإعادة إجراء حديثة لهذه الدراسة في الفيديو التالي:



إذا ما كنت تريد أن تعرف أكثر عن هذه الدراسة يمكنك مشاهدة الفيديو للدراسة الأصليّة أدناه:



إن من يدفع بالحضارة البشرية إلى الأمام هم الأشخاص الذي يساءلون دائماً السلطة وما هو مسلّم به. هل تريد أن يكون طفلك متميّزاً وقادراً على التفكير بنفسه، أن يكون قائداً قادراً على اتخاذ القرارات والمثابرة على الرغم مما سيواجه من صعوبات؟ أم هل تريده أن يكون مطيعاً؟