الثلاثاء، 30 ديسمبر 2014

لدي 3 أبناء و لست قادرة على التحكّم في بيتي


وردنا سؤال من متابعة لصفحتنا تقول فيه

"من فضلكم ساعدونى عندى تلات اوﻻد ولد وبنتين الولد تمان سنوات وبنت 5 والصغيره 3.5 سنوات البيت دايما في حاله ضجيج ياما لعب فوضوى وجرى واصوات عاليه وصياح يا اما البنتين ماسكين في خناق وصوتهم عالى وضرب وانا بدخل بضرب عشان يسكتوا وبحس بعدها انى ام فاشله ومش قادره اتحكم في بيتى وﻻ اربي اوﻻدى اعمل ايه وانا بشتغل ووقتي وخلقي ضيقين ممكن تدلونى اعمل ايه للسيطره عالوضع"

إنّ ما تمرّين به يومياً من ضغط و توتر هو أمرٌ طبيعي مع ثلاثة أطفال في البيت و احتياجاتهم و خروجِك للعمل أيضاً، فهذا بالتأكيد سيستنفذ طاقتك و يتركك مع مشاعر من اليأس و الفشل.. لكن أنت لستِ وحدك فأطفالك أيضاً يعانون من هذا الوضع.. فهم بالنهاية مجرد أطفال و أنت الشخص الوحيد البالغ و المسؤول عن فرض النظام في بيتك و تحويله لمكانٍ يعمّه السلام و الهدوء.. هل هو بالأمر السهل أو البسيط؟ لا لكنّه بالتأكيد يستحقّ كل جهد ستبذليه..إليك بعض القواعد الأساسية لتحقيق ذلك:

١- أولاً إبدأي بنفسك: إن فُقدانك لهدوءك و تحكمك في تصرفاتك أمام أطفالك يُثبت لهم أنك عاجزة عن فرض النظام و الحدود في بيتك، و في نفس الوقت يُخيفُهم فهم يدركون أنّهم أصغر بكثير من أن يتحكّموا في سير الأمور في البيت و هذا ينعكس مباشرة على تصرفاتهم. لذا أنت بحاجة لفرض الحدود في بيتك لكن بهدوء .. إن كنت تضربين أطفالك لا يمكنك لومهم على ضرب أي أحد آخر لذا بدايةً إبدأي بفرض حدّ لنفسك بعدم ضربهم نهائياً و التزمي به.

٢- اعتمدي على النظام: ضعي لنفسك و لأطفالك نظاماً (روتيناً) يومياً لما على كلٍ منكم فِعله و متى، فالأطفال يجدون راحة و يُصبحون أهدأ عندما يستطيعون توقُّع ما سيحصل في كل وقتٍ من يومهم.. النظام في بيتك سيساعدك أنت أيضاً في استغلال وقتك و يومك بشكل أفضل و يقلّل من توتّرك.

عندما تخططين لروتين أطفالك تذكري ما يلي:

- اطلبي من أطفالك المشاركة في تنظيم يومهم و تحديد الأنشطة التي يُفضِلونها و الوقت المناسب لها و كذلك المكان للقيام بها، حدّدي أنت الأمور الأساسية مثل أوقات الاستيقاظ و النوم، الخروج ،الوجبات و الدراسة و إبقيه بسيطاً حتى يَسهُل الالتزام به.

-  تذكّري أن ترك أطفالك للّعب وحدهم طوال اليوم سيزيد من فُرص الفوضى و النزاع بينهم لذا خصّصي وقتاً في روتينهم اليومي يمارس فيه كل منهم نشاطاً أو هواية كأن يقرأ كتاباً، يتمرّن على عزف آله، يرسُم، يلَّون، يعمل على قطعةٍ فنية كلٌ في زاوية مختلفة لتمنحيهم بعض الخصوصية ..هناك الكثير من الأنشطة الممتعة للأطفال على الانترنت يمكنك تنفيذها دون جهد أو تكلفة فمثلاً يمكنك تجهيز نشاط الأشكال لطفلتك الصغرى حيث يمكنك قص أشكال مختلفة (دوائر، مثلثات، مستطيلات..الخ) بأحجام و ألوان مختلفة( الورق الملون متوفر في كل المكتبات) و إعطاءها اصبع صمغ ( مخصّص للأطفال) و ورقة كبيرة بيضاء حتى تُلصق عليها هذه الأشكال لتصنع بيتاً أو وجهاً و هكذا.

 - اتركي وقتاً للعب الحر يومياً في ألعابهم لوحدهم و في غُرفِهم، يُمكنك إغلاق الباب و إعلامهم أن فتح الباب و الخروج قبل انتهاء وقت اللعب  يعني انهم قد انتهوا و سيكون عليهم القيام بواجبٍ ما في المنزل في الوقت المتبقي.

- التزمي بالروتين يومياً و إلا لن يكون نظاماً و لن يتمكّن أطفالك من متابعته لاحقاً،  سيُساعدك كتابته عل ورقة و تعليقها أمامك و بالنسبة لأطفالك إطبعي لهم صوراً تمثّل كل جزء من روتينهم و ألصِقيها بالترتيب في غرفتهم حتى يستطيع كلٌ منهم العودة لها لمعرفة ماذا سيفعل بدلاً من أن تضطري أنت لملاحقتهم طوال اليوم.

٣- تذكّري أنّهم مجرّد أطفال: و الأطفال بطبيعتهم يميلون للركض و اللعب بصوت عالٍ و تصرفاتهم عادةً مزعجة للكبار فأطفالك كباقي الأطفال، لذا إن لم يخرج الأمر عن حدود المعقول لا يُمكنك منعهم.

٤-إملأي خزّانهم العاطفي: بالرغم من انشغالك داخل البيت و خارجه إلّا أنك و أطفالك بحاجة ماسة لقضاء وقت يومياً معك. ١٠ دقائق فقط مع كلٍ منهم ستكون كافية في البداية و استغلّي نهاية الأسبوع و العطلات فهذا سيضمن لك أطفال أهدأ و أسعد. يمكنك الاستفادة من هذه المقالات لقضاء وقت جيد معهم:

أ- أفكار للتواصل و اللعب مع أطفالك من عمر 3-6 سنوات
ب- هل لعبت مع طفلك اليوم؟ أفكار للّعب مع أطفالك كل يوم
ج- اللعب مع طفلك و التواصل معه


٥- وفّري لهم وقتاً للعب في الخارج: إنّ اللعب و الجري في الخارج في الهواء النقي و في أحضان الطبيعة هو علاجٌ رائع و سيساعدهم على صرف مخزون طاقتهم ليعودوا أهدأ للمنزل، لذا حاولي توفير ذلك لهم يومياً أو يوماً بعد يوم إن كان هناك حديقة قريبة مثلاً.

٦- عوّدي أطفالك على القيام بواجباتٍ في المنزل: إن شعورهم بالمسؤولية نحو البيت أمرٌ ضروري بالإضافة للتخفيف من أعباء المنزل عنك، حتى و إن كان لديك خادمة عليك تخصيص واجب واحد لكل منهم يتناسب و عُمره. في بيتي ، طفلتي ذات العامين تقوم بجمع الغسيل و وضعه في الغسالة ، أما طفلي ذو الأربع سنوات مُلزم بترتيب سريره و غرفته يومياً .

٧- خطّطي مسبقاً: إقضي بعض الوقت في التخطيط لأسبوعك، ماذا ستحضّري من وجبات و نشاطات لأطفالك و ما سيكون عليكم من واجبات فكل وقتٍ تقضيه في التخطيط سيوفّر وقتك خلال الأسبوع و سيقلّل من التوتّر الناتج عن عدم معرفة ماذا ستفعلين.

٨- ابتسمي دائماً: ذكّري نفسك بأن أطفالك لن يعودوا أطفالاً مرّة أخرى و هي فقط سنوات قليلة قبل أن يستقلّوا و يفضّلوا قضاء الوقت لوحدهم لذا ابتسمي لهم و إضحكي دائماً فالضحك هو أفضل حل.

مع الحب
 لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 21 ديسمبر 2014

٦ بدائل فعّالة للعقاب



يلجأ الأهل للعقاب كأسلوب لتربية و تعليم أطفالهم دروس و عبر.. و لكن هل سألت نفسك يوماً لماذا تلجأ للعقاب ؟

قد تفكر بأجوبةٍ مثل : " إن لم أعقابه الآن، سينجو بفعلته كلّ مره " ، " أنا أشعر بالغضب و الضيق من تصرّفاته و لا أعرف ماذا أفعل غير ذلك"، " كيف سيتعلّم طفلي أنّ ما فعله كان خاطئاً إن لم أجعله يعاني؟" أو " العقاب هو الطريقة الوحيدة التي يفهمها طفلي"..

الآن لو عدت بالزمن للماضي و حاولت تذّكُر ما كنت تشعر به عندما كان يعاقبك والداك ، هل يمكنك تذكر أي مشاعر جيدة اتجاه نفسك أو اتجاههم؟ على الأغلب أنّك شعرت بأحد هذه المشاعر:

- بلؤمِهم، و بالكره و الحقد اتجاههم و الرغبة في تكرار الأمر فقط لترد لهم الأذية .

- بالذنب بسبب تصرفك و الشعور بأنّك شخص سيّء و تستحق العقاب ..

- الشفقة و الحزن على نفسك و الشعور بالحاجه للاهتمام .

انّه لأمرٌ مخيف أن تُفكّر في ترك العقاب و هو يبدو كطريقة فعّالة للتحكم بتصرفات أولادك، لكن الحقيقة أنّ العقاب لا ينفع! نعم فهو فقط يحوّل تركيز طفلك من الشعور بالأسف على ما فعل و محاولة إصلاحه الى التفكير بطرق لمقاومة ما فرضته أنت عليه و الانتقام منك..

لذا عندما تعاقب طفلك انت تفرض عليه نتيجةً من اختيارك لمواجهة أخطاءه و تحرمه من أمرٍ مهمٍ جداً و هو مواجهتها داخلياً مع نفسه.. 

لكن ماذا تفعل إذن ؟


١- عبّر عن غضبك أو استياءك من تصرّف طفلك دون مهاجمته شخصياً
- "أنا لا يعجبني ما يجري هنا، ان الركض في المتجر يُزعج المتسوقين".
- " أنا غاضبّ جدا لأن أدواتي تُرِكت في الخارج لتصدأ" 
لاحظ ان لا تلوم طفلك مباشرةً مثل "انت تركت أدواتي في الخارج".

٢- وضّح لطفلك توٓقُعاتك منه
- "أنا أتوقع منك ان تمشي بجانبي حتى أُنهي التسوق"
- " أتوقع منك أن تُنظف أدواتي وًتعيدها لمكانها"

٣- أرشد الطفل لطرق يمكنه المساعدة بها و طرق لإصلاح أخطاءه
- "ستساعدني كثيراً ان اخترت لي ٥ حبات من التفاح"
- "يمكننا الآن استعمال القليل من مزيل الصدأ و الزيت لإصلاح الأدوات"

٤- أعطي طفلك خياراً
- "لا يمكنك الركض هنا لكنك تستطيع المشي أو الجلوس في عربة التسوق، القرار لك"
- "يمكنك استخدام أدواتي و اعادتها لمكانها أو ان تفقد حقك في استخدامها"

٥- تصرّف انت و اترك طفلك يواجه العواقب الطبيعية لأفعاله بدلاً من فرض عواقب عليه غير مرتبطة بما فعل.
- "انا ذاهبة للتسوق وحدي اليوم.. لكن لماذا؟ أخبرني أنت"
- "أبي أين صندوق الأدوات؟ لقد أقفلت الخزانة عليه"

٦- اطلب تعاون طفلك في ايجاد حل
حيث تحدد لابنك المشكلة و شعورك نحوها و تطلب منه اقتراح حلول لعدم تكرارها، يمكنك فعل ذلك باحضار ورقة و قلم و تدوين كل الحلول التي تقترحها انت و طفلك حتى لو لم تعجبك أو تكن مقنعة ثم ابدأ بشطب ما لا يناسبك أو يناسب طفلك حتى تتفق انت و هو على حل..من المهم جداً أن تتابع في هذا الأمر فتتأكد أن تلتزم انت و طفلك بما اتفقتم عليه، و ان وجدت أن المشكلة لم تُحَل عليك اخباره بذلك و الاتفاق على حلٍ آخر.

من الأفضل استخدام هذه الأساليب بالترتيب و من المهم جداً أن تُبدي هدوؤاً و ثقةً في النفس عند التكلم مع طفلك، فالغضب و الانفعال يُعطي طفلك قوة التحكّم في مشاعرك بتصرفاته.. تذكّر أنّ هذه الطرق و إن احتاجت لوقت لكي تجعل من طفلك انساناً مسؤولاً يسعى لتصحيح أخطاءه و حل مشاكله.

مع الحب
لانا أبو حميدان

الأحد، 14 ديسمبر 2014

طفلي لا يأكل


يُدرِك معظم الآباء و الأمهات أن تناول وجبات صحية منتظمة أمر ضروري للحفاظ على أطفال أصحاء، و يشكّل هذا الأمر واحداً من أولوياتهم عند رعاية أطفالهم..و لكن و لأسباب عديدة نجد أحياناً أن أطفالنا لا يُقدِّرون نوايانا الحسنة و ما نبذله من جهد لتحقيق ذلك.. فيرفضون الأكل ويصبح من الصعب علينا أن لا نشعر بالفشل أو أن نأخذ الأمر بشكل شخصي...و لكن كلما زاد اصرارنا كلما زاد عناد أطفالنا..

قد تواجه مواقف مختلفة مع طفلك كأن يرفض تناول ما كان يحبّه البارحة، يطلب نوعاً واحداً من الطعام لجميع الوجبات،  يبصق ما تضعه في فمه، يلعب في طعامه و يقذفه على الأرض أو في الهواء أو يمضي لأيام دون طعام.. أياً كان الحال مع طفلك فجميع هذه الأمور تسبب الخوف و القلق من خسارة الطفل لوزنه بشكل كبير، الضعف و المرض أو حتى الموت..

لكن ما هي أسباب الصراع على طاولة الطعام؟

١- هناك أسباب كثيرة أوَّلها أن الأطفال يتأثرون كثيراً بحالتهم الجسديّة و النفسيّة كما نحن البالغون تماماً، فقد يُفقِدهم المرض - حتى لو كان حالة بسيطة من الرشح- ظهور الأسنان، ألم بسيط في البطن و غيرها شهيتهم لعدّة أيام ..

٢- يمرّ الأطفال بفترات مختلفة عندما يتعلّق الأمر بالطعام، فتتغير أذواقهم بشكل مستمر، و قابليتهم للأكل كذلك، فقد يأكلون بكميّات لفترة ثم يأكلون وجبة واحدة طوال اليوم..

٣- بالنسبة للأطفال هناك أمور كثيرة تشغلهم و هي بالتأكيد أهم من الأكل، كاللعب،الجري و مشاهدة التلفاز..فترك كل هذا و الجلوس فقط للأكل هو مضيعة لوقتهم. 

٤-هناك أحيان أخرى عندما لا يشعر طفلك برغبةٍ في أكل نوع معين أو الأكل نهائياً في ذلك اليوم، فتظهر عليك أنت علامات التوتر و الانزعاج، و لأن الأطفال بارعون في في قراءة تعابيرنا سيلمس طفلك التوتر هذا حول وقت الطعام ،،فيبدأ باختبار أمور كصبرك، حريته و استقلاليته و مدى قدرته على التحكم بالموقف أو كمحاولة  للمرح و التسلية  فقط، ككل الأطفال طفلك سيحاول مقاومتك و اثبات نفسه، ويكرّر تصرفاته هذه في أوقات الطعام المختلفة.

بالرغم من هذه الأسباب فإنّه من الضروري أن يكون وقت الأكل وقتاً للعائلة يستمتع فيه الكبير و الصغير و ليس وقتاً مشحوناً بالتوتر و المشاكل.. و الأهم من هذا هو التركيز على زرع عادات أكل سليمة في أطفالنا ليكبروا عليها..

لذا ماذا بامكانك أن تفعل؟!

١- تكلّم مع طبيب طفلك لتتأكّد أولاً من أنّه لا يعاني من مشاكل صحيّة تُفقِده شهيّته للأكل أو أيّة مشاكل في جهازه الهضمي.

٢- ابقِ توقعاتك منطقيّة، فلا تبذل جهداً و تحضِّر لطفلك وليمة من الأصناف و الأطعمة و تصاب بخيبة أمل إن رفضها.. قدّم له وجبات بسيطة فيها احتياجاته الاساسية من الطعام.

٣- اعرض دائماً على طفلك أصناف و انواع صحيّة و جديدة كالخضروات و الفواكة،  حتى لو كان يرفض أكلها، فقد يدفعه فضوله لتجربتها..و احرص ان تكون هذه الخيارات متوفرة امامه في البيت بدلاً من الحلويات و غيرها..

٤- انتبه لردّات فعلك سواءَ كانت ايجابيّة أو سلبيّة، فعلى طفلك أن يدرك أن الأكل علاقة بينه و بين معدته فقط.. فلا تبدي فرحك و حماسك إن أنهى طعامه مثلاً أو حزناً و غضباً إن لم يفعل و تحثّه على الأكل..بل شجّعه على التركيز على ما يشعر و قراءة اشارات جسمه، هل يشعر برغبة في الأكل؟ هل اكتفى و بدأ يشعر بالشبع ؟ حاول جاهداً أن لا تبدي أياً من قلقك أو مخاوفك و لا تبدي أية ردة فعل نهائياً.

٥- امنح طفلك خيارات مختلفة و بكميّات قليلة، اعرض عليه ما يتوفر لديك من أصناف و بكميّة قليلة، قليلة جداً و اجعل المزيد متاح حتى يكون هو من يطلب المزيد و يقرّر متى بدأ يشعر بالشبع.

٦- ضع لطفلك حدوداً عند الأكل، عندما يتوقف طفلك عن الأكل أو يرفضه، يبدأ اللعب في طعامه أو مغادرة مكانه أعلمه بأن وقت الطعام قد انتهى، أخبره بلطف " أرى أنّك بدأت تبصق الطعام لا بد أنّك تحاول اخباري أنّك شبعت، سأعيد صحنك للمطبخ و يمكنك الأكل وقت العشاء" .. يمكنك ان تعرض على طفلك إن شعر بالجوع بعدها وجبة خفيفة كتفاحة مثلاً لكن عليه الانتظار حتى الوجبة القادمة.. هذا ليس عقاباً بل النتيجة الطبيعية لتصرفه..

٧- ابتعد تماماً عن إعطاء طفلك أي نوع من الطعام كمكافأة على تصرّف جيّد أو كمواساة له عندما يحزن أو يغضب.. فالأكل هو حاجة جسدية و ليست نفسية أو معنويّة.

٨- بالرغم من الفوضى التي يسببّها الأطفال فإن وضعهم على كرسي مخصّص للأكل وقت الطعام و منحهم حرية الأكل بمفردهم يشجّعهم و يُنمي كثيراً من مهاراتهم و قدراتهم، نعم ستحتاج لوقت للتنظيف بعدها لكن الأمر يستحق عناء المحاولة.

إذن، يفقد الأطفال شهيّتهم أحياناً للأكل عندما يشعرون بأنّه واجب نفرضه عليهم، لكن لم أسمع عن طفل رفض الأكل حتى مات جوعاً..لذا ثق بطفلك و اتركه يتعلم كيف يثق في جسمه.

مع الحب 
لانا أبو حميدان 

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 7 ديسمبر 2014

اللعب مع طفلك للتواصل معه و تنميته الذكاء العاطفي‎


اللعب مع أطفالنا هو الجسر الذي يوصلنا لأعماق ما يدور في عقولهم، اللعب مع أطفالنا يخفّف التوتر و المشاعر السيئة التي تولّدها ضغوطات تربيتهم .. قد يظن كثيرٌ منّا أنّه لا يحب أن يلعب مع أطفاله، أنه لا يعرف كيف يلعب معهم و أنه لا يستطيع ترك كل مهامه و قائمة أعماله الطويلة ليقضي وقته في اللعب.. لكن ماذا لو قررت اليوم أن تضبط منبهك و فقط لعشر دقائق، تترك فيها كل شيء و تنسى كل ما عليك إنجازه لهذا اليوم.. و تلعب مع طفلك.. لعبة أو اثنتان.. ماذا لو عرفت انك ان جعلت هذه عادة يومية لك- فقط هذه العشر دقائق- ستزيد من تعاون أطفالك و تقلّل من تصرفاتهم المزعجة؟! أنك ستشعر بدفعة من الطاقة الإيجابية و ستصبح أماً/ أباً أسعد؟!

سنقدم لكم في هذه المقالة مجموعة من الألعاب التي تحتاج من ٢-١٠ دقائق فقط من وقتك ، ستساعدكم في التعامل مع أطفالكم عندما يبدون في مزاج سيء أو يعانون من مشاعر سيئة يحتاجون للتعامل معها و تبديدها، أو حتى عندما يتصرفون بطريقة خاطئة لأن اللعب هو أسهل لغة يفهمها أطفالنا فهو أنجح طريقة للتعامل مع مواقف صعبة كالتالية: 

١- عندما يلاحقك طفلك في كل مكان،  يبدو مزعجاً متطلّباً أو متذمراً 
اسأله" هل نفذ مخزونك من العناق مرة أخرى؟ ماذا سنفعل حيال ذلك!!" ثم احضنه بقوة لأطول مدة ، و لا تفلته حتى يبدأ هو بمحاولة الابتعاد، و حتى عندها لا تفلته بسرعة بل حاول أن تحضنه لمدة أطول و قل له شيئاً مثل "أنا أحب أن أحضنك" و "لا أريد أن أفلتك أبداً" و " عدني أنه بامكاني أن أحضنك مجدداً بعد قليل" .. ثم عندما تفلته ابتسم بوجهه و قل له " شكرًا كنت أنا بحاجة لعناقك أيضاً" .

٢- عندما لا يبدي طفلك تعاونه و يستمر بقول ( لا ) لكل شيء
ابدأ بقول " يبدو أنك في المزاج لقول لا الآن، لدي فكرة.. أريد أن أسمعك تقول لا قدر ما تريد ما رأيك؟!" ثم اعرض عليه أن يرد بكلمة (لا) على كل مرة تقول انت فيها (نعم) بنفس نبرة صوتك.. و استخدم نبرات صوت مختلفة في كل مرة تقل فيها نعم مثل صوت عالي أو هامس أو رفيع و هكذا حتى يضحك و يغير مزاجه..

٣- عندما يبدو طفلك متحمساً كثيراً ، لا يستطيع البقاء في مكانه و لا يتحكم في حركاته
قل شيئاً مثل "أرى ان لديك الكثير من الطاقة ماذا سنفعل بها ؟! هل تريد أن نتسابق أم تريد أن تدور بسرعة كبيرة" اصطحبه للخارج أو الى مكان فيه أقل عدد من الناس حتى لا يتحمس أكثر، اعرض عليه ان يقفز يجري و يتدحرج .. عندما يبدو عليه التعب.. اجلس معه ، احضنه و قل له "من الرائع أن يكون لديك كل هذا الكم من الطاقة و الحماس و لكن أحياناً تتحمس لدرجة كبيرة و تحتاج للمساعدة لتهدأ مرة أخرى، هيا فلنأخذ نفسا عميقاً ثلاث مرات .. شهيق من الأنف.. زفير من الفم.. هل تشعر أنك أهدأ الآن؟ أليس رائعاً ان تكون قادراً على تهدئة نفسك ، هيا سنعود للداخل الآن لتلعب بألعابك أو نقرأ كتاباً"

٤- عندما يكون طفلك متعلقاً بك كثيراً و يعاني صعوبة عند الانفصال عنك
العب معه هذه اللعبة حيث تتعلق و تمسك به انت و تقول له بصوت مضحك و طريقة طفولية "أنا أعرف انك تريد ان تتركني و تذهب لتلعب لكني أحتاجك، أريد أن تبقى معي و لا تتركني هلّا تبقى معي الآن " .. و أبقى متعلقاً في يد طفلك أو أي جزء من ملابسه مثلاً...سيحب طفلك كثيراً الشعور بأنه المتحكم بالموقف و أنه هو الذي سيقرر متى يتركك بدلاً من شعوره بأنك انت من يتركه أو يُبعده.. تذكر ان تتصرف بسخف و مرح حتى يضحك طفلك أيضاً على الأمر.. عندما يقرر طفلك أنه يريد أن تتركه و يذهب قل له "لا بأس ، أعرف أنك ستعود أنا أنتظرك ".

٥- عندما يتشاجر أطفالك مع بعضهم كثيراً
استغل الأوقات الهادئة و قل لهم "هلا تتشاجرون الآن ؟ هيا ابدأوا" و عندها ابدأ انت بالتعليق على ما تراه كمعلق رياضي..مثلاً "نحن الآن في قلب الحدث حيث نرى فتاتين يبدو أنهما لا يتفقان مع بعضهما، هل سيتمكنان من حل خلافهما أو لا، دعونا نتابع مباشرة كيف ستنتهي هذه القصة..راقبوا كيف تبدو الأخت الكبرى متحكمة و لكن الصغرى تبدو مستفزة ، لاحظوا كيف تريد كلتاهما كأس العصير، هل سيتمكنون من استخدام ذكائهم لاكتشاف أن هناك المزيد من العصير في الثلاجة؟! تابعونا لتعرفوا المزيد " سيضحك أطفالك كثيراً و يبددوا التوتر الذي تسبّبه خلافاتهم عندما يروا السخافة في شجاراتهم.

٦- عندما يتذمّر طفلك و يلجأ للبكاء  ليطلب ما يريد بدلاً من استخدام صوته الطبيعي
تذكّر أن لجوء طفلك للبكاء عند طلب أمرٍ ما هو إشارة لشعوره بأنه مستضعف و مسلوب الارادة، رفضك أن تستمع له حتى يتوقف و يستخدم صوته الطبيعي يزيد من هذا الشعور.. لكنك لا تريد أن تشجع هذا النوع من التصرف لذا أظهر لطفلك أنك تثق بقدرته على التكلم معك بصوت عادي و اعرض مساعدتك حتى يجد صوته هذا بلعب لعبة معه.." أوه اين ذهب صوتك القوي، لقد سمعته قبل قليل، أنا أحب صوتك القوي.. هيا ساعدني لنجده ، هل هو في جيبك ؟ هل هو تحت قدمك؟  و هكذا حتى يجيبك.. آه ها هو لقد وجدناه، أنا أحب صوتك الكبير هذا هيا و الآن أخبرني ما تحتاج بصوتك القوي هذا" .

٧- اذا سرق طفلك شيئاً 
ربما تتساءل لما عليك أن تلعب مع طفلك لعبة اذا سرق شيئاً، الهدف من ذلك أن تضحك انت و هو على الموضوع قبل التكلّم عنه لتخفّف التوتّر الذي يصاحب الموقف ، و الأهم من ذلك لترفع عن طفلك الشعور بالخزي و الاحراج فتفتح له المجال للتفكير بطريقة لتصحيح خطأه بدلاً من صرف طاقته على تحسين صورة نفسه أمامك..لذا يمكنك استخدام  دمية (لعبة محشوة) في تمثيل دور طفل يأخذ أغراض ليست له من أنحاء الغرفة و يجمعها ، و دمية أخرى لتمثل دور أم تحاول البحث عن هذه الأغراض "أين اختفى هاتفي لا أستطيع أن أجده في أي مكان.. يا ترى أين سيكون" بالطبع ستكون كل الأغراض أمامها و سيضحك طفلك على الأمر.. بعدها عليك أن تتكلم معه عن تمنّيه الحصول على أشياء معيّنة ليست له و ابقاءها لكنه ليس بالتصرف الصحيح و ان عليه اعادتها، كما و أنه بإمكانه سؤالك دائماً ان أراد الحصول على غرض ما..

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الاثنين، 1 ديسمبر 2014

تطوير قدرات طفلك العقليّة و الجسديّة - 16 إلى 24 شهراً


في البارحة وردنا سؤال من إحدى متابعينا أصدقاء عصافير،و السؤال كالتالي:

ما هي الألعاب التعليمية و المحفزة للذكاء ، التي يمكنني أن ألعبها مع ابنتي ذات 16 شهرا ؟

مصطلح الذكاء مطّاطي جدّاً و يعني أشياء مختلفة حسب سياق الحديث، لكن يمكنك إستخدام الألعاب التالية لتطوير قدرات طفلك العقلية في عمر 16-24 شهراً في النواحي المذكورة أدناه:

المهارات الحركيّة الدقيقة:
و تعنى هذه المهارات بقدرة الطفل بالتحكّم بعضلاته الصغيرة كعضلات اليد و الأصابع و تنسيق تلك الحركة مع ما تراه عيناه:

1- ألعاب التركيب: مثل ترتيب مكعبات خشبية فوق بعضها البعض، أو اللعب بالمعجون

2- الرسم و الخربشة على االأوراق: حاولي إعطاء إبنك قطعة من الكرتون أكبر من الحجم المعتاد للورق لتجنب حوادث الرسم على الأرض، الحائط أو الطاولة مع قلم سهل الإستعمال.

3- أعط طفلك الفرصة لغسل يديه بنفسه و أجعلي من هذه العادة اليومية نشاط مسلّي للطفل.

4- تقطيع الخس و الملفوف: إذا كنت تقومين بتحضير السلطة إستغلّي الفرصة لتسلية طفلك بعد غسل الخضار جيّداً بأن يقوم بتمزيق الخس أو الملفوف بيديه. 

5- غناء بعض أغاني الأطفال مع الحركات: مثل العنكبوت النونو، هيك بسبحوا الأسماك أو عجلات الباص.


القدرات اللغوية، الإنتباه و التواصل:

1- إجراء محادثة بشكل مستمر مع طفلك، حتى لو لم يكن طفلك يتحدّث بأكثر من7 كلمات في هذا العمر، إلاّ أنّه يستطيع فهم عدد أكبر بكثير من الكلمات. تحدّثي مع طفلك و أنت تعملين إلفتي إنتباهه للأصوات المختلفة التي يسمعها و أعطيها إسماً. هذا التمرين يساعد في بناء قدرات طفلك اللغويّة.

2- قراءة قصّة يوميّاً: تساعد قراءة القصص في تطوير القدرات العقليّة و التفاعليّة للطفل. أحرصي على قراءة قصّة يومياً لطفلك. إبدئي بقصص بسيطة تعلّم مفاهيم أساسية مثل الألوان: فانيللتي بيضاء الأرقام: هيا نعد مع الديناصورات الأشكال: الأشكال من حولنا

3- لعبة ما إسم هذا العضو: علّمي طفلك أسماء أعضاء جسمه و كلّما وجدت الفرصة أعيدي تكرار التمرين. مثل : وين عينك؟ أو ما هذا؟ هذه يدي

القدرات العضلية و المهارات الحركية:

1- القط و الفأر: أو شرطة حرامي أهربي من طفلك و حفّزيه لملاحقتك ثم أعكسي الأدوار هذه اللعبة تنمي المهارات الحركية و القدرة العضليّة لطفلك.

2- جر و دفع الأشياء: أربطي صندوق من الكرتون بحبل (تأكّدي أن يكون قصيراً بعض الشيء لتجنّب وقوع حوادث) و أعط الفرصة لطفلك بجرّه خلفه لتقوية عضلات رجليه و يديه إضيفي بعض من الألعاب في الصندوق لزيادة المقاومة و إعطاء الطفل تمرين يبقيه مهتمّاً بالمحاولة. يمكن أن تحضري عربة أطفال صغيرة كلعبة لطفلك إن أردت. فالأطفال يحبون تقليد أبائهم و أمهاتهم.

3- الرقص على أنغام الموسيقى: الرقص و القفز تقوّي عضلات طفلك و تبقيه مستمتعاً لفترة طويلة، يمكنك أن تجعليها جزء من نشاطكم اليومي.

فهم أن الأشياء تستمر بالوجود حتى عندما تختبئ (لا نراها أو لا نسمع صوتها)
التحفيز البصري في الألعاب التالية يحفز بناء الوصلات العصبيّة بين خلايا المخ، و إعادة تكرار هذه النشاطات بإستمرار يزيد من فعالية هذه الوصلات.

1- الإختباء و البحث: إختبئي تحت غطاء الفراش ثم إظهري لطفلك، أو ربما خلف الستائر و من ثم إظهري تعلّم هذه اللعبة طفلك مفهوم أساسي هو أن الأشياء تستمر في 
وجودها حتى لو لم تسمعها أو تراها .

2- أرسمي وجه على أحد أصابعك و خبّئيه بين أصابعك و أعط لطفلك فرصة البحث عنه.

ملحوظات عامة مهمّة جدّاً
1- لا تحاول إجبار طفلك على القيام بأي من الألعاب المذكورة. التعلّم في هذه المرحلة العمرية من الضروري أن يكون ممتعاً. انتقل إلى لعبة أخرى إذا لم تجد أن طفلك مهتم و عد لمحاولة النشاط في وقت آخر.

2- التكرار مهم جدّاً للطفل في هذه المرحلة العمريّة لترسيخ فهم أعمق عند الطفل للأشياء التي يتعلّمها لذا قاوم الرغبة في الإنتقال إلى نشاط آخر إلى أن تجد أن طفلك يريد التوقّف.

3- كوني مبدعة و اصنعي ألعاب تناسب طفلك تتضمّن أشياءه المفضّلة و تركّز على أي من النواحي المذكورة أعلاه.

هل هناك ألعاب مبدعة تلعبيها مع أطفالك من إختراعك، شاركينا هذه الألعاب؟


مواضيع إخترناها لك:

الثلاثاء، 25 نوفمبر 2014

أفكار للتواصل و اللعب مع أطفالك ( للعمر ٣-٦)


ذكرنا في مقالتنا السابقة أهمية لعبك مع أطفالك و أفكار بسيطة و سريعة لقضاء وقت ممتع معهم، و لأن هذا اللعب لا يقتصر على عمرٍ معين، فحتى بعد عمر ٥-٦ سنوات و ذهاب طفلك إلى المدرسة فهو يحتاج لجزء من وقتك لتمرح و تتواصل معه، كما يجب أن نذّكر أنها أفضل طريقة أيضاً لتزيد من فرص تعاونه معك ، لذا سنقترح المزيد من الألعاب البسيطة، التي وجدناها ممتعة و مسلية جداً لأطفالنا في الفترة ما بين ٣-٦ سنوات .

١- لعب الأدوار: يحب الأطفال في هذه المرحلة العمريّة التظاهر بأنهم شخصيّات مختلفة و عيش أدوارها، فمثل هذه الألعاب مهمة جدّاً لإثراء مخيّلتهم و مفرداتهم و معلوماتهم .. يمكنكم مثلاً لعب دور الطبيب و المريض، أو التظاهر بالطبخ، إعداد الشاي و تقديمه أو اعداد الكعك و خبزه ثم الجلوس و أكله.

عندما يكبر طفلك قليلاً و يظهر اهتمامه بأمور معينة كالفضاء مثلاً، تظاهر معه بأنكم رواد فضاء في مهمة على سطح القمر ، ارتدوا خوذة من الكرتون مثلاً و اسأل طفلك عن ما يمكنكم فعله هناك.. أو ان أظهرت طفلتك رغبتها بأن تصبح معلّمة ، كن انت الطالب و تعلّم منها شيئاً جديداً.

تظاهر بأنك تعمل مع ابنك في موقع بناء و تظاهروا باستخدام الآليات المختلفة المستخدمة هناك.. و ان طلب صغيرك أن تتظاهر بأنك أحد أصدقائه فلا تتردد أبداً بأن تعيش طفولتك مرّة أخرى..

٢- لعبة الرجل الآلي: العب هذه اللعبة مع أطفالك لتعطيهم الشعور بالقوة و القدرة، تظاهر بأنك رجل آلي و تتلقى منهم الأوامر و تنفذها عند طلبهم أو بضغطهم  على أزرار معينة مثلاً..مثل هذه اللعبة تحد من شعورهم بأنهم دوماً من يتلقى الأوامر و عليه تنفيذها كما أن تصرفك كرجل آلي سيكون سبباً كافياً للضحك المتواصل للجميع..

٣- لعبة الإيقاع: تنمّي هذه اللعبة لدى طفلك مهارات مهمة جداً كالتركيز و الإدراك ، الذاكرة و اتباع التعليمات. أعطي طفلك ملعقة خشبية أو عصا صغيرة و احمل انت واحدة أخرى ، أطلب منه تقليد الإيقاع تماماً في كل مرة، فاضرب أولاً على الأرض مرة و عليه أن يقلد، ثم مرتين ثم أكثر و بتتابع مختلف توقف و استمع لإيقاعه ..اطلب منه أيضاً أن يبدأ هو بالإيقاع و تقلده انت.

٤- القفز على الهدف: القفز متعة رائعة لجميع الأطفال ، كما أنه بأشكاله المختلفة إنجاز كبير ، يحتاج لتوافق في حركات الجسم، قوة و أحياناً القليل من الشجاعة.. جهّز لطفلك لعبة لتدريبه و زيادة ثقته بقفزاته..استخدم صندوقا بلاستيكياً، كرسياً أو أي شيء مرتفع قليلاً يصلح كمنصة ليقفز عنها، ثم على بعد سنتيمترات حدد له بقطعة ورق ملون مرسوم عليها شكل ك (x) هدفا ليقفز عليه. الصق الورقة بقطعة لاصق حتى لا تتحرك مع كل قفزة و شجعه في كل مرة يهبط على الهدف ..تأكد من سلامته بأن تنفذ هذه اللعبة على أرضية طرية كفرشة تحته مثلاً.

٥- العدسة المكبرة: شجّع طبيعة طفلك الفضولية و اهتمامه بالتعرف على عالمه، كل ما تحتاجه هو عدسة مكبرة و رحلة في الحديقة لقضاء ساعات من التسلية و الاكتشافات و التعلم، اجمعوا قليلاً من الرمل و دعه يستخدم عدسته لرؤية تكوين الرمل و حباته، ورقة شجر ليرى كيف تتشابك فيها العروق و الفرق بين أشكال أوراق الشجر المختلفة، الأحجار، العشب، الأزهار و حتى الحشرات،  فكلها ستبدو مدهشة تحت العدسة..هذه اللعبة فرصة رائعة للتكلّم مع طفلك، لتعليمه مفاهيم جديدة كالأحجام و الأشكال و مصطلحات و أسماء جديدة أيضاً .

٦- أريد المزيد من العناق: هذا اللعبة رائعة لك و لطفلك في الأوقات الصعبة.. عندما تبدو تصرفٍاته مزعجة.. يبدو في حالةٍ سيئة ، يعاني من مشاعر ضيق أو غيرة أو حاجته لاهتمامك ، توجّه اليه و قل شيئاً مثل " ااااه يبدو ان مخزونك من القبلات و العناق قد أصبح قليلاً.. ماذا سنفعل حيال ذلك.. أنا أعرف!!" و ضمّه إليك بشدة، انهال عليه بالقبلات و لا تفلته حتى يبدأ هو بمحاولة الإفلات، الحقه في كل مكان لتضمّه و تقبّله أكثر.. بهذا انت تعيد له شعوره بالأمان و حبّك غير المشروط له..و يمكنك عكس اللعبة حيث يلاحقك انت في أرجاء البيت لأنّه يشعر بالضعف و يحتاج لضمّك و تقبيلك.. 

لعباً سعيداً..
لانا أبو حميدان


مواضيع إخترناها لك:

الأربعاء، 19 نوفمبر 2014

هل لعبت مع طفلك اليوم؟ أفكار للّعب مع أطفالك كل يوم


اللعب للأطفال هو ببساطة سعادتهم، فهو أمر طبيعي و بديهي لكل طفل ، لا تحتاج لأن تعلمه له أو تدربه عليه..اللعب لطفلك هو طريقته ليتعلم عن كل ما حوله، هو طريقته ليقوي عضلاته فيصبح قادراً على المشي ، الركض و التسلق، يقوي أصابعه فيدهن و يرسم ثم يكتب ،اللعب طريقته للتواصل مع غيره و حل المشاكل و تعلم حدود التعامل والاحترام. عندما تلعب مع طفلك فانت تتعلم عنه الكثير، تقوي علاقتك به و تقربه منك، تثبت له بأنه مهم لك، تعزز ثقته و نظرته لنفسه ..

تذكر أن التربية ٩٠٪ علاقة جيدة و ١٠٪ تصحيح و تأديب لذا سنساعدكم اليوم على ايجاد عدد من الأفكار للعب مع أطفالكم في أعمارهم المختلفة، كثيرٌ منها لا يحتاج لأكثر من ١٠ دقائق من وقتكم، أو أي أدوات أو تجهيزات.

المرحلة العمرية من ١-٢ سنة

١- رمي الكرة، القليل من الأطفال يستطيع التقاط الكرة عند رميها له في هذه المرحلة العمرية،لكن جميعهم يحبون رميها، يمكنك البدء مع طفلك بالجلوس في مكان واسع في البيت أو على العشب في الحديقة، اجلس أمامه على بعد نصف متر مثلاً و دحرج له الكرة على الأرض ليحاول إمساكها ثم شجعه على رميها لك، كلما تحسنت مهارته في اللعبة زد المسافة بينكما قليلاً، اختر كرة بحجم رأس طفلك تقريباً حتى لا تكون صغيرة أو كبيرة جداً عليه..

٢- لعبة القطار: تساعد هذه اللعبة في تعزيز قدرة طفلك على التوازن والحركة باستقلالية كما أنها ممتعة جداً للأطفال، تحتاج فيها لشرشف أو بطانية كبيرة يجلس عليها طفلك من طرف و تمسكها انت من الطرف الآخر ثم تسحبه ببطئ و حذر حتى لا يصطدم طفلك بقطع الأثاث أو غيرها بالطريق .
يمكنك لعب لعبة مشابهة و هي هيا نسافر فتعلن عن انطلاق الطائرة لبلد معين و تحمل طفلك على ظهرك و تنطلق به في البيت حتى تصل لوجهتك .

٣-حركة سكون: تساعد هذه اللعبة طفلك على تطوير توازنه و مهارات اللغة و الاستماع كذلك، شغل موسيقى مفضلة لديكم و ابقي جهاز تحكم معك أو اطلب من شخص المساعدة بحيث يوقف الموسيقى كل فترة، عندما تبدأ الموسيقى احمل طفلك بين يديك و أرقص به و لا تخف من المبالغة في حركاتك ، رفعه للأعلى و الأسفل و الدوران.. و عندما تتوقف الموسيقى توقف و هكذا..

المرحلة العمرية ٢-٣ سنوات

١- رحلة في الطبيعة: يحب الأطفال الطبيعة و استكشافها، و يمكنك انت مشاركة طفلك في رحلة للحديقة أو المتنزه و دعوته للنظر لكل شيء عن قرب و جمع ما يجده كورود و أوراق، أحجار ملونه ،أغصان و ريش العصافير، تكلم معه عن كل ما ترون اتبع اهتمامه و ما يثير فضوله.. عند العودة للبيت أحضر قطعة من التجليد اللاصق ، أزل الورق عنها و اطلب من طفلك لصق ما جمعه عليها ثم الصق قطعة تجليد لاصق فوقها و علقها له في غرفته أو على الثلاجة.. ان تركك لطفلك ليختار ما يعجبه من الطبيعة و ترتيبه على اللاصق بالطريقة التي تعجبه يساعده على تحقيق بعض الاستقلالية و تقوية عضلات يديه و أصابعه.. حديثك معه عن ما ترون و ما تجمعون يعزز تطور اللغة لديه و يشجعه على ملاحظة التفاصيل و وصف العالم من حوله. 

٢- حوض السمك: أثري  مخيلة طفلك و أمنحه وقتاً ليستكشف عالم البحار...ما تحتاجه لهذه اللعبة هو صندوق تخزين بلاستيكي أو طبق بلاستيكي عميق، بعض الأصداف، الأسماك، الكائنات البحرية و النباتات ، جميعها بلاستيكية و متوافرة في عدة أماكن.. جهز حوض الأسماك بوضع قطعة ورق زرقاء في القاع أو ماء ان أمكنك ذلك ، شجع طفلك على استكشاف الحوض و تحريك الأسماك ، علمه حقائق عنها و عن عالم البحار.. استخدم في كلامك معه الألوان و الأشكال، دعه يتحسس كل شيء، ألفوا قصة عن سمكة مثلاً..

٣- البولينغ: يحاول الاطفال رمي الأشياء من حولهم و تحريكها بطرق عديدة ليروا ما سيحدث فهذه الطريقة التي يتعلمون بها نتيجة الحركات المختلفة، الجاذبية، الفعل و رد الفعل.. يمكنك تبادل الأدوار مع طفلك في هذه اللعبة حيث تَصُف علب بلاستيكية متوسطة الحجم و الأفضل أن تكون طويلة في صف أو اثنان، و تعطي طفلك كرة خفيفة أو لعبة محشوة و تريه كيف يصوّب رميته لإيقاع العلب (سيكون الأمر أسهل ان كان جالساً) ثم يمكنك زيادة المسافة أو تشجيعه على التسديد واقفاً.


مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الثلاثاء، 11 نوفمبر 2014

ضغوطات الأجداد، نظرات الغرباء و تصرفات أطفالك


كم مرة وجدت نفسك عالقاً في موقف تضطر فيه لاستخدام أسلوب تربية آخر لا تستخدمه عادة مع طفلك فقط لأن هناك من يراقب.. الأجداد و طريقتهم التقليدية المختلفة؟! الغرباء في المطاعم و المحلات و نظراتهم و أحكامهم؟! 

أحياناً عندما نخرج مع أطفالنا، نجدهم لا يتصرفون كما نرغب ، في الاجتماعات العائلية مثلاً يقابلون عدداً كبيراً من الناس، تزيد حماستهم بشكل لا تحتمله أجسادهم، و يتغير محيطهم و نظامهم، فتتغير تصرفاتهم و تبدأ بإربكانا. التحدي في الأمر هو أنك تحتاج للقليل من الإبداع لإيجاد طريقة ليتأقلم طفلك من دون أن يتخطى حدود الآخرين و عليك فعل هذا بوجود جمهور يراقب و ينتظر ،مثلاً أجداد يعتقدون أنك متساهل جداً مع أطفالك و عليك عقابهم أو ضربهم ..أو مارّة في الشارع يعتقدون أنك أم/ أب كسول لا تبالي لصغارك و هكذا.. لوكنا نحن أفضل و أحسنّا تربيتهم لما تصرفوا بهذا الشكل أمام الناس، صحيح؟؟

بالطبع لا، حتى أكثر الأطفال أدباً و وعياً و تربية يمروّون بلحظات كهذه..هل سيتصرف طفلك بشكل أفضل ان لجأت للعقاب و الضرب مثلاً؟ ممكن.. لكنك تعرف أن هذه ليست أفضل طريقة لتشجيع التطور السليم لعقل طفلك و أنك تستطيع استخدامها فقط قبل أن يكبر طفلك كفاية ليوقفك أو يرد عليك بذات الأسلوب.. اذا كانت طريقتك مع طفلك إيجابية و عقلانية فانت لا زال عليك أن تضع الحدود له حول الناس..لكن دون التهديد أو العقاب، و أن تبقي على طريقتك هذه حتى مع وجود الناس حولك .. فلماذا لا تساعد طفلك ليصبح شخصاً يفهم حدود التصرف الملائم حول الناس و يرغب هو بالتصرف هكذا..إليك كيف: 

١- انتبه لحاجات طفلك الأساسية قبل مغادرة البيت
 لا تخرج بأطفالك لأي مكان و هم يشعرون بالجوع، التعب أو النعس.. حتى لو خططت للذهاب لتناول الغداء في الخارج مثلاً، افترض أن أطفالك سيشعرون بالجوع قبل أن تصلوا فاحمل معك بعض المأكولات الخفيفة لهم دائما. و قبل الذهاب لزيارة أحد، لبيت الجدة مثلاً، امنحهم عدة دقائق للركد و القفز و أعطهم الكثير من حبك و الضحك.. فيمكنك أن تركض خلفهم لتحاول الإمساك بهم حتى تقبلهم و تضمهم ثم تدعهم يفلتون و تعيد الكرّة..فتواصلك هذا معهم سيساعدهم على أن يكونوا أهدأ و يتعاونوا لاحقاً.

٢-حضّر طفلك للقادم
حتى لو كان طفلك رضيعاً، تكلم معه قبل الخروج و هيِئهُ لما ستفعلون في الخارج و ما تتوقعه منه.. فمثلاً " نحن ذاهبون الآن لبيت تاتا، هناك يمكنك اللعب بألعابك أو الجلوس معي لكن علينا أن نحترم أغراض غيرنا فلا نلمس شيئاً بدون استئذان" .

٣- كن حاضراً لطفلك
عادة ًيبدأ الاطفال بالتصرفات المزعجة في الأماكن العامة أو في الزيارات لشعورهم بأن غيرهم يجذب انتباهنا، فطفلك يحتاج لأن يشعر بالأمان و يتأكد من أنك منتبه عليه و موجود عندما يحتاجك فيتصرف بطريقة تجذب انتباهك.. لذا اقطع عليه الطريق و اسبقه انت..اذهب و تكلم معه كل فترة و شاركه ما يفعل لعدة دقائق ..

٤- أدعو طفلك للمشاركة
حاول إيجاد طريقة لطفلك ليشارك فيما تفعل، فعند التسوق مثلاً ، لن يكون منطقياً - من ناحية تطور الطفل و حاجاته- أن تتوقع منه أن يبقى جالساً و ينتظر انتهائك.. فالأطفال بطبيعتهم يحتاجون للاستكشاف و تجربة ما حولهم ليتعلموا.. لذا اطلب منه مهام بسيطة مثل أن يذهب و يجلب الحليب، أن ينتقي ١٠ حبات برتقال.. أن يقوم هو بدفع النقود، اسأله أسئلة عما ترون و أي نوع من الخبز تشترون.. قد يحتاج التسوق بهذه الطريقة لوقت أطول و صبر لكنك ستنهي الأمر مع طفل سعيد استغل الفرصة ليساعد و يتعلم..

٥- لا تطلب من طفلك الصبر
عندما تلاحظ علامات التعب و الملل على طفلك لا تتجاهل الأمر، فنحن عادة ما نقول "لقد انتهينا تقريباً اصبر لعشر دقائق أخرى فقط"، لكن ببساطة الأطفال الصغار لا يستطيعون التحمل لعدة دقائق أخرى، فهم سيحتاجون مساعدتك لتمالك أنفسهم و التحمل قبل أن ينهاروا..لذا توقف للحظات خذ نفساً، تواصل معه، احضنه، احمله، غني له أغنيه أو أخبره حكايه أو نكته.. فقد يكون هذا كافياً لتغيير مزاجه و مساعدته ليتحمل قليلاً.

٦- إبدأ بالتعاطف مع طفلك قبل حل المشاكل
يتعاون الأطفال بشكل أكبر و يصبحون أهدأ عندما نُشعرهم بأننا نسمعهم و نفهم ما يمرون به..أظهر لطفلك أنك تقدر صبره و تحمله مثلاً عندما ينتظر معك في الدور لوقت طويل" أنا أقدر انتظارك و صبرك معي بالرغم من صعوبة الأمر عليك.. شكرًا لك"، أو "أرى كم ترغب بالقفز على مقاعد جدتك، معك حق فهي طرية و واسعة، دعني أساعدك في إيجاد أمر آخر لتفعله"

٧-التزم بفرض حدودك حتى ان قاوم طفلك
ان كنت خارجاً و أراد طفلك أكل الحلوى قبل الغداء مثلاً و هو يعرف أنه لا يستطيع، سيتوجب عليك التعاطف مع رغبته أولاً لكن عليك أن تثبت على ما تفرضه عليه و لا تشعر أنك مضطر للانصياع لطلبه حتى لا يحرجك أمام الأهل أو في الشارع ..قد يحتاج للبكاء لمدة قد يبدي غضبا و لكن ثباتك و حزمك مع تعاطفك هو ما سيساعده على تقبل القوانين في الظروف المختلفة..فانت لا تريده أن يستغل وجود الناس من حولكم ليطلب ما يريد..

٨- قدّر دوافع طفلك و جد له بدائل
انظر للدافع خلف تصرف طفلك.. ان كان يرغب بالركض في مكان لا يستطيع الركض فيه، اتفق معه على بديل " لقد جلست في السيارة لفترة طويلة و ترغب الآن بالركض، لكنا لا نستطيع الركض هنا، هيا فلنخرج لنركض ٥ دقائق و نعود.. ما رأيك؟" 

٩- اجعل لكم خصوصية كعائلة
بالطبع لن تستطيع أن تجد مكاناً خالياً في كل المواقف لكن عندما يحتاج طفلك للمساعدة في موقف ما أو احتاج للبكاء و أمكنك ايجاد مكان آخر ابتعد انت و طفلك عن من حولكم .. حتى لا تضطر لتعامل مع التدخلات من الناس و كذلك قد يحرج طفلك أيضاً أن تتعامل مع الموقف أمام الأصدقاء و الأهل و غيرهم...

١٠-  تجاهل نظرات الناس أو فكر برد مناسب
عادة يمكنك تجاهل نظرات أو أحكام من حولك إلا اذا بالطبع كنت تسبب لهم الإزعاج، عندها عليك المغادرة أو محاولة تحويل انتباه طفلك لأمر آخر ..يمكنك التفكير برد لتطمّن من حولك اذا حاول أحد التدخل .. فهذه ليست حالة طوارئ و انت لا تحتاج لمن يصلح وضع طفلك قد تقول شيئاً مثل " انه بخير، نحن فقط نحتاج بعض الوقت سوياً " .
 
حاول تهدئة نفسك دائماً و تذكر أن أطفالك يتصرفون هكذا فقط لأنهم أطفال، عادة ما يتفهم الناس هذا و هدفهم من التدخل هو المساعدة، لكن في مرحلة ما قد يتوجب عليك التكلم مع الأجداد و العائلة المقربة عن طريقتك في التربية و خصوصيتك مع أطفالك ، أما الغرباء في أي مكان فانت لن تراهم مجدداً لذا اكتفي بالابتسام و قول " كلنا نمر بأيام سيئة" فلا أحد يمكنه الاختلاف على ذلك..

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 2 نوفمبر 2014

كيف تحمي طفلك من التنمُّر


يعرَّف التنمر بأنّه تصرّف عدواني غير مرغوب من طفل أو مراهق يستخدم فيه قوته الجسدية، مكانته و شهرته أو معلومات شخصية يعرفها عن طفل آخر ليؤذيه أو يجبره على فعل أمر ما.

هل يمكن لأيٍّ منّا أن يمنع تعرّض أطفاله للتنمّر؟! للأسف لا، فلطالما كان هناك أطفال يسيؤون استخدام القوة لاستضعاف غيرهم، إمّا لأنهم يعانون أنفسهم و يعكسون معاناتهم بمثل هذه التصرفات أو لأنّ قدرتهم على التعاطف مع من حولهم لا زالت في مرحلة التطور، فهي مرحلة طبيعية من مراحل النمو تبدأ من السنة الأولى في المدرسة و تزداد حدّتها مع كل سنة تالية. واجبك اتجاه طفلك ليس ان تعزله عمّن حوله لحمايته،  بل مساعدته لتطوير الوعي و القدرة اللازمة ليحمي نفسه و يطلب المساعدة من شخص مسؤول عند الحاجة . كيف؟ إليك بعض النصائح:

١- كن مثالاً لطفلك منذ الصغر
ان أفضل و أهم طريقة لتربية أطفال بعيدين عن التنمٍّر هو تربيتهم على أساس الحب و الاحترام، و ليس باستخدام القوّة للتحكم بهم، فان كان الضرب طريقتك لتأديب ابنك، سيتعلّم أن استخدام القوة الجسدية هي الحل للمشاكل ، فأما يبدأ باستخدامها مع غيره إن كان هو الطرف الأقوى أو يسمح لغيره بضربه و التطاول عليه إن كان هو الطرف الأضعف. 

٢- كن مثالاً لأطفالك بتعاملك مع غيرك
اذا كنت تتخلّى عن حقك و لا تصرّ عليه و غالباً ما تتنازل حتّى تتحاشى الإحراج و المشاكل، فقد حان الوقت لتغيّر ذلك، فطفلك يراقبك و يتعلّم منك.. عليك أن تعوّد نفسك أن تستخدم أسلوباً لا يُنقِص من احترام أحد لتفصح عما تريد، و أن تعبّر بوضوح و أدب عمّا لا تقبله. 

٣-حافظ على علاقة قوية مع طفلك
الطفل الذي يشعر بالوحدة غالبًاً ما يتعرّض للتنمّر، حاول ان تكون قريباً دائماً من طفلك و تذكر أن التربية هي ٩٠٪ علاقة قوية و تواصل مع طفلك و ١٠٪ توجيه و تعليم. افتح له المجال ليثق بك و يحدّثك عن كل ما يجري معه. 

٤- علّم طفلك طرق ليضمن حقه بأدب
على طفلك أن يراك تفعل ذلك، لكن عليك أيضاً أن تعلّمه طرق ليعبر عن ما يريد و في نفس الوقت يُبقي على الاحترام لمن حوله علّمه جملاً مثل:
"حان دوري الآن" أو "أريد دوراً الآن"
"لو سمحت أوقف ذلك الآن"
"أبعد يديك عني"
"لا يعجبني مناداتك لي بهذا الاسم، ناديني باسمي "
"لن أتركك تؤذيني"

٥- علّم طفلك مهارات اجتماعية
عادةً ما يستغل الأطفال المتنمّرين انطوائية و عدم انخراط طفل آخر في مجموعة، العب مع طفلك ألعاب تعلّمهم كيف يعرفون بأنفسهم أو يبدأون باللعب مع غيرهم، ساعدهم على الاختلاط و التغلب على خجلهم ، لأنّه في سنوات المدرسة يحتاج كثيرٌ من الأطفال لأن يتقبّلهم غيرهم في (شِلَلهم) فيتنازلون كثيراً و يسمحون لمن هو أقوى منهم في هذه المجموعة بسوء معاملتهم فقط ليكونوا ضمن المجموعة.

٦- علّم طفلك تجنب المتنمرين
عادةً ما يستغل الأولاد غياب البالغين ليتنمّروا على غيرهم، لذا إن كان طفلك يتعرّض للاستضعاف في المدرسة، ذكّره أن يتجنب الأماكن الخالية و المنعزلة و أن يبقى حول غيره من الطلاب و المعلمين .

٧- علّم طفلك أنه لا عيب في أن يشعر بالخوف و يطلب المساعدة
علّمه أنه من الطبيعي أن يشعر بالخوف إن حاول أحدهم إيذائه أو إجباره على أمر ما، لذا لا عيب أبداً في ان يترك الموقف و يمشي، أو أن يذهب لشخص بالغ و يطلب المساعدة.

٨- علّم طفلك التدخّل و مساعدة من يتعرّض للتنمّر
و ليس فقط الوقوف و مع المتفرجين، من أفضل الطرق ليتدخل:

يبعد الطفل المستضعف عن الخطر ان يذهب و يقف مع الطفل المستضعف، يأخذه و يمشي معه بعيداً، باتجاه أحد البالغين أو المعلمين، و أن يقول شيئاً مثل "أرسلتني المعلمة لأجدك"، "تبدو منزعجا"، "كنت أبحث عنك".

اطلب المساعدة ممن حولك يحتاج المتنمّر لجمهور ليظهر قوته، لذا علّم طفلك عندما يتدخّل أن يستغل وقوف الأطفال المحايدين و يضمّهم لطرفه، يطلب مساعدتهم، و يواجه المتنمّر مثل "انك تتصرف بلؤم" ثم يؤشر لباقي الأطفال "هيا فلنذهب " . 

٩- العب أدواراً مختلفة مع طفلك 
العب مع طفلك لعبة الأدوار لتعلّمه كيف يتعامل مع من يستفزّه و يتنمّر عليه، تفيد الأبحاث ان التنمٍّر يبدأ عادةً بالمضايقة و الاستفزاز بالكلام، ردّة فعل الطفل على هذه المرحلة الأولى هي عادة ما يحدّد استمرار استضعافه أو لا. من المهم أن تحتاط و تتكلّم مع طفلك قبل تعرّضه لأي كلام مستفز ، يمكنك أن تمثّل دور متنمر أو دور طفلك، و أشر لطفلك بأن المتنمّر ينتظر ردة فعل تشعره بقوّته ليستمر في تنمّره. لذا عليه دائماً أن يتجنّب إظهار غضبه و يبدي عدم تأثّره مهما حاول الطفل المتنمّر استفزازه مثل أن يرد ب 
"أتعرف ماذا، سأختار أن أتجاهل ما قلت"
"أظن أن لدي أمر آخر لأقوم به الآن"
"لا شكرًا" ثم يدير ظهره و يذهب.. 
عندما تلعب الأدوار مع ابنك ساعده أن ينظر في عينيك و يردّد أي من هذه الجمل حتى يكتسب صوته و لهجته الثقة اللازمة.

١٠- لا تتردّد في التدخل
لا تنسى ان دورك كأم/ أب يفرض عليك حماية طفلك دائماً، فعليك أن تعلّمه كيف يدافع عن نفسه و أن تتدخل أيضاً عند الحاجة حتى لا تصل لطفلك رسالة بأنّه لوحده في هذا الأمر، فيمكنك مثلاً التكلم مع معلّميه و إدارة المدرسة، و لا تنتظر تعرّضه للأذى الجسدي فقط لأن الكلمات و اللؤم في التعامل له أيضاً نفس التأثير السيء على أطفالنا. 

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأحد، 26 أكتوبر 2014

لديك طفل "عنيد" ؟ أنت محظوظ..


محظوظ؟! نعم فتربية طفل قوي الإرادة تشكّل تحديّاً في سنينه الأولى، لكن إن كنت حسّاساً اتجاه قوة إرادته و قاومت رغبتك الداخلية بكسرها ستراه يكبر ليصبح قائداً ، لديه قدرة مميزة للوقوف أمام ضغوطات رفاقه يعرف ما يريد و لديه الدافع الداخلي و المثابرة للسعي و تحقيق أهدافه.

من هو الطفل قوي الإرادة؟
بعضنا يشكو من كون طفلهم " عنيد" و "صعب" لكن هو ليس إلّا إنساناً كاملاً، إرادته قويّة بشكل مميّز ، يقف على أرض ثابته و لا يسهل أن تحمله الرياح باتجاه هبوبها.. أي هو طفل يسعى لتعلّم و فعل الأشياء بنفسه و بطريقته و ليس فقط تََقَبُّل ما يقبله الجميع من حوله.. لذا يحاول دائماً ان يتّخذ قراراته بنفسه، دائم الاختبار لحدوده و يسمح لنفسه أحياناً بوضع رغباته فوق كل شيء و قبل أي شيء. فهو لا يريد أن يكون طفلاً صعباً لكنّه -و بسبب تصميمه و إرادته - يشعر بالإنكسار عندما ينصاع لطلبات و أوامر غيره. 

كيف تتعامل انت مع الأمر؟
هذه الصفات تجعل الطفل و الأهل دائمي الصراع و لكن أي صراع يحتاج لطرفين، فلا تقبل أنت أن تكون الطرف الأخر. إن جعلت احترامك لطفلك و لشخصيته و احترامه لك أسلوب تعاملك، ان وفرت له الخيارات ليشعر بقدرته على الاختيار لنفسه ، ستجده يتعاون و هو سعيد . كثير منا يعتقد بأهمية انصياع الأطفال و طاعتهم الدائمة، لكني أدعوك لإعادة التفكير في الأمر. بالطبع كلنا نريد أطفالاً مسؤولين و متعاونين معنا يستطيعون اختيار الصواب دوماً حتى عندما يكون الأصعب لكن انت تريده أن يرغب هو في فعل ذلك لا أن تجبره في كل مرة.

الأخلاق العالية هي اختيار الصواب دائماً مهما طُلِب منك أن تفعل، لكن الطاعة هي فعل ما يُطلَب منك أن تفعل سواءً كان صائباً أم لا. نحن بالتأكيد نريد أن يُنفِّذ أطفالنا ما نطلبه منهم، لكن ليس لأنّهم قليلو الحيلة و عليهم فعل ما يطلبه منهم أي شخص يكبرهم عمراً أو في موقع سلطة عليهم، لأن هذا الشخص قد يكون لاحقاً طفلاً أكبر منهم يتنمّر عليهم في المدرسة أو مديراً يسيء استغلالهم. بل سينفّذ طفلك طلباتك لأنّه يثق بك لأنّه على يقين بأنّه بالرغم من أنّك لا تستطيع أن توافق على جميع رغباته دائماً إلّا أنّك تتفهم هذه الرغبات و الحاجات. فأنت بالتأكيد تريد أن يكون قادراً على التمييز بمن يثق و متى يسمح لغيره بالتأثير عليه.. هذه القدرة يكتسبها طفلك فقط عندما تعلّمه أن يفكّر و يقرّر بنفسه و ليس أن يطيع ببساطة أوامر من يفوقه قدرة و سلطة.. لذا كيف يمكنك أن تسهّل حياتك من دون أن تحتاج لكسر إرادة طفلك؟

١- استخدم قوانين و أنظمة في المنزل بدلاً من الاستمرار في طلب كل شيء منه مثلاً،  "قانون البيت أن تذهب للحمّام قبل الخروج" ، "وقت النوم يطفئ الضوء في الساعة الثامنة، إن أسرعنا قليلاً قد نتمكّن من قراءة قصّتين بدلاً من واحدة "، أو في بيتنا ننهي الفروض و الواجبات قبل مشاهدة التلفاز" . فلا تعود أنت الشخص المزعج الذي لا يتوقّف عن أمرهم.

٢- تذكّر أن الطفل قوي الإرادة يتعلّم عندما يجرّب بنفسه، قد تحذّره عدّة مرات من أنّ المكواة ساخنة لكنّك تجده يستمر في محاولة الاقتراب منها و لمسها، لذا إن كان الأمر يشكّل خطراً عليه ، استمر في تذكيره بالحدود بهدوء مهما حاول اختبارها و كسرها و أبعده عن الموقف، لكن في أي حالة أخرى دعه ليجرّب و يرى النتيجة بنفسه. 

٣- امنح طفلك قوي الإرادة الحاجة للتحكم في حياته، دعه يكون المسؤول عن أكبر جزء ممّا يفعل خلال اليوم،  فالطفل الذي يشعر بالإستقلالية لا يشعر بالحاجة لمعارضتك في كل طلب و يصبح مسوؤلاً أكثر من غيره. لذا لا تستمر بالألحاح عليه لينظف أسنانه في الصباح مثلاً بل اسأله "ماذا بقي عليك ان تفعل قبل أن تغادر البيت؟" ان لم يصل للجواب بنفسه ، ذكّره "في كل صباح نشرب الحليب، ننظف أسناننا و نستخدم الحمّام ، نرتدي ملابسنا و نمشّط شعرنا، أرى أنك قد ارتديت ملابسك ، هذا ممتاز ، ماذا الآن؟ "

٤- أعط طفلك قوي الإرادة الفرصة للاختيار دائماً، إن طلبت منه فعل كل شيء بصيغة الأمر سيعارضك، لكن إن عرضت عليه خيارين مثلاً سيختار و يشعر بالسيطرة على قراراته، تأكّد من أن تكون كل الخيارات مقبولةً بالنسبة لك. إن أردت الذهاب للسوق مثلاً و لا يستطيع ابنك الاستمرار باللعب في البيت وحده يمكنك أن تخيّره بين "هل تريد أن ننطلق الآن أم بعد ١٠ دقائق؟ حسناً بعد ١٠ دقائق من دون نقاش اتفقنا، و بما انه من الممكن ان يكون صعباً عليك إنهاء اللعب في عشرة دقائق كيف يمكنني مساعدتك؟ " 

٥- امنح طفلك السلطة على جسده، إن رفض طفلك ارتداء معطفه قبل أن يخرج من البيت لأنه لا يشعر بالبرد، أو اكتفى بنصف كميّة غدائه لأنّه يشعر بالشبع،  ثق بشعوره، فجسمه يخبره بهذا و لا يتخيّل أنّه سيبرد عندما يخرج فهو الآن دافئ، "أرى أنك لا تريد ارتداء الجاكيت اليوم، أعتقد أن الجو بارد و أنا بالتأكيد سأرتدي جاكيتي . أنت بالتأكيد مسؤول عن جسمك و لا مشكله طالما انك ستحافظ عليه صحي و بأمان، أنا أقترح أن تأخذه معك في حال أن شعرت بالبرد خارجاً". طفلك لن يصاب بالتهاب رئوي قبل أن يخبرك بشعوره بالبرد و الحاجة لمعطفه إلا إذا قررت أنت أن تجعل من الموضوع معركة كأن تقول له شيئا مثل "أرأيت، قلت لك أن الجو بارد و ستحتاج للمعطف" و دفعته للمكابرة و التصميم أكثر. 

٦- استمع لطفلك، من المنطقي أن نتوقّع نحن البالغون أنّنا دائماً نعرف الأفضل لأطفالنا، لكن طفلك يصمّم على ما يريد لأن هناك وجهة نظر خلف الموضوع يقتنع بها تماماً و يريد حمايتها، لذا فقط إن توقّفت و استمعت إليه بانتباه و هدوء، و حاولت أن تعكس له ما فهمته من كلامه ستبدأ فهم سبب معاكسته لك، "أنا أسمعك، أنت لا ترغب بأن تستحم الآن، هل يمكنك إخباري المزيد؟" قد لا يبدو جوابه و سببه منطقياً بالنسبة لك لكنك تعرف السبب الآن. بالإضافة إلى ذلك، حاول دائماً أن تنظر للأمر من وجهة نظره، فإنّ غضب صغيرك لأنّك وعدته بغسل بيجامته المفضّله و نسيت الأمر، قد يبدو الأمر بالنسبة لك أنّه يعاند و لا يريد أن يرتدي أية بيجامة أخرى لكن بالنسبة له، هناك سبب جيّد لغضبه، فأنت وعدت و أخلفت بينما هو عليه أن يفي بوعوده لك دائماً، لذا يمكنك أن تعتذر و تخبره أنّك نسيت و ستحاول الوفاء بوعودك دائماً، تذهب و إياه لغسل بيجامته مثلاً أو حتى تعلمه كيف يغسل ثيابه بنفسه. 

٧- استغل الموقف لتعليمه و ليس لعقابه، مثلنا جميعاً ، الأطفال لا يتعلّمون و هم في حالة المواجهة أو الفرار، و كل طفل لديه الرغبة بإسعاد أهله، لكن كلّما عاقبته و خضت حروباً معه، كلّما قلّلت من هذه الرغبة. عندما يبدي صغيرك غضباً و انزعاجاً اصبر و ساعده على التعبير عمّا يشعر به فهذا سيبدّد تلك المشاعر، ثم و عندما يهدأ و يعود قادراً على سماعك ذكّره بحدودك و قوانين بيتك.

٨- امنح طفلك الاحترام و التعاطف، قد يعاندك طفلك لأنّه يشعر بحاجته لاحترامك له و إثبات ذاته، و بالتأكيد تفهّمك له و تعاطفك مع رغباته حتّى لو لم تحقّقها سيساعدك في التعامل معه، فمثلاً إن صمّم ابنك على أمر أنت تراه غير مناسب تماماً، لست مضطراً للموافقة لتنهي الأمر لكنك تستطيع ان توفّر له التعاطف و التفهّم . فمثلاً إن أصرّ صغيرك على ارتداء زي سوبرمان للمدرسة ، أنت لا تستطيع السماح له بذلك، لكن يمكنك إظهار تفهّمك و اقتراح حل بديل "انت تحب هذا الزي و تتمنى لو استطعت ارتدائه دائماً أليس كذلك، لكن للمدرسة زي خاص و لا يمكننا تغييره، لذا لا تستطيع ارتداءه للمدرسة، لكن ما رأيك لو أخذناه معنا لترتديه في طريق العودة للبيت؟"

تذكّر دائماً أن القوّة تدفع للمقاومة في كل الأعمار، لذا عندما تجد نفسك على وشك الدخول في صراع قوة مع صغيرك ، توقّف و تنفّس، و تذكّر أن فوزك في الموقف هو خسارتك لأهم ما يربطك به و هو علاقتك، ساعده دائماً لأن يحفظ ماء وجهه و لا يشعر بالانكسار و الانهزام لتثبت فقط أنّك كنت على حق حتى يبقى على ثقة أنّ هدفك هو حقاً مصلحته.

مع الحب 
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك:

الأربعاء، 15 أكتوبر 2014

حلول و أفكار عملّية لطفل سعيد...


تحدثنا في مقالات سابقة عن التربية الإيجابية و عن نجاحها كأسلوب حياة لتوفير بيئة تضمن أفضل نمو و تطور لعقول و شخصيات أطفالك ليصبحوا بالغين قادرين على التعامل مع من في حياتهم بعقلانية و إيجابية ، لتضمن تربية أطفال لديهم حس داخلي لأن يتعاونوا، يتعاطفوا، يلتزموا بالقوانين و الحدود و لديهم حس المسؤولية و قوة الإرادة و التصميم للنجاح..و الأهم من هذا لتضمن عائلة و بيتاً آمنا للجميع يميزه الحب و الاحترام المتبادل..

كثير منا يتساءل لكن كيف؟! بدايةً عليك أن تأخذ قراراً بتغيير طريقة تفكيرك و نظرتك لأطفالك، أن تدرك أن كلمة تربية تعني تعليم و ليس عقاب، أن تعلّم و تثقف نفسك عن أضرار و مساوئ الطرق التقليدية كالضرب ، العقاب والتهديد.. لكن ما البديل؟ إليك مجموعة من الأساليب الفعالة في تعليم أطفالك الأخلاق، القيم و التصرف ضمن حدود المقبول و الأهم بإيجابية

كن مثالا لهم
و دعني أؤكد لك ، أنك مهما حاولت أن تعلم و تغير في طفلك فهو لن يصبح أمراً انت لست عليه! نعم فهو يتعلّم كل ما يراك تفعله، كل ما يعيشه و ليس ما تطلب منه أن يفعله..تصرّف بالطريقة التي ترغب أن يتصرف بها طفلك.. دعه يراك تعامل غيرك بلطف ، تقول لو سمحت و شكرًا.. تكلم معهم باحترام ليردوا عليك بنفس الأسلوب..ان أردتهم أن لا يقاطعوا حديثك.. استمع لهم للنهاية و لا تقاطع حديثهم.. صراخك عليهم يعني صراخهم عليك و على غيرهم.. كذبك - كذبات بيضاء و صغيرة- يعني كذبهم عليك أيضاً.. 

اللعب 
عدا عن كون اللعب أمراً أساسياً لنمو و تطور كل طفل، فهو طريقتهم للتعلُّم.. تعلُّم كل ما يدور و يجري في عالمهم..اللعب مع أطفالك يمنحك فرصة لقضاء و قت جيد معهم و بالتالي تقوية علاقتك بهم و يمنحك فرصة أخرى لتعلّمهم التصرفات المرغوبة و القيم و حل بعض المشاكل التي قد يواجهونها..إليكم بعض الأمثلة :

- اخترع لعبة: مثلاً يمكنك تعليم أطفالك التصرفات الجيدة من السيئة بلعب هذه اللعبة، اكتب  مجوعة من التصرفات الجيدة و السيئة عل قصاصات من الورق الملون و المقصوص على شكل نجوم مثلاً -لمزيد من المرح-  أحضر صندوقين و ضع ورقة لتميز كل صندوق ، مثلا إشارة صح أو خطأ و اقرأ لطفلك كل تصرف و اطلب منه وضعه في الصندوق المناسب.. سيمرح؟ أكيد..سيتعلم؟ أكثر مما تعتقد..
                                                                   

- مسرح الدمى: استخدم الدمى لتمثيل مواقف و تعليم أطفالك القيم و التصرفات الصحيحة، ليس ضرورياً ان تمتلك دمى ، يمكنك استخدام الكلسات القديمة و رسم وجه لها و لبسها في كف يدك، دببتهم أو شخصياتهم المفضلة فالأطفال يستمعون و يتذكّرون أكثر باللعب..

- لعب الأدوار: العب انت دور الابن و ليلعب طفلك دورك.. مثِّل بأنّك ابنه الصغير و تحتاج لأن يعلّمك هو التصرّف الصحيح ، أو مثِّل التصرف بطريقة لائقة في كل موقف.. مثلاً يمكنكم تمثيل وقت الطعام في البيت أو أنكم تأكلون في مطعم ليتعلم آداب الطعام.. أو أنكم في زيارة مثلاً ليتعلم التصرف بلباقة مع الناس.. أو أي موقف يجد طفلك فيه صعوبة بالتصرف بشكل سليم..

- الكلمة اليومية: اختر كلمات تمثّل صفات تريد لأطفالك أن يتعلموها، أكتبها و علقها على الثلاجة ، أشرح لأطفالك معناها و استخدموها أو مثّلوها في مواقف خلال اليوم..مثل (الشكر، الأسف، الامتنان، التعاطف، التقدير، الصدق، الأمانة، بر الوالدين) فبالإضافة لتعليمهم هذه الخصال فهذا يثري مفرداتهم و لغتهم.

- القصص: بالإضافة إلى إثراء مخيّلة الطفل و مفرداته، تعدّ القصص مثاليّة لتعليم الأطفال القيم و الأخلاق، لا تكتفوا فقط بقرائتها بل أبدعوا و اصنعوا  قصصكم، اجمعوا صوراً لأطفالكم مع صور أخرى مثلاً و ألصِقوها بترتيب معين لتشكل قصّة من تأليفكم. مثل صور لطفلك يقوم بارتداء ملابسه و توضيب غرفته و استخدام الحمام لوحده و ليكن عنوانها "أعتمد على نفسي". 

 استخدم وسائل مرئية
يجد الأطفال الصغار عادة صعوبةً في تذكر فعل كل شيء عليهم القيام به أو إتمامه للنهاية، فنجد أنفسنا نذكرهم باستمرار و أحياناً نفقد أعصابنا لعدم استجابتهم، تعتبر الصور ( محفّزاً بصريّاً) لطفلك كما أنها بسيطة جداً و لا تحتاج لجهد أو وقت لصنعها، طريقة ممتعه لتذكير طفلك بمهامه و ادائها كاملةً لوحده فيتعلّم المسؤولية. يمكنكم طباعة روتين الصباح و المساء، و يمكنكم الإبداع بجداول أخرى لأطفالكم.



التفاعل مع من حولهم
 إنّ قضاء يوم في الحديقة أو الذهاب للألعاب و الاختلاط مع أطفال آخرين فرصة جيدة للتعلم، لكن ماذا لو اختلط طفلك بطفل لا يتصرف بطريقة لائقة؟! هذه فرصة أفضل ليتعلّم أيضاً.. إذ يمكنم التكلّم عن هذا التصرف -و ليس عن الطفل- و كيف يؤثّر سلباً على من حوله و ما هو التصرف البديل المناسب.

التعاطف
من أهم الأمور التي يتوجب علينا تعليمها لأطفالنا هي "الذكاء العاطفي"، فتقبل جميع مشاعرهم مهما كانت لا يعني تقبل تصرفاتهم و لكنه يساعدهم على التحكّم و التعامل مع هذه المشاعر الكبيرة كالخوف و الغيرة و بالتالي التحكم في تصرّفاتهم الناتجة عنها.

الكلام مع أطفالك
تكلّم مع أطفالك عن أي شيء و كل شيء كن مستعداً لسماعهم دائماً، لا تعطي أحكاما أو نصائح فقط اسمعهم.. فهذا يقوّي علاقتك بهم و ثقتهم بك.

مع الحب
لانا أبو حميدان

مواضيع إخترناها لك: