يتصرف أطفالنا بِلُؤم أحيانا، القليل من اللؤم، فيرفضون المشاركة وإشراك غيرهم في اللعب وأحيانا أخرى يتمادون فيطلقون الألقاب أو يتعمدون أذية مشاعر غيرهم من الأطفال.
قد تصدمنا رُؤية أطفالنا يتصرفون بلؤم فنشعر بالقلق وبالغضب وبالاحراج أمام الناس. إذن ماذا ستفعل وكيف تجعل من كل موقف فرصة لتعلم طفلك فن التعامل ؟
تتميز مرحلة الطفولة بالاندفاعية وعدم التفكير جيدا قبل التصرف وهذا يُعد سببا كافيا لتفسير الأنانية واللؤم عند الأطفال. فمراكز اتخاذ القرار والتعاطف في دماغهم لم تتطور بعد وهم يتصرفون بأفضل طريقة يعرفونها لحل المشاكل.
العقاب في هذه الحالات يُشعر الطفل بالخري والغضب ولا يدفعه للاهتمام حقا بمشاعر غيره. لذا فانه يحتاج فقط للقليل من التوجيه حتى يتعلم أن لتصرفاته تأثير على من هم حوله و يبدأ بتعديلها. اليكم كيف تساعدون أطفالكم عندما يتصرفون بلؤم:
١- إبدأ بالوصف
صِف المشكلة والموقف الذي تراه فالأطفال لا يستطيعون رؤية الموقف ببعد مختلف. استخدم و بدلا من لكن لكي يدرك طفلك أن كلا مشاعره ومشاعر غيره مقبولة .مثلا " أنت تريد أن تستمر في اللعب على الأرجوحة وأحمد فهو يرغب باللعب عليها. " أنت تريد اللعب مع الأولاد الكبار ومنى تُحب ان تلعب مع أحد أيضا.٢- إشرح لطفلك عن شعور غيره
تأكد من أن تتطرق لمشاعر الطفل الآخر أثناء حديثك مع طفلك . تُشير الدراسات إلى أن حديث الأهل مع أطفالهم عن شعور غيرهم يُساعدهم في رؤية المشكلة من وجهة نظر غيرهم. " عندما تصرخ في وجه أحمد وتقول أنت لست صديقي يشعر بالحزن"."عندما تنادي أمل بألقاب سيئة فانها تشعر بالاحراج".
٣- ركز على الحلول
وليس على تأنيبه على تصرفه فهو لا يستطيع العودة الى الوراء وتغيير تصرفه لكنه بالتأكيد يستطيع ان يتعلم منه للمرات القادمة. اسأله أسئلة مثل " ماذا يمكنك أن تفعل لتحسن شعور صديقك؟"،أو " اقترح حلا عادلا لجميع الأطراف". اذا لم يستجب طفلك اصبر عليه و أظهر له تفهمك لمشاعره فهو لا زال يتعلم واسأله مرة أخرى. اذا لم يأتي طفلك بأي اقتراحات أعطه خيارين لحل المشكلة " يمكنك أن تعطي صديقك بعض السيارات ليلعب بها أو يمكنك سؤاله بلطف اذا كان يريددان يلعب في الخارج".٤- دع طفلك يرى كم هو قادر
على أن يُسعد أحدهم . فكما من المهم ان نساعد أطفالنا على إدراك جرح مشاعر أحدهم من المهم جدا أيضا أن نمدح جهودهم ونُشعرهم بقدرتهم على إسعاد الغير. مثلا " لقد كان لطيفا جدا منك أن تشارك ألوانك مع منى أنظر كم أصبحت سعيدة". " لا بد أن زيد قد استمتع اليوم باللعب معك فلقد أشركته معك في اللعب بالرغم من أنه صغير السن.
مع الحب
لانا أبوحميدان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق