الثلاثاء، 10 يونيو 2014

التغيير صعب لكنه ممكن...تعلّم لغه جديده



الخطوة الأولى لتنجح في تربية أطفالك بطريقة إيجابية هي تغيير طريقة تفكيرك و الطريقة التي تنظر بها لأطفالك ، فالأساليب التي تربّينا بها -معظمنا- كأهل و تجاربنا في الحياة ساهمت في تشكيل عقولنا بناءً على معتقدات و عادات معينة تقبع الآن في الجزء اللاواعي من عقولنا، و كثيرا ما نجد هذا الجزء من عقلنا يتحكم بنا فتصبح طريقتنا في معاملة و مخاطبة أبنائنا مشابهه لطريقة أهالينا سواء كانت سيئة أو جيدة... لذلك فان الجزء الأصعب هو التحكم بهذه العادات و الأفكار ولكنه الأهم.. فبالنسبة لنا سيكون الأمر كتعلم لغة جديدة و لكننا بمخاطبة أطفالنا بها ستصبح هي لغتهم الأم...

و الآن ماهي المبادئ الإيجابية الجديدة التي ستستبدل بها معتقداتك القديمة؟

حب و احترام غير مشروط
بداية الحب و الإحترام،  أطفالنا هم أشخاص كاملون لهم الحق بان يكونوا مختلفين عنا ، يستحقون حبنا غير المشروط و احترامنا لعقولهم و أجسادهم ..أسمع دائماً أمهات و أباء يرددون جمل لأبنائهم  مثل "افعل كذا لأحبك أكثر" أو "لن أحبك لأنك فعلت كذا و كذا" و أنا لا أشك أبدا بمقدار حبهم لصغارهم لكن حب الأم و الأب للطفل هو ما يمنحه الشعور بالأمان و الطمأنينة و فقدان الشعور بالأمان عند الطفل هو من أهم الأسباب التي تدفعه للتصرف بطريقة غير مرغوبة.. انزل لمستوى طفلك انظر في عينيه و أخبره بان هناك شخص في هذا العالم يحبه و هذا الحب لن يتغير أبدا . حتى في أسوأ لحظات أطفالنا أفضل ما يمكننا فعله هو التأكيد لهم بأننا نحبهم..

انتبه لحاجات طفلك
ثانيا ، تصرفات أطفالنا هي ليست إلا طرق و محاولات لسد احتياجات معينة، جوع تعب نعس شعور بالخوف أو عدم الاستقرار ، بحاجة لجذب انتباهنا أو اختبار لصبرنا و غيرها الكثير فليس هناك أطفال سيؤون أو يتعمدون مضايقتنا و إزعاجنا، كل ما علينا هو الانتباه لحاجاتهم الجسدية و النفسية قبل أن تتحول إلى مشكلة ثم إعلامهم لما يعتبر تصرفهم خاطئ و توفير بدائل مقبولة لمساعدتهم بالتحكم في انفسهم و تصرفاتهم. 

تقبّل جميع المشاعر
ثالثا، تقبُٓل جميع مشاعر أطفالنا مهما كانت و عدم نفيها و إقناعهم بعدم وجودها، الخوف الغيرة الخجل كلها مشاعر يشعرها أطفالنا و نحن نحاول منعهم ! تقبل مشاعرهم و مساعدتهم على تمييزها و تسميتها طريقة رائعة حتى يتمكنوا من مواجهتها و فهمها و بالتالي فهم انعكاسها على تصرفاتهم.

ضع حدود للتصرفّات بلطف و تعاطف تام
رابعا، جميع المشاعر مقبولة ولكن ليست كل التصرفات اذ هناك حدود يجب أن نضعها لهم، حدود واضحة و ثابتة مهما اختلفت الأوقات أو المواقف نطبقها و لكن بلطف و بتعاطف معهم، فأفضل طريقة لنعلم أبنائنا الالتزام بالقوانين هو تفهم عدم رضاهم عنها...يرغب ابني أحيانا في تناول الشوكولاتة  في الصباح و قد يصر و يحتد فأقول شئ مثل " ااه الشوكولاتة لذيذة و أنا أرى كم ترغب بها و لكني لن أتركك تأكلها قبل تناول الفطور" بلطف و حب و بصوت هادئ و يُحسم الموقف عادةً و أحيانا أخرى قد يبدأ بالبكاء و يستمر لفترة فأحضنه و انتظر حتى ينتهي فهو له الحق أن يشعر بالحزن لأن رغبته لم تتحق و أنا أتعاطف معه لكن وقت الحلوى بعد الأكل..  

لا عقاب
أخيرا، ليس هناك عقاب..نعم ليس هناك عقاب!  ما سيدفعهم لتغير تصرفاتهم للأفضل هو حبهم و احترامهم لنا و رغبتهم بتعلم الصواب و تطبيقه و ليس الخوف من العقاب أو من عدم تقبلنا لهم أو فقدان حبنا لهم ولا حتى رغبة بالمكافآت، فالعقاب بأشكاله يزرع الخوف في أطفالنا و يكسر علاقة الثقة و الاحترام التي هي أساس التربية الإيجابية..

سهل؟؟ ابداً لكننا نتعلم لغة و اللغة تحتاج الممارسة ..

شاركونا آرائكم، تجاربكم و أسئلتكم، ما هي المشاكل و التحديّات التي تواجهكم مع أبنائكم؟ ما هي أنجع الطرق التربويه التي تساعدكم عملياً في كسب تعاون أبنائكم و بناتكم؟


مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق