في بعض الأحيان و مهما كنّا عقلانييّن و متفهّمين اختبارات أطفالنا المتكررة لنا قد تؤدي إلى نفاذ صبرنا، لماذا يلقي صغيري اللطيف ألعابه علي عندما أخبره مراراً ان يتوقف؟ هل يتعمد إيذائي، هل هو عدواني؟ هل يكرهني؟!
لدى الأطفال طريقة غير اعتيادية في التعبير عمّا يحتاجون و بما يشعرون، طريقة محمّلة بخليط من المشاعر التى يرعبهم عدم قدرتهم على التحكم بها و بتصرفاتهم بعد. قد يعزّيك معرفة انه بالنسبة لطفلك أيضاً ما يفعله لا يبدو منطقيا. و لكن عدم اكتمال نمو الجزء المسؤول في دماغهم (pre-frontal cortex - قشرة الفص الجبهي) و الكم الهائل من المشاعر التي يحملها الأطفال هو تفسيرٌ بسيط لما يحصلُ معهم. أي على الأغلب ان صغيرك قد فهم انه لا يجوز رمي الألعاب عليك أو رمي طعامه على الأرض، ضرب أصدقائه الصراخ و النحيب و لكن دوافعه أكبر و أقوى منه و هو لا يستطيع بعد أن يتحكم بها. إليك أهم الأسباب لتخطي الحدود عند أطفالنا :
١- النجدة- جسمي لا يحتمل. لم أصادف طفلا حتى اليوم اعترف بانه تعب أو جائع أو يشعر بالنعاس، و لكنه قد يبدأ بتصرفات لا تعجبنا للفت نظرنا و الانتباه لحالته. فإذا بدأ طفلك في الصراخ و الركض أو ضرب غيره بعد رحلة تسوّق لمدة ٤ ساعات، فان أفضل ما تفعله هو أن تضمه و تقول له شيئاً ك " لن أدعك تصرخ / تركض/ تضرب هكذا، شكرًا لأنك جعلتني أرى انك تعب للغاية، حان وقت الذهاب الى المنزل".
٢- حدودي ليست واضحة! اذا صرخت بصوت أعلى قد أحصل على ما أريد !! أو أمي اليوم متعبه ستدعني أفعل ما أريد..سيستمر طفلك بتجربتك حتى يتضح له ان لا شئ سيغير ما تفرضه انت من حدود فيتوقف.
٣- لماذا كل هذه الجلبه! إن ردّة فعلنا لتصرفات أطفالنا عندما يختبروننا قد تدفعهم للمزيد من الاختبار! فعندما نحتد و نكون عاطفيين، نحاضرهم و نستمر في الكلام - أكثر من جملة واحدة أو اثنتين- عن تصرفهم الذي لم يعجبنا نولد لديهم شعور بالذنب و الخزي، و نخلق قصة درامية عن الطفل الذي لم يكن يقصد شيئاً من تصرفه و هذا يشجعه على تكرار التصرفات ليفهم مشكلته.
٤- لدي مشاعر لا أعرف ما هي! تتراكم لدى أطفالنا المشاعر السلبية و التوتر الذي يتعرضون له، و تنفجر هذه المشاعر على شكل نوبات غضب و بكاء و كسر لحدودنا، كل ما يحتاجه أطفالنا للتنفيس عنها هو تركهم يعبرون عنها بطريقتهم و التدخل للتأكيد على الحدود فقط، فاتباع مبدأ جميع المشاعر مقبولة و لكن ليس كل التصرفات يجعلهم أهدأ و يخفف من تكرار اختبارهم لحدودهم
٥- انت مثالي الأعلى! قد لا يربط بعضنا الأمر بهذه الطريقة، لكن أطفالنا مرآة لنا، اذا كنا نضرب أولادنا لحل مشاكلنا معهم فعلى الأغلب هذه هي طريقتهم لحل مشاكلهم حتى و ان كنا نطلب منهم غير ذلك ، اذا لم نحترم أولادنا و شددنا منهم ما نريد سيكون شد الألعاب دون استأذان من أصدقائهم اسلوبهم.
٦- أحتاج للاهتمام و الحب و القليل من وقتك! في بعض الأوقات نغرق في همومنا و أفكارنا و لا نلتفت لأطفالنا إلاّ لتأنيبهم على ما يزعجنا من تصرفاتهم ، فيكون تكرار هذه التصرفات هو السبيل لجذب انتباهك و طلب حبك.. اترك كل شيء و اجلس معهم لعشر دقائق فقط للضحك و اللعب و أخبرهم كم تحبهم ليطمأنوا و يهدأوا.
لذا لا تأخذ تصرفات أطفالك غير المرغوبه شخصياً أبداً، فطفلك يحبك و يقدرك و يحتاجك دائماً لمساعدتك أكثر مما يستطيع ان يعبر.. و احترامنا لأطفالنا يعني احترام هذه المرحلة العمريّه و التعامل معها بعقلانية و هدوء .
مع الحب
لانا أبو حميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق