مهما اختلفت طبائع أطفالنا ، حاجاتهم واهتماماتهم يبقى هناك تحدٍ مُشترك في كل عائلة وبيت. نستطيع التعامل معه أحيانا و أحيانا أخرى نصاب بالضيق وننفجر في وجه أطفالنا " كفى، ألم أشترِ لك لعبة في عيد ميلادك. ألست تملك مئات السيارات والقطارات. لماذا علينا أن نشتري المزيد. أنت لم تلعب بها منذ أن أخرجتها من غلافها!!!"
المزيد والمزيد والمزيد من الألعاب والأغراض يطلبها أطفالنا في كل رحلة للسوق أو حتى وهم في البيت. قائمة طويلة من الأغراض التي يتمنون الحصول عليها والتي لا يبدو أنها تنكمش مهما لبينا من رغبات.. والأسوأ أن مُعظم الأغراض إن لم تكن جميعها ينتهي على الرفوف وفي الخزائن . لماذا؟
إن أطفالك طبيعيون كغيرهم من الأطفال.. فهذه طبيعة بشرية. الأشياء الجديدة مميزة وجميعنا يُحبها لكن ما أن نعتاد عليها تُصبح عادية ونرغب في شيء جديد آخر.
لكن هُناك حل؟
نعم وبسيط جدا.. بينما مُتعة الأغراض الجديدة تفنى بعد مُدة فإن مُتعة التجارب تبقى وتُخلد كذكريات. فطفلك سيلعب في اللعبة عددًا من المرات وينساها لكن التجارب الرائعة التي تُهديه إياه ستبقى معه للأبد ويكبر لتكون جزءا منه و كذلك الأمر لأي شخص آخر تود إهدائه. جرب مثلا بطاقات لعرض مسرحي مفضل أو فيلم مميز.دورة لتعلم شيء جديد كلغة جديدة أو ممارسة رياضة غير عادية. بطاقة للخروج معك وحدكم لمكان مميز يمكنهم استخدامها متى شاؤوا. رحلة تخييم في الخارج.. الخروج معك في رحلة استكشافية في مكان مميز. بطاقات السباحة مع الدلافين أو ركوب المنطاد والكثير غيرها.
إن الهدايا المادية تماما كالأطعمة السريعة والحلويات تشعر أطفالنا بالسعادة والفرح لفترة ومناسبة كمُكافئة بين فترات متباعدة لكن أجسامهم وعقولهم لا تستطيع الاعتماد عليها لتبقى قوية.
مع الحب
لانا أبوحميدان