الخميس، 19 يونيو 2014

هل تعتقد بان أولادك مشاغبين؟؟


 مع بداية السنة الثانية و الثالثة من عمر أطفالنا تبدأ الحاجة  للكثير من المراقبة والتوجيه و الإرشاد، و نحن نواجه صعوبة خلال هذه الفترة تحديدا لأن الأطفال في هذا العمر لديهم قدر كبير من الفضول و حب الاستكشاف، و قدراتهم الجسدية و طاقتهم تسبق وعيهم بالأخطار من حولهم و تسبق قدرتهم على استخدام اللغة بمراحل .. 

إليك بعض النصائح التي قد تغير نظرتك لطفلك و طريقة تعاملك مع تصرفاته غير المرغوبة في هذه الفترة:

- من الأفضل أن نعوّد أنفسنا أن نرى الأشياء من منظور صغارنا، الأمر ليس سهلا و يحتاج إلى ان تذكّر نفسك به كلما حاولت إيقاف ابنك من عمل شيء ما، فبالنسبة لك أنت تستخدم نبرة حادة لإيقافه أو نظرة حازمة أو تذهب اليه و توقفه من متابعة ما يفعله، لكن ما يراه الطفل هو "كلما حاولت تكرار هذا التصرف تتغير ملامح أمي و نبرتها و تسرع لالتقاطي...يا له من أمر مسلٍ سوف أعيد الكرّة لأرى أن كنت سأحصل على النتيجة ذاتها"،  فهو يتعلم أن "لكل فعل نتيجة"،  و لهذا فالابتسامه التي نراها على وجهه وهو يستعد لتكرار تصرفه ليست عناداً أو عدم اكتراث بنا بل هي بالنسبة له لعبة، تعلمه الكثير من حوله..

- لا تخلط بين العناد و الاستقلالية!  فبعض أطفالنا مستقل بطبيعته، و غالبا ما يظهر قوة إرادته في المواقف التي يشعر بانه ضعيف فيها، فبدل ان نفرض عليه ماذا يلبس و ما سيأكل و بماذا يريد ان يلعب الأفضل ان نوفر له خيارين ليختار من بينهما فيشعر انه صاحب القرار.

- لا تستخدم كلمة "لا" أو نبرة صوت عالية إلا للضرورة كالمواقف الخطرة ، تشير الدراسات ان الطفل ما بين العامين و الثلاثة يسمع كلمة "لا" أكثر من ٤٠٠ مرة في اليوم ! فكثرة استعمالها ستفقدها قيمتها بمرور الوقت و عندها لن يفرّق الطفل بين " لا تقترب الفرن ساخن"  -و هذا خطر- عن أي موقف عادي مثل "لا لن أعطيك حلوى". حاول استعمال كلمات بديله كلما أمكن  مثل "ساخن "أو "قف" أو "خطر" لشد انتباه طفلك .

- وفر لطفلك بدائل أمنه و مقبولة بالنسبة لك ، فإذا حاول طفلك التسلق على الكراسي أو الطاولات اعرضي عليه ان يتسلق كومة من المخدات.. وإذا رأيت صغيرك يعبث بيديه بطعامه اقضي معه بعض الوقت للعب بالرمل مثلا فهو يوفر تجربة حسية رائعة  ليدية الصغيرتين أو املأي له وعاء بحبات العدس أو الشوفان أو حتى أشكال مختلفة من المعكرونة ليتحسسها و يلعب بها..

 أطفالنا مبرمجون طبيعيا للعب و الاستكشاف، و كلاهما له دور مهم جداً في تطورهم و أفضل طريقة لتمر هذه المرحلة بسلام هي توفير مساحة آمنة للطفل ليستكشف و البدء بتعليمه ما هو مرفوض بوضع الحدود لتصرفاته و التعاطف معه في نفس الوقت و استخدام اللعب و اللغة للمساعدة في ذلك.

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 15 يونيو 2014

هل يعرف طفلك قيمة نفسه؟


واحدة من أهم مراحل تطور شخصية أطفالنا هي المرحلة التي يتعلمون فيها قيمة أنفسهم و يشكّلون صورة داخلية عن من يكونون بنظرهم و نظر من حولهم ، و لأن جميع تصرفات الإنسان هي انعكاس للصورة التي يرى بها نفسه فإنه من الضروري أن نساعد أطفالنا على تكوين نظرة إيجابية سليمة لأنفسهم. لكن كيف يكوّن أطفالنا فهمهم لشخصهم؟

الأطفال في بداية حياتهم يرَون أنفسهم من خلال أعين أهلهم، فطريقتنا في مخاطبتهم و الحديث معهم هي ذاتها الطريقة التي يكلّمون بها أنفسهم، و حديث الأطفال لأنفسهم هو ما سيبني معتقداتهم عن شخصيتهم و هذه المعتقدات ستشكّل الأساس للصورة التي يكونها الطفل عن نفسه و سيتصرف على أساسها.لكن كيف سيؤثر هذا في حياة أطفالنا؟ 

في الحقيقة إن الجزء اللاواعي من عقل الطفل يعمل دائماً لإقناعه بصحة الصورة التي كوّنها عن نفسه و هنا تكمن خطورة رؤية الطفل لنفسه بطريقة سلبية، فإذا صدّق الطفل أنه مشاغب ، غير متعاون أو فوضوي مثلاً سيتصرف بطريقة مماثلة لهذه الصورة. و بنفس الطريقة سيعمل عقل الطفل على إستخدام أيّة صفات نصفه بها ليتصرف تصرفات تتماشى و إياها و هذا فقط ليحقّق ما توقعناه منه عندما استخدمنا هذه الكلمات.

لذا من المهم جداً الحرص و الإنتباه للكلمات التي نصف بها أبنائنا و الإبتعاد تماماً عن كلمات مثل أناني و عنيد و لئيم و غيرها،  و هذا ينطبق كذلك على الصفات التي تبدو كإيجابيه مثل ذكي و موهوب و الأفضل أو الكلمة التي يستعملها كل الأهل "شاطر" لأنها تُحمِّل الأطفال عبئا ثقيلا لتحقيق توقعاتنا العالية منهم، إذ من الممكن أن يوّلد هذا العبئ الخوف من عدم المقدرة على المحافظة على مستوى أداء يتناسب و هذه الصفات و بالتالي الفشل فيبدأ الطفل بالتصرّف بطريقة معاكسة تماماً و يستسلم. فمثلاً عندما لا ينجح طفل يصفه أهله بالذكي دائماً في انجاز شيء معيّن فإنه قد لا يحاول مجدّداً خوفاً من تكرار الفشل و سحب امتياز هذه الصفة منه فيفقد إيمانه بقدراته على المحاولة و النجاح.

لكن هل يعني هذا أن نتجاهل إنجازات أطفالنا و نجاحاتهم! بالطبع لا. فمجرد أن تدع إبنك يعلم أنك تلاحظ ما ينجزه كفيل بتشجيعه و دفعه لتحقيق المزيد، فالطريقة الأفضل هي وصف ما تراه أمامك لطفلك، فإذا أراك إبنك أحد رسوماته حاول أن تمنع نفسك من التصفيق له و وصفه بالرسام و المبدع و اوصف له ما تراه في رسمه كأن تقول شيئا مثل"أرى انك استخدمت خليط من الألوان هنا و الكثير من التفاصيل هناك " و هكذا، و كذلك الحال إذا ضرب طفلك آخاه الصغير، فبدلا من وصفه بعديم الإحساس أو العدواني حاول أن تبقى هادئاً و تصف الموقف كأن تقول بلطف" لقد ضربت أخاك ،هذا يؤلم و أنا لن اسمح لك به".

تماماً كالأعشاب الضارة التي تنمو حول نبتة ما، فإن سقيناها و صببنا اهتمامنا عليها فستنمو و تضر بنبتتنا و إن أهملناها ستذبل و تموت و تترك المجال للنبتة بالنمو و الإثمار. فلنحاول اليوم البحث عن صفة جيدة و تصرف سليم و نخبر أولادنا بأننا نلاحظ و نقدّر، و أن أخطائهم لن تجعل منهم أطفال سيئين.

شاركونا آرائكم، تجاربكم و أسئلتكم، ما هي المشاكل و التحديّات التي تواجهكم مع أبنائكم؟ ما هي أنجع الطرق التربويه التي تساعدكم عملياً في تشجيع أبنائكم و بناتكم؟

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الثلاثاء، 10 يونيو 2014

التغيير صعب لكنه ممكن...تعلّم لغه جديده



الخطوة الأولى لتنجح في تربية أطفالك بطريقة إيجابية هي تغيير طريقة تفكيرك و الطريقة التي تنظر بها لأطفالك ، فالأساليب التي تربّينا بها -معظمنا- كأهل و تجاربنا في الحياة ساهمت في تشكيل عقولنا بناءً على معتقدات و عادات معينة تقبع الآن في الجزء اللاواعي من عقولنا، و كثيرا ما نجد هذا الجزء من عقلنا يتحكم بنا فتصبح طريقتنا في معاملة و مخاطبة أبنائنا مشابهه لطريقة أهالينا سواء كانت سيئة أو جيدة... لذلك فان الجزء الأصعب هو التحكم بهذه العادات و الأفكار ولكنه الأهم.. فبالنسبة لنا سيكون الأمر كتعلم لغة جديدة و لكننا بمخاطبة أطفالنا بها ستصبح هي لغتهم الأم...

و الآن ماهي المبادئ الإيجابية الجديدة التي ستستبدل بها معتقداتك القديمة؟

حب و احترام غير مشروط
بداية الحب و الإحترام،  أطفالنا هم أشخاص كاملون لهم الحق بان يكونوا مختلفين عنا ، يستحقون حبنا غير المشروط و احترامنا لعقولهم و أجسادهم ..أسمع دائماً أمهات و أباء يرددون جمل لأبنائهم  مثل "افعل كذا لأحبك أكثر" أو "لن أحبك لأنك فعلت كذا و كذا" و أنا لا أشك أبدا بمقدار حبهم لصغارهم لكن حب الأم و الأب للطفل هو ما يمنحه الشعور بالأمان و الطمأنينة و فقدان الشعور بالأمان عند الطفل هو من أهم الأسباب التي تدفعه للتصرف بطريقة غير مرغوبة.. انزل لمستوى طفلك انظر في عينيه و أخبره بان هناك شخص في هذا العالم يحبه و هذا الحب لن يتغير أبدا . حتى في أسوأ لحظات أطفالنا أفضل ما يمكننا فعله هو التأكيد لهم بأننا نحبهم..

انتبه لحاجات طفلك
ثانيا ، تصرفات أطفالنا هي ليست إلا طرق و محاولات لسد احتياجات معينة، جوع تعب نعس شعور بالخوف أو عدم الاستقرار ، بحاجة لجذب انتباهنا أو اختبار لصبرنا و غيرها الكثير فليس هناك أطفال سيؤون أو يتعمدون مضايقتنا و إزعاجنا، كل ما علينا هو الانتباه لحاجاتهم الجسدية و النفسية قبل أن تتحول إلى مشكلة ثم إعلامهم لما يعتبر تصرفهم خاطئ و توفير بدائل مقبولة لمساعدتهم بالتحكم في انفسهم و تصرفاتهم. 

تقبّل جميع المشاعر
ثالثا، تقبُٓل جميع مشاعر أطفالنا مهما كانت و عدم نفيها و إقناعهم بعدم وجودها، الخوف الغيرة الخجل كلها مشاعر يشعرها أطفالنا و نحن نحاول منعهم ! تقبل مشاعرهم و مساعدتهم على تمييزها و تسميتها طريقة رائعة حتى يتمكنوا من مواجهتها و فهمها و بالتالي فهم انعكاسها على تصرفاتهم.

ضع حدود للتصرفّات بلطف و تعاطف تام
رابعا، جميع المشاعر مقبولة ولكن ليست كل التصرفات اذ هناك حدود يجب أن نضعها لهم، حدود واضحة و ثابتة مهما اختلفت الأوقات أو المواقف نطبقها و لكن بلطف و بتعاطف معهم، فأفضل طريقة لنعلم أبنائنا الالتزام بالقوانين هو تفهم عدم رضاهم عنها...يرغب ابني أحيانا في تناول الشوكولاتة  في الصباح و قد يصر و يحتد فأقول شئ مثل " ااه الشوكولاتة لذيذة و أنا أرى كم ترغب بها و لكني لن أتركك تأكلها قبل تناول الفطور" بلطف و حب و بصوت هادئ و يُحسم الموقف عادةً و أحيانا أخرى قد يبدأ بالبكاء و يستمر لفترة فأحضنه و انتظر حتى ينتهي فهو له الحق أن يشعر بالحزن لأن رغبته لم تتحق و أنا أتعاطف معه لكن وقت الحلوى بعد الأكل..  

لا عقاب
أخيرا، ليس هناك عقاب..نعم ليس هناك عقاب!  ما سيدفعهم لتغير تصرفاتهم للأفضل هو حبهم و احترامهم لنا و رغبتهم بتعلم الصواب و تطبيقه و ليس الخوف من العقاب أو من عدم تقبلنا لهم أو فقدان حبنا لهم ولا حتى رغبة بالمكافآت، فالعقاب بأشكاله يزرع الخوف في أطفالنا و يكسر علاقة الثقة و الاحترام التي هي أساس التربية الإيجابية..

سهل؟؟ ابداً لكننا نتعلم لغة و اللغة تحتاج الممارسة ..

شاركونا آرائكم، تجاربكم و أسئلتكم، ما هي المشاكل و التحديّات التي تواجهكم مع أبنائكم؟ ما هي أنجع الطرق التربويه التي تساعدكم عملياً في كسب تعاون أبنائكم و بناتكم؟


مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأربعاء، 4 يونيو 2014

التربية الإيجابية.. لماذا؟؟



جميعنا كأباء و أمهات نعمل جاهدين لتحقيق هدف واحد و هو تربية أبناء لديهم ثقة عالية بأنفسهم ، يهتمون لغيرهم وناجحين في حياتهم، نحلم بان يكونو لطيفين و متعاطفين، لديهم  القدرة على التحكّم في رغباتهم و اتخاذ القرارات الصائبة ، و يمتلكون من قوة الإرادة ما يكفيهم للصمود أمام ضغوطات الأصدقاء و الأهم من هذا كله نريدهم أن يكونوا سعيدين ..

التربية الإيجابية تمّكن أطفالنا من تحقيق هذه الأهداف بناءاً على علاقة متينة من الثقة المتبادلة، و التركيز على التواصل الإيجابي بين الأهل و الأطفال،التعاطف معهم عند وضع الحدود لهم و إلزامهم بها و الحرص على أن نكون مثالاً إيجابيا لهم في إرشادهم  إلى الطريق الصحيح.

 على عكس بعض أساليب التربية التقليدية فإن التربية الإيجابية لا تنظر لأطفالنا على أنهم أقل أهمية من أي شخص راشد أو أنهم أشخاص علينا التحكم بهم بل هي طريقة لفرض احترام متبادل بين الأهل و الأطفال حتى منذ أيامهم الأولى و العمل معهم جنبا لجنب لإكسابها مهارات التحكم في أنفسهم.

التربية الإيجابية ليست طريقة أو مجموعة من الخطوات و الإرشادات بل هي فلسفة و طريقة تفكير ، هي طريقة مختلفة للنظر إلى أطفالنا و علاقتنا معهم..حاول و لو لفترة أن تجرّد نفسك من جميع المعتقدات و الأفكار عن التربية التي فرضتها عليك الطريقة التي تربيت بها و المجتمع و الإعلام من حولك و اجعل قلبك و إنسانيّتك مرجعك لتعاملك مع أطفالك لتدفعهم لفعل الصواب بدافع الحب و ليس الخوف.

إنّ رحلة الأمومة و الأبوة رائعة و لنعيش جمالها لا بد لنا من مصادقة أولادنا و التوقف عن النظر اليهم كخصوم لنا، فنحن جميعنا بالفطرة نبحث عن الحب و الاهتمام و التقرب ممن يهمنا ، و تحوّلنا إلى التربية الإيجابية يحرّرنا من أدوارنا كأهل ينظرون لأولادهم على أنهم مصدر للتمرد و العصيان و كسر القوانين إلى الدور الطبيعي لنا كمعلمين محبين لأبنائنا و هو ما يخلق التعاون و السلام ...عندها لن تكون الخلافات -و هي اكيدة الحدوث- في هذه العلاقة هي ما يعرِّف هذه العلاقة بل ستكون عتبات جديدة لنا للمزيد من التفهم و التواصل مع أبنائنا.

مع الحب 
لانا أبو حميدان 

مواضيع إخترناها لك:

الأربعاء، 28 مايو 2014

خمسة أساليب أكيده لكسب تعاون أبنائكم


كل اب و ام يحاول يومياً ان يقنع و يكسب تعاون ابناءه و بناته لكي يمضي اليوم بسلام. هذه المقاله هي الثانية من مقالتين تتناول موضوع كسب تعاون الأبناء. إذا لم تقرأ المقاله الأولى بعد يمكنك قراءتها هنا

في هذه المقاله سنتناول خمسة طرق أكيده لتكسب تعاون أبنائك مع بعض الأمثله

١- الوصف: صف ما تراه أمامك، أو صف المشكله
عندما يصف أحد الوالدين المشكله، فإنه يعطي بذلك الفرصه للأبناء لأن يخبروا أنفسهم ما يحتاجون أن يقوموا به
بدلاً من
إستخدم


بدلاً من

إستخدم
٢- أعط معلومات
إن تلقّي المعلومه أسهل بكثير من تلقّي الإتهامات. و لا يجبر الطفل على إتخاذ وضع دفاعي
بدلاً من
إستخدم
بدلاً من

إستخدم


٣- قل ما تريد بكلمه واحده
.في هذه المواقف، ينطبق المثل "الزائد أخو الناقص". إحرص على أن تختصر ما تريد أن تقوله حيث أن الصغار يكرهون العظات الطويله و يفقدون التركيز بسرعه
بدلاً من
إستخدم


بدلاً من

إستخدم

٤- تحدّث عن مشاعرك
لا تعلّق على شخص إبنك، بل أخبره بما تشعر به إزاء الموقف. من السهل على الطفل أن يتعاون معك طالما لم تهاجم شخصه
بدلاً من
إستخدم

٥- أترك ملاحظه مكتوبه
في بعض الأحيان، قد تحسّ أنه لن تستطيع أن تتمالك أعصابك إذا تكرّر تصرّف مزعج من أحد أبنائك. ترك ملاحظه مكتوبه هو الحل الأمثل في مثل تلك المواقف

هذه هي الطرق التي ستساعدك في كسب تعاون أبنائك، لا تتوقّع أن تنجح هذه الطرق في كل مرّه فأبنائك بشر وليسوا رجال آليين لهم مشاعرهم و آرائهم . و في بعض الأحيان تمرّ عليهم أيام صعبه. لكن ما هو أكيد، أن هذه الطرق هي السبيل الأمثل لبناء علاقه صحيّه مع أبنائك مبنيّه على أساس الإحترام المتبادل.

شاركونا آرائكم، تجاربكم و أسئلتكم، ما هي المشاكل و التحديّات التي تواجهكم مع أبنائكم؟ ما هي أنجع الطرق التربويه التي تساعدكم عملياً في كسب تعاون أبنائكم و بناتكم؟

الرسومات المستخدمه مأخوذه من كتاب "How to talk so kids will listen & listen so kids will talk"

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 11 مايو 2014

عشرة تصرفات لتخسر تعاون ابنائك



كل اب و ام يحاول يومياً ان يقنع و يكسب تعاون ابناءه و بناته لكي يمضي اليوم بسلام ....،هذه المقاله هي الاولى من مقالتين تتناول كيفيه كسب تعاون الأبناء... ستتناول هذه المقاله بعض الأساليب الخاطئة التي قد نستخدمها عند التخاطب مع أبنائنا: 

١- اللوم و الاتهام
من الأخطاء الأكثر شيوعاً عند تعاملنا مع أبنائنا، هو فقدان التركيز على وصف المشكله و شرحنا لها لأبنائنا و البدء بمهاجمتهم.
مثال: أتطلع كيف الطاولة كلها وسخ، انت دايماً بتوسخ و ما بتسأل.

٢- الوصف السلبي
الوصف السلبي لأبنائنا قد يتركهم بأفكار سلبيّه أن هذه الصفات جزء منهم لا يستطيعون التخلّص منه، بينما وصف المشكله يساعدهم على فصل المشكله عن أنفسهم، و يدفعهم للعمل على حلّها.
مثال: ليش بتنكش مناخيرك؟ انت مقرف

٣- التهديد
هذا الأسلوب في التعامل لا يشجع الطفل على التفكير في أبعاد المشكله الحقيقيه، بل يدفعه للتفكير في إيجاد طرق لتجنّب العقاب، كما يفقده هذا الأسلوب على المدى الطويل الوازع الداخلي للتصرّف الصحيح.
مثال: اضرب اخوك كمان مره و شوف شو راح أساوي 
مثال اخر: اذا لم تنهي طعامك كاملا فلن تحصل. على اي حلوى

٤- الأوامر 
كما هو الحال مع التهديد، فإن هذا الأسلوب يفقد الطفل الدافع الداخلي لأن يكون أفضل. و يدفعه للنظر إلى نفسه كأداه لتنفيذ الأوامر فاقداً لحس المبادره.
مثال: هسا ركض بدي أشوف غرفتك نظيفه

٥- المحاضرات و الوعظ
إن الأطفال بشكل عام لديهم كميّه محدوده من التركيز، لذا لضمان إيصال المعلومه يجب الإبقاء على الطلبات و العظات قصيره  و مباشره.
مثال: انت مفكر حالك مضحك لما توخذ الكتاب منّي و انا بقرأ، انت عارف اذا بدك الناس تحترمك لازم انت تحترم الناس. انا عارف انه انت ما بتحب حده يسحب منك قصتك و انت بتقرأ. ولازم تعرف انه كما تدين تدان.

٦- التحذيرات المستمرة
كما نتقن نحن كبالغين تجاهل الرسائل المتكرّره (كالإعلانات) فإن أطفالنا ليسوا بأقل قدره منّا في هذا المجال. فإن تكرار التحذير الزائد و المستمر يفقد التحذير فعاليته و مصداقيّته.
مثال: دير بالك لا تندعس ... البس جاكيتك لا ترشّح... لا تتعربش عالخزانه لتوقع.

٧- جعل نفسك ضحيّه
لا يمكن أن يكون هذا الأسلوب جيّداً أو فعالاً في أي حال من الأحوال، فإذا نجحت بإقناع أبنائك بأنهم فعلاً سبب لشقائك. فأنت قد جعلتهم يظنّون أنهم أشخاص سيئين و هم سبب لشقائك. أما إذا لم تنجح فأنت تخسر مصداقيّتك و تدفعهم لتجاهل كلامك في المرّات القادمه.
مثال: أنتو بدكو تجلطوني... شايف الشيب اللي في راسي هذا منك... شيبتنيي...

٨- المقارنة 
المقارنه تترك أبناءنا مع شعور أنّهم أقل من أقرانهم بشكل عام، و تفقدهم شعورهم بقيمة قدراتهم الشخصيّه.  
مثال: ليش ما تكون زي اخوك ، دايماً بغسل اول ما يخلص غداه... شوف كيف صاحبك علي اواعيه نظيفه و شعره ممشط دايماً تعلم تكون زيه

٩- السخريه
بهذا الأسلوب ستؤدّي إلى شرخ العلاقه بينك و بين إبنك، إضافةً لإعطاءه فكره سيّئه عن نفسه، و عن قدرته على تصحيح أخطائه.
مثال: شو هالخط هاذ بتكتب صيني انت، معلمتك بتعرف تقرأ صيني

١٠- التنبؤ
سيؤدّي هذا الأسلوب لفقدان إبنك ثقته بنفسه و إذا لم تتحقّق نبوءتك فستفقد مصداقيتك بالإضافه إلى ذلك.
مثال: ظل أناني زي ما انت، بكره ما حده برضى يلعب معك و بتضل بدون اصحاب... على اهمالك في الدراسه هذا أحسن اشي راح تصيره عاطل عن العمل.

ملاحظه: إستخدمنا اللهجه العاميّه في الأمثله، لجعلها أسهل للتخيّل عمليّاً... إذا سبب هذا الأسلوب صعوبه في فهمك للأمثله أخبرنا لكي نعيد كتابة هذه الأمثله باللغه الفصحى.

 يمكنكم قراءة المقاله الثانيه من السلسله هنا، لأفضل الطرق لكسب تعاون أبنائكم. شاركونا آرائكم، تجاربكم و أسئلتكم، ما هي المشاكل و التحديّات التي تواجهكم مع أبنائكم؟ ما هي أنجع الطرق التربويه التي تساعدكم عملياً في كسب تعاون أبنائكم و بناتكم؟

الاثنين، 5 مايو 2014

الانضباط الذاتي


الانضباط الذاتي هو أحد المهارات المهمة في الحياة التي يجب أن يتعلمها كل طفل وذلك لأنه  عندما يتمكن الأطفال من تطوير عادات الانضباط بشكل جيد يصبحون أكثر استعدادا للتعامل مع المشكلات ممّا يؤدي إلى تخفيف حدة  التوتر في حياتهم وفي علاقاتهم مع الآخرين. 

ومن أهم  الأخطاء التي يرتكبها الآباء هو النظره الآنية  إلى الانضباط، فإنه غالبا ما يكون من السهل أن يطلب من الطفل إنجاز عمل ما وتذكيره بذلك بين الحين والآخر وسيقوم بإنجاز ماطلب منه  ولابد  من تذكيره وتكرار الطلب في كل مرة  يطلب منه إنجاز عمل ما , لذلك من الأفضل العمل على زرع  الانضباط الذاتي في شخصية الطفل  لتكون سمة متلازمة له حتى يتمكن من اتخاذ القرارات السليمة من تلقاء نفسه


ماذا يعني الانضباط الذاتي

االانضباط الذاتي هو قدرة الطفل على السيطرة على عواطفه و ردود فعله و التصرف باحترام عندما يقدم له الآخرين النصح بالإضافة إلى  تحمله مسؤولية سلوكه. وهو يتصرف بهذه الطريقة باختياره وليس لسبب خارجي مثل "لا بد لي من القيام بذلك لأن والدي يريد  ذلك."

إذا كان الطفل يحسن التصرف، لا يعني بالضرورة  أن لديه إنضباط  ذاتي. الاطفال الذين لديهم انضباط ذاتي يميلون إلى التصرف  بحس المسؤولية، وحتى في غياب الرقابة من الأباء واختيار الامتناع عن إشباع رغباتهم الفورية دون تدخل من الآباء والأمهات.

عندما يفتقر الطفل الانضباط الذاتي، ينتهي المطاف غالبا بالآباء والأمهات بتحمل  المزيد من المسؤولية عن سلوك الطفل. على سبيل المثال، عندما تلح الأم مراراً وتكراراً على الطفل لإنجاز واجباته المدرسية، فإنها تبذل  جهداً أكبر مما يبذله  الطفل لأنه سينجز واجباته فقط للتخلص من إزعاج والدته وليس لانه تعلم الانضباط الذاتي.

يمكن تعليم الاطفال مهارات الانضباط الذاتي منذ طفولتهم المبكرة  وهذا سيساعدهم طوال حياتهم فالبالغين الذين لم يتعلموا مهارات الانضباط الذاتي سيواجهون صعوبات  للحفاظ على العادات الصحية، و صعوبات في الدراسة والعمل وتحمل مسؤوليات البيت والعائلة


ماهي الوسائل لتعليم الطفل الانضباط الذاتي؟


1.      بناء علاقة إيجابية والعمل على قضاء وقت ممتع مع الأطفال واللعب وتبادل الحديث كل يوم لبناء علاقة صحية.  وخلال هذا الوقت يمكن التحدث مع طفلك عن يومه. على سبيل المثال، مالذي اسعده ومالذي اغضبه أو أشعره بالحزن و من ثم حدثيه عن يومك. وهذا يقرب بينكم و يوفر فرصة لمعرفة المزيد عن بعضكم البعض، وبناء أساس قوي للعلاقات وتعليمه كيف يعبر عن مشاعره. بناء هذه العلاقه المتينه هو أهم عنصر في التربيه إذ أنّك تحتاج لكسب ثقة طفلك لكي يثق دائماً أن مصلحته هي أولويّتك الأولى.

2.      ركزي على التشجيع وليس المدح  بدلاً من مدح الطفل على إتقانه للعمل ركزي على تشجيع الجهد الذي بذله الطفل، بغض النظر عن النتيجة. وذلك لتحفيزه  للاستمرار بالمحاولة. التشجيع يساعد  الطفل في التعرف على  قدراته و يعلمه أن معظم القدرات مكتسبه من خلال التمرين المستمر. و أنّه قادر على تحقيق ما يريد ببذل الجهد الكافي. ممّا يدفعه لكي يكون أكثر استقلالاً. والأصل في التركيز على الجهد هو إعطاء الطفل فرصه أولى لإكتشاف نفسه و العالم من حوله حيث أن معظم الصفات و العيوب مكتسبه من خلال الممارسه و التدريب و يمكن تحسينها ببذل الجهد الكافي. هكذا يصبح الطفل ينظر إلى نفسه  و العالم من حوله بعدسه أوضح حيث لا يمكن أن يعلق بمعتقدات هدّامه لاحقاً بأن الصفات السيّئه جزء لا يتجّزأ منه لا يستطيع تغييره مثل ( أنا غبي، أنا كسول، أو أنا لا أستطيع الركض أو الرسم أو القراءه).

3.      كوني قدوة حسنة  في التعامل مع الأخطاء فهي جزء مهم في عملية تعلم الانضباط  الذاتي فعلى سبيل المثال، إذا  أخطأت اعترفي بخطئك واعتذري لطفلك. هذا يعلمه  أهمية تحمل المسؤولية عن تصرفاته ويبين له أهمية التعلم من الأخطاء.

4.      عندما تنشأ المشاكل حاولي حلّها مع طفلك، ناقشيه ووفّري له الفرصة لإبداء رأيه وأظهري الاحترام لأرائه والتفهم والتعاطف مع مشاعره  ومناقشة أخطائه ثم العمل معاً لحل القضية باستخدام اسلوب الحوار البنّاء لتعليمه مهارات حل المشكلات. لا تحاولي توفير الحلول السريعه، بل كوني بمثابة دليل يساعده في عمليّة التفكير لكي يصل إلى الحل بنفسه.

شاركونا آرائكم، تجاربكم و أسئلتكم، ما هي المشاكل و التحديّات التي تواجهكم مع أبنائكم؟ ما هي أنجع الطرق التربويه التي ساعدتكم عمليّاً في تنمية الانضباط الذاتي لدى أبنائكم و بناتكم؟